بايدن ليسَ غريباً ..انه مِنْ أهل البيت

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 10:14
المحور: كتابات ساخرة
    

مِنْ آداب السلوك المُتَعارف عليها ، هو إخبار العائلة التي سوف تزورها ، مُسْبَقاً .. اولاُ ليكونوا متهيئين لإستقبالك ، وثانياً إحتراماً لخصوصياتهم . لكن العَم " جو بايدن " وإدارته ، تعّودوا ومنذ الاحتلال ، على مفاجأتنا بزياراتهم الميمونة .. ففي ليلة أمس الاربعاء ، نزلَ في أحد المطارات وكان في إستقبالهِ وزير الخارجية " هوشيار الزيباري " و السفير الامريكي وبعض الضباط الامريكيين الأصدقاء .
- حلمتُ ان أحد الصحفيين سألَ بايدن : لماذا زياراتكم للعراق مفاجئة عادةً ، ولا يُعلن عنها مُسبقاً ؟ أجاب نائب الرئيس : ان العراق هو بلدي الثاني .. هل تحتاج الى رخصة لزيارة منزلك ؟ انا أعتبر نفسي انني في بيتي !. ليس بيننا رسميات وبروتوكولات .. انظر الى ملابسي ، انا أرتدي بنطلون جينز أزرق وقميص عادي وجاكيت ، وكأنني في إجازة !.
- في الجزء الثاني من حلمي ، سمعتُ ان مصدراً مُقّرَباً من وزارة الخارجية قال : الحقيقة نحنُ في الحكومة العراقية ، لانعتبر " بايدن " غريباً ، فهو أصبح " من أهل البيت " .. فالرَجُل مُهتم بمشاكلنا وكيفية إيجاد الحلول لها ، حتى أكثر من أنفسنا !. ونحنُ نُقّدِر له موقفهُ ، بعدم إشغالنا كثيراً بمراسيم إستقبالهِ وإيوائهِ وخصوصاً انه وصلَ في وقتٍ متأخر من الليل ... فنحن كما تعرفون منهمكون برئيس الوزراء الكويتي الموجود في بغداد الان .. وبعد يومين نتهيأ لإستقبال رئيس الوزراء السوري ... إضافةً ، الى ان السيد بايدن ليس من النوع الذي يزعل ، فهو سبورت ومتفهم !.
- من أولويات بايدن في زيارته الحالية ، هو البَتْ في مسألة الوزارات الأمنية ومجلس السياسات الاستراتيجية ، ثم الإطمئنان على ان " اياد علاوي " مُرتاح للنتائج التي تحققتْ ، وكذلك السيد " طارق الهاشمي " الذي هو ندٌ لبايدن ، أليسَ كلاهما نائب للرئيس ؟ ويريدُ ان يرى الرفيق " صالح المُطلك " في منصبه الجديد ويهنئه شخصياً !.
- الأولوية الاخرى عند بايدن ، هي هل فعلاً ان التيار الصدري قد تَعّقلَ وتخلى عن طروحاتهِ المُعادية للولايات المتحدة الامريكية ؟.. ويُريد تفسيراً لتصريحات مُقتدى الصدر ، بعد عودتهِ الى النجف ، حول مقاومة المُحتَل الامريكي بكافة الوسائل . سيحاول الضيف الثقيل ، ان يجتمع مع المرجع الكبير السيستاني في النجف .. وإستمزاج رأيهِ حول السُبُل الكفيلة للحَد من ظاهرة التيار الصدري وزعيمه الشاب المندفع مُقتدى ... إذ يزعم بايدن ان مصلحة أمريكا والسيستاني واحدة في تحجيم التيار الصدري !. والله أعلم .
- سيعتمد بايدن على " طيبة " القادة الكُرد ، ودماثة أخلاقهم ، في سهولة التأثير عليهم ، وإقناعهم ب " تأجيل " حَل القضايا العالقة ، كالعادة . بحجة ان الأمور غير مؤاتية الآن ، وان الظروف المحلية والاقليمية والدولية والبيئية والمناخية والتكتيكية والاستراتيجية ... لم تنضج بعد ، وهي بحاجة الى مزيدٍ من الوقت ... وعموماً فكما يقول الاخ بايدن ، ان العَجَلة من الشيطان والتأني من الرحمن !. ومن الطبيعي ان العادات والتقاليد العريقة عند الكُرد ، تُلزِمهُم بِإكرام الضيف العزيز والقبول بإقتراحاتهِ البسيطة المُتعلقة ب : تأجيل تنفيذ المادة 140 ، تأجيل التعداد العام للسكان ، تأجيل تحديد حدود اقليم كردستان ، تأجيل الاستفتاء حول ضم كركوك والمناطق المتنازع عليها الى الاقليم ، تأجيل عقود النفط والغاز ، تأجيل إعتبار البيشمركة جزءاً من الجيش العراقي ... والتأكيد على عدم تأجيل هذهِ التأجيلات !.
- سيتباحث بايدن ، مع نوري المالكي واياد علاوي ، كُل على حِدة ... حول التهيئة الأمثل منذ الآن ، لكيفية تمرير بقاء جزءٍ مهم من القوات الامريكية في العراق .. بعد 2011 ، وخلق الأجواء المناسبة لموافقة مجلس النواب على ذلك . يُقال ان كِلا الزعيمين العراقيين ، موافقان على ذلك ، بل انهما يتنافسان على أيهما أكثر حماساً في سبيل تحقيق هذا الهدف ، بأفضل الشروط التي تُناسب المصالح .... الأمريكية ! والعراقية ... لا فرق ، أليستْ مصالحنا مُشتَركة ؟!

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل