أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الداوودى - تنفيذ حكم الاعدام على متن طائرة عراقية















المزيد.....

تنفيذ حكم الاعدام على متن طائرة عراقية


عدنان الداوودى

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 03:01
المحور: الادب والفن
    



تنفيذ حكم الاعدام على متن طائرة عراقية …
اصطكت اسنانه رعبا"من شدة الخوف عندما سمع صوت اقدام قادمة نحو ردهته , جلس لصق الحائط مطوقا" ركبتيه وهو ينظر بخوف نحو باب الزنزانة000 اقترب الصوت اكثر فاكثر وعندما انقطع الصوت امام باب زنزانته ايقن بقرب ساعته فهو محكوم عليه بالاعدام منذ ثلاثة اشهر وينتظر تنفيذه في اية لحظة 0لم يستغرق الا ثوان حتى بداء صوت ادخال المفتاح في قفل باب الزنزانة يرن في اذنيه 0انفتح الباب وظهر اثنان من حراس السجن ومعهم رجل طويل عريض المنكبين ذو وجه ممتلىء بشاربين خفيفين يتطاير من وجهه شرارة الغضب والنقمة0 وقف الحارسان امام الباب وتقدم الرجل الطويل نحوه بخطوة واثقة و بادره بتحيه غير ماءلوفه لدى 00روسته م 00 وقالله :
مساء الخير ياروسته م0
مساء الخير 0000
رد التحية ببرودة وخوف0
انهض 0
انهض !00 الى اين اتاْخذونني الى الاعدام0
الاعدام !00 كلا0 بل الى غرفة السيد المدير للاستجواب0
تذكر هذه اللقطات وهو يخطوا الخطوة الاولى على سلم الصعود نحو الطائرة , وما هي الا خطوات حتى وصل الى باب الطائرة وسلم ورقة بيضاء الى الموظف الواقف على باب الطائرة من الداخل ثم ارشده الى مكان جلوسه وهي 14-Y0 جلس في مكانه وقلبه يرتجف في صدره 0لمس مسدسه من تحت سترته وكاءنه يريد ان يتاءكد من انه لايزال يحمل المسدس ولم يقع منه 0كان ينظر الى وجوه الركاب بود وحنان وشفقه 0فهو يعرف مايحصل لهم بعد دقائق 0000000ما هي الا نصف ساعة او اكثر وتملكهم الخوف والرعب000قال هذا في دخيلة نفسه 0 ثم امسك بتلك الجريدة التي كانت موجودة في الحقيبة الملتصقة على ظهر الكرسي التي امامه0حاول ان يقراء شيئا" ولكنه لم يستطيع كاد القلق ان يفقد اعصابه 0اعاد الجريدة الى مكانه وبداء مرة اخرى ينظر الى وجوه الركاب اللذين يظحكون وكلهم امل في الحياة000 وفجاءة اخذه التاءمل الى كلام الرجل الطويل اللذي اخرجه من زنزانته الى غرفة مدير السجن حيث قال له 000اسمع يا روسته م انت محكوم عليك بالاعدام وستشنق بعد يومين او ثلاثة ولكن هناك مهمة لدى مديرية المخابرات العامة اذاقمت بها فلن تنعدم بل ستكافاء وتطلق سراحك0000تذكر هذا الكلام وظهرت على شفتيه ابتسامة صفراء ثم تعمق في التفكير وتذكر بانه كان في حالة الياس والانهيار وكان مستعدا"لتقبل كل شيء مقابل اطلاق سراحه وقال00
انا لن انعدم و اكون حرا"؟0
نعم 000 ولكن عندنا شرط 0
انا موافق ياسيدي0
من غير ماتسمع0
من غير مااسمع0
طيب اذن 000اسمع شرطنا0
وبدا يشرح له الشرط حيث من ضمن ماقال له 000
بعد التدريب وعدة ايام من الراحة سوف تصعد على متن طائرة وطنية 0وبعد ارتفاع الطائرة عن ارض المطار وبزمن 25 دقيقة تقوم باخراج مسدس حيث نسلمك اياه وتهدد طاقم الطائرة بالنزول في دوله مجاورة لبلدنا000قاطع كلام السيد المدير وقال له00اي انني اخططف طائرة وطنية … حيث جاوبه بحزم000 نعم بالظبط تخطف طائرة وطنية…
- وبعدين0
- وبعدين شنه تنزل بالطيارة وتسلم نفسك لى سلطات تلك الدولة0
وبعد لحظه تفكير وتامل قال روسته م ببراءة:
- ولكن ماالهدف0
- ماالهدف شنه 0 هاي شرطنا 0ومالك الحق بالسوءال0
ومن ثم قام الرجل من مكانه وقال بحزم و بنبرات حادة و خشنة:
هاي هي شرطنا 0اذا توافق اهلا" وسهلا" واذا لاتوافق نرجعك الى الزنزانة و تنعدم0
ارتعب من كلمة الاعدام وببراءة امل في الحياة قال روسته م وهو مبتسم:
طيب طيب انا موافق0
