أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - لا تقتلوا يوسف شاهين














المزيد.....

لا تقتلوا يوسف شاهين


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 17:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوسف شاهين احد أهم أعمدة السينما المصرية وقد يكون من أهم الممثلين و المخرجين السينمائيين الذين ساهموا في اغناء الفن السابع على مستوى العالم بأسره
شاهين فنان بمعنى الكلمة,فنان من الطراز الأول,يعتبر الفن رسالة وقضية مقدسه,مخرج عبقري, له بصمات خاصة في العملية الإخراجية للفلم السينمائي, محبوب من جميع من عمل معه وعرفه حتى وان اختلف معه ,كان دقيقا وحريصا على أدق التفاصيل وكان على استعداد لان يتأخر في عمله حتى منتصف الليل متحديا التعب والإرهاق وتقدم العمر ويعيد تصوير المشهد عشرات المرات حتى يحصل على مايرتضيه ويروق له
مثل شاهين واخرج أفلاما تصور كل أوجه الشخصية المصرية الطيبة وكان له أصدقاء كثيرون ومعجبون أكثر لأنه كان شخصا مميزا في عمله وإنسانيته معا
لم يكن يوم موته عاديا, الكل حزن لفراقه الجميع, بكى لرحيله انهالت كلمات التأبين من أصدقائه ومحبيه ومعجبيه وملأت أوقات الفضائيات واحتلت أوجه الصحف والمواقع الاليكترونية
ما لفت انتباهي حينها هو الأنباء التي سمعتها من أن جثمانه قد وضع في كنيسة ما لا اعرف اسمها وأقيم قداس أو ما شابه ذلك وتليت الصلوات على روحه قبل أن يدلى في حفرته كانت مفاجأة لي أن اعرف إن الرجل كان قبطيا وربما كانت مفاجأة أيضا لكثير من المصريين أنفسهم ولكن كيف كان لي أن اعرف فأسمه الأول يوسف وهو اسم متداول عند الديانات الثلاث واسم الأخير شاهين وهو اسم عربي أصيل لنوع من أنواع الطيور الجارحة المعروفه وهو بعد ذلك قد ولد ونشأ وعاش وعمل في بلد اغلب سكانه مسلمون ولا شيء على الإطلاق يدل على كونه مسيحيا
عاش يوسف مصريا ومات كذلك بل كان مصريا بشكل لايوصف
مصر على مدى تاريخها كانت أنموذجا يحتذى للتسامح الديني, كانت مثالا واضحا لتعايش الأديان والثقافات على مر العصور ولم تعرف مصر التشدد الديني في تاريخها وكانت الأقليات الدينية فيها على الدوام محترمه, تجاهر بأديانها وتمارس طقوسها بكل حريه
ربما يعود السبب في ذلك إلى طبيعة الشعب المصري الطيبة والمتسامحة المصريون أبناء حضارة وبناة حضارة ومصر كانت قبلة الدنيا أو أم الدنيا كما يحلو لابناءها أن يسمونها, لم تعرف البداوة وأخلاق البدو وما يصاحبها من جفاء وتشدد وغلظه ولأنها كانت جسرا بين حضارات العالم لم تعرف التزمت الذي تشتهر به المجتمعات المغلقة
الشعب المصري شعب طيب متسامح متفهم متدين على اختلاف أديانه ومذاهبه وربما بسبب سلميته وعدم عدائيته وبعده عن العنف والصراعات زاد عدد سكانه بشكل يفوق قدرة موارده المحدودة مما اضطر الملايين من أبناءه ليشدوا الرحال إلى إمارات النفط وبلدان اليورو ودول الدولار بحثا عن لقمة العيش, شعب تحاصره الظروف الاقتصادية الصعبة ولكنها لم تتمكن من سحقه ولا تحطيم عزيمته وحبه للحياة وبقيت طيبة أهل مصر واضحة في أخلاق الاسكندراني الطيب المحب للنكتة والقاهري الطيب وعشريته وحبه للآخرين والصعيدي الطيب إلى حد السذاجة رغم بعض الغلظة التي نجدها فيه
