أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهنداوي - لغة الضاد حين نخذلها..














المزيد.....

لغة الضاد حين نخذلها..


حسين الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:29
المحور: الادب والفن
    


في ثقافة واثقة، ثمة سمو لـ «النقد» حتى كمفردة، فهي تبدو رمز نظارة وعنفوان. اما في ثقافة محبطة قدرها الرزق والغيهب، فلا قيمة له الا لملء فراغ. والناقد، في هذه الاخيرة، هو مجرد شبح يطنطن بينما هو في الاولى قاب قوسين او ادنى من صانعي المجد.

وبرأينا، كان سقراط وابيقورس والنظّام والجاحظ نقاداً قبل أي شيء آخر. وايضاً، من العسير علينا فهم ثراء الثقافات الغربية الحديثة ونجاحها في فتح عوالم اخرى دون رؤية الدور الكبير الذي اوكلته للنقد في كنس الكوابيس والخرائب. اذ ليس عالماً ولا شاعراً ولا سياسياً ولا رجل دين من ايقظ الغرب على اوهامه القروسطوية، انما «ناقد»، هو بييربيل صاحب «القاموس التاريخي النقدي»، سبق فولتير وروسو وداروين بما يقارب القرن واسس لتمرداتهم. ونحسب ناقداً اولاً، ثم فيلسوفاً، عمانوئيل كانت مادام قد حرص على وضع مفردة «نقد» في صدر عناوين كل مؤلفاته، او هيغل الذي فعّلها في كل فقرة كتبها، او ماركس الذي وضع نقداً لكل شيء حتى للفكر النقدي...

هل نعني من كل هذا ان ثقافتنا العربية الحديثة هي من صنف متصلب الشرايين؟
نترك لغيرنا ان يستنتج ما يشاء وكما يشاء. لكن يحق لنا ملاحظة ان لغة الضاد تبدو مخذولة هنا ايضاً، وحتى من رجال خط دفاعها الاول. فلقد طورت، في لحظة سالفة من لحظات صفاء رأسها، مفردتين مختلفتين، من جذر واحد، هما «النقد» و«الانتقاد» لتمييز يفترض ان يكون دقيقاً بين مفهومين متضادين، لهما، في معظم الالسن الاخرى، مفردة واحدة. والحال، لئن تجاورا الى درجة التماهي في تلك الالسن، فان هذا التماهي يظل لغوياً، ولغوياً حسب، دون المساس باختلاف محموليهما، اي النقد كعملية دراسية والنقد الدال على التنابز بالعيوب.

اما في اللسان العربي فلا يضير المفردتان وحتى المفهومان ان يشتركا في دلالة واحدة اكثر فاكثر تماهيا. ولن يسعفنا اللوذ بالقواميس لتلمس مخرج، خصوصاً اذا كانت "عصرية". يقول احدثها (المعجم العربي الحديث- لاروس) الذي ألفه جامعي فاضل، ان «الانتقاد» هو ابانة العيوب، بينما يعرّف «النقد» بانه "الضرب بالمنقار" اذا مارسه الطير، و"اللدغ" بالسم اذا مارسته الافعى.

اما النقاد او النقدة فهم في ذلك المعجم السعيد واحد من ثلاثة اصناف كلها كالح الحظ الى يوم القيامة: "السفّل من الناس"، او "جنس من الغنم قبيح الشكل صغير الارجل"، او جنس من الناس "قليل اللحم بطيء الشباب"!

ان ثقافة لا تأنف من تعاريف للنقد كهذه، تضمر في مكان ما من وجدانها نفوراً من معاينة تجاعيدها في المرآة، لإدراكها السرّي ربما انها منزوعة البهجة ذاوية الشباب.

وأي قيمة بعدئذ لتعدد المفردات ما دامت تظل محض غرغرة باهتة في الحلق؟!



#حسين_الهنداوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة «النهضة» و «الاصلاح» و «التنوير» بالعربية...
- قناة فضائية عراقية طليعية حاجة عاجلة
- هيغل وأهل الحلة!
- أحمد أمير – بيوغرافيا حميمة
- العراق بين احتلالين: 11 آذار 1917 - 9 نيسان 2003
- المثقف بين الحلم وخيانة الذات
- حلبجه 88
- مئات القتلى في حرائق سجون عربية وشكوك حول الروايات الرسمية
- الايام...
- رحيل عبد الرحمن منيف روائي الصحارى المتخيلة
- الديمقراطية الدستورية في العراق وهشاشة التأسيس
- العراق واوهام العرش الفارغ الاحرى بالعراقيين استلهام النظم ا ...
- وجها لوجه مع قوات الاحتلال الامريكية في العراق
- الفلسفة ليست غير الحرية في تعريفها الاول والاخير والاسمى
- اوليفيه روا: -عولمة الاسلام- تجري بسرعة وكذلك فشل الاصولية
- الترجمة الفلسفية إلى العربية ونحو فلسفة للترجمة
- تناقضات التأسيس الأرسطي لمفهوم الاستبداد الآسيوي
- سلطة الرقيق او الاستبداد التابع نظام البعث العراقي نموذجا


المزيد.....




- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...
- نظْم -الغزوات- للبدوي.. وثنائية الإبداع الأدبي والوصف الملحم ...
- خالد الحلّي : أَحْلَامٌ دَاخِلَ حُلْمٍ
- النجمات العربيات يتألقن على السجادة الحمراء في حفل افتتاح مه ...
- كتارا تكرّم الفائزين بجوائز الرواية العربية في دورتها الـ11 ...


المزيد.....

- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين الهنداوي - لغة الضاد حين نخذلها..