أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل














المزيد.....

بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن استيعابنا، بكل أطيافنا العراقية، لمفهوم الديمقراطية، تصاحبه جملة مفاهيم غريبة ودخيلة على الديمقراطية الحقيقية التي يفترض أننا بدأنا بممارستها منذ الاحتلال الاميركي للعراق. صحيح ، لا يمكننا الجزم بوجود ديمقراطية عادلة مائة بالمائة منذ زمن الأغريق "مهد الديمقراطية" حتى الآن. كانت الديمقراطية تمارس في اليونان من قبل الطبقة السائدة دون طبقة العبيد. واليوم يتحكم الرأسمال بالديمقراطية. وألصقت مختلف الألقاب بالديمقراطية مثل الديمقراطية المركزية في الاتحاد السوفييتي سابقا والديمقراطية الشعبية في الديمقراطيات التابعة للمعسكر الاشتراكي والديمقراطية الموجهة في الصين وأوجد المرحوم البزاز الديمقراطية الرشيدة. بيد أن الصفة التي بقيت ملتصقة بمفهوم الديمقراطية الصحيحة، التي يمكن أن نعتبرها حضارية، هي عدم خلط الديمقراطية بالفوضى. وبدأت هذه الظاهرة بشكلها الصحيح الذي يمكن أن يكون مثلا يفتخر به في كل من انتفاضتي تونس ومصر. وأما عندنا فحدث العكس. انقلبت الفوضى إلى الديمقراطية والديمقراطية إلى فوضى وذلك بالضبط عندما استولت الدبابات الاميركية على بغداد، حيث خرج بعض الرعاع الذين تقمصوا دور الجماهير ليمارسوا حريتهم في تطبيق الديمقراطية على طريقتهم الخاصة: نهب المتحف العراقي، حرق المكتبة المركزية، تحطيم أبواب البنوك، حرق الدوائر الحكومية وسرقة محتوياتها الخ. لقد هدموا دولتهم على رؤوسهم هم. وكأنهم جحافل جنكيزخان جاءت لتسبي بغداد.

قلنا أن تلك الممارسة صدامية صرفة، حيث مارست قواته في الكويت نفس العملية التي مارسها أحفاد هولاكو في بغداد. وظل التاريخ، تاريخنا، يتراوح في مكانه رغم أن نوافذ الحضارة المفتوحة استقبلت رياح العصر الحديث.

لم نتمكن من اسقاط نظام صدام البربري بأنفسنا، فسواء شئنا أم أبينا حررتنا الدبابات الاميركية. وهذا هو بالذات عقدتنا وعارنا الذي لن ننساه. ودعتنا عقدتنا أن نتظاهر بالتشبث بثمرة جديدة لم يسبق لنا أن ذقناها، اسمها الديمقراطية. جلبها لنا الأخوة الأمريكان، لعلها تحل مشاكلنا كدولة متعددة الأطياف، إن جاز لي أن أعتبر نفسنا دولة. بيد أننا ما أن ذقنا هذه الثمرة المحرمة، إلا وبدأت شهيتنا تنفتح بشكل غريب وأصبنا بمرض الشراهة.

