أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - شعلة بو عزيزي














المزيد.....

شعلة بو عزيزي


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



محمد بوعزيزي شاب تونسي في ربيعه السادس والعشرين , طوى شهادته الجامعية عندما لم تسعفه بعمل يكفل له رزقه ورزق عائلته وطفق يطوف شوارع مدينته سيدي بوزيد بعربة الخضار التي يدفعها بقوة ساعديه الفتيتين
بوعزيزي الذي ضل العوز والفقر يلازمانه لسنوات خلت أقدم على إشعال النار بنفسه احتجاجا على مصادرة السلطات البلدية لمصدر رزقه الوحيد(عربته) بحجة عدم حصوله على ترخيص للعمل ولكنه لم يكن يعلم انه بعمله هذا قد أشعل النار بجسد الدكتاتورية البغيضة التي تتسلط على تونس الخضراء وشعبها منذ أكثر من نصف قرن , بل وأشعل النار بالدكتاتور نفسه
الشرارة التي أثارتها نهاية ذلك الشاب المأساوية امتدت بشكل مظاهرات واحتجاجات شعبية طالت كل أنحاء الجمهورية التونسية وسقط فيها عشرات الضحايا الذين استقبلوا بصدورهم العارية رصاص أعوان الطاغية المهزوم
الشعب التونسي ومنذ الاستقلال عام 1956 وهو يرزح تحت نير الدكتاتورية والاستبداد والتسلط ومحاولات مسخ هويته العربية والاسلامية وإبدالها بهوية هجينة لاتمت لتاريخه ولا لحاضره بصله تحت غطاء الحداثة والتجديد وبغية التقرب من الغرب وأوربا
تونس بورقيبة ومن بعده بن علي كانت بعيدة كل البعد عن محيطها العربي والإسلامي وكانت تحكم بقبضة حديدية لاتأخذ تطلعات الشعب وهمومه بالاعتبار, الفقر مستشري والبطالة في أعلى مستوياتها وأجهزة الأمن القمعية تراقب حركات الناس وسكناتهم وأحرار تونس ومفكرها اما أن تكون السجون قد غيبتهم وأما أن يكونوا قد فروا من جحيم الدكتاتورية إلى امكان أكثر أمنا في بلاد الله العريضة
القيم العربية والاسلامية غيبتها نزعة الانفتاح التي جعلت تونس يزورها من السائحين سنويا أكثر من عدد سكانها مع وجود تركيبة عجيبة من القوانين الوضعية الخاصة بالاستثمار والتملك الأجنبي وحتى الأحوال الشخصية لا تتناسب أبدا مع هوية تونس الحقيقة وهوية شعبها العربي المسلم
لايمكن أن يجتمع الرخاء مع الدكتاتورية في مكان واحد أبدا , فحيثما حلت الدكتاتورية والتسلط والاستبداد حل الفقر والخراب وليست تونس استثناءا من ذلك ولهذا نجد البطالة والفقر وانعدام فرص العمل وتردي الخدمات الأساسية وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من أهم مشاكل تونس وشعبها وبسبب ذلك كان الشباب التونسي الباحث عن عمل يرتحل بكثافة وأحيانا بشكل غير مشروع إلى دول جنوب أوربا والمشرق العربي من اجل توفير لقمة العيش لعوائلهم المعدمة الفقيرة