والغريب أن أقباط مصر متلونون كتلون وشائج النسيج المصري, ففيهم ابن البلد وفيهم ابن الريف, فيهم الطبيب وفيهم الفلاح, فيهم المثقف وفيهم الإنسان البسيط, فيهم من وجه قبلي ومن وجه بحري كما يسمونهم وتختلف اتجاهاتهم الفكرية والسياسية أيضا, فيهم المتدينون وغير المتدينين
إذن لماذا هذه الحملة الطالبانيه ضد الأقباط الآن في مصر؟لماذا القتل واختطاف الفتيات وحرق المعابد وتدمير الممتلكات؟
الأقباط لم يتميزوا يوما عن بقية أبناء مصر بشيء ولولا ما جرت به أعرافنا العنصرية من دفن أبناء كل ديانة في مقبرة خاصة بديانتهم لما استطعت أن تميز أي منهم أكان قبطيا أم غير قبطي حتى بعد موته
الأقباط لم يكونوا يوما غير كونهم أقباطا, ليسوا هم المسئولين عن أزمات مصر بالتأكيد
ليسوا مسئولين عن الفساد المستشري في مصر, ليسوا سببا لانهيار العمارات لأنها تبنى دون الموصفات ولا عن التسمم بالا غذيه المستوردة في زمن الانفتاح ولا عن أزمة الخبز والطوابير الطويلة التي تقف بانتظاره ولاعن حوادث تصادم القطارات في الصعيد
ليسوا مسئولين عن أزمة السكن التي جعلت أبناء مصر الكنانة ينامون في الترب والمدافن ويتخذونها مساكن لهم أو يسكنون العوامات فوق سطح النيل أو يحشرون أجسادهم المتعبة في أكواخ الصفيح العشوائية على أطراف المدن
الأقباط ليسوا مسئولين عن الوضع السياسي الحالي في مصر لاقمع الحريات ولا تكميم الأصوات ولاحظر المظاهرات ولا عن سياسة التوريث التي يروج لها على قدم وساق وليسوا مسئولين عن اضطهاد الدولة للإخوان المسلمين ولا عن اعتقال أيمن نور ولا عن مطاردة أنصار البرادعي ولم يكن قبطيا ذلك الرئيس المصري الذي زار إسرائيل ولا الذين طبعوا علاقاتهم بها من بعده
شعب مصر الطيب يجب أن يعي ما يحصل قبل أن يتحكم الطالبانيون الجدد برقبته ,يجب أن يعرف إن طريق التطرف ليس مفروشا بالورود بل بالرصاص والمتفجرات والدماء, يجب أن يشخص الذين يحرضون في كتبهم وخطبهم على العنف ويعرف الذين يجمعون الأموال لتغذية هذا العنف وإلام يهدفون من وراء ذلك؟
يجب أن تنتصر طيبته على شرهم وتسامحه على عدوانيتهم حتى لا تتحول مصر إلى أفغانستان أخرى أو صومال آخر
إن ما يجري اليوم في مصر إنما هو جزء لا يتجزأ من حملة تكفيرية واسعة يقودها الفكر السلفي المتخلف منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر سيئة الصيت, هذه الحملة تستهدف تحطيم أي أرضيه مشتركه للتعايش بين شعوب الأرض وأديانها فهل من متعظ؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسم الرب
- عراق العجم
- في ظل الطوارىء
- رسائل قاتله
- لا غالب ولا ومغلوب
- يوميات فرعون
- لماذا..... يا شيخ ؟
- انا والعلمانيه
- تريد غزالا-......خذ ارنبا


المزيد.....




- بتكليف من بوتين.. شويغو في بيونغ يانغ للقاء الزعيم الكوري ال ...
- نتنياهو وإيران: تلويحٌ بالتغيير من الداخل واستدعاء واشنطن إل ...
- -واينت-: مقتل جندي من جولاني في خان يونس وإصابة 4 آخرين بجرو ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أشخاصا أحضروا كاميرات لبث مباشر لضر ...
- هل بدء العد النازلي نحو -القنبلة النووية الإيرانية-.. من يص ...
- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - لا تقتلوا يوسف شاهين