أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين الهنداوي - عبد الكريم قاسم في آخر مقابلة صحفية















المزيد.....



عبد الكريم قاسم في آخر مقابلة صحفية


حسين الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 02:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


توثيق جريمة انقلاب 8 شباط 1963
مهرجان الدم العراقي: 48 عاما على الجريمة الكبرى
«مهرجان الدم العراقي». لعل هذه التسمية عندما نطلقها على انقلاب 8 شباط 1963 في العراق، تعبر بصدق عن الخصوصية الجوهرية لذلك الانقلاب العسكري اللئيم الذي لئن كان قد نفذ، باقرار قادته وباعتراف الوثائق اليوم، بتمويل واشراف وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية، فانه واجه حملة ادانة عالمية واسعة تصدرها الفيلسوف الانساني الراحل برتراند رسل. واليوم، بعد مرور ثمانية واربعين عاماً، لا يزال لون الدم وهمجية التنفيذ هما اول ما يقفز الى الذهن العراقي عندما يتذكر انقلاب 8 شباط ذاك المسمى ايضا بانقلاب 14 رمضان. فالقتل على الهوية، والقتل لمجرد الشبهة، والقتل حبّاً بالقتل، لم تكن ممارسات استثنائية في يوميات ذلك الحدث الجريمة، انما بدا نهجاً يجري في شرايين اصحابه الذين سرعان ما وضعوه في قانون رهيب دخل ذاكرة العراقيين الى الابد تحت اسم «البيان رقم 13»، قبل ان يصبح رمز حنينهم الوحيد خلال اربعة عقود من نظم القتل والجريمة انتهت بالهزيمة المدوية للنظام الصدامي البعثي في 2003 دون مقاومة تذكر.
ومساهمة في توثيق بعض حقائق تاريخنا المعاصر، هذه ترجمة خاصة قمنا بها لوثيقتين مهمتين تمثل الاولى آخر مقابلة صحفية لرئيس الحكومة العراقية الجمهورية الاولى وقائد ثورة 14 تموز الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، اجراها معه، قبل بضعة ايام فقط من استشهاده، ادوارد صعب المبعوث الخاص لصحيفة «لوموند» الفرنسية ونشرتها الصحيفة تلك على الصفحة الاولى من عددها الصادر في 5 شباط 1963. اما النص الثاني فيمثل اول تقرير صحفي محايد ميداني مفصل نقلته وكالة انباء عالمية عن مجريات تنفيذ الانقلاب العسكري المذكور، اعده من بغداد، بعد اربعة ايام فقط من الانقلاب، جورج هربوز المبعوث الخاص لوكالة الانباء الفرنسية الذي كان قد وصل العاصمة العراقية ضمن اول وفد من مراسلي الصحف الاجنبية سمح له بدخول البلاد. وقد نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية على الصفحة الاولى من عددها الصادر في 14 شباط 1963.
ح . هـ

عبد الكريم قاسم في آخر مقابلة صحفية:
اتعهد علناً بان يشهد عام 1963 ولادة البرلمان العراقي المنتخب
صحيفة «لوموند»، الفرنسية في 5 شباط 1963

