أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان الداوودي - العودة الى المربع الاول















المزيد.....

العودة الى المربع الاول


عدنان الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 18:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العودة الى المربع الاول ......
كان ذلك في عام 1879 عندما اقرت الدولة العلية العثمانية بتشكيل ولاية مرتبطة بسنجق الموصل و تكون اسمها ولاية الموصل ... فتتكون غالبية سكانها من الكرد حيث تشمل تللك الولاية كل المدن والمناطق الكردية مع مساحات شاسعة من الاراضي المتدة عبر صحراء الغربية الداخلة ضمن اراضي ما يسمى اليوم بدولة العراق . و قبل ذلك العهد كان هناك ولايتان اخريتان قد تشكلا ضمن حدود عراق اليوم وهما ولاية البصرة العربية ذات الاكثرية الشيعي المذهب و ولاية بغداد العربية ذات الاكثرية السني المذهب .
و بعدها بزمن غابر بعد ان جاءت الحرب الكونية الاولى على مشارف انتهائها و عقب مداوالات و محاولات التي كانت مثمرة تم تمزيق اوصال الدولة العثمانية المهزومة وتقسم ممتلكاتها بين المنتصرين بشىء من التفاوات في المحصول و الغنائم حيث ان دهاء و مكر الانكليز قد غلب على الجشع الفرنسي بمساومات لاحقة كان بموجبها اصبحت ولايات الموصل و بغداد والبصرة من حصة بريطانيا مع اخذ وادي الاردن و فلسطين و كانت الشام و لبنان من حصة فرنسا .
بعدها قامت بريطانيا بترقيع اوصال تللك الولايات الثلاث لاسباب سياسية و اقتصادية بريطانية على الاكثر و فصلت منها دولة العراق التي ما ان بدات تنهض على اقدامها حتى برزت فيها الصراعات الاثنية و الطائفية و القومية وضلت باقية و مسعرة الى يومنا هذا ولم تستطع لا البريطانية العضمى ولا اية من الحكومات المتعابقة على دفة الحكم من القضاء عليها فضلت تنزف العراق وتاخذ البلد من مصيبة الى اخرى .
والظاهر ان العراق لن تسطيع الافلات من القهر والنعرات والحروب الا بالعودة الى المربع الاول عند بدايتها الاولى في الزمان السحيق و ها ان الولايات المتحدة تسعى جاهدة و بموجب مصلحتها القومية و الاقتصادية بالشروع الى تقسيم الشرق الاوسط حسب خارطة جديدة و منها العراق حيث ان نظام الولايات الثلاث تلائمها اكثر من النظام المركزي الصارم .
يالها من عالم سياسي داهي و غير عادل و ظالم مع جميع النعوت والاوصاف البذيئة التى لاتقال الا بحق الشيطان و الجحيم تلك السياسة التي جعلت من دماء ابناء العراق تسيل كالانهار من اجل مصلحة بلد مستعمر تقع في غرب الارض وتعمل على حفظ و صيانة الاوصال المرقعة و الحفاظ على الدولة المركزية الصارمة . و لكن مرة اخرى وتارة ثانية من اجل مصلحة بلد اخر يتم اسالة الدماء العراقية في سبيل فك الترقيع و العودة من الدولة المركزية الصارمة الى نظام الولايات الغابرة في التاريخ .
ففي شرقي اوسطنا , هذا العالم البعيد عن الحضارة , والذي يعيش في تخبط مستمر من عد م الانضباط , والموت بالجملة من اجل ان يعيش حفنة من البلهاء و مغتصبي السلطة من شرقها الى غربها ومن جنوبها الى شمالها النائمة في بحر من عسل الغيبيات والتي لاتريد ان تفيق منها الى يوم قيام الساعة , تقوم الحكومات المغتصبة للسلطة في البلدان المسيطرة على كردستان بتدريب شعوبها القومجية و شحن ادمغتهم منذ البداية لها و تريد ان تستمر الى النهاية بها بكره الكرد و محاربتهم و طمس هويتهم و اغرافهم في بحور من الدماء , فلا يريدون مجرد التفكر ان يفكرون ولو بالطلاق العنفي ناهيك عن الطلاق المخملي ان يتم بينهم و بين الكرد و ذلك تصحيحا للخطاء اللذي حصل بالاندماج القهري و اللارادي.
صحيح ان امريكا جاءت الى الى هذا المكان منذ زمن غابر و بدات تخطو خطوات سريعة و حاسمة في الاونة الاخيرة لتشمل هيمنتها كل المواقع الحيوية من الشرق الاوسط ولها بها مارب و مأرب اخرى عن طريق نشر الديموقراطية و اصلاح ما افسدته الحكومات البيروقراطية و الدكتاتورية الاقرب الى اللامبالاة والاسراف في سفك الدماء من الدكتاورية الدموية العادية السادية بل واشد منها .
