أحمد الجنديل
الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 22:25
المحور:
الادب والفن
حداء في ذاكرة الليل
قصص قصيرة جدا
1 : ارتداد
عندما اعتلى العرش ، خرجت الجموع من كلّ حدب وصوب تصرخ بأعلى أصواتها :
( يعيش الملك ... نموت ويحيا الملك ) .
رجال بكل أشكالهم وألوانهم ونساء بمختلف أعمارهن وأطفال وكهول خرجوا لاستقبال جلالة الملك المفدّى ، وفي غمرة الفرح الطافح ، ارتدت عقارب الساعة إلى الوراء ، نسي الملك نفسه ، نزل من شرفته العليا ، ترك صولجانه الذهبي وحيدا ، وعند اقترابه من الجموع ، رفع يديه وأخذ يصرخ :
( يعيش الملك ... نموت ويحيا الملك ) .
2 : شطارة
من تحت قوس نارها مرّ بحارة الموانئ التي استوطنها السفلس والجذام ، ومن بين دهاليزها التحتية عبر المغامرون والأشقياء ، وعندما سلبها الزمن رصيدها وأغلق أبواب تجارتها ، أدارت بوصلتها إلى جهة المشرق ، عبثت بقواعد اللعبة ، وأحرقت الأوراق الفائضة ، وعند ساعة انطلاقها بعملها الجديد ، تهافت عليها القوم ، وفتحت لها الأبواب ، وتعالت صيحات الإعجاب والثناء ، وأصبحت بعد حين ، أميرة العفة بلا منازع !!!!!! .
3: خيبة
أنيق حد الإفراط ، نرجسي بلا حدود ، أدخله الحلم المترف إلى عالم الغرور ، جدرانه الداخلية مزدحمة بصور النساء المعجبات ، وعالمه الخارجي لا يعرف غير أسماء الصبايا الجميلات ، وأرشيفه لم يترك واحدة من سيدات الصالونات الباذخة . والعاشقات الحالمات ينظرن إليه كنجمة بعيدة تحمل بين ثنايا بريقها الشبع والأمان ، وصاحبة الحظ من تصطاده وتضمه إلى صدرها في فراش النوم .
الصبية الشقراء الشبقة ، سليلة المضاربات المالية الكبيرة ووريثة المغامرات العاطفية المثيرة تمكنت من الظفر به ، وفي ليلة الزفاف أمطرت الرؤوس جنونها على قلوب العاشقات أحلاما وردية حزينة ، باستثناء الشقراء الشبقة التي غرقت في بحر دموعها وهي تتلوى غضبا على فراشها لأنها وجدته تمثالا من طين .
#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