أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - تحالف الظلام















المزيد.....

تحالف الظلام


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طائرة ال اف 15 من افضل واهم ما انتجته مصانع السلاح الامريكيه , الطائرة من انتاج شركة لوكهيد العملاقه وتعتبر وفق المقاييس العسكرية من الطائرات القاذفه بعيدة المدى مع امكانية التزود بالوقود من الجو كي تقطع مسافات بعيده , الطائرة انتجت لاول مرة في اواخر السبعينيات ومنذ ذلك التاريخ يجري تحديثها باستمرار عبر تزويدها بمختلف اجهزة الرصد والاستشعار والتحكم وانظمة الرؤيه الليليه واجهزة التصويب عن بعد واحدث ما انتجته التكنولوجيا الحربيه الامريكية , الطائرة المذكورة ذات محركين ويمتطيها طاقم مكون من شخصين ولا تبيعها الولايات المتحدة الا لاقرب حلفاءها وبشروط معقدة واسعار باهظة
اذن ماذا تصنع(السعودية) بهذه الطائرات التي اتفقت على شراء84 طائرة منها مؤخرا بمبلغ يزيد على ثلاثين مليارا من الدولارات
ابتداءا انا اتحفظ على هذا الاسم(السعودية) وساضعه هو وما يشتق منه دائما بين قوسين وذلك لاني لا اعرف كيف ساغ (لال سعود) ان يسموا جزيرة العرب وبلاد الحرمين و ارض المقدسات الشريفه ونجد والحجاز واليمامه والربع الخالي وعسير والطائف وكل تلك الاصقاع الغالية على قلب كل عربي ومسلم باسم جدهم الاكبر ( سعود) ومدى احقيتهم بهذه التسمية
ولكن لنؤجل ذكر ذلك الان ونتسائل : ماذا يصنعون بهذه الطائرات ؟بل بكل هذه الالة الحربية الضخمة التي يحرصون على اقتناءها ويبذرون موارد شعب نجد والحجاز في الانفاق عليها؟
من المعروف ان الجيش (السعودي) هو اكثر جيوش العالم انفاقا على شراء السلاح الحديث وتخزينه وبناء المقار العسكرية و القواعد الجويه وتدريب ضباطه ومنتسبيه في ارقى المعاهد العسكريه الامريكية والاوربيه هذا من جهة ومن جهة اخرى فانه اضعف الجيوش واقلها خبرة ودراية والماما بفن الحرب وادارة العمليات الحربية وما الدورالرمزي البسيط الذي اوكل اليه في حرب الخليج الاولى والاذلال المرالذي لاقاه على يد الحوثيين في مواجهاتهم الاخيرة مع نظام علي صالح وعشرات القتلى والاسرى ومئات الجرحى الذين سقطوا في صفوفه الا ادلة بسيطة على ما نقول
اذن لماذا كل هذا السلاح ؟وضد من؟
من المعروف ان (السعودية) لم تشترك في اي من الحروب العربية ضد اسرائيل والعقيدة العسكرية والسياسية (للسعودية) قد ازالت تماما من حساباتها امكانية حرب عربية اسرائيلية جديده وتم تبني مبادرة السلام العربية التي اطلقها الملك عبد الله بشكل رسمي من قبل الجامعة العربية والفلسطينيين ايضا رغم ان المبادرة تعترف باسرائيل ضمن حدود ماقبل الخامس من حزيران من عام 1967 وتدعوللتطبيع معها
اذن لم كل هذا السلاح؟ لنعد الى بدايات الامر
نظام الحكم في (السعودية) نظام يجمع بين الثيوقراطية والملكية الاقطاعيه رغم انهما في الاصل لا يجتمعان, والملك وهو راس الهرم السلطوي فيها يرث السلطة ويورثها وهو حاكم مطلق لايقيده دستور وهو مصدر السلطات الثلاث وله ان يفوض من يختاره لادارة بعض تلك السلطات والعائلة الحاكمة من نسل(سعود الكبير) والتي تجاوز عدد اعضاءها الثمانية الاف شخص تتحكم بكل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل شبه كامل ويتوارث اعضائها مراكزهم وصلاحياتهم وامتيازاتهم مثلما يتوارثون المال والمتاع وما بقاء سعود الفيصل ونايف بن عبد العزيز في منصبيهما للخارجية والداخلية منذ اربعين عاما وتعيينهما لاولادهما واحفادهما وكلاء وزارات ومستشارين في نفس الوزارات التي يتبوءانها الا دليل على صحة هذا الامروكذلك هو الامر بالنسبة لحقيبة الدفاع التي يديرها سلطان بن عبد العزيز وولده خالد للفترة نفسها تقريبا