ذاك صحيح وكذالك صحيح ان الادارة الامريكية بعد احتلالها للعراق تبينت للمعارضة العراقية بانها اي الولايات المتحدة في وادى و المعارضة في وادي اخر , فعلى الرغم من انه كان هناك معارك و قتال و سفك دماء ابرياء و متورطين و انفال والاسحلة الكيمياوية جرت و دبرت على ايدى من الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة في بغدا د و توجد على الساحة العراقية عامة و على الساحة الكوردستانية خاصة معارضة متجذرة عبرة عشرات السنين في جميع الطوائف و المذاهب و القوميات وكلها ملت و تعبت من شعار الوطنية و البكاء على وحدة العراق و لطم الصدر من اجل قضاية قومية اللتي ما جلبت للعراقيين غير الندم و الخسران و البطلان و هدران اموال البلاد بلا فائدة . تلك الحكومات التي ورطت العراقيين و دول الجوار بحروب لا طائل منها , فكانت امريكا تريد من جميع المعارضة و الاكراد خصوصا ان يتنازلوا عن كل مكتسباتهم طيلة نصف قرن من الحروب و سفك الدماء و ترك تلك الجنة الخضراء المسمى بالفيدرالية في كردستان و يجعلوها من وراء ضهورهم و يذهبوا الى بغداد لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدة عن المذهبية و الاثنية كل ذلك من اجل ان مصلحة امريكا تقتضي ذلك , فلو سمع المعارضة تللك النصائح و بالوا بتنفيذها لكان العراق قد عادت الى المربع الاول من الدكتاتورية و دولة النظام المركزي المستبد فكانت تسيطر عليها فئة دون اخرى ويظل العراقييون يدورون في دوامة مغلة الى مائة سنة اخرى من التاريخ .
ولكن هذه المرة اخذ التاريخ مجراها الصحيح , فكان للعراقين ما ارادوا من نوع الحكم و من الخصوصية القومية و المذهبية ما يرتاح لها الشارع العراقي . عندها قفز المعارضة السنية الى الوجود معارضا جميع ما يوافق عليه الاخرون من العراقيين من اختيار الفدرالية , فثاروا ثورتهم , فكفروا الشيعة و خونوا الكرد و كانوا على الرغم من انهم اقلية اقلية في العراق الا انهم لايرضون باقل من السلطة الكاملة و غير ناقصة قيد انملة .
والسنة الا ان يصلوا الى قناعة بان زمن الحكومات المركزية الصارمة قد ولت في العراق , والعصر عصر الفدرالية و تقسيم العراق الى فدراليات هي القدر المحسوم و المحتوم تكفيهم الرجوع الى المادة 76 من الدستوور العراقي والتي تفيد بان الكتلة الكبيرة هي التي بامكانها تشكيل الحكومة وان الشيعة منذ الاول والى يوم الدين يبقون و يبقون هم الاكثرية و الغلبة لهم. فاالمعروف عنهم ايديولوجيا بعدم تحالفهم مع الطائفة السنية ليس فقط تحت سقف بيت واحد اجتماعيا بل تحت خيمة ائتلاف سياسي متعدد ولهذا فاولىَ بالسنة ثم اولى بها ان تقتنع هي الاخرى بالفيدرالية و تحاول الاحتفاظ بما تكونلديها من الرقعة الجغرافية و السياسية .
فستكون العراق الجديد عراق الفدراليات و سياتي يوم يظهر في المصطلحات السياسية العراقية الجديدة مصطلح العراق القديم رمزا الى عراق الحكومات الصارمة و الكتاتوريات .
و الان و بعد انتخابات 7/3 بدا السنة رويدا رويد يصلون الى قناعة و لو مرة بانهم منذ الان لن تكون بامكانهم ان يروا بغداد عاصمة قوية موحدة مركزية بايديهم هم كما كان منذ عهد المنصور و هارون الرشيد الى عصر صدام حسين و لهم السلطة بدون منافس و يحكمون بسياسة الحديد و النار بل ها انهم يصلون الى قناعة بان الشيعة هم الاكثرية في العراق و الكورد شريك في هذا الوطن وليسوا ضيوفا كما كانوا يدعون ايام الدكتاتور الصنم , بل انهم يدركون ان مصير هذا العراق هي التقسيم الى ثلاث فيدراليات كما كانت تتكون من ثلاث ولايات منذ البداية , و عليه علينا العودة الى المربع الاول من العملية السياسية لتشكيل دولة العراق .


















#عدنان_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجب في العالم العربي
- المعصومون
- تركماني نائب للرئيس ولا وزارة للتغير
- بالانصاف تحل قضية كركوك
- الدين فيما سبق و ما تلاه............
- الوطن العربي الكبير
- لا مو هذا هو
- اين الحق
- انقرض ذاكرتي في مدينة منقرضة
- كركوك بحاجة الى سلام لا الكلام
- العامة بين الديمقراطية و الدكتاتورية
- تصحيح المسار ... من انتساب الكرد الى العرب الابرار..
- نصف الخسارة هي الربح
- اما القبر او القصر
- تنفيذ حكم الاعدام على متن طائرة عراقية


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان الداوودي - العودة الى المربع الاول