بغداد، 4 شباط 1963، من ادوارد صعب:
امضيت بعضاً من الليلة الماضية برفقة الزعيم عبد الكريم قاسم. بدأت مقابلتي معه في التاسعة من مساء الخميس وتواصلت حتى فجر الجمعة. ففي حوالي الثانية عشرة ليلاً كان على الزعيم قاسم ان يستقبل مبعوثين من محطات الاذاعة والتلفزة الفرنسية، عبّر لهم عن انشراحه لعودة العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا.
لا يحب رئيس الحكومة العراقية اجهزة التسجيل الصوتية ولا ضوضاء آلات التصوير. كما يبغض المقابلات التقليدية المستعجلة. اما اجوبته فهي عامة بل عامة جداً احياناً. ولقد بدا لي متوتراً، "يبدد توتره" في منديل صغير يضغط عليه بشكل دائم في راحة يده اليسرى التي تسند كتفاً تعرض للشلل منذ ان اخترقته رصاصات خصومه. فمحاولة الاغتيال التي نجا منها بمعجزة في عام 1960 تركت آثاراً عميقاً عليه، حيث خرج منها ضعيف البدن. فهذا الرجل الذي اعود لملاقاته للمرة الاولى منذ حزيران 1959، لم يفقد شيئاً من حيويته ربما، الا ان ثمة تجاعيد تعتلي الآن جبهة وجهه الاسمر كما ان ملامحه توحي ببعض القلق.
لقد قال لي «ان ساعتين او ثلاثة من النوم تكفيني يومياً، وانا مستمر هكذا منذ اربعة سنوات. فعندما اسمح لنفسي بالنوم اطول من ذلك يداهمني احساس بالذنب. تنتظرني واجبات كثيرة.. بينما عمر الانسا قصير جداً..». وسمح لي الزعيم قاسم، بمعية ضابطين من مساعديه وبضعة مراسلين اجانب كانوا في مكتب ملاصق لمكتبه، ان ازور قسم الارشيف العائد لسكرتيره الصحفي الضابط برتبة رئيس سعيد نوري. وهنا طلب الزعيم ان يقدم لنا الشاي، ثم توجه لي منهمكاً في احاديث حول مواضيع لا ترابط بينها احياناً. موضوعاته المفضلة هي الحديث عن حب المقربين والتضامن العالمي وخصوصاً البؤس، اضافة الى الوسائل الكفيلة بتحرير الفقراء من مشاكلهم.
ويقول الزعيم: «انا نفسي منحدر من وسط فقير جداً، وهو ما اعترف به بكل فخر، كان ابي نجاراً، وقد واجهت أمي الكثير من الضنك في سعيها لكي احصل على تعليمي المدرسي. لذلك استطيع ان اتصور ماذا تعني المدرسة في حياة الاطفال. وهو ما يفسر لكم لماذا انا في عجلة لضمان التعليم المدرسي لكل الاطفال الفقراء في بلادي. ذلك لأنني اريد ان اجنبهم المشاق التي واجهتها في طفولتي».
حتى تلك اللحظة كان حديثه مثيراً للعواطف. الا ان نبرته واسارير وجهه ما لبثت ان تغيّرت كما لو انه آخذ بلعب دور شخص آخر اكثر تلاؤماً معه، حيث راح يبدو صارماً بل ومهدداً.. وهو يضيف: «لكن حذار... ان اقدامي ثابتة بمتانة على الارض، كما ان رأفتي لا تذهب ابعد من الحدود المقبولة. انني لا احب التنظير، لكن عندما يتعلق الامر بالمساس بهيبة الدولة سنضرب بسرعة وبشدة. فنحن لا نمزح عندما يتعلق الامر بالمساس بالمبادئ. ان ما قام به نفر من الطلاب قبل ايام حيث سمحوا لأنفسهم بالاعتصمام في مكاتب ادارة جامعة بغداد، هو تجاوز على سلطة الدولة. واقول بشكل واضح على الدولة، ولا اقول على عبد الكريم قاسم. ولذلك، ارسلت مفرزة عسكرية لاخراجهم منها. الا انني مع ذلك حرصت على ان اجرد الجنود من الاسلحة قبل ان ارسلهم لينصحوا صناع الفوضى بالعودة الى رشدهم».
الدسائس الانجلو – امريكية
وفجأة توقف الزعيم عبد الكريم قاسم عن الكلام. الا ان شفتيه استمرتا في التحرك، او هكذا تبديتا لي، كما لو انه اخذ يتفوه بكلمات موجهة لغيري. ثم للحظة خيل لي ان ابتسامة منه اوشكت على الارتسام على وجهه، غير انها لم تكن في الواقع سوى حركة لا إرادية من فكه الاعلى. كان ينظر لي نظرة توحي بالتركيز، مما اكد لي بان الرجل متألم جسدياً كما معنوياً. وهنا انتقل الى الحديث عن فرنسا قائلاً: «توجد بيننا وبين الشعب الفرنسي روابط لم يمكن لأحد ان يفسدها بما في ذلك حرب الجزائر. لقد قمنا بسببها بقطع علاقاتنا مع الحكومة الفرنسية. وتوجب من اجل ان نعيد علاقاتنا مع فرنسا، تدخل رجال الأدب الذين جاءوا الى بغداد للمشاركة في احتفالات ذكرى الفيلسوف العراقي الكندي. فلقد تأثرت جداً من جانبي بخطابات الاساتذة جاك بيرك وبلاشير. اذ اكتشفت آنئذٍ الى أي درجة كان شعبنا قريباً من الشعب الفرنسي؟».
ويواصل الزعيم عبد الكريم قاسم قائلا: «الا انني لا اقول ذات الشيء حيال الانجليز والامريكيين. فما الذي لم يفعله هؤلاء لكي يستعبدوا العراق ولكي يحكموا قبضتهم على ثرواتنا؟ والادهى من ذلك، انني استلمت قبل بضعة ايام فقط مذكرة تهددني فيها واشنطن بفرض عقوبات ضد العراق اذا تمسكت بمواقفي. ولا ادري كيف يعطون لأنفسهم الحق باستخدام لغة كهذه؟ ان الفترة الهاشمية ولّت الى غير رجعة. وهم لا يدركون ان جمهوريتنا لا يمكن قهرها طالما هي نابعة من ارادة الشعب وحده.
- هل هناك مؤامرات أخرى تهدد نظامكم؟
- هناك المؤامرة الاخطر. وهذه ليست موجهة ضد العراق ولا ضد سوريا انما ضد فلسطين بشكل خاص. فهناك مؤشرات في الاجواء توحي بوجود مؤامرة لتصفية المشكلة الفلسطينية تقودها الولايات المتحدة الامريكية. وهم يدركون ان النجاح في تنفيذها يقتضي التخلص قبل اي شيء من الحكومات التقدمية المناهضة لاسرائيل. والامريكيون يتمتعون سلفاً بتواطؤ عدد من الدول العربية، ولم يبق عليهم سوى خنق سوريا والعراق. لذا فهم يخلقون بنا شتى الصعوبات داخل البلد بهدف اشغالنا بعيداً عن الاهتمام بالمشكلة الفلسطينية. وفيما يتعلق بسوريا، فانني اقولها علناً باننا سنكون الى جانبها مع اول اشارة. فهو يسعون، كما في العراق، الى تلغيم البلاد من الداخل. انني اعرف اسماء كافة العناصر المخربة، الا ان الامر لا يعود لي بصفتي رئيساً للحكومة اصدار الامر باعتقالهم انما اترك الاجهزة المسؤولة في الدولة كي تقوم بواجباتها الملقاة على عاتقها. ايضاً ان من المفيد ان نمنح لكل فرد منهم فرصة العودة الى رشده. فما اعتقده احياناً مع نفسي هو انه لابد ان يأتي ذلك اليوم الذي سيعودون فيه الى جادة الصواب. انني افضل العفو عند المقدرة، لكن يجب عدم استغلال ذلك. وكما تعلمون فان عليّ منع عناصر التخريب من التقاط انفاسها. ورغم هذا كله لا تتوقف اذاعات وصحف بعض الدول العربية من اتهامي بالاختلال وحتى الجنون الحاد وبالدكتاتورية وبغيرها من الاتهامات.. لكننا لن نترك لهذه الاتهامات ان تستفزنا سيما ونحن نعرف بأنها تصدر عن ادوات في خدمة الاستعمار. فهذا الاخير اوجد له بعض الوسائل يأمل عبرها ان يتسلل الى صفوفنا.
- سيادة الرئيس، مضت سنتان منذ وعدتم العراقيين بدستور دائم وبانتخابات وبمجلس تشريعي. اين وصلتم في انجاز كل هذه المشاريع؟
- تحدى ان يُذكر لي مثال واحد عن تعهد قطعته ولم التزم به. ففي يوم من الايام، وكان ذلك في 11 حزيران 1959 خلال مؤتمر الشبيبة الديمقراطية الذي انعقد في بغداد، قطعت وعداً ببناء «مدينة الثورة». آنئذ اعتبرني كثيرون مجرد حالم وطوباوي. لكن الجميع اليوم بامكانهم الذهاب الى هذه المدينة اللطيفة التي يعيش فيها ثلاثمائة وخمسون الفاً من السكان جميعهم من ذوي الدخل المحدود. وقريباً ستكون لها حدائق عامة وشوارع مبلطة ومسبح كبير. وفيها الآن عدد من المدارس ومستشفى ومستوصفات بنيت بالتزامن مع بناء المنازل. وهذا ليس كل شيء. هناك ايضاً سد دربندخان الاروائي الذي كلف الدولة 26 مليون دينار واترك الكلام عن الطرق والساحات والنصب والعمران والمصانع الحديثة والاصلاح الزراعي وغيرها. وكل هذا بهدف اشاعة الرفاه الاجتماعي. اننا لا نعادي الاغنياء ما داموا مستعدين لمعاونتنا في سعينا الهادف الى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للفقراء. اما فيما يخص الدستور، فانني اتعهد الآن علناً بان لجنة من الخبراء ستشكل بل نهاية شهر شباط 1963، لتكلف باعداد مشروعي دستور دائم وقانون انتخابي جديد. وسنضع تحت تصرفها من اجل ذلك، نصوص عدد من الدساتير الاجنبية ومنها النصوص السويسرية والالمانية والفرنسية والمصرية والسورية... وفي كل الاحوال، انني اتعهد علناً أمام الشعب بان يكون عام 1963 هذا عام ولادة الجمعية الوطنية العراقية...
* * *
صار الوقت متأخراً حيث كانت عقارب الساعة تشير الى الثانية فجراً. الا ان الزعيم قاسم بدا كمن يشعر بحاجة قوية للتكلم عن منجزات ثورته. وعنها تحدث طويلاً. انه يرفض تهمة الدكتاتورية التي توجه له ويشعر بسرور ان يرى من يستمع له وقد اقتنع بما يقوله. على أية حال، بامكاننا ان نتصور ما نشاء عن هذا الرجل الذي اعلنت الصحافة الدولية والعربية مراراً طوال السنوات الاربع الماضية عن سقوطه الوشيك بينما هو عرف ان يصمد في موقعه. بيد ان الزعيم قاسم لم يعد ثورياً. فلقد وجدته واقعياً مؤمناً برسالته ويتمتع بطريقة تفكير راجحة واكثر تطوراً من تلك التي يتمتع بها كثير من زعماء الدول العربية سواء الذين ينظرون له نظرة حقد او نظرة شفقة.
كانت الساعة قد بلغت الرابعة وخمسة واربعين دقيقة من ذلك الفجر الذي بدأ يطل علينا. عندئذ وجدت ان الأوان قد آن كي انصرف. استأذنت الرجل، فمدّ لي يده مصافحاً وهو يقول: «سلّم لي على عمال المطبعة في الجريدة».

ادوارد صعب



انقلاب 8 شباط 1963
في أول تقرير صحفي تناقلته وكالات الانباء العالمية
"سقط عبد الكريم قاسم بشجاعة، فقد رفض ان تعصب عينيه، الا انه كان الوحيد الذي كبلت يديه الى بعضهما خلف الظهر بين الرجال الذين اعدموا معه. وكانت الكلمات الاخيرة التي اطلقها قبل اعدامه: «انكم تستطيعون قتلي، غير ان اسمي سيظل خالداً في تاريخ الشعب العراقي».
جريدة «لوموند»- في 14 شباط 1963/ من جورج هربوز، العوث الخاص لوكالة الانباء الفرنسية في بغداد
بغداد/ 13-2-1963:
العاصمة العراقية هادئة تماماً. ونلاحظ اعداداً كبيرة من المسلحين المدنيين يمخرون الشوارع. انهم اعضاء «الحرس القومي»، الذين يحملون اشرطة نسيجية خضر على سواعدهم وينسقون مع رجال الشرطة. وهم يتحركون تحت اشراف من الجيش بشكل واسع، الا ان مهمتهم الاساسية هي قنص الشيوعيين، وهي عملية بوشرت حال توقف المقاومة في وزارة الدفاع. هناك عدد من الشيوعيين ظل حتى يوم الثلاثاء 12 شباط، يواصل خوض معارك صغيرة في عدد من الاحياء ضد الحرس القومي. لكن هذه المعارك تبدو بمثابة النزاع الاخير في مقاومة توشك على الانطفاء. اما الاعتقالات فهي من الضخامة الى درجة يستحيل علينا الآن اعطاء رقم محدد عنها. الكثير من عمليات الاعتقال تتم لمجرد الشبهة او الوشاية. ولقد جرى انشاء معسكرات اعتقال جماعية كبيرة في وسط الثكنات العسكرية واينما امكن، لالقاء كافة المدنيين الذين اعتقلوا في غضون ايام الانقلاب المنصرمة ولم يعدموا بعد. لكن الاعدامات التي جرت لغيرهم هي باعداد لا تحصى وبدون محاكمة.
ان عدد الذين قتلوا لحد الآن لم يتم الكشف عنه بعد. ففي وزارة الخارجية يقولون عن احتمال ان العدد هو «اربعون ضحية»، ثم يضيفون مستدركين: «ان الرقم لم يتحدد بعد على وجه الدقة». لكن التقديرات الحقيقية الاكثر تواضعاً واتزاناً وتتحدث عن سقوط الف قتيل على اقل تقدير في العاصمة بغداد وحدها حتى الآن.
في اللحظة الحالية تستعيد بغداد حركة شبه عادية، والاجواء بدأت تتجه نحو الهدوء. اذ يبدو ان يوم السبت 9 شباط كان، بإقرار الجميع، اليوم الاكثر رعباً. لذا فقد حبس الناس انفسهم في المنازل، حيث حصل قطع في الكهرباء، كما ان اصوات رشقات الرشاشات كانت تسمع في اركان الشوارع. وبينما كانت الاوامر والاوامر المضادة تذاع من الراديو، كان شبان من حملة الاشرطة الخضراء على السواعد يمارسون ما يشبه لعبة الحروب الصغيرة مقيمين دكتاتورياتهم في كل حيّ. التجول لا يتم الا بتصريح خاص يرخص به، الا ان اولئك الذين بحاجة ماسة له لا يعرفون لمن يتوجهون بالطلب لاستحصاله. وحتى عندما ينجحون في الحصول على مثل تلك التصريحات فانهم لا يجدون من يعترف لهم بصفتها الرسمية.
وكمثال على حملات «التطهير» الواسعة ما حصل في وزارة مهمة كوزارة النفط، حيث لم يسلم فيها سوى اثنين من الموظفين بينما القي القبض على كافة العاملين في الوزارة حتى صغار السن منهم وارسلوا الى المعتقلات. ففي الاوساط الرسمية للنظام الجديد نسمعهم يقولون بشكل دائم: "لدينا قوائم باسماء جميع الشيوعيين ولن نترك أحداً منهم يفلت من يدنا". والقلق كبير جداً في اوساط المسيحيين الكلدان الذين، كما يقال، اصطفوا مع الشيوعيين.
ان الاضرار المادية اقل مما تم تخيله، اذ كانت وزارة الدفاع مركز الهجمات الجوية، ومن الواضح بداهة انها تعرضت للقصف بكثير من القذائف والتي بمعظمها لم تكن صواريخ انما قنابل صغيرة العيار، وان كان كلام راديو بغداد خلال الساعات الاولى بعد انقلاب يوم الجمعة المصادف 8 شباط، الذي أكّد قائلاً «لقد سحقت الدكتاتورية الخائنة كالجرذ تحت انقاض وزارة الدفاع»، اوحى بالاعتقاد بان الوزارة تعرضت لتدمير شبه كلّي. عموماً، ورغم آثار المعارك فيها، ليس لبغداد هيئة مدينة مهدمة تحت القصف بما في ذلك احياؤها الاكثر تعرضاً للاصابات.
قتل قائد القوة الجوية برشقة من رصاص رشاش
اما عن كيفية حصول الانقلاب الذي قامت به مجموعة من العسكريين المتمردين في يوم الجمعة الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شهر رمضان، فان التفاصيل اصبحت معروفة الآن لدينا.
لم يكن الزعيم عبد الكريم قاسم موجوداً في وزارة الدفاع، التي هي مقر اقامته الاعتيادي، في اللحظة التي قامت فيها طائرات قاعدة الحبانية بمباشرة هجماتها صبيحة يوم8 شباط. فيوم الجمعة هذا كان كغيره يوم التعطيل الاسبوعي للمؤسسات الرسمية والخاصة. فقد كان السكان قد سهروا حتى وقت متأخر عشيته، وكانت الشوارع خالية الا من عدد قليل من المارة. كما ذكرت الاذاعة العراقية ان الزعيم عبد الكريم قاسم قام في ليلة الخميس على الجمعة بواحدة من جولاته التفقدية التي اعتاد القيام بعا الى عدد من احياء العاصمة. وفي الساعة الثامنة والنصف توقف البث الاذاعي فجأة. ثم تبين ان فريقاً صغيراً من العسكريين استطاع الاستيلاء على محطة الارسال الاذاعي الواقعة في منطقة تبعد حوالي خمسة كيلومترات شمال شرقي بغداد. وقد تكوّن الفريق من بعض الضباط الشباب شأن معظم الذين شاركوا في تنفيذ هذا الانقلاب العسكري.
في نفس الوقت، بوغت قائد الجوية العراقية (الزعيم جلال الاوقاتي) بجماعة اخرى من صغار الضباط نجحت باقتحام منزله وسارع افرادها الى غرس بنادقهم الرشاشة في صدره طالبين منه ان يضع توقيعه على أمر يقضي بشن عملية جوية ضد وزارة الدفاع الوطني مقر اقامة الزعيم قاسم. ولما رفض ان يفعل ذلك، ازداد الضباط الشباب حدة في عدوانيتهم. عندئذ وضع الزعيم (الاوقاتي) احد اطفاله في احضانه معتقداً ان ذلك كفيل بردعهم قليلاً، الا انهم على العكس صاروا اشدّ شراسة وخطراً في تهديدهم. وهنا، وتحت فوهات البنادق الرشاشة المتحفزة نحو رأسه وافق على توقيع أمر القيام بالعملية. بيد انهم وحال انتهائه من وضع توقيعه اطلقوا عليه رشقات رصاص عدة اردته قتيلاً في الحال.
هذه هي البداية الفعلية الاولى لعملية تنفيذ الانقلاب العسكري. وفي تلك اللحظة كانت عدة طائرات قادمة من قاعدة الحبانية قد ظهرت فجأة فوق قاعدة عسكرية اخرى كائنة في موقع جنوب غربي بغداد تسمى بـ «معسكر الرشيد» يرابط فيها عادة قسم مهم من القوة الجوية والدبابات. فالجماعة المتمردة كانت تعرف مسبقاً بانها لا تمتلك أي حظ في كسب ضباط الجو العاملين في معسكر الرشيد الى جانبها. لذلك سارعت، عبر عمليات قصف نُفذت جيداً، الى تدمير جميع اسراب الطائرات الرابضة هناك خلال بضعة دقائق فقط.
وبفضل الفوضى التي نتجت عن ذلك، بوشرت الهجمات الجوية على مقر وزارة الدفاع الوطني. حيث كانت الطائرات القادمة من معسكر الحبانية تحلق على ارتفاع منخفض، مقتفية مسار مياه دجلة المتاخم للجانب الشمالي من وزارة الدفاع، قبل ان تنطلق لتلقي قذائفها فوقها ثم تصعد محلقة عالياً في سماء مدينة بغداد نفسها. هذه الفعاليات الجوية التي ايقظت جميع سكان بغداد من نومهم، اعطت الانطباع خلال بعض الوقت بان ما يجري هو مجرد مناورة جوية. غير ان راديو بغداد سرعان ما باشر باذاعة البيان رقم واحد الصادر من «المجلس الوطني لقيادة الثورة» الذي اعلن «ان زمن الدكتاتورية الخائنة وزمرتها انتهى بعد ان سحقت كالجرذ تحت انقاض وزارة الدفاع».
لكن وحتى تلك اللحظة لم يكن الأمر كذلك في الواقع. بل ان الزعيم عبد الكريم قاسم لم يكن آنئذ في أي من المباني التي كانت الطائرات تهاجمها.
الشعب يحيي قاسم تحية الوداع

