أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشامي - نحو خطاب ثقافي جديد














المزيد.....

نحو خطاب ثقافي جديد


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 16:45
المحور: حقوق الانسان
    


إن البحث عن مشروع ثقافي جديد يعني تصزرا شاملا.. فالثقافة هي منتج اجتماعي واقتصادي وفكري.. وبالتالي فهى أوسع وأشمل بكثير من الأيديولوجيا ومن النظريات الاقتصادية والاجتماعية المتباينة والمختلفة. والمضمون الحقيق للثقافة لايمكن تصنيفه اشتراكيا أو رأسماليا أو راديكاليا.. فليس هناك ثقافة دون مضمون إنساني نبيل.. فإما ازدهار ثقافي وفكري.. وإما تخلف ثقافي وفكري.

وحيث إن الثقافة ومستقبلها لاترتبط بانتصار دولة أو هزيمة أخرى.. لذلك لابد من تجاوز تلك النظرات الضيقة التي بانتصار دولة أو هزيمة أخرى.. لذلك لابد من تجاوز تلك النظرات الضيقة التي تحاول تفسير الثقافة تفسيرا سياسيا فجا يقوم على اللحظة الراهنة.

ومقولات فوكوياما الفجة في كتابه نهاية التاريخ والرجل الآخر التي يحاول البعض أن سوقها لنا لترويج ثقافة السوق والاستهلاك وأيضا توليفة (صراع وحروب الثقافات) التي صرح بها صاموئيل هنتنجتون لتكون ستارا ثقافيا لتمرير سياسات الهيمنة والسيطرة والتسلط الأمريكي، فهذه المقولات والنظريات فندها ورد عليها مثقفون ومفكرون غربيون وأمريكيون (كتاب ومفكرون من أمثال المؤرخ بول كنيدي والمفكر الإجتماعي كينيث جالبريث والكاتب الأمريكي جور فيدال) دافعوا عن حوار الحضارات وتكاملها وكشفوا مساوئ وموبقات ثقافة السوق (إذا كان للسوق ثقافة) التي تعتمد العي إلى الربح والكسب المادي هدفا أساسيا والبقاء للأقوى وتعيد صياغة مفاهيم الحق والعدالة والتفوق لتصبح منتجات لفلسفة القوة.

إن انهيار الأنظمة الأشتراكية بأشكالها الشمولية في الاتحاد السوفيتي السابق ودول شرق أوربا لايعني أبدا انهيار ثقافة هذه البلدان، ولايعني أيضا انهيار قيم المساواة والعدالة وغيرها من القيم الإنسانية النبيلة..

كما أن الانتصار الأمريكي في حروب عسكرية أو أقتصادية لايعني أبدا انتصار ثقافة السوق الأمريكية.

ولعلنا نتساءل ماهي ثقافة السوق الأمريكية ؟
إتها الثقافة التي تسود في المجتمع الرأسمالي الأمريكي حيث تسود قوانين السوق والليبرالية السياسية وهذ السوق هو الذي كان نفسه أكبر معمل لتفريخ ثقافة مزدهرة في النصف الأول من القرن العشرين،

وقامت هذه الثقافة المزدهرة على أسس وقيم معاكسة تماما للقيم والأسس التي يقوم عليها النظام الأمريكي الحالي. فهمنجواي، وريتشارد رايت، وجون شتاينبك، ومارك توين، وأوجين أونيل، وتنسي وليامز، وآرثر ميللر، وشارلي شابلن، وبول روبسون، وغيرهم من عشرات المبدعين الذين أقاموا نهضة ثقافية أمريكية معاصرة كانوا يمثلون قيما إنسانية رفيعة ويتجهون في إبداعاتهم في إتجاه مخالف إن لم يكن مناقضا للفلسفة التي يقوم عليها النظام الأمريكي الحالي وفي روسيا القيصرية والأتوقراطية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر خرج عمالقة مبدعون في العصر الذهبي لازدهار الثقافة الروسية من أمثال بوشكين، وجو جول، وتولوستوي، وتشيكوف، وديستوفسكي، وتورجنيف، وجوركي، ومايكوفسكي، وكلهم بشروا بقيم إنسانية تعلي من قيمة الإنسان والحرية ويتداخل فيها التراث الروسي مع الحلم الإنساني لتأكيد حق وقدرة الإنسان على الإبداع والابتكار وحب الحياة بعيدا عن الاستغلال والاضطهاد والقهر وفي الاتحاد السوفيتي السابق ـ وخلال مايزيد على سبعين عاما ـ لم نجد واحدا في قامة هؤلا المبدعين.

وإذا حللنا مضمون وجوهر القيم الثقافية والفكرية التي سادت في مرحلة ازدهار الثقافة الروسية في أواخر القرن التاسع عشر، وتلك التي سادت في الإبداع الثقافي الأمريكي في النصف الأول من القرن العشرين فسنجد أن كلتا التجربتين قد احتوت قيما إنسانية واحدة، وهي الحلم إلى تحريرر الإنسان من كل الموبقات التي تشل قدراته في الإبداع والابتكار.. وبعيدا عن الاستغلال والقهر والاضطهاد والتسلط.

إن المنافسة المطلوبة في مجال الإبداع الثقافي والفكري تقوم على أسس تختلف إلى حد كبير من المنافسة في السوق الرأسمالي.. ففي الأولى يكون الإنسان وإنسانيته هو القيمة العليا الأساسية والمستهدفة.. وفي الثانية يكون الكسب والربح.

حسن الشامي
رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية
[email protected]



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدوين وأبعاده المستقبلية
- حرية واستقلال الإعلام في مصر
- مناهضة العولمة .. حركة عالمية
- مشاركة المراة العربية فى الحياة العامة
- إعلام الثورة ليس إعلاما متخاذلا
- نريد إعلاما متطورا ومدروسا لتحقيق النهضة
- دور وسائل الإعلام الجديد في الثورة
- صلاحيات الرئيس تعوق الإصلاح في مصر
- عرض ومناقشة كتاب -الوجه الآخر لحزب الله-
- مكاسب كبيرة من بيزنس الدعاية الانتخابية !!
- مطلوب قانون مصري لمواجهة فساد المسؤولين
- قضايا الإصلاح السياسي في رواق ابن خلدون
- رواق ابن خلدون وقراءة في نتائج الانتخابات
- حرية الرأي والتعبير في مصر
- حرية الرأى والتعبير فى البلدان العربية
- تقرير الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي عن حادث الأسكند ...
- تقرير (مراقبون بلا حدود) عن استفتاء جنوب السودان
- أزمة حوض النيل.. حقائق التاريخ وآفاق المستقبل
- تجاوزات خطيرة في مرحلة الدعاية الانتخابية
- الانتخابات الأخيرة افتقدت لكافة معايير الشفافية والنزاهة وتج ...


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن الشامي - نحو خطاب ثقافي جديد