أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...














المزيد.....

لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 12:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهجوم الذي استهدف فرح الناس وحرياتهم وقيمهم في بغداد وبابل والبصرة ومدن عراقية اخرى ثم الدعوات ــ الشيخ اليعقوبي ــ المرفقة بالشتائم والتحريض ’ لم يكن مفاجئاً على الأطلاق ’ انها تعقيدات وارهاصات الوضع العراقي ’ تعبر عنها ممارسات ظلامية تستهدف مؤسسات التنوير والتحديث والأبداع وكل اوجه التطور والتحضر الأنساني للثقافة الوطنية العراقية ’ انها حالة صراع بين الظلام والنور لايمكن تجنبه في المرحلة العراقية الراهنة ’ والعراق الذي يقف الآن على سكـة مستقبله ’ لايمكن لـه الا ان يدفع ضريبة تلك المواجهات التاريخية ’ انها حتمية اشراقة الوعي الجديد وغروب الهياكل الماضوية للجهل والتخلف .
السياسي في الدول المتمدنة ’ يبدأ حياته مثقفاً ’ وعندما يصبح مسؤولاً سياسياً ’ لن يتناسا الوظيفة الأجتماعية النبيلة والقيم المعرفية والأبداعية للمثقف الوطني ’ لأن السلطة اساساً هي نتاج مجتمع متمدن ’ عندنا في العراق ’ فالأمر مختلفاً تماماً ’ فالسياسي الراهن ودون ان يتوقع ’ وجد نفسه محمولاً على ظهر موجة دسيسة الأحتلال او اخطاءه ’ متربعاً على السلطة والمال ’ وفي اجواء الفوضى والأنفلات ’ تهيأت لـه بيئـة مثالية للفساد والأثراء غير المشروع ’ فاغلب الرموز السياسية الراهنة تتصارع وتتصادم ’ ليس من اجل منفعة الناس ومصلحة الوطن ’ بل من اجل المكاسب الشخصية والفئوية والحزبية والعشائرية عبر الأستحواذ على الوزارات السيادية والنفعية والمؤسسات التي تندفع عبر ابوابها العقود والصفقات ذات الأرباح الخيالية ’ هكذا رموز لاتجمعها مشتركات مع المباديء والقيم الحضارية للمثقف الوطني ’ وهي حريصة على ان يبقى المجتمع جاهلاً متخلفاً مستغفلاً ’ كبيئة مناسبة لتمرير اجندتها وتثبيت اوضاعها ومضاعفة مكتسباتها ’ لهذا تصطدم مع المثقف والثقافة ومصادر المعرفة والأبداع والتنوير ’ وتخشى منظمات المجتمع المدني مدافعة عن التحرر والديموقراطية وضمان مستقبل الأجيال .
في الدول المتحضرة ’ يكرم المثقف في حياته ’ تثمن قصيدته ومقالته وبحثه ولوحته واغنيته وفعالياته الفلكلوريـة ’ يُنشر كتابه مكللاً بالأطراء والجوائز والهدايا التقديرية ’ وللمثقف مكانته المعنوية المميزة داخل المجتمع ’ الحالة في العراق مختلفـة ’ فأغلب السياسيون ( الجدد ) فقراء الشخصية يعانون عقدة المثقف المبدع ’ يحاولون محاصرته والتنكيل به ’ يحاربوه في حريته وكرامته ورزقـه ’ وتقفل وتشمع انديته ومسارحه وملتقياته ومهرجاناته قتلاً للحب والجمال وتعذيباً لفرح وبهجـة الرأي العام المعذب اصلاً .
المثقف العراقي ورغم حرمانه ومعاناته وغربتـه ’ يترك ارثاً وطنياً انسانياً تخلده الذاكرة الشعبية ’ وبعد رحيله يبقى اسمه شامخاً على واجهات المدن وشوارعها وساحاتها ومؤسساتها ’ اما السياسي الطاريء وفي افضل حالاته ’ يترك ارصدة وعقارات واوجاع في ذاكرة المجامع .
لانعتقد ان من يغتصبوا حرية الناس وكرامتهم ويصادروا فرحهم ’ هم على علاقة قيمية صادقة مع التعاليم السماوية ’ وان حياتهم الخاصة تخلو من الفرح والمتـع والملذات المشروعة وغير المشروعة ’ وفضلات وجبة واحدة على موائدهم تكفي لاشباع اكثر من خمسين جائعاً ’ ودوائرهم مكتضة فوق حاجتها بكسلاء حبربشية الأسرة والمقربون من افراد الحزب والعشيرة ’ والعراقيون ادرى بشعاب سياسييهم .
