أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء ابراهيم - ليست دينا من الاديان














المزيد.....

ليست دينا من الاديان


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العلمانية تهمة خطيرة مرادفة للكفر والالحاد ومعاداة الدين عند بعض الناس وصفة انسانيةحضارية تستحق الفخروالتباهي عند البعض الاخر
العلمانية لاتعني اكثر من فصل الدين عن الدولة ومن قال لكم غير هذا فكذبوه , العلمانية تضع الدين في اطاره الطبيعي الصحيح, في المعابد وفي ضمائر من يدينون به ولا مكان ثالث , العلمانية تحترم الدين بأن تبعده عن ان يكون سلعة تباع وتشترى او وسيلة للاستجداء والتسول , تبعده عن استغلال الانتهازيين والنفعيين والوصوليين, العلمانية لا تتدخل في شؤون الدين , لا تدعمه ولا تحاربه , لا تقويه ولا تضعفه , لاتسانده ولا تناوئه , لاتنافقه ولاتشاتمه
العلمانية مرتبطة بالديمقراطية وجودا وعدما , لايمكن ان تنمو في غير المجتمعات الديمقراطية التي تؤمن بالتعددية وتحترم حقوق الانسان ولهذا فمن غير المتصور ان يجد المتدينون انفسهم ممنوعين من ممارسة طقوس اديانهم وشعائرها ما دامت ممارستهم لها لا تؤذي الاخرين
ومن جهة اخرى فان العلمانية تقدم الدولة كمؤسسة ناضجة تتولى تسيير شؤون الوطن والمواطن عبر قنواتها المختلفه , الدولة للجميع ومن اجل الجميع , لا تصطبغ بصبغة دينية او مذهبية ولا يكون فيها لاحد كلمة فوق كلمة القانون
من هنا تتضح اكثر فكرة العلمانية ومفهوم فصل الدين عن الدولة فأين التعارض؟ ليست الدولة دينا بديلا عن الدين فتنافسه وليس الدين دولة داخل الدولة فيعارضها, الدولة تحمي الدين في اطار احترامها للمعتقدات وحمايتها لمعتقديها , والدين يعزز الشعور بالمواطنة الصالحة وفي هذا قد يكون داعما لمؤسسات الدولة وانشطتها
اذن من اين تأتي فكرة التعارض هذه؟ تأتي من انصاف المتدينين ومن جهلة العلمانيين
انصاف المتدينين الذين ياخذون من الدين قشوره دون اللباب يعتبرون ان الدين والدولة مرادفان لمعنى واحد لا يمكن ان نتصور منهم غير هذا , اولئك الجهلة نجد كلمة التكفير على اطراف السنتهم , يدخلون الجنة من يشاؤون ويحرقون بالنار من يبغضون , لا يرون الحق الا فيما يعتقدون ويؤمنون به يشجعهم في ذلك ويدعمهم من يقف من وراءهم من المشايخ والمعممين الذين لا يجدون غير الدين سلعة رائجة وتجارة لن تبور
وجهلة العلمانيين الذين لا يكادون يميزون بين العلمانية والالحاد , العلمانية شيء والالحاد ورفض الاديان شيء اخر وليس بينهما قرب ولا قرابه , نعم الالحاد يتعارض صراحة مع التدين وهما على طرفي نقيض لكن العلمانية ليست الحادا مثلما هي ليست تدينا ايضا, التدين والالحاد امور روحية اعتقادية في حين ان العلمانية فكرة سياسية ووسيلة من وسائل ادارة الدولة وبالتالي لا يمكن تصور وجود التعارض بينهما من حيث المبدأ
العلمانيون الجهلة يتصورون أن العلمانية جائت لمحاربة الاديان والقضاء عليها وانها باعتبارها فكرة حديثة ستكون على نقيض مع ما جاءت به الاديان من خرافات واساطير وربما كانت العلمانية رد فعل لها
ليس الامر بما تحبون ايها السادة , تبني مبدأ فصل الدين عن الدولة الذي وجد اول ما وجد في اوربا قلص من نفوذ الكنيسة باعتبارها مؤسسة تتدخل في كل مفاصل الحياة ولكنه لم يقلل من التأثير الروحي للدين ولم يتدخل في ذلك وهذا ما يجب ان يكون لدينا ايضا
ليست العلمانية دينا جديدا ولا يجب ان تكون , من الممكن ان يكون المسلم المتدين او المسيحي الملتزم او اصحاب الديانات الاخرى علمانيين ولاتنقص علمانيتهم من ايمانهم شيئا, ومن الممكن ان يكون العلماني ملحدا ودون ان تزيد علمانيته من الحاده شيئا ايضا
من يرفض ان يتعدى تاثير الكنيسة او المسجد الى التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الدولة يكون علمانيا حقا دون ان يغير من ذلك ما اذا امن بدين من الاديان ام لم يؤمن , ومن يضع الدين في مكانه الصحيح من حيث كونه اعتقاد قلبي لا يلزم ولا يخص ولا يعني غير صاحبه هو علماني سواء علم ذلك ام لم يعلم , ومن يؤمن بدولة القانون والمؤسسات التي تكفل الحريات العامة وتحترم حقوق الانسان وتعامل جميع مواطنيها على قدم المساواة هو علماني شاء ذلك ام ابى
هذه هي العلمانية يا مؤمنين ويا ملحدين , وسيلة لادارة الدولة
وليست دينا جديدا من الاديان






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسماك مشاكسه
- سوار الذهب
- الصراع مع الله
- محاكمة الحمل الوديع
- جريمة مخلة بالشرف
- لا تقتلوا يوسف شاهين
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- “ثبتها الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والع ...
- بيان من الرئاسة الروحية للدروز بعد وقف إطلاق النار بالسويداء ...
- “أغاني وبرامج تعليمية لأطفالك”.. تردد قناة طيور الجنة الجديد ...
- الشرع يثمّن موقف العشائر ويدعو لنبذ الطائفية
- “ثبتها على جهازك خلال ثواني” تردد قناة طيور الجنة 2025 الجدي ...
- كيف ضخّم كتاب -مدينة القدس زمن الحروب الصليبية- الوجود اليهو ...
- الجهاد الإسلامي: إبادة غزة لن تمر دون انعكاسات على المنطقة ا ...
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- المتحدث باسم حركة فتح: تصور اليوم التالي للحرب بغزة أصبح خطة ...
- المؤتمر اليهودي المناهض للصهيونية يدعو إلى طرد إسرائيل من ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفاء ابراهيم - ليست دينا من الاديان