أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الجنديل - سياحة على شواطئ رواية ( عباءات محترقة )














المزيد.....

سياحة على شواطئ رواية ( عباءات محترقة )


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 20:34
المحور: الادب والفن
    


سياحة على شواطئ رواية ( عباءات محترقة )

تمتاز رواية ( عباءات محترقة ) للروائي سليم الشيخلي بقوّة بناء الشخصية المحورية التي جعل منها المؤلف مركز تفرع أحداث روايته ، ورسم العلاقة التي تربطها بغيرها من الشخصيات والأحداث الثانوية .
لقد اعتمد الروائي سليم الشيخلي في بناء روايته على السردية الواقعية بلغة رصينة خالية من الترهل والإنشائية ، باستثناء القسم الثالث منها ، فقد وصل إلينا وهو لا يملك قوّة وتوهج الفصلين الأول والثاني ، ورغم هذا فانّ هذه الرواية تعدّ من أفضل الروايات من حيث بناء أبطالها والاعتناء بهم ، ومن حيث لغة الرواية التي اتسمت بالرشاقة والشفافية .
رواية ( عباءات محترقة ) تدور فصولها في فضاء واقعية الأحداث مباشرة مراعية في بنائها التسلسل الزمني لهذه الأحداث دون الاستعانة بدلالات رمزية عصيّة على فهم المتلقي لها ، إلا أنّ ما يثير الغرابة في الرواية ، أنها ظهرت إلى النور وعلى غلافها اسم مؤلفها ( فهد جمال ) في الطبعة الأولى والثانية ، وعندما وصلت لي ، كان اسم ( سليم الشيخلي ) مثبتاً على صفحتها الأولى وعلى غلافها ، وأغلب ظني أنّ الاسم الأول كان اسماً مستعاراً أراد الكاتب منه إبعاد الأذى عنه وعن عائلته فلجأ إلى تثبيت اسم مستعار .
لقد جاء الأسلوب متميزاً في الرواية ، استطاع من خلاله الروائي من خلق اللغة القادرة على منح فضاءات جميلة تدور حولها أحداث روايته من خلال الوصف المناسب المريح الذي يخدم ثيمة الرواية تارة ، والزواج الشرعي بين السرد الواقعي والمنلوج الداخلي تارة أخرى ، أو من خلال زرع جسد النص بخطافات التشويق وإغراء المتابعة ، وهي مهمة صعبة استطاع الأديب سليم الشيخلي تجاوزها ، وإيصالها لنا بطريقة عذبة على لسان الراوية الوحيدة ( أم حسين ) .
الرواية تقع في إحدى وسبعين ومائة صفحة ، ومقسمّة على ثلاثة أقسام ، الأول أطلق عليه ( عربات سومرية ) والثاني ( ملح وعيون ) أمـّا القسم الثالث فقد وسمه بـ ( مكنونات عشتارية ) . ومع كلّ قسم دونّ عبارة قصيرة على صفحته الأولى اختارها الكاتب بعناية كدلالات على مضمون القسم . ، ففي القسم الأول رسم لوحة شعرية شعبية لشاعر من الجنوب ، والقسم الثاني توجّهُ بمطلع ( يادجلة الخير ) للجواهري الكبير ، والثالث نقش عليه مقطعاً أخذه من ملحمة كلكامش .
كان الروائي موفقا في الاستهلال ، فقد بدأ برحلة عبر سيارة متجهة من بغداد إلى عمّان ، بعدها انعطف بالحدث ليجعل الراوية ( أم حسين ) تتحدث عن حياتها منذ طفولتها مروراً بمقتل زوجها فدخولها الحياة بائعة للخضروات في الكرادة ثمّ بائعة دخان في شوارع عمّان ورجوعها إلى بغداد ثانية ، متخذاً مطلع أغنية ( أريد الله يبين حوبتي بيهم ) لازمة لكل انتكاسة تواجه الوضع السياسي والتي تكون ( أم حسين ) ضحيته ومن معها من النساء والرجال والأطفال ، وقد يلاحظ القارئ الفطن حال الانتهاء من قراءة الرواية تركيبة كاتب الروائية النفسية والأخلاقية عندما أسقط رأسه على الكثير من أحداث الرواية التي تضمنت أحداثا واقعية ليس فيها من ألاعيب الخيال ما يجعلها عصية في استيعاب الرواية ككل .
إنّ النظرة الأولى لقراءة الرواية تمنحك حكماً قاطعاً على خلوها من الدلالات الرمزية ومحاولة تفتيت الحدث أو تهشم اللغة لخلق قراءة ثانية لما وراء النص المكتوب ، فقد جاء نمو الحدث منسجما مع شكل اللغة التي كتبَتِ الحدث بطريقة جميلة ورائعة .
الروائي سليم الشيخلي يحملُ قلماً ممتلئاً بالعافية عندما أخرجَ لنا هذه الرواية التي منحتني متعة كبيرة وأنا أتنقل بين سطورها ، وما أكتبه الآن ما هو إلا سياحة على شواطئ الرواية ، أتمنى أن تتاح لي فرصة أخرى للتوغل في أعماقها .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام . ..... قصة قصيرة.
- أحلام
- حداء في ذاكرة الليل .... قصص قصيرة
- الغروب
- الكرسي
- يرقية الى ولي الامر
- حفلة ....قصة قصيرة
- على هامش الخط الأحمر
- البالون ...قصة قصيرة
- كتابات باللون الأحمر
- جفاف ..قصة قصيرة
- حكايات ذاكرة.. قصة قصيرة
- الأقلام والخيول
- الوصيّة ... قصة قصيرة
- السفينة .. قصة قصيرة
- الجناة ومزبلة التاريخ
- أمريكا وحقوق الانسان
- بلد العجائب والغرائب
- بلا وطنية ولا حياء
- أنا وفكتور هيجو وجبار أبو الكبة


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الجنديل - سياحة على شواطئ رواية ( عباءات محترقة )