أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - نظرة فابتسامة فحذاء














المزيد.....

نظرة فابتسامة فحذاء


صفاء ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 04:49
المحور: كتابات ساخرة
    


يقال ان من اهم اسلحة السياسين في الانظمة الديمقراطية هي ابتساماتهم العريضة لانها تدفع عنهم الحرج في اكثر الاوقات العصيبه التي يواجهونها اثناء ظهورهم اما م وسائل الاعلام وفي المؤتمرات الصحفية والمقابلات التلفزيونية, فبهذه الابتسامة المصطنعة يستطيعون ان يتملصوا من الاسئلة المحرجة ويتلافون المواقف المزعجة والافعال غير المتوقعه
خطر هذا ببالي امس وانا اشاهد توني بلير والابتسامة التي ترتسم على محياه الباهت الشاحب , هذه الابتسامة التي تذكرنا بعلب الجبنة الفرنسية الشهيرة (لافاش كيري) حيث تطبع على اغلفتها صورة بقرة مكتنزة تضحك ملىء شدقيها
الحق يقال : ان الرجل شجاع لان الموقف الذي كان فيه لا يخطر فيه الابتسام على بال احد اذا حل محله , فهو لم يكن يتبادل الحديث الودي مع احد رؤساء الدول او مسؤوليها الكبار ولم يكن في لقاء تلفزيوني ولا مقابلة خاصة ولا حتى خارجا للعب الغولف بصحبة زوجته الشقراء الفاتنه بل كان في قلب الاعصار, لم يكن اعصارا
من النوع الذي نعرفه محملا بالمطر والبرد بل كان اعصارا من نوع اخر وان كان لا يقل عنه شده وشراسة
كان يحتفل في دبلن بايرلندا بتوقيع نسخ من مذكراته الخاصة التي تبرع بريعها باريحية(لاتنسجم مع ما عرف عن الانجليز من بخل) الى بعض الجهات الخيرية , كان من المتوقع ان يجمع مبلغا قدره اربعة ملايين جنيه استرليني لولا ذلك الاعصار اللعين الذي خرب كل شيء
العزيز توني دعا الى حفل التوقيع كبريات الصحف ووسائل الاعلام المقروء والمرئي والمسموع املا في تغطية اعلامية مميزة تعيد له بعضا من ماء وجهه التي اراقته الانتقادات المتزايدة ضد قراره المتهور بمساندة الصديق بوش في غزوه للعراق
غزو العراق قام على اكذوبة اسمها اسلحة الدمار الشامل وما حدث بعد الاحتلال من تخبط وفوضى اساء لمصداقية امركا وحلفاءها ومازالت عشرات القضايا تنظرالى الان ضد جنود بريطانيين متورطين بتعذيب وقتل المعتقلين العراقيين في البصرة وما زال بلير يرفض الادلاء بشهادته امام اللجنة التي شكلها مجلس العموم لبحث موضوع الحرب وموضوعية الاسباب التي دعت بريطانيا للمشاركة فيها ,خصوصا ان الشركات البريطانية لم تذق شيئا من الكعكة العراقية بل حتى لم تشم رائحتها في حين التهمتها كبريات الشركات الامريكية بالكامل ولحست اصابعها بعد ذلك
ولهذا كان بلير يحتاج هذا الحفل وينتظر منه تحسين صورته التى اساءت لها التحقيقات الجارية, وأعد للحفل احسن استعداد وكان من المؤمل ان يتصدر نجاحه عناوين الاخبار لولا ذلك الاعصار الاهوج
كان الاعصار عنيفا مزمجرا لكنه لم يكن مصحوبا بالمطر او الثلوج بل كان محملا بالاحذية والبيض الفاسد