ففي فجر ذلك اليوم، وبعد اختتام جولته التفقدية المعتادة في شوارع بغداد النائمة، ذهب الزعيم قاسم الى منزل والدته التي كانت تسكن في منطقة «الكرادة». ولهذا فانه فوجئ، شأنه شأن باقي سكان بغداد، بحصول الهجمات الجوية. ولقد ظل على اتصال تلفوني مع الوزارة لحوالي الساعتين قبل ان يذهب بنفسه الى مقر قيادته العامة في حوالي ما بين العاشرة والعاشرة والنصف صباحاً ليتولى بنفسه قيادة المقاومة ضد الانقلاب العسكري.
فقبل ان يدخل مباني الوزارة المقصوفة، تجول في عدد من احياء بغداد، ظاهراً بنفسه امام السكان بهدف تبديد آثار الاعلان عن موته عبر اذاعة بغداد. ولقد بدا قاسم مطمئناً جداً بينما كانت الاوساط الشعبية البغدادية تعبر له عن حبها بشكل صادق وهي تودعه في لقائها الاخير معه في تلك اللحظة.
في وزارة الدفاع كانت هناك كتيبة معززة بحوالي سبعمائه رجل، هي بمثابة الحرس الاعتيادي للحكومة ولقائد الثورة. لكنها في تلك الجمعة من رمضان، لم تكن قط في حالة اعداد مسبق لمقاومة هجمة جوية، بينما لم يكن هناك شيء خلال الساعات الاولى من الانقىب العسكري سوى الهجمات الجوية. والطائرات المستخدمة هي من طراز «ميغ» و«هوكر هنتر»، وكانت تطير على انفراد او زوجياً قبل ان تلقي قنابلها الصغيرة وصواريخها الموجهة بدقة كبيرة.
وكان السكان في تلك الساعة يتابعون معركة اذاعية بين محطتي الراديو والتلفزيون. حيث كان الراديو الذي سقط بأيدي المتمردين يعلن موت قاسم، بينما كانت محطة التلفزيون، التي يبدو ان «المجلس الوطني لقيادة الثورة» نسيها في حساباته، تعلن من جانبها ان «الزعيم المخلص» لا يزال على قيد الحياة وهو الذي يقود المقاومة، كما راحت تبث اشرطة يظهر فيها وهو يخطب في الجماهير. عندئذ، وبعد ان فشلت محاولاته العديدة لقطع البث التلفزيوني عبر الاوامر الهاتفية، اصدر «المجلس الوطني للثورة» اوامره للطائرات بقصف مبنى التلفزيون. وبانقطاع البث التلفزيوني فجأة هكذا، خسر قاسم الوسيلة الوحيدة التي ظلت بيده للحفاظ على قناة اتصال مع جماهير الشعب في بغداد.
مدرعات معسكر الرشيد رفضت التحرك