هنا يجب الأنتباه وتجنب خلط الأوراق في امرين .
اولهما : ان مشروعية حق المثقف في الدفاع عن موقفه ودوره وثقافته وقيمه وكذلك مجتمعه ’ يجب ان تنحصر في حدود سلبية الحدث وضمن نطاقه ’ وتجنب مظاهر التعميم وتوسيع دائرة الفعل ومواجهة الأتهامات بالأتهامات ’ فالظلامي ليس بالضرورة من بين مدعيّ التدين ’ بل يمكن ان يكون مدعياً للعلمانية والليبرالية وحتى اليسارية وربما اكثر ظلامية ’ فالخيرين من داخل المؤسستين الحكومية والدينية سوف لن يسمحوا بالتجاوزات على حريات الناس وحقوقهم ويرفضون الأساءة للمثقفين والثقافة وننتظر منهم ردود افعال ايجابية لما حدث اخيرا ’ اما معالجة الأمر بأنفعالات وعواطف متشنجة والرجوع الى مشاجب الأساليب والممارسات القديمة ’ فتلك هي الأخرى غير مجدية وقد تجاوزها الواقع العراقي .
الأمر الثاني : على الحكومة بشكل خاص والمؤسسات الدينية والأجتماعية والثقافية بشكل عام ان تتذكر آخر التوجيهات والتعليمات الداخلية لحزب البعث قبل سقوطه مباشرة ودعوته لقواعده وكوادره وشبكاته الأستخباراتية ــ وخاصة داخل صفوف احزاب ومنظمات المعارضة العراقية ــ الى اختراق موسسات الدولة الجديدة والحكومية منها بشكل خاص وكذلك الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسة الدينية حصراً ’ لتأثيرها اولاً وسهولة اختراقها ثانياً ’ خاصة في مجتمع شبـه امي ’ هنا يجب الوقوف عند هذه النقطة ’ فمثل تلك الأفعال والأجراءات المجحفة التي استهدفت الثقافة والمثقفين ’ قد تكون حلقة في مشروع المؤآمرة البعثيـة لتجريد الأطراف الوطنية والحكومة بشكل خاص من مصداقيتها لتضيف الى مشروعها اوراقاً جديدة تحصد ثمارها في الأنتخابات القادمـة ’ هذا الأمر ظهر جلياً في استنفار الجهات الأعلامية البعثية استغلالاً لما حدث ومحاولة وضع نتائجه تحت تصرف اجندتها ’ وهنا وفي الحالتين يجب ان يكون الحذر حاضراً.
ان الأمر بمجمله يشكل معركة وعي مفتوحة ’ والعراقيون يخوضونها بكل ادواتهم الثقافية والأجتماعية والمعرفية ومنطق التحولات الجذرية التي يفرزها حراك الواقع العراقي ’ وستكون هزائم الظلام والظلاميين موجعـة جداً ’ كذلك سيكون مفصل الأنتخابات التشريعية في 2014 ومجالس المحافظات ’ نقطة تحول حاسمة على طريق العراق الجديد , وان لم يدرك طواويس الطبقة السياسية الراهنة تلك الحقيقة’ فمنطق التطورات وكلمة الوعي لبنات وابناء العراق ستعطي المتعجرفون دروساً سيتعلموها بعد فوات الآوان .
10 / 12 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعث الجماجم والدم : هل يكفي معه الأجتثاث ... ؟
- اين الوطنية من تلك المشاركة ... ؟
- دولة القانون : بين الحزبية والتيارية ...
- علاوي : وسائل بعثية في زمن غير بعثي ...
- ذبحوا النجاة في حضن سيدة النجاة ..,.
- وصلت مبادرة خادم الحرمين ورسائله ...
- شر الأمور في مبادرة ( .... ) السعودي
- مفخخة ويكليكس .. والعراق المنصر
- مجازر بحق المواقف المنصفة ...
- الأشاعات الناسفة ...
- دولة القانون والخطوة الأهم ...
- من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...
- الطريق الى تشكيل الحكومة ...
- بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..
- المجلس الأعلى : الى اين ... ؟
- دمع السوالف ...
- سبعة ايام لأنتخاب الرئاسات الثلاثة ...
- عادل عبد المهدي ... في الطريق الى العراقية !!!
- الأنتهازيون : لا انتماء لهم ...
- رفقة البعث ... ليس طريقاً للعراق الجيد ...


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - لن نرتدي الظلام فالