أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - عراق العجم














المزيد.....

عراق العجم


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 19:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أتذكر متى سمعت بهذا الاسم أول مره.....أظن انه في فتره الدراسه الاوليه عندما كنت مغرما بالغوص في بطون كتب التاريخ القديم و قراءتها في كل حين,واعتقد أن المقصود به الجزأين الأوسط والجنوبي من العراق القديم الذين كانا محتلين من قبل الدوله الفارسيه أو خاضعين لنفوذها منذ أمد بعيد
من المعروف أن القبائل العربية كانت تسكن اجزاءا" واسعة من بلاد ما بين النهرين منذ القرن الثاني للميلاد مثلما كان يسكنه الكرد والكلدواشوريون والمندائيون وأقوام أخرى غيرهم
هذه القبائل القادمة من شبه جزيرة العرب حيث القحط والجوع والغزوات والحروب كانت روح البداوة متأصلة فيها,لا قانون غير أعراف العشيره ولا قضاة غير شيوخها وبالتالي كانوا رعايا غير مريحين وكان من الصعب على الدولة الفارسية أن تخضعهم بشكل كامل إذ طالما هاجموا وبما يشبه حروب العصابات المدن والممتلكات والقوافل وجعلوا الأمن رهين مشيئتهم فقط ولطالما أرسلت الدولة الحملات التأديبية المتكررة لكسر شوكتهم واخضاعهم
ويبدو إن هذا هو السبب الذي جعل الفرس آخر الأمر يمنحونهم حكما ذاتيا فضفاضا ويعينون ولاة هذه المناطق من العرب لغرض بسط نفوذ الدولة وجباية الخراج ولان الطبع يغلب التطبع والعربي بطبيعته حاد الطباع شديد الأنفه صعب الانقياد ما لبث ملوك الحيره أن تمردوا على حكام فارس الذين سارعوا الى ارسال حملات عسكريه بطشت آخرها بالنعمان آخر ملوكهم
هذه الأحداث تمرامام عيني كالشريط السينمائي وأنا اتابع المشهد العراقي هذه الأيام,المشهد العراقي الذي تكتب فصوله ويعد له السيناريو وتوفر مستلزمات إخراجه في إيران ليجري تصويره فيما بعد في شوارع بغداد التي تتعالى فيها أصوات القنابل ويغطي سماءها دخان الانفجارات
ايران على مدى التاريخ كانت طموحاتها السياسيه اكبر من حجمها الجغرافي ولأنها محصورة من الشرق بجيرانها الروس الأقوياء ومن الغرب بقبائل قويه تختلف معها فكريا وعقائديا منذ الأزل ومن الجنوب بالخليج كحاجز طبيعي فأين يمكن لها أن تتوسع وتمد نفوذها؟ انه العراق ولا احد سواه وهنا يوظف الإيرانيون الدين أروع توظيف وبما يجعل مهمتهم أسهل
المشهد العراقي مؤلم,مباحثات تشكيل الحكومه تجري في إيران وربما تعلن من هناك وربما سيعلم الإيرانيون من سيشكل حكومة العراق القادمه قبل أن يعلم به العراقيون لان التدخل الإيراني في الشأن العراقي أصبح مخجلا حتى لمن لا يعرف الخجل
انفراد إيران بالعراق قد يعود في بعض أسبابه الى العلاقة الوطيدة التي تربط قادة ائتلافه الحاكم بإيران وزعماءها أيام كانوا منفيين هناك ومنهم من لا زالت عائلته تقيم في إيران وتدار مصالحه التجارية فيها ولكن بالتأكيد تعود اغلب أسبابه الى نفور العرب من العراق الجديد وعدم رغبتهم في إعادته الى الجسم العربي الذي كان جزءا مهما فيه
غريب حال العرب,يشكون من تدخل إيران في الشأن العراقي متناسين أن إيران هي أول من أرسل سفيرا الى بغداد بينما هم والى وقت قريب كانوا ممتنعين عن إرسال سفراءهم إليها وسفراؤهم الى الآن لا يزيدون عن أصابع اليد الواحدة ومتناسين أن نجاد قد وطأت قدماه بغداد قبل أي زعيم عربي وان المسؤولين والتجار الإيرانيين يتقاطرون على بغداد التي يخاف العرب أن تمر طائراتهم بأجوائها
العرب يتكلمون كثيرا في مؤتمراتهم عن دعم الشعب العراقي والحرص على وحدته وأمنه واستقراره وهم إلى الآن لا يتقبلون أن يكون رئيسه من قومية غير قوميتهم أو رئيس وزراءه من مذهب لا يدينون به وان كانوا يعلمون إن العراق متعدد القوميات والأديان والمذاهب
العرب يتباكون على عروبة العراق شبه الخالي من سفراءهم الخارج عن دائرة اهتماماتهم الذي يحرض خطباؤهم على قتل نصف شعبه ويجمعون الأموال علانية وتحت سمع وبصر حكامهم لقتل النصف الآخر
إلى الآن يستقبل حكام العرب مسؤولي نظام ما قبل 2003 ويتلقونهم بحفاوة يفتقدها المسؤولون الحاليون عند لقاءهم بهم
أنا اعذرهم لان العقل العربي لم يفهم يوما ولا يفهم الآن ولا أظنه سيفهم كيف يترك حكام العراق السلطة بعد أربع سنوات إن لم يستجدوا الشعب ليعيد انتخابهم...اعذرهم لأنهم لم يروا حكامهم إلا وهم يطيح بهم العسكر فيعتقلونهم أو يزهقون أرواحهم أو يراهم يموتون على كراسي عروشهم وقد بلغوا من العمر أرذله أو منفيين بعد أن ينتزع السلطة منهم أبناؤهم
معذورون هم العرب إن لم يفهموا أو فهموا ولم يتفهموا طبيعة ماجرى وما يجري في العراق ولكن لا احد يعذرهم إن ظلوا يشكون من ازدياد النفوذ الإيراني في العراق أوتدخل إيران في الشأن العراقي ما داموا يريدون أن يبقى عراق العجم






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - عراق العجم