حتى نهاية صباح يوم الجمعة ذاك، كان قاسم لا يزال صامداً، حيث استطاع العسكريون السبعمائة الموجودون في وزارة الدفاع ان ينظموا مقاومة كفيلة بتعريض الطائرات التي تحاول مهاجمتها الى الخطر. وهنا جاء تدخل المدرعات بمثابة المرحلة الثانية في عملية التمرد، اذ انه هو الذي سيقلب كفة الوضع لصالح الضباط الشباب الذين كانوا قد حضروا للانقلاب بجرأة لكن بشكل عجول جداً في ذات الوقت. ففي بغداد معسكران كبيران احدهما يعرف باسم «معسكر الرشيد» والآخر باسم «الوشاش»، تتواجد في كل منهما اعداد مهمة من القوات المدرعة. ورغم ان قوات الوشاش اعلنت تأييدها للانقلاب العسكري منذ الدقائق الاولى للتمرد، فانه كان ينبغي الانتظار حتى بداية ما بعد الظهيرة، لكي نرى الدبابات تظهر في شوارع بغداد لتقوم بتطويق وزارة الدفاع من بعيد، وذلك لأن العمليات الجوية للطائرات منعتها من الاقتراب جداً من مباني الوزارة المحاصرة.
وهنا، ومن داخل الوزارة، راح قاسم يحاول التمكن من استقدام القوات المدرعة المرابطة في معسكر الرشيد لتجيء في نجدته، غير انه كان يواجه رفضاً مبطناً من لدن المسؤولين فيها. حيث كان قائد القوات المدرعة في معسكر الرشيد يراوغ زاعماً بانه عاجز عن القيام بشء. لكنهم يقولون اليوم في بغداد ان ضباط المدرعات كانوا يعتقدون منذ 18 كانون الاول 1962، بان قاسم يشك في ولائهم، حيث قام في احد الاجتماعات العسكرية معهم بابراز ورقة مطوية في يده وهو يقول لهم "انني اعرف ان بينكم من يحضر لمؤامرة ولديّ في هذه الورقة اسماؤهم وبعضهم من كبار الضباط..".
وهكذا، فمنذ ذلك التاريخ، وضباط المدرعات لا يضمرون الا ثقة متأرجحة بقائد الثورة العراقية. اما الضباط الذين لم يتهمهم بشيء فانهم هم ايضاً خذلوه ولم يتحركوا للدفاع عنه في ذلك اليوم حيث كان قاسم بأمس الحاجة لهم.
إسقاط طائرة

ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً، اصبحت الطائرات أقل عدداً نتيجة نجاح الدفاعات الجوية الموجودة في وزارة الدفاع باسقاط واحدة منها. فالمقاومة فيها كانت متواصلة بعد، غير ان التعزيزات العسكرية التي اخذت تصل الى المتمردين تزايدت باستمرار. وفي حوالي الساعة السادسة والنصف مساء كانت العاصمة قد شهدت وصول وحدات قادمة من معسكر ثالث اكثر بعداً عن العاصمة. كانت الدبابات المسبوقة بسيارات جيب يجلس فيها عدد من الضباط، تأخُذ مواقعها بشكل بطيء وحذر أول الأمر، ثم بعد برهة تبدأ بدورها بإمطار قذائفها على مباني وزارة الدفاع. ابتداء من هذه اللحظة فقط، اصبح مؤكداً ان قاسم خسر المعركة.
واليوم، بعد عودة الهدوء، فان كل من يحلل عملية الانقلاب مقتنع بأنها اعدت بشكل سيئ وان المتمردين ما كانوا يستطيعون الاطاحة بقاسم لولا الحظ الكبير الذي حالفهم.
الساعات الاخيرة من حياة الزعيم قاسم
اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم في قاعة الموسيقى العربية في دار الاذاعة ببغداد، والتي استخدمت كمقر لقادة التمرد ضد نظامه في 8 شباط.
لقد مات قاسم بشجاعة، فهو رفض ان تعصب عينيه، الا انه كان الوحيد، بين الرجال الذين اعدموا معه، الذي كبلت يديه الى بعضهما خلف الظهر. وكانت الكلمات الاخيرة التي اطلقها قبل اعدامه: «انكم تستطيعون قتلي، غير ان اسمي سيظل خالداً في تاريخ الشعب العراقي».
وفي فيلم الاعدام الذي بثه تلفزيون بغداد مساء يوم السبت، التاسع من شباط، (بين فيلمي كارتون امريكيين) نشاهد بالقرب من اجساد قاسم والرجال الثلاثة الآخرين، بعضاً من الآلات الموسيقية الخاصة بفرقة الاذاعة.
لقد سلم قاسم نفسه في الساعة السادسة صباح يوم السبت. لكن اعدامه لم يتم الا في الواحدة والنصف من بعد ظهر ذلك اليوم. وقبل ايقاف القتال، كما طوال كل نهار وليل يوم الجمعة 8 شباط، اشتبك في مواجهات هاتفية عديدة مع قادة «المجلس الوطني للثورة» ولا سيما مع عبد السلام عارف الذي اصبح رئيساً للجمهورية في حكومة الانقلاب العسكري. «بمَ تستطيعون اتهامي؟» كان قاسم يسأله بالحاح، وعارف يكتفي بالجواب «نريد منك ان تستسلم...».
ولقد عرض قاسم ان يسمحوا له بمغادرة العراق طالباً ضمان انتقاله. لكنه، وبمواجهة الرفض الذي قوبل به طلبه، كان يخطط للتسلل الى نهر دجلة، الذي يمر على مقربة من وزارة الدفاع، بأمل التمكن من الوثوب الى قارب سريع يمكنّه من الانتقال الى خارج بغداد. الا ان الوزارة كانت تحت القصف من كل جانب كما ان قوة من الشرطة كانت قد استولت على قاربه أصلاً. وامام استمرار القصف على وزارة الدفاع عادت المجادلات الهاتفية بين قاسم وعارف. فالزعيم قاسم يطلب ان تضمن له حياته وعارف يجيب «وهل ضمنّا حياة فيصل؟» (ويقصد فيصل الثاني ملك العراق الذي قتل في 14 تموز 1958).
وعندما توقف القتال وبدأ المظليون يتوغلون باحتراس داخل وزارة الدفاع بغرض اعتقال قاسم والمجموعة الاخيرة من الاوفياء له، كان قاسم موجوداً في المسجد داخل وزارة الدفاع. غير ان العسكريين المتوغلين لم يقدموا على اعدامه في الحال انما اقتادوه الى دار الاذاعة في بغداد ومعه العقيد فاضل عباس المهداوي (الرئيس السابق لمحكمة الشعب) والعقيد طه الشيخ احمد والرئيس الاول خليل كنعان.

