أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - في ظل الطوارىء














المزيد.....

في ظل الطوارىء


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2970 - 2010 / 4 / 9 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحالات الخاصه والحوادث الاستثنائية الطارئة تستوجب تدابير خاصه لمعالجتها بغية الحد من آثارها السلبيه وتقليل الضرر الناجم عنها ما أمكن ذلك وهذه التدابير يجب أن تتناسب نوعا ومقدارا مع نوع الحاله الطارئه وحجمها ويجب ان تتزامن معها وتنتهي بانتهائها ايضا
لا اقصد فقط الحالات الناشئه عن فعل الطبيعه كالأعاصير والزلازل والفيضانات وما شابهها بل ايضا الناجمه عن اخطاء بشريه كانفجار مفاعل نووي او انهيار منجم فحم اوحرائق الغابات او حدوث تسرب إشعاعي او كيميائي او غرق ناقلة نفط وما الى ذلك
لابل حتى الحالات الناجمه عن أفعال بشريه متعمده كنوع من أنواع التعبير السياسي مثل الصراع العسكري والتمرد المسلح والاضطرابات العرقيه والطائفيه والحرب الاهليه وبما يؤدي الى تعريض امن الدوله وامن مواطنيها للخطر
ولان الآراء السياسيه لاتتفق دوما بل هي بالضروره مختلفه ولان التنوع السياسي يوجب تنوعا في الرأي وتنوعا في طريقة التعبير عنه ولان طرق التعبير عن الراي قد لاتكون دوما بشكل حضاري ومنظم ووفقا للقوانين السائده وبما لايؤثر على سير عمل المؤسسات ومصالح الافراد......لكل هذا قد تقوم بعض الدول بفرض اجراءات صارمه لمعالجة مثل هذه الاوضاع الطارئه وتتخذ سلسله من التدابير المناسبه بعد اعلان ما صار معروفا بحالة الطوارئ
قد تشمل هذه التدابير منعا للتجوال بعض ساعات اليوم ولأيام معدودة فقط بغية فرض الامن والمحافظه على النظام او منعا مؤقتا للتجمهر والتظاهر من اجل حماية الارواح والممتلكات العامه والخاصه من مثيري الشغب والغوغاء وقد تشمل حظر بعض المطبوعات والصحف التي تحرض على الفتنه وتصب الزيت على النار اضافة الى امور اخرى من هذا القبيل
والمهم ان تكون هذه التدابير متناسبه من حيث القوه مع الحاله الطارئه فلا هي بالضعيفه غير المجديه ولا بالشديدة القاسيه ومتناسبه معها من حيث نوعها ايضا لان لكل حاله طارئه تدبيرا او مجموعة تدابير تحد من آثارها وليس بالضروره ان تتشابه التدابير المتخذة بشأن الحالات الطارئة التي تهدد الأمن وسلامة الأفراد والمؤسسات ما دامت هذه الحالات نفسها غير متشابهه
وكذلك فان التوقيت مهم والأرجح ان يكون بعد نشوء الحاله وينقضي بانقضائها وعودة الأمور الى ماكانت عليه,ويجب ان تكون احكام الطوارئ هذه متوافقه مع القانون وليست بديلا عنه أو معدلة له
والآن وبعد ان عرفنا كل هذا هلموا لنتساءل : لماذا تكون حالات الطوارئ لدينا دائمة بدوام الانظمه التي أوجدتها؟ ولماذا لاتتناسب مع السبب الذي وجدت من اجله ؟ولماذا لاتخضع لأي قانون ولا يقبل الطعن فيها أمام أية جهة كانت؟
في مصر مثلا مازالت حالة الطوارئ مفروضة منذ اغتيال السادات قبل ثلاثة عقود مع ان نصف المصريين وهم المولودون في ثمانينيات القرن الماضي لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما فارقت روحه الدنيا والأمر ليس أحسن من ذلك في إيران والجزائر واليمن والسودان وموريتانيا وكثير غيرها من الدول
ولماذا تشمل أحكام الطوارئ منع التظاهر حتى ولو من اجل زيادة الأجور أو احتجاجا على غلاء المعيشه او رفع اسعار الخبز والمحروقات؟ ولماذا تشمل إغلاق الصحف والمطبوعات ومصادرة أعدادها وحبس رؤساء تحريرها لمجرد أنهم أشاروا من بعيد إلى شخص الحاكم او احد افراد حاشيته المقربين؟ ولماذا يمنع من السفر من لايحب الحكومه ولا يسير في فلكها حتى لو كان هذا السفر لغرض الحج اوالعلاج؟ ولماذا تعتقل الكتب على حدود بلداننا وتحجب مواقع مختاره من الانترنت بحجة حالة الطوارئ؟
لانعلم هل سيأتي اليوم الذي نمنع فيه من الضحك لانه يخل بالأمن؟ أو نمنع من البكاء لأنه يهدد وحدة البلد أو ربما نمنع من النوم خشية ان نحلم بمعاداة الحاكم.......لانعلم فكل شيء ممكن في ظل حالة الطوارئ ..







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- إعلام إيراني: إسرائيل تهاجم مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الر ...
- زيلينسكي يعول على حزمة أسلحة أمريكية موعودة لأوكرانيا
- مصر تحذر من استمرار التصعيد الإسرائيلي الإيراني على أمن المن ...
- لحظة استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (فيديوها ...
- لقطات من داخل مستشفى الفارابي بمدينة كرمنشاه غربي إيران عقب ...
- ترامب: الأمر مؤلم لكلا الطرفين.. إيران لن تنتصر بالحرب على ا ...
- هل مقعد 11a هو الأكثر أماناً على الطائرات؟
- نتنياهو: إسرائيل على طريق النصر وعلى سكان طهران إخلاء المدين ...
- -سي إن إن-: ترامب يتجنب المواجهة مع إيران لكن الجمهوريين يحث ...
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - في ظل الطوارىء