أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...















المزيد.....

نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 15:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية الخمسينيات من القرن الماضي ’ نشر مختار محلـة الشاكرية في بغداد زاير مهاوش خبراً مفاده " ان الحكومة بحاجة لمتطوعين الى شرطة السياره ’ وعلى كل من يرغب الأنتساب يجلب معه خمسة دنانير وصورة شمسية " في ذات الوقت اتفق مع صديق له في مديرية العينة ’ ان يجهزه بأكثرمن 250 بدلة كامله مستعملة مقابل الواحدة ( 150) فلساً’ المختار مهاوش وبعد ان يستلم الخمسة دنانير والصورة من المتطوع يمنحه الجنسية ويطلب منه الحضور في اليوم التالي الساعة الخامسة صباحاً في ساحـة العرضات لشرطة السياره ’ العرفاء ورؤساء العرفاء ’ اعتقاداً منهم ان المتطوع قد ارسلته المديرية بعد اكمال معاملاته ’ فيكملوا بهم بعض الفصائل او يشكلوا منهم فصائل جديدة ’ خلال عشرة ايام انجز المختار زاير مهاوش اكثر من 250 معاملة وهرب بالمبالغ الى البصرة وغير اسمه وفتح محل تجاري لبيع وشراء البضائع المهربة ( قجق ) عبر الحدود العراقية الكويتية .
شرطة مهاوش يتدربون ويؤدون واجباتهم كالحراسة والدوريات وامور اخرى ’ لكن بعد ان وصلت الرواتب الشهرية لم تكن بينها اسماء شرطة مهاوش ’ فكتب مدير الحسابات الى مديرية الحسابات العامة ’ فكان الجواب " الأسماء الواردة في القوائم غير موجودة في سجلاتنا " بعدها تفجرت المشكلة وتشكلت لجان للتحقيق وكان غياب مهاوش قد عقد القضية فأصبحت شرطة مهاوش عنوان للمراسلات .
الى :
الموضوع : شرطة مهاوش ..
فياتي الجواب
الى :
الموضوع : شرطـة مهاوش .
استغرق التحقيق والمراسلات اكثر من ستة اشهر وشرطة مهاوش يؤدون واجباتهم انتظاراً لرواتبهم ’ تدخلت في الأمر شرطـة بغداد ووزارة الداخلية ورئاسة الوزراء ’ في هذه الأثناء اندلعت انتفاضة عشائر الأزيرج عام 1952 واسقطت الأقطاع في مناطقهم تحت شعار ( الأرض لمن يزرعها ) فتطلب الأمر التدخل المباشر للحكومة المركزية ’ فقررت ارسال اكثر من ( 700 ) من الشرطة السيارة ’ وهنا تدخل الباشا نوري السعيد وحضر الى مقر شرطة السيارة والتقى شخصياً بشرطة مهاوش فوجد فيهم مؤهلات متميزة لمثل تلك المهمات ’ فاصدر على الفور قراراً بأحالة جميع شرطة مهاوش على الملاك الدائم وتم تسفيرهم الى العمارة للمشاركة في قمع الأنتفاضة ’ وفعلاً شاركوا بفعالية ’ فقتلوا ( 12 ) فلاحاً واعتقال قادة الأنتفاضة ’ بعد عودة شرطة مهاوش الى بغداد تم توزيعهم على حراسة السجون او منفذي عمليات الأعدام او نقلهم الى مديريات الأمن للمشاركة في التحقيق وانتزاع الأعترافات من السجناء السياسيين .
ـــ رباط سالفتنـه :
الفساد الشامل الذي اصبح الآن ثقافة وتقاليد وممارسات في دولة منغلقة على اسباب فسادها ’ والأخطر مافيها ظاهرة تزوير الشهادات الدراسية ووثائق الأختصاصات ( الفساد العلمي ) توام الفساد الأداري والسياسي والمؤسساتي ’ انه يعني فساد وخراب مستقبل الأمـة .