بعد ذلك اخرجه الرجل معه من السجن 0000وكان سيارة بيضاء حديث الموديل في انتضارهم فيها شخصان سائق وحمايةحيث صعد هو والرجل في المقعد الخلفي وانطلقا000 ماهي الا ودقائق حتى وصلا الى العاصمة 0ومن ثم اخذ بهما السيارة نحو فندق مهيب فخم ,نعم يعرفه جيدا انه ذلك فندق كثيرا" ما حلم في ان يبيت ليلة واحدة فيها وها هي حلمه يتحقق000 عزل في فندق واقام في جناح خاص مع شخصين اخرين 0حيث ايقن بانهم هنا من اجل حراسته و مراقبته هو شخصيا" حتى لايهرب000 فكر كثيرا" بما هو فيه ولماذا يعاملونه هكذا ولكن جوابا" واحدا" كان يتلقاه في عقله التعبان وهو000مايهم طالما ابقى حرا"و طليقا" ولن انعدم00وفي اثناء اقامته في الفندق لمدة ثلاثة ايام في كل ليلة كان يؤخذ الى مكان اخر لمدة اربعة ساعات يتم تدريبه على خطف الطائرة و كيفية استعمال السلاح لحماية نفسه داخل الطائرة ومن ثم عن كيفية تسليم نفسه لدى السلطات000 كان غارقا" في التفكير ولولا صوت ازيز محركات الطائرة بالحركة و معها بداْ قلبه بالارتجاف والقلق بداْ يسيطر عليه رويدا" رويدا"من لاشيْ على الرغم ان الرجل طماْنه بان لايخاف لانه لايعترضه شيْ في الطائرة لانه لايسمح بصعود رجال الامن في الطائرة في الرحلة0 وعندما ارتفعت الطائرة عن مدرج المطار ادار الرجل ظهره ومن معه عن المدرج ورجع الى مكتبه في مديرية المخابرات العامة 0
وفي الطريق ساْل احد مرافقيه قائلا"000
احمد0دبرت شغلتك زين0
نعم سيدي 0متاْكد طلعت الابرة من المسدس قبل ان اعطيه0
اكيد0
اكيد سيدي 0و للاثبات 0هاك هاي الابرة و خليها عندك0
مد يده نحو الخلف وسلم ابرة قذف الطلقة في المسدس بيد 00ابو غانم00مسوْول الدعاية والحرب النفسية في مديرية المخابرات العامة حيث التقطته و بعد ان نظر اليه عدة مرات وضعه في جيب سترته و بلهجة سخرية علق ضاحكا" و قال :
الله يساعد كاكه روسته م0
وبعدها بشيْ من الحزم قال:
والعناصر يعرفون التعليمات0
نعم سيدي00000عبد و سعيد و سلمان موجودين و يعرفون شغلتهم 0
ثم سكت الجميع 00
وبعد 25 دقيقه بالضبط قام روسته م من مكانه وذهب نحو التواليت وبعد لحظات رجع و بسرعة خاطفة انطلق نحو كابينة الطائرة ولم يلبث حتى لحظات ومن ثم عاد واعلن عن اختطاف الطائرة حيث خيم الذعر والرعب على جميع الركاب وكان الكل مرعوبين ماعدا ثلاثة اشخاص يعرفون القصة مسبقا" وتم الاتصال بجميع المطارات في دول المنطقة باْن طائرة عربية قد اختطفت0 وقد سارعت وكالة الانباء الوطنية باعلان النباْ عن خطف طائرة وطنية وانتشر الخبر بين الناس والامم كانتشار النار في الهشيم0 كان روسته م شاهرا" بمسدسه نحو الركاب مهددا" وقائلا"000الطيارة مخطوفة وبعد شوية راح ننزل في مطار تل ابيب00
وكان هناك صياح وعياط واسئلة كثيرة مشوبة بالخوف والحذر 000 لماذا اسرائيل بالذات0انت منه وشتريد مننا00الله مايقبل عندنا جهال 000اسئلة كثيرة و كثيرة بين الركاب 0ولن تتلقى جوابا" وفجاْة" خرج شخصان شاهرين مسدساتهم نحو روسته م و ياْمرانه بالاستسلام000
سلم نفسك 0ولك 0سلم نفسك 0ذب المسدس 0ذب0
انفتح فاه روسته م مندهشا" عيناه لاتصدقان لقد اخبره الرجل بعدم تواجد عناصر الامن على متن الطائرة0000اذا" من هوْلاء 0 ما هي القصة000 راودته هذه الاسئلة في لحظات وقد ادرك الموقف والمطب اللذي وقع فيه وفي سرعة البرق حظر امام عينيه وفي خياله صورة زوجته واطفاله الاثنان وبجنون وحركات هستيرية بداْ يضغط على زناد مسدسه ولكن المسدس لم يطلق النار حاول ثاني وثالث و رابع مرة والمسدس لايطلق النار عندها بداْ الرجال باطلاق النار عليه مرة واحدة وارداه قتيلا و سقط صريعا" ملطخا"بدمه على صدر احد الركاب0
بداْ الركاب بالتصفيق للابطال اللذين انقذوا ارواحهم وبداْوا يهتفون بحياة سيادة رئيس الجمهوريه وهم يضحكون ويتفلون على جثة روسته م0000وبعد ساعات اعلنت وكالة الانباء الوطنية عن نبأ فشل خطف الطائرة الوطنية وان رجال الامن كانوا يقظين0 حيث تم قتل المختطف وهبطت الطائرة في موعدها المحدد بسلام000وحصل 00ابو غانم00على مكافاْة مالية سخية وكتاب شكر وتقدير من جانب سيادة رئيس الجمهوريه على ماقام به من خدمة للوطن الغالي …




عدنان الداوودى
دوتنخيم 1998



#عدنان_الداوودى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الداوودى - تنفيذ حكم الاعدام على متن طائرة عراقية