أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - غداً ... جنوب سودان مُستَقِل














المزيد.....

غداً ... جنوب سودان مُستَقِل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 12:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سابقةٍ نادرة ، في التأريخ الحديث ، سوف يُقّرِرُ شعبٌ مصيرهُ غداً 9/1/2011 ، بطريقةٍ سلمية .. بعيداً عن قرقعة السلاح .. بعيداً عن الإنفصال القسري بواسطة الحروب او الثورات او التفتيت ، كما حدث في الجمهوريات السوفييتية السابقة او يوغسلافيا السابقة ، أو الضم القسري ، كما حدث في اليمن . سوف يجري إستفتاءٌ لشعب " جنوب السودان " حول أمرٍ مُحّدَد : هل يريدون البقاء ضمن الدولة السودانية ؟ أم يريدون الإنفصال ؟ كُل الدلائل تُشير .. الى انهم سوف يختارون الانفصال .. سيفضلون الإستقلال . طيلة سنوات السلم الستة الماضية والتي كان فيها الجنوبيون يحكمون أنفسهم ذاتياً ، ولهم وجود ايضاً في حكومة الخرطوم ، لم يعمل نظام عمر البشير ، بصورةٍ جدية لتحقيق المطالب الاساسية لشعب الجنوب ، والتي على رأسها ، جعل السودان دولة مدنية ديمقراطية ، لايشعر فيها مواطن الجنوب او دارفور ، بأنه مُستَلَب او مواطن من الدرجة الثانية ، او ان حقوقه وحرياته المدنية ، تُنتَهَك جراء تطبيق قوانين إسلامية صارمة . أعتقد ان نظام حُكم " عمر البشير " ، قد فشلَ في إقناع شعب الجنوب ، بجدوى البقاء ضمن الدولة السودانية الموحدة ، وان [ العصا ] التي يحملها البشير معهُ والتي أصبحتْ علامةً فارقة لهُ ، لعبتْ دوراً سيئاً مُزدوجاً ... فهي من ناحية ، تُبرِز الوجه القبيح " المُهّدِدْ " للنظام العسكري السوداني ، ومن ناحيةٍ اُخرى ، تُساهم في تكريس عدم الثقة بهِ مِنْ قِبَل الأطراف الاخرى عموماً . وبغض النظر ، عن الإتفاق مع توجهات " الحركة الشعبية " السياسية والاقتصادية ، بإعتبارها التنظيم الأبرز في الجنوب ... فان نظام الحكم السوداني قد ( تَوّرَطَ ) في الواقع ، بموافقتهِ منذ 2005 ، على إجراء إستفتاءٍ في الجنوب حول حق تقرير المصير في 2011 وبرعايةٍ ورقابةٍ دولية ... حيث كان من المُتوقع ان تؤول الأمور الى الإنفصال ، لاسيما بعد إغتيال القائد الجنوبي التأريخي " جون قرنق " الذي كانتْ تُعقد عليهِ الآمال ، للإبقاء على وحدة السودان . صحيحٌ هنالك العديد من " القنابل الموقوتة " شديدة الإنفجار .. في طريق ما بعد الإنفصال ، مثل ترسيم الحدود وإقتسام مناطق تواجد الثروات ومصير الجنوبيين القاطنين في الشمال وإعتراف السودان بالدولة الجديدة وسيطرتها على مجرى النيل وإمكانية إقامة سدود ...الخ ، لكن الجنوبيين سوف يمضون بمشروع الاستقلال ، خصوصاً بوجود دعمٍ غربي واسع النطاق .
في مقالٍ سابق ، قارنتُ ما بين تجربة جنوب السودان ، واقليم كردستان العراق ... والفروقات الكبيرة بين الحالتين .. لكن من المُفيد الإشارة والتأكيد على " تَحّمل " النظام السوداني المُنغَلِق ، للجزء الرئيسي من مسؤولية إنفصال الجنوب . فمن الضروري .. ان تستفيد الدولة العراقية الجديدة ، بمركزها واقليمها ، من امثولة السودان .. وتأخذ منها العِبَر ... فالضجة التي اُثيرتْ حول عبارة " حق تقرير المصير " لشعب كردستان العراق ، مؤخراً ... لها دَلالات سيئة للغاية .. فهذا الحق ليس مِنة من أحد ولا أحد يستطيع حجبه ... فكَم من الأفضل ان " تقتنع " الاحزاب الحاكمة ( العربية ) اليوم .. ان تطبيق المادة 140 ، وتحديد حدود اقليم كردستان ، وإجراء التعداد السكاني العام ، والتوزيع العادل للثروات وتكريس الديمقراطية والدولة المدنية وحل المشاكل العالقة الاخرى ... كُل ذلك في النهاية .. هو لمصلحة العراق المُوّحَد وصمام أمان لصيانة الدولة الاتحادية القوية .. وقطعٌ للطريق في وجه التوجهات الإنفصالية .



#امين_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنمية حقيقية .. وليس بنايات شاهقة
- اوبرا تُحاورُ بوش
- مجانية الرعاية الصحية في اقليم كردستان
- كُلْ كُلَ شيء .. إلا اُجرَتي !
- أنا وخالي ذبحنا -21- خروفاً !
- رؤساء وقادة مدى الحياة
- الشهرستاني : لايوجد فساد في عقود النفط والكهرباء !
- - شط العرب - خوش فندق !
- رواتب الرؤساء والنواب .. سرقة وفسادٌ مُقَنن
- - بيضات - البعث في صندوق السرداب
- حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟
- مافيات الفساد .. والشرفاء
- أنا وأصدقائي المسيحيين
- أقرباء المسؤولين
- حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
- جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
- حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
- قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
- الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
- ما هي مطاليبنا ؟


المزيد.....




- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...
- -الغزيون يحبّون ترامب-.. سفير أميركا في إسرائيل يحذف منشورًا ...
- عقوبات واشنطن قد تحرم مسؤولين فلسطينيين من حضور مؤتمر نيويور ...
- تبدّل المزاج الإسرائيلي.. أصوات تشكّك في -أخلاقيات الحرب- عل ...
- القسام تنشر فيديو لرهينة إسرائيلي والمبعوث الأمريكي يعد بزيا ...
- عشرات القتلى بهجومين شنهما مسلحون في بوركينا فاسو
- قمة تركية ليبية إيطالية تبحث ملف الهجرة وتحديات حوض المتوسط ...
- والدة الطفل الفلسطيني أمير تروي مأساة فقدان ابنها
- مصادر: ترامب يتطلع لضم أذربيجان ودول بآسيا الوسطى لاتفاقيات ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - غداً ... جنوب سودان مُستَقِل