ولكن كيف استولى ال (سعود) على مقاليد الامور؟ ومن ساعدهم في ذلك؟
النظام (السعودي) قائم على اساس التحالف الوثيق الذي ربط بين السلطان والفقيه منذ اكثر من قرنين من الزمان , ذلك التحالف الذي جمع بين (سعود )وكان في وقتها اميرا لمنطقة صغيرة منسية تسمى الدرعية وكان طامعا في توسيع رقعة امارته ومد سلطانه على ما جاورها من البلاد في فترة شهدت ضعف وانهيار سلطة العثمانيين في الحجاز وبين فقيه اسمه محمد بن عبد الوهاب وهو شاب متشدد متطرف مطارد من قبل خصومه واعدائه بسبب افكاره التكفيرية المتزمته المستقاة من افكار سلفه بن تيمية ووجد كل منهما في الاخر ضالته المنشوده
في الحجاز الذي كان اهله مشهورين بالاعتدال والتسامح والتساهل وتقبل الاخر لم يكن محمد بن عبد الوهاب ليستطيع ان ينشر افكاره او بالاحرى ان يفرض افكاره المشدده المتزمته المرفوضه من قبل الناس ومن فقهاء عصره وعلماءه الا بمعونة سلطة قوية تحميه وتدافع عنه وتروج له وتتخذ افكاره منهجا ومدرسة وتأمر بالاخذ بها وترك ما سواها
وفي الحجاز الذي ضعفت سلطة العثمانيين فيه واخذ يديره امراء المناطق وشيوخ القبائل واشراف الناس لم يكن (سعود) ليستطيع ان يمد حكمه وسلطانه الى ما جاور الدرعيه الا بمعونة فقيه يضفي الشرعية على سلطانه ويفتي بصحة منهجه ويأمر الناس باتباعه ويحسن لهم ذلك ويفسق ويكفر من خالفه ويلقي بهم وبمن تبعهم في جهنم اجمعين
هذا هو سر التحالف الذي جمع في الماضي بين (سعود) وبين محمد بن عبد الوهاب وهو ما يجمع الى الان بين( ال سعود) وال محمد بن عبد الوهاب الذين يطلق عليهم اليوم ال الشيخ ولا زالت القسمة على حالها كما قسمها اجدادهم فلازال (ال سعود) يمسكون بالسلطة السياسية وال الشيخ بالسلطة الدينية و(ادارة الافتاء والدعوه) كما يسمونها ولازال التحالف بينهما قائما ولكن الى متى؟
العالم اصبح قرية صغيرة ووسائل النقل والاتصال الحديثة قربت كل بعيد وادوات العلم ووسائله اصبحت ميسورة متيسرة وصار بالمتناول الاطلاع على الثقافات والافكار في كل مكان من الارض والعالم سائر لا محالة نحو الانفتاح ونحو الديمقراطية وهذه هي سنة التطور والرقي ولا يمكن ان تكون(السعودية) حالة شاذة عن ذلك
لايمكن ان يدوم الامر على ما هو عليه لان الاوضاع تتغير ولان من سنة الحياة التطور ولان الانظمة المشابهه انقرضت او هي في طريقها للانقراض , لم يعد بالامكان ان يستمر الحكم الثيوقراطي الذي يدعي ان سلطته مستمدة من سلطة الرب ورضاه ولم يعد بالامكان ان تبقى الملكيات المطلقة التي لا سلطان يعلو فيها سلطة الحاكم ونحن ننهي العقد الاول من القرن الحادي والعشرين
لم يعد الامركما كان بين فهد وبن باز في الثمانينيات ولم تعد السلطة الدينية في (السعودية) تواكب المستجدات التي تحتاجها السلطة السياسية لكي تستمر وتحافظ على علاقات طيبة مع حلفاءها الغربيين
الافكار التكفيرية المتشددة لم يعد لها مكان حتى في (السعودية ) نفسها ولم تعد الدولة لتقبل ان يقف الدعاة من اتباع السلطة الدينية ليصرخون باعلى اصواتهم من على منابر المساجد منادين بالجهاد ضد الكفار لان هذا صار يوقعها في حرج شديد قد لا يقل عن الحرج الذي تسبب به انتحاريوا الحادي عشر من سبتمبر والذين تبين فيما بعد ان اغلبهم( سعوديون) وتلقوا تعليمهم الديني المتطرف في المعاهد والحلقات التي تديرها وتشرف عليها سلطة ال الشيخ
لم يعد بامكان الدولة ان تغضب امريكا وحلفاءها بسماحها ان تتحول المساجد الى اماكن لتجنيد القتلة وجمع التبرعات من اجل دعم الارهابيين في العراق