وراح ممثلو الله على الأرض من أصحاب العباءات والعمائم السود والبيض الذين سمحوا لأنفسهم بالتكلم باسمه تعالى، يتصرفون بهذه الثمرة التي أنزلها الله لهم في غفلة من الزمن. وكان أن أضيف إلى مفاهيم الديمقراطية نوع جديد، اسمه ديمقراطية المحاصصة. ولهذا النوع من الديمقراطية أسماء أخرى مثل ديمقراطية الفرهود أو ديمقراطية السرقة الشرعية أي أن جيب العباءة يختلط بجيب الدولة. والقسم الآخر من ممثلي الله من الأفندية اللذين يكتفون باللحى القصيرة والخفيفة ويستغنون عن العمائم، فلهم تعريف آخر وهو ديمقراطية سلم الصعود، الذي لا نزول بعده. وهذا النوع من الديمقراطية استعملها، بعد تشذيبها، كل من علي بن زين العابدين وحسني مبارك. ومن قبلهما هتلر الذي تسلق الحكم نتيجة أخطاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني والحزب الشيوعي الالماني. وراحوا يوطدون حكمهم باسم الأكثرية المطلقة بمعاونة ايديولوجية بالية وجيش من الموظفين الفاسدين والانتهازيين المرتزقة، على أمل البقاء في السلطة مدى الحياة. إن أصحاب سياسة المحاصصة الذين يستغلون الدين ليس لتثبيت أقدامهم في السلطة حسب، بل لتحويل المجتمع إلى نسخة من الحكم الايراني الرجعي الذي ينظر إلى الشعب كقطيع من الغنم. ويأتينا رئيس الوزراء المالكي بحجة الخطورة على ما يسمى بـ(العملية السياسية) كي يتسنى له قمع التظاهرات القادمة السلمية وجر الجماهير إلى معارك جانبية وإضفاء الشرعية لاستعمال العنف. ولربما يضع المتظاهرين في خانة الارهابيين بغية إفشال التظاهرات السلمية وتلطيخها بالدم من أجل الدفاع عن عمليته السياسية الموهومة التي استمرت سبع سنوات من البؤس والبطالة والارهاب والفساد والاوساخ والافتقار إلى الماء والكهرباء والتدخل في حياة المواطن الخاصة الخ من المشاكل المزمنة.

ومع هبوب أعاصير الانفتاح على العالم العربي، تظهر الحاجة إلى الديمقراطية. وتنتصر الديمقراطية في كل من تونس ومصر ويتبين للملأ مدى هشاشة النظامين. وحين يحس القذافي بالخطر، يلجأ إلى ديمقراطية الكتاب الأخضر أو دكتاتورية البروليتاريا الليبية ويبدأ بدم بارد وبشكل فوضوي بحصد عشرات الارواح في طرابلس وبنغازي والبيضاء.. وتستمر نفس العملية في اليمن والبحرين والاردن والجزائر. وكل زعيم يحاول انقاذ كرسيه على طريقته الخاصة، ولكن هيهات. وتهب بدايات الرياح على العراق. عراق ديمقراطية المحاصصة وديمقراطية الصعود والتسلق فالنهب وأخدم نفسك بنفسك، عراق الاوساخ والمزابل المتراكمة والفقر والبطالة.. وتبدأ تباشير الاعتصامات والتظاهرات السلمية التي هي حق طبيعي من حقوق المواطن، ولكن سرعان ما يطغي المفهوم الفوضوي على المفهوم الديمقراطي في كردستان الحبيبة وتلتبس الأمور ويسقط قتلى وجرحى. منظر مأساوي يذكرنا بأيام زمان.
إن القيادة الكردية بكل فصائلها وأحزابها ومؤسساتها الرسمية تتحمل مسؤولية خرق القانون الذي كتبه وقرره البرلمان الكردستاني. هل تدركون مدى خطورة لعبكم بالنار؟ أنتم تهدمون على رؤوسكم بيتكم الذي لم تنتهوا بعد من بنائه.

وأما بالنسبة إلى عملية المالكي السياسية المهددة بالخطر، فأقول أيها السيد رئيس الوزراء، إن عمليتك، إن كانت ثمة عملية حقيقية فعلا، لن تتعرض للخطر إذا وقفت إلى جانب الجماهير وحققت مطالبهم العادلة.
في الإصغاء إلى الجماهير تكمن القوة.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي العزيز كاظم حبيب
- زهرة الثلج
- نخب الشعب المصري العظيم
- المثقف المصري والانتفاضة
- ثورة أهل الكهف
- لمحة عن تطور الكورد منذ أقدم العصور
- موضوعات حول التيار الديمقراطي العراقي
- من تاريخ الحركة العمالية العالمية صعود وأفول حركة سوليدارنوش ...
- وداعا محي الدين زنكنه
- فصل من رواية -ذاكرة مدينة منقرضة-
- وزراء أم بلطجية
- إلى صديقي كاظم حبيب
- موت شاعر
- شيء عن الفدرالية
- أقليم كردستان، مكسب تاريخي لا يجوز التفريط به
- دناصير من هذا الزمن
- عار البعث في 8 شباط 1963
- تحريف التاريخ في زمن الارهاب
- أيها البحر
- تعصب الجاهلية الاعمى


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل