أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اثنان واربعون ... يامفتري














المزيد.....

اثنان واربعون ... يامفتري


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يقال أن هارون الرشيد مات في الثانية والأربعين من عمره
كل عمره كان اثنين وأربعين عاما
هذا الرجل الذي حكم إمبراطورية مترامية الأطراف تتباين فيها الأشكال والألوان والألسن والأديان والقوميات وترك بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي مات في هذا السن المبكر
طفولته وصباه وولايته للعهد ومدة ملكه وكل الأحداث التي جرت في عهده وكل ما مدحه به الشعراء المتملقون وافتاه به الفقهاء الانتهازيون وجميع الحروب التي خاضها والإعدامات والقمع الذي مارسه جرى في اثنين وأربعين عاما لا غيرها
العقيد القذافي بلغت سني حكمه لحد الآن اثنتين وأربعين سنة بالتمام والكمال ولا نعلم متى سيمل السلطة أو يزهق منها
منذ انقلابه المشئوم في أيلول الأسود من عام 1969والى الآن وهو يحتكر ليبيا شعبا وأرضا ومقدرات ويعمل لإعداد أبنائه ليخلفوه وكأنما هي ملك أبيه أو ارث تركته له أمه
كان انقلاب الفاتح من سبتمبر كما يسميه ويحتفل به نظامه كل عام شؤما على ليبيا وشعبها بكل المقاييس
والعقيد الذي جعل كتابه الأخضر قرانا يتلى قبل كتاب الله دوخ الناس في معرفة ماهو وبم يفكر وماذا يعتنق من معتقدات
هذا الرجل كان اشتراكيا أكثر من كارل ماركس أول ما استلم الحكم وسرعان ما انقلب رأسماليا بشعا بعد تهاوي البيت السوفييتي وانهياره بعد عام 1990
هذا الرجل المهووس بفكرة الوحدة العربية أولا والأفريقية لاحقا كان من اشد الراديكاليين واتجه بعد ذلك إلى أقصى اليمين في تحول فوري ودون سابق إنذار
مواقفه من القضية الفلسطينية تضحك الثكلى
فبعد أن كان من اشد المنادين بالحرب ورفض المشاريع التفاوضية باعتبارها لا تؤدي إلى نتيجة تذكر ها هو الآن يطلع علينا بنظرية الدولة المدنية التي ينادي بها لتضم اليهود والعرب معا ويكون الفصل فيها لصندوق الاقتراع في انتخابات حرة يختار فيها الناخبون من يريدون بغض النظر عن الدين أو القومية
معروف عن القذافي انه يفعل الشيء ونقيضه ويبرر كل منهما ويعتقد بصحتهما معا دون أن يتوقف ليفكر لحظه ويسال نفسه أو يجيب على تساؤلات غيره :أيهما كان صحيحا وأيهما كان خاطئا؟
فجر طائرة لوكريي ومن ثم دفع تعويضات باهضة لذوي ضحاياها وقدم تسويات مذلة للسلطات البريطانية
بنى برنامجا نوويا ومن ثم اعترف للغرب( ودون أن يسأله احد) انه يملك برنامجا نوويا سريا ودعاهم إلى تدميره فدمروه وبأموال ليبية دفعها صاغرا
كلمة مجنون هي اقل من أن تصف حال هذا الشخص الغريب الأطوار وكلمة فوضى هي اقل من تصف طريقة إدارته للبلد
منذ انقلاب سبتمبر وليبيا تعيش في كابوس اسمه معمر ألقذافي , الأحزاب السياسية محظورة والعمل السياسي خارج نطاق لجانه الشعبية ممنوع, لا توجد صحافه مستقلة أو وسائل إعلام حرة في البلد الذي يحتكر ألقذافي ولجانه الشعبية كل وسائل إعلامه المقروءة والمرئية والمسموعة, كل وسائل الاتصالات الهاتفية مراقبة والانترنت عليه قيود ومحددات تمنع وتحظر كل ما لا يريده النظام
بعد ثورة الشعب التونسي وإسقاطه لنظام بن علي خرج علينا العقيد ألقذافي بتصريح مضحك مفاده : لماذا تعجل الشعب في إسقاط بن علي ؟ أما كان الأولى أن يتركوه ليتم ولايته الرئاسية وبعدها يرحل؟
في حينها كتبت مقالا اسمه(لا تقلق سيدي العقيد...الدور لك) توقعت فيه أن شعب ليبيا لبطل سيصحو من سباته الطويل ويطيح بالقذافي ونظامه الظالم المستبد وهاهي الأخبار تتحدث عن ذلك
بعد رحيل بن علي وبعد سقوط مبارك وتزامنا مع الحركات الشعبية المطالبة بالتغيير في اليمن والبحرين هاهو الدور الآن للقذافي ليذهب إلى مزبلة الطغاة
الشعب الليبي ينتفض , مستذكرا قيم الرجولة العربية , مستلهما بطولات الأجداد الميامين الذين كتبوا صفحات بيضاء في تاريخ مقاومة الشعوب للمحتلين والطامعين
شعب عمر المختار ينتفض
سهول ليبيا الشاسعة ورمالها المترامية الأطراف تنجب كل يوم ألف عمر متعطش للموت في سبيل الحرية
الشباب الليبي في الشوارع بمظاهرات عارمة مدوية تطالب بإسقاط النظام الذي يقطع وسائل الاتصال ويفرض قيودا على التغطية الصحفية العربية والأجنبية ويقابل المظاهرات السلمية بالنار والحديد
عشرات الشهداء هم قرابين هذا الشعب المتعطش للحرية والانعتاق وستتبعهم قرابين أخرى على الطريق
مئات الجرحى والمصابين ومئات أخرى من المعتقلين والثورة في ازدياد وازدياد حتى رحيل الجلاد
العالم الآن أعمى عن رؤية مشاهد الدماء التي تسيل في شوارع بنغازي والبيضاء وأصم عن سماع صرخات الاستغاثة للمعتقلين منهم في سجون ومعتقلات الطاغية وأبكم عن قول كلمة لا لعمليات القتل المنظم التي ترتكبها سلطات النظام بحقهم
هذه دعوة لكل الأحرار في العالم
ولكل الشرفاء الذين يفهمون معاني الإنسانية والتحضر
ولكل المسلمين
والعرب
أن يقفوا مع الشعب الليبي بكل ما يتمكنون من اجل الوصول إلى حقهم المشروع في التغيير والانعتاق
ونصيحة لهذا المفتري الضال بان يرحل
الآن..................






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر.. مصر.. مصر
- مملكة الدماء
- ومتى سترحل انت ايضا؟؟؟
- لا تقلق سيدي العقيد ..... الدور لك
- شعلة بو عزيزي
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟
- راتشيل كوري
- شكرا- أيها القتله
- اسطول الحرية ... وصلت رسالتكم/ 2


المزيد.....




- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...
- إيران تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنديد د ...
- مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين مركب بحي الشجاعية
- وباء الحمى الشوكية يضرب أطفال مخيمات غزة الشمالية


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - اثنان واربعون ... يامفتري