زين العابدين بن علي ضابط مغمور قربه الحبيب بورقيبة حتى سلمه رئاسة المخابرات التونسية ومن ثم رئاسة الحكومة فكان أن رد له الجزاء وانقلب عليه بالاتفاق مع أركان حكومته الآخرين عام 1987 وأعلن نفسه رئيسا للبلاد ووضعه تحت الإقامة الجبرية ليتركه يموت حسرة وكمدا على كرسيه المسلوب بعد ذلك بثلاثة عشر عاما
ومنذ ذلك الوقت ضل بن علي ممسكا بالسلطة بأسنانه وبأصابعه العشرين وضل منذ ذلك الحين ينظم الانتخابات الرئاسية التي لايسمح لغيره أن ينافسه فيها ( نسخة طبق الاصل من يوم الزحف العظيم كما يسميه صدام حسين)
ولأن بن علي حاكم عربي ولان الحكام العرب لا يتركون كراسيهم الفاخرة إلا بانقلاب عسكري و(سحل بالشوارع) أو بانقلاب ابيض يدبره أبناؤهم أو إخوانهم أو أقرباؤهم أورؤساء مخابراتهم إثناء قضاء الأوقات ألجميله مع الحسناوات على شواطئ الرفيرا اوميامي أو هاواي أو يتركونها بسبب غزو أجنبي أو انتفاضات شعبية عارمة فقد بقي بن علي قابعا في كرسيه حتى اقتلعه الشعب
لقد فر بن علي بعائلته وبما استطاع من أموال تونس وشعبها بعد أن وجد أن إصرار الشعب على التغييرلا حدود له
ومن كل الأنظمة لم يجد من يستقبله إلا نظاما لايقل عن نظامه استبدادا وتسلطا ودموية ودكتاتورية , نظام مازال يحكم بشريعة الغاب مدعيا أنها مستقاة من الشريعة الإسلامية ومقدما الحاكم الجلاد على انه ولي الأمر وضل الله في أرضه
وأنا اراهن أن ليلة هروب بن علي كانت ليلة ليلاء كالحة على كل الطغاة العرب المتسلطين على رقاب شعوبهم المسكينة وكانت ضربة موجعة لا تترك مجالا للشك أن هذا هو ما سيكون مصيرهم واحدا تلو الآخر
ان إرادة الشعب التي أشار إليها أبو القاسم الشابي في قصيدته المشهورة (إذا الشعب يوما أراد الحياة) قد فعلت فعلها هنا ومن غريب المصادفات ان الشابي نفسه كان تونسيا هو الآخر
في الوقت الذي نشاطر فيه شعب تونس البطل فرحته بالخلاص من الدكتاتورية فإننا نتمنى ان تشرق شمس الحرية والانعتاق على كل ربوع وطننا العربي الحبيب وان يتساقط حكامه الطغاة المتسلطون على مقدراته كتساقط أوراق الخريف ونتمنى ذلك لكل بقاع الأرض التي مازالت تعيش ظلمات الاستبداد والعبودية
نتمنى لتونس البطلة ولشعبها الشجاع الأمن والأمان والرخاء وان يتغمد أرواح الشهداء الجنة ويمن على ذويهم بالصبر والأجر ونسأل الله لمحمد عزيزي ان يغفر ذنبه ويتجاوز عن خطيئته برحمته التي وسعت كل شيء






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومه ام ال44
- ديمقراطية العم مبارك
- الى متى ستصنعون الطغاة؟؟؟
- بالكونيه ! ! !
- نظرة فابتسامة فحذاء
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟
- راتشيل كوري
- شكرا- أيها القتله
- اسطول الحرية ... وصلت رسالتكم/ 2
- جامعة موسى... عقود من الفشل
- اسطول الحرية......وصلت رسالتكم
- دويلة شاليط
- لن يموت حصاروست
- لعنة التاريخ


المزيد.....




- -سبايس إكس- تعتزم إجراء رحلة جديدة لصاروخها العملاق -ستارشيب ...
- تدمير أحياء غزة يكشف مخطط نتنياهو لاحتلال المدينة
- قمة ترامب - شكلا ومضمونا، كل شيء مقابل لاشيء
- سوريا: فيديو متداول لـ-انشقاق قوات من قسد وانضمامها إلى العش ...
- -لا يمكن رشوة بوتين لإنهاء الحرب-- مقال رأي في التلغراف
- جدل متصاعد حول التمييز.. دعوات في فرنسا لمقاطعة المنتجعات ال ...
- رجال الإطفاء يصارعون النيران للسيطرة على حرائق الغابات المست ...
- مسؤولان سابقان في إدارة بايدن: الجيش الإسرائيلي لم يقدّم أدل ...
- جعجع يؤكد دعم المؤسسات ويعتبر تصريحات قاسم تهديدا للبنان
- الليثيوم.. المعدن الحيوي يشعل سباقا عالميا في عصر الطاقة الم ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صفاء ابراهيم - شعلة بو عزيزي