استجواب مأساوي وخاطف

في الاذاعة، بدأ عبد السلام عارف بنفسه استجواب الزعيم قاسم، وكان استجواباً، حسب رواية العديد من الشهود، خاطفاً ومأساوياً في ذات الوقت. فكل ما كان يهم عارف في الاستجواب هو ان ينطق قاسم امامه انه، اي قاسم، «لم يكن القائد الحقيقي لثورة 14 تموز 1958»، وانه «خان الثورة».. وبينما كان المجلس العسكري المجموع على عجل، في احدى قاعات الاذاعة يجهد لتلبيس اعدام قاسم ورفاقه الثلاثة لباساً قانونياً، كان الضباط الصغار يتشاجرون فيما بينهم لنيل "شرف" رئاسة المجموعة التي تتولّى قتل عبد الكريم قاسم. وقد انتهى الامر باختيار عبد المنعم حميد على اساس انه "تعرض الى الاعتقال بأمر من قاسم".

وفور انطلاق رشقات الرصاص التي اودت بحياة عبد الكريم قاسم والمهداوي وطه الشيخ احمد وخليل كنعان (وكان الأولان جالسان على كرسيين والأخيران واقفان) سارع راديو بغداد الى اعلان نبأ الاعدام حتى قبل ان يذيع نبأ اعتقالهم.. وهنا ايضاً جرى البحث عن شخص يستحق شرف اعلان "موت الطاغية" على الشعب العراقي. وقد جرى في النهاية اختيار بنت الزعيم الطبقجلي. لأن ابيها كان بين الذين حكم عليهم بالاعدام من قبل محكمة الشعب برئاسة العقيد المهداوي، وصادق قاسم آنذاك على قرار الحكم.



#حسين_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اللاهوت الى الايديولوجيا : فلاسفة الأنوار والإسلام
- الثقافة الأمريكية في خدمة التجار
- كاظم السماوي.. شيخ المنافي وشاعر الأممية الصافية
- تهافت المشروع البعثي للتطور (1968-2003)
- هل عرف البابليون الفلسفة؟
- الهندية – طويريج : بيتنا وبستان بابل
- علي الوردي والمنطق الجدلي
- لغة الضاد حين نخذلها..
- محنة «النهضة» و «الاصلاح» و «التنوير» بالعربية...
- قناة فضائية عراقية طليعية حاجة عاجلة
- هيغل وأهل الحلة!
- أحمد أمير – بيوغرافيا حميمة
- العراق بين احتلالين: 11 آذار 1917 - 9 نيسان 2003
- المثقف بين الحلم وخيانة الذات
- حلبجه 88
- مئات القتلى في حرائق سجون عربية وشكوك حول الروايات الرسمية
- الايام...
- رحيل عبد الرحمن منيف روائي الصحارى المتخيلة
- الديمقراطية الدستورية في العراق وهشاشة التأسيس
- العراق واوهام العرش الفارغ الاحرى بالعراقيين استلهام النظم ا ...


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين الهنداوي - عبد الكريم قاسم في آخر مقابلة صحفية