أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - قم يا مصري من أجل كل عربي














المزيد.....

قم يا مصري من أجل كل عربي


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 21:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تذكرت نشيداَ رائعاَ تعلمناه في مصر ونحن صغار يقول بالعامية المصرية :
قم يا مصري مصر دايماَ بتناديك
خد بنصري نصري دين واجب عليك

تحققت المعجزة أخيراَ وسقط الطاغية غير المبارك. نجح شباب مصر في تلبية ندائها بتحريرها من أقوى وأعند وأفسد فرعون حكمها عبر تاريخها الطويل .لا أبالغ عندما أقول أننا أمام واحدة من أعظم الثورات الشعبية في التاريخ قام بها شباب أعزل أمام أعتى جهاز أمني في العالم .

لم يتورع نظام الطاغية عن استخدام كل وسائل القمع والترويع المتاحة لديه ابتداء بمئات الألوف من زبانية الشرطة المسلحين بالأسلحة النارية والقنابل المسيلة للدموع وأجهزة الصعق الكهربائي والسيارات المدرعة والبلطجية والمجرمين المسلحين بالسكاكين والعصي والحجارة والجمال و الخيل والبغال. هذا بالإضافة إلى لجوء الحكومة لقطع خدمات الإنترنت والتليفونات المحمولة لتعقيد الأمور وإشاعة اليأس لدى المتظاهرين بل أن الديكتاتور المجرم حاول إقناع قيادات الجيش باستخدام أسلحة الجيش لضرب المتظاهرين.

لقد تجرد المجرم من كل مشاعر الإنسانية والكرامة وتحول إلى وحش غاضب يريد البقاء في الحكم ضد إرادة الشعب بأي ثمن من أجل الانتقام من كل من تجرأ على مطالبته بالرحيل حتى ولو كان الثمن تدمير مصر كلها، وقد ظهرت نواياه جلية في حديثه البغيض إبان الأزمة عندما خير شعب مصر بين الاستقرار في حال استمراره والفوضى والرعب في حال إجباره على الرحيل. هذا المجرم الذي كان يدعي حتى آخر لحظة من حكمه البغيض أنه طاهر اليد و ينحاز دائما للفقراء، ثبت أنه كان لصا كبيرا وأن سبب إصراره على البقاء في السلطة لعدة اشهر أخرى هو إخفاء البلايين من الدولارات التي قام هو و أسرته عبر فترة حكمه على نهبها من فقراء مصر.

لقد أثبت شباب مصر أن إرادة الشعوب مهما طالت المعاناة ومهما ذاد جبروت الطغاة لابد أن تنتصر،وكم كان أبو القاسم الشابي حكيماَ عندما قال: : إذا الشعب يوماَ أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

لقد أعاد شباب مصر الحياة والأمل والحلم ليس لمصر وحدها ولكن لكل الشعوب العربية المظلومة والمتشوقة للحرية والعزة والكرامة والمتطلعة لنبذ الفساد والاستبداد عنها.
لقد انتزعت الثورة المصرية اعترافاَ صريحاَ ومدوياَ من الرئيس الأمريكي أوباما عندما قال عشية الثورة إنها ثورة تعييد كتابة التاريخ وإنها ثورة ألهمت العالم كله بسلميتها وتحضرها ضد نظام ديكتاتوري فاسد لا يعرف الرحمة.

لا ينبغي أن تنسينا فرحة التخلص من الطغاة في مصر وتونس شهداء وجرحى وضحايا الثورة فلابد أن نقيم نصب تذكاري في كل من ميدان التحرير وميدان الحبيب بورقيبة يحفر عليه أسماء كل الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة فداءاَ لأوطانهم من أجل حياة كريمة لأجيال الحاضر و المستقبل وينبغي أن نشمل أسرهم بالرعاية التي تليق بهم فهذا أقل شيء يمكن أن يقدم لهم.

ولا ينبغي أن تنسينا فرحتنا تقديرنا وعرفاننا لشعب تونس العظيم التي أوقدت ثورته حماس شبابنا وكانت الملهم الأول لهم، ولا ينبغي أن ننسى دور قناة الجزيرة التي أسهم إصرارها على إبقاء بثها المباشر من ميدان التحرير لنقل فظائع وجرائم نظام الديكتاتور إلى العالم كله في نجاح الثورة بالرغم من لجوء النظام إلى قطع إشارتها في مصر واعتقال مذيعيها ومراسليها.

وتحية تقدير وعرفان لمواقع جوجل و فيسبوك و تويتر على دعمهم لشباب مصر وثورتهم وحرصهم على الإبقاء على تواصل الشباب أثناء اللحظات العصيبة لمخاض الثورة.

ولا ينبغي أن تنسينا فرحتنا أننا لم نحطم من جبل الفساد والاستبداد في مصر سوى قمته، أما قاعدته العريضة فلا زالت بعافية ومخفية تحت الماء مثل جبل الجليد، لقد زرع الطاغية الفساد في كل مفاصل ومؤسسات مصر خلال الثلاثين عاماً الماضية حتى يظل في الحكم أبداً ويورث ابنه من بعده.
ينبغي أن نكون متيقظين دائما وأن نحث الجيش على تنفيذ وعوده في الأشهر القادمة بتسليم الحكم لحكومة مدنية منتخبة وحل مجلس الوزراء الحالي الذي شكله الطاغية قبل رحيله من المقربين لديه وإعداد دستور جديد ورفع حالة الطوارئ وتنظيف كل أجهزة الإعلام والصحافة القومية من كل ما لحق بها من وسخات الإعلاميين المنافقين والأفاقين.

وبعد فإن الطريق إلى الديمقراطية الحقيقية مازال طويلا ووعرا ولكن ثورة 25 يناير وضعت هذا الشعب العظيم الذي صبر وتحمل كثيراً على خط البداية الصحيحة وسوف يصل إلى نهايته بمشيئة الله وعزيمة الرجال.

قوم يا مصري كل عربي بيناديك


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يريد البابا شنودة؟
- لن ننسى أيها الطغاة
- الدين والاستبداد والثورة
- الثورة التونسية وانعكاساتها المستقبلية
- أن تكون متديناَ
- اللغة العربية تحتضر
- عرض مبسط لآخر تطورات الاقتصاد العالمي
- نداء إلى المسلمين والمسيحيين في العالم العربي
- صراع العلم والدين..الى أين؟
- خريف الرئيس
- وفاة أعظم مفكر عربي معاصر د.محمد أركون
- عودة الحمار ( الجزء الثاني )
- عن الكرة و السياسة والفساد في مصر
- الشعوب العربية ومعضلة رجال الدين
- البرادعي والسفيرة الأمريكية
- الاقتصاد والعولمة
- البقاء للأقذر
- ذكريات حب الطفولة
- البرادعي و الإخوان المسلمون
- خناقة على من يركب الحمار


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - قم يا مصري من أجل كل عربي