الاخبار تقول ان العزيز توني تلقى صباح ذلك اليوم التاريخي مئات الاحذية من شتى المقاسات والالوان , بعضها رجالي والاخر نسائي والعجيب انهم وجدوا في تل الاحذية الذي تركه الاعصار احذية ولادية لاطفال صغار وليس معلوما لحد الان كيف تمكنوا من رميها بوجه بلير وهل استطاعوا ذلك بمفردهم ام ( بالاستعانة بصديق) وكذلك كانت الاحذية من مختلف انواع المناشىء وبعضها كان من جلود صناعية رخيصة اغتنم اصحابها وجود بلير للتخلص منها (بشكل ديمقراطي) والبعض الاخر كان من جلود طبيعية راقية لم يبخل بها اصحابها على وجه بليرالعزيز
الشرطة تدخلت لانقاذ بلير من القصف العشوائي خصوصا ان بعض من رموا احذيتهم لم يكونوا يحسنون التصويب مما ادى الى اصابة بعض الماره وكذلك فان بعض المشاغبين رموا تلك الاحذية تجاه رجال الشرطة فتلقوها بصدورهم ووجوههم ببسالة نادره يحسدون عليها
ولا اطيل عليكم في شرح الحادث لكن للدلالة على عظم تلك الموقعة انقل لكم قول بعض المراسلين ممن كانوا حاضرين انهم شاهدوا بعد تلك الحادثه بربع ساعه اغلب سكان الحي الذي جرى فيه الحفل يسيرون حفاة
هذا عن الاحذية اما البيض الفاسد فحدث ولا حرج حيث كان التصويب ادق واصابت كل رمية هدفها المحدد بدقة متناهية ولم تقع اصابات ولله الحمد في صفوف المارة او رجال الشرطة ولا حتى الموجودين في الحفل انفسهم
لكن ما حيرني انه لماذا يستخدم البيض الفاسد تحديدا؟ هل البيض الطازج لا يصح رميه؟ لماذا يرمون بلير بالبيض الفاسد فقط؟ ولم اجد جوابا شافيا لكني رجحت(والله اعلم) ان يكون شبيه الشيء منجذبا اليه
حادثة بلير يوم امس تختلف بعض الشيءعن حادثة صديقه بوش مع حذائي منتظر الزيدي (مع ان كلاهما كان مبتسما وهو يضرب بالاحذية على أم رأسه) فالزيدي رما فردتي حذاءه وراغ عنهما بوش كما يروغ الثعلب مستغلا مهاراته البدنية العالية والتمارين الرياضيه التي يجريها كل صباح اما بلير(كان الله في عونه) فقد تلقى كل تلك الاحذية بشجاعة فائقه وما تزحزح عن موقعه قيد انملة وبوش تلقى الحذائين في بلد احتله واذل شعبه ودمر اقتصاده واشاع فيه الخراب والدمار واما توني فقد تلقى ذلك الاعصار الهادر من الاحذية في عقر داره وبين اهله مواطنيه
ولكن وجه الشبه بين الحادثتين ان كليهما يدلان على مدى الكراهية والاحتقار الذي يكنه الناس لهما ولا نعلم اين سيكون الاعصار التالي ؟وعلى راس اي مكروه ستنهمر الاحذية هذه المره؟؟؟



#صفاء_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الظلام
- صوتك نشاز... لم لا تسكت؟؟؟
- اجعلوني رئيسا للوزراء
- ما معنى ان تكون عراقيا؟؟؟
- اتعرف لماذا نكرهك يا اوردوغان؟؟؟
- مطلوب انت يا باراك
- الذات الاميرية ام الذات الالاهيه؟؟؟
- راتشيل كوري
- شكرا- أيها القتله
- اسطول الحرية ... وصلت رسالتكم/ 2
- جامعة موسى... عقود من الفشل
- اسطول الحرية......وصلت رسالتكم
- دويلة شاليط
- لن يموت حصاروست
- لعنة التاريخ
- شعب الدولمه
- اخطاء الصبيان
- السياسة الامريكية بين الاسقف بوش والشيخ اوباما
- انهيار امريكا....متى سيكون؟
- حضيرة ساركوزي


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صفاء ابراهيم - نظرة فابتسامة فحذاء