اصدرت هيئة النزاهة قوائم بمئات من مزوري الشهادات واغلبهم بمسؤوليات حكومية عالية كنواب برلمانيين ومدراء عامين وضباط عسكريين وامنيين ومستشارين ’ ثم قوائم اضافية كان اخرها قائمة تحمل ( 2600 ) ’ فشكل الأمر فضائح غير مسبوقة ’ والغريب في الأمر ’ ان اغلب المزورين هم كوادر وقيادات تتشكل منها احزاب الطوائف والأعراق والمذاهب التي تقاسمت السلطات والثروات والنفوذ السياسي والأجتماعي والثقافي ولازالت تمتلك التأثير المعنوي والروجي الموروث من ازمنة القهر والتجهيل والتجويع والأذلال على ملايين الضحايا من بنات وابناء العراق ’ الأمر يفتح امام مستقبل الأمـة ابشع الأحتمالات ’ هذا اذا ما اضفنا الى قوائم مزوري الشهادات التي اصدرتها هيئـة النزاهة ’ القوائم المماثلة التي اصدرتها هيئة المسائلـة والعدالة بأخطر العناصر الدموية المتبقية من النظام البعثي السابق والمنتشرين على اخطر مفاصل الدولة في وزاراتها السيادية واجهزتها العسكرية والأمنية ’ هنا يمكن الأستنتاج ’ على ان بين المزورين والمتبقين من الأجهزة البعثية حلف غير معلن من داخل مؤسسات الدولة ’ فكلاهما قدمي الفساد وعليهما تتواصل وتيرة الأرهاب على كامل جغرافية العراق’ كذلك ونحن على يقين ايضاً ’ ان هناك ثمة مساومة مرعبة بين كارثتي الفساد والأرهاب تجسدت بمحاولات العفوا عن المجتثين وطي صفحة المزورين .
ان توقيتات تصعيد وتيرة العمليات الأرهابية ’ وخاصة قبل كل مساومة متفق عليها داخل كواليس المنطقة الخضراء ’ ومحاولة سحق معنويات العراقيين عبر افتعال ازمات الكهرباء والمياه والخدمات وارباك الشارع بفوضى الحواجز الكونكريتية ونقاط التفتيش وتسهيل حركـة كاتمات الصوت وفعل اللاسقات والعبوات والأحزمة الناسفة ومرور الأنتحاريين الى جانب لعبـة شروط الكتل على بعضها والتي بمجملها شروط مهينة للناس والوطن ’ حيث تشكلت الحكومـة مع الغياب المطلق للمصالح الوطنية ’ كل هذا وكثير غيره يجعل من الأنسان العراقي مسحوقاً مسلوب الأرادة مغيب الوعي مدمر المعنويات سلبي الأدوار ’ وحول تلك النقطـة ( الهدف ) تلتقي اغلب الأحزاب المشاركة في الحكومة المترهـة المتطفلـة على عافية المجتمع العراقي .
في الأزمنـة الغابرة ’ كانت فضيحة المختار مهاوش تعد من الكبائر التي تقف امامها القيم والضمائر جريحة نازفـة مثلما هي العمالة والخيانة ’ ويعتبرها المتهم لوثة في شرفـه ودمار لشخصيته تدفع بـه احياناً للأنتحار كآخر خيار للخلاص مـن التهمـة ’ اليوم وفي ازمنتنا الراهنـة ’ يصبح العميل للخارجية الأمريكيـة ووكيل وزارة دفاعها مؤهلاً لرئاسة الحكومـة ’ ومستلم رشوة السمسرة من السعوديـة ودول الخليج سياسياً ليبرالياً حامياً لحمى عروبة العراق ’ وعندما يعقد القطيع مؤتمره او اجتماعه الموسع تحت حماية ووصاية المخابرات الأقليمية يجب ان يحجز له مكان داخل العملية السياسية ’ امور جعلت احزاب الطوائف والمذاهب والأعراق تتخذ من المصالحات والمشاركات والتوافقات والتحاصصات كمكبات ترمي فيها غسيلها وتترك العراق جريحاً ينزف ايتاماً واراملاً ومعوقين ومهجرين ومهاجرين ’ مسحوقاً منهكاً بفوضى السنوات الثمانية الأخيرة .
انـه زمن ترفض فيه حتى شرطة مهاوش ان يكون من بين افرادها وزيراً حتى ولو ــ بلا ــ وبرلمانياً ومديراً عاماً ومستشاراً او قائداً عسكرياً وامنياً او رئيساً للتكتيكات والدسائس الأستراتيجية العليا او حفنة نواب في ( جيس الرئيس ) ’ كذلك ترفض ان يدعي افرادها شهادة الدكتوراه في فلسفة الحزب او في اقوال وتصريحت الرئيس القائد او احكام وفلسفة المنكر والمعروف في الشريعة او ماجستير في شروط الوضؤ واصول التجويـد ’ ترفض كل ذلك حتى لا تزيد خراباً الى خراب البصرة .
انهم ( شرطة مهاوش ) من ذلك الزمان الذي لاتتجاوز فيه الفضائح حدودها .
12 / 01 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...
- المرأة في الزمن الذكوري ...
- معارضون من ذلك الزمان ...
- لوعة في عيون سومرية ...
- لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...
- بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟
- اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟
- دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
- علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
- ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.
- وصلت مبادرة خادم الحرمين ورسائله ...
- شر الأمور في مبادرة ( .... ) السعودي
- مفخخة ويكليكس .. والعراق المنصر
- مجازر بحق المواقف المنصفة ...
- الأشاعات الناسفة ...
- دولة القانون والخطوة الأهم ...
- من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى تشكيل الحكومة ...
- بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..
- المجلس الأعلى : الى اين ... ؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...