لم يعد بامكان الدولة (السعوديه) ان تسمح بفتاوى مثيرة للجدل والسخرية مثل فتوى العبيكان حول ارضاع الكبير والتي اساءت للاسلام وجعلت المسلمين مثارا للسخرية والتندر
لم يعد بامكانها ان تسمح باشهار فتاوى شيوخ التكفير الداعية الى ذبح الشيعه باعتبارهم كفارا خصوصا بعد ان بلغت نسبة هؤلاء (الكفار) خمس سكان المملكة وان كانت السلطة والحق يقال لاتحرك ساكنا تجاهها مادامت بشكل خفي وغير معلن
لم يعد بالامكان ان تظل (السعودية) هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع المرأة من قيادة السياره ولم يعد مقبولا ان توضع العراقيل امام فرصها في الدراسة او العمل او السفر وكل ذلك باسم الشريعه
ومن اشهر الدلائل على ان العلاقة بين السلطتين السياسية والدينية تمر بفترة ركود قد تسبق الانهيار هو الامر الذي اصدره الملك قبل اسابيع والذي حصر فيه الفتوى الشرعيه بهيئة كبار العلماء ومنع غيرهم منها وبطبيعة الحال فان هيئة كبار العلماء تلك معينة من قبل الملك نفسه
ومن يعلم فلربما ينقلب الفقهاء ذات يوم على السلطان الذي لطالما بنوا اركان سلطته بفتاواهم بعد ان بدأت تلوح في الافق بوادر انقلابه عليهم
وبعد ان وضحنا فيما اسلفناه طبيعة نظام الحكم (السعودي) وتركيبته وكيف استطاع ان يكون ويستمر وطبيعة العلاقة بين من يأخذ بزمام السلطة السياسية فيه وبين من يتصدى للسلطة الدينية ويمسك بتلابيبها نعود فنسأل : لماذا كل هذا السلاح في الوقت الذي تعصف فيه الازمة الاقتصادية بأركان الاقتصاد العالمي واقتصاديات الدول النفطية ومنها(السعوديه) وتنهارالبنوك والمؤسسات وتغرق الشركات والمؤسسات في الديون ويتراجع النمو الاقتصادي في البلد وتسوء الخدمات ويضاف الاف الاشخاص يوميا الى من يعيشون تحت خط الفقر, اما كان الاجدر ان تستخدم اموال التسليح من اجل ايجاد سكن لائق لاصحاب العشوائيات التي اخذت تتوسع رقعتها في قلب العاصمة الرياض واغلب المدن الكبرى وحل ازمة السكن التي اخذت بالاستفحال؟ اما كان الافضل لو انها استخدمت في تطوير شبكة الكهرباء التي اصبحت تعجز عن توفير كل ما يتطلبه الاستهلاك المتزايد للطاقه حتى صارت بعض مناطق المملكة يبرمج فيها القطع كما هو الحال عندنا في العراق؟ اما كان الاصح ان تنفق تلك الاموال في بناء البنى التحتية وبناء قاعدة صناعية متينة تحسبا لنضوب النفط او انهيار اسعاره؟
اذن من هو العدو المفترض الذي تكدس كل هذه الاسلحة تحسبا للقائه؟
هل هم الفقهاء الذين اخذت الدولة تضيق عليهم بعدما كانت تستقوي بهم والذين يستطيعون ان يسحبوا البساط من تحت قدمي الملك بفتوى واحدة ان ارادوا ذلك؟
ام هو الشعب الذي سيسألهم ذات يوم بأي حق كنتم تحكموننا ونحن لم ننتخبكم؟ وبأي حق تورثوننا لابنائكم واحفادكم من بعدهم بغير رضى منا ولا مشورة ونحن لم نختركم؟ ولماذا لا تمنحوننا الحرية التي تتمتع بها بقية شعوب الارض؟ ولماذا تستعبدون جزيرة العرب وشعبها وتسمونه باسمكم كأنما هو ملك لكم؟
والان ... انا لا زلت اجهل لم يكدسون كل هذا السلاح
فهل انتم تعرفون؟



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟
- راتشيل كوري
- شكرا- أيها القتله
- اسطول الحرية ... وصلت رسالتكم/ 2
- جامعة موسى... عقود من الفشل
- اسطول الحرية......وصلت رسالتكم
- دويلة شاليط
- لن يموت حصاروست
- لعنة التاريخ
- شعب الدولمه
- اخطاء الصبيان
- السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
- انهيار امريكا....متى سيكون؟
- حضيرة ساركوزي
- ليست دينا من الاديان


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - تحالف الظلام