|
المجلس الجماعي لمدينة مراكش بين الأقوال و الأفعال
علاء كعيد حسب
شاعر و كاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23 - 21:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
من الحقائق المؤسفة في تاريخ مراكش الحديث ، وجود منتخبين لا يمثلون إلا أنفسهم و فئة قليلة من رجال الأعمال و الإقطاعين الجدد . و لعل فاطمة الزهراء المنصوري و زبانيتها في المجلس الجماعي الحالي للمدينة ، نطف أخرى للمكر السياسي ، تزكي شعور المواطن " العادي " العميق بالإحباط و عدم الثقة .
و أثناء لقاء مفتوح نظمته جمعيات عن المجتمع المدني قبل أيام حول موضوع " علاقة الشباب بمخططات التنمية" ، حضره ممثلون عن المجلس الجماعي و الإذاعة الجهوية و بعض المنتمين للعمل الجمعوي ، طرحت سؤالا هو : - ما هي الضمانات التي يقدمها المجلس الجماعي الحالي للشباب المتذمر أصلا من المخططات السابقة التي لم ترتبط بهمومه و تطلعاته ؟ . أجاب عن السؤال ممثلين عن المجلس الجماعي ، الأول صرح بأن الضمانة يوفرها القانون المغربي و أن المجلس الجماعي في إطار وضع مخططات ستجعل الشباب و من بالمدينة يدهشون لنتائجه . أما الثاني فقد كان جوابه يحمل كثيرا من الملامة للشباب ، و وصفهم بالفئة التي لا ترغب و لا تجيد شيئا ، مستشهدا بأن عدد المنتسبين للأحزاب و جمعيات المجتمع المدني قليل جدا ، متناسيا أن المواطنة ليست متمثلة في الإنتماء إلى طيف حزبي أو جمعوي ما . و ختم رده و عيناه ترمي بشرر ، بأن من واجب الشباب ألا يحاسب أفراد المجلس الجماعي لأنهم " الشباب" سبب مباشرفي تعثر عملية التنمية ، متناسيا للمرة الثانية ، أن ضعف عملية التنمية و تعثرها كامن في الإنحطاط المعرفي و الأخلاقي للساهرين عليه . لأنه في ظل الأمية حسب المفكر المغربي " عبد الله العروي " السياسة طاغية و منحطة ، و في ظل الديمقراطية ، مجال السياسة ضيق و قيمتها عالية . فتصبح الرياضة رياضة و الفن فن ، و كذلك العمل و الفلسفة ... أما إذا طغت السياسة على الكل ، جرت الكل معها إلى الحضيض . فالعلاقة بين الديمقراطية و الإبداع أعمق مما يتصور .
كان جواب الأول جواب سياسي حذر ، يمكن تجاوزه ، لأنه بتحميله القانون مسألة الضمانات أوحى دون وعي منه بأن حقوقنا هضمت ، فهو يعلم أن القانون مليء بالعيوب و لا يسري على الأرض و العموم ، و لن يضمن حقوقنا ما دام و سيلة تستعمل للإستغلال و السرقة . أما جواب الثاني ، فقد ولد كثيرا من الإمتعاض لدى الشباب الحاضرين ، و ود كثير منهم في التعقيب عليه لولا إعلان مسيري اللقاء عن وقفة شاي غادر بعدها مباشرة المكان ، هو و رفيقه في المجلس الجماعي ، دون إعتذار من الحضور و دون سلام . عكس الاثنين في ذهني صورة من الداخل للمجلس الجماعي ، و كوني شابا أنتمي لأكبر شريحة عمرية تذكرت مركزي خارج الخط الأخضر، مستحضرا بعض خيبات الأمل التي تعرض لها أقراني في عديد المجالات ، من مجلس أنتخب أفراده لتحسين الأوضاع و دعم تطلعات الأفراد .
قبل عام و نيف ، أثناء الحملة الإنتخابية التي ظهر علينا فيها حزبهم " الأصالة و المعاصرة " حاملا يافطات إنقاد ما تحت الأرض و ما فوقها ، من بشر و شجر و ثراث ، ظننا لسذاجتنا ، أن زمن المعجزات قد عاد ، و أن الديمقراطية الحقيقية بدأت تهب رياحها من جديد على الجسد المغربي . لكننا اليوم بعد فوز ممثليه بالإنتخابات و تقلدهم زمام المجلس الجماعي و مباشرتهم لمسؤولياتهم ، تأكدنا بعد النتائج الهزيلة التي قدموها ، أننا في نظام سيء ، تولد عن تفسخ الإستبداد ، و أفسد النفوس بتشجيعه الأرذل و الأقبح فيها ، حتى صرنا نتكلم على حكم طغمة أو عصابة أو نصاب بتعبير ابن خلدون .
#علاء_كعيد_حسب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلاما لتونس و أهلها
-
تونس و بداية العدوى
-
المعضلة
-
أوراق من هاوية الماضي ( الجزء الأول )
-
الطفولة على الهامش
-
صوت مفلس
-
الشاعر السويسري برينو ميرسي و رحلة اكتشاف الآخر
-
لحسن لفرساوي : سريالية اللون و الحرف
-
شاعرية الماغوط و القارئ
-
محمود درويش , الشاعر الحاضر فينا
-
المالكي و ديمقراطية الفؤوس
-
هلوسات في حضرة الشهود
-
قاض بمحكمة نواحي مراكش , يغتر بنفسه
-
مريم
-
هي و الليل
-
التعبير عن الرأي: بين التعتيم و التنوير
-
ثيمة النضال في ديوان أبابيل الصمت للشاعرة المغربية زليخة موس
...
-
إنفلوانزا الخنازير : الكابوس الذي يفزع المغاربة
-
حسنا , سأكون كما تحبون
-
أمريكا و المالكي و مقهى الحشيش
المزيد.....
-
معهد ستوكهولم: زيادة عدد الرؤوس النووية بحالة الجاهزية القتا
...
-
البيت الأبيض يفسر سبب -تجمد- -وزلة- بايدن خلال حفل للمانحين
...
-
فوز بشق الأنفس لإنجلترا برأسية بيلينغهام أمام صربيا في كأس أ
...
-
دبلوماسية صينية تقارن حجم -مجموعة السبع الكبار- بكوكب الأرض
...
-
معالم الانتصار وأين يجب أن ترفع راية النصر
-
إسرائيل: حزب الله أطلق آلاف الصواريخ منذ بداية حرب غزة
-
بيان بايدن في عيد الأضحى: نبذل ما بوسعنا لوقف الحرب في غزة
-
إعلام: قوات روسية تقتل 6 أشخاص على صلة بـ-داعش- بعد احتجازهم
...
-
جنوب إفريقيا.. حزب زوما يصف نتائج الانتخابات بـ-المزوّرة-
-
فيديو.. هزة أرضية عنيفة تضرب جنوب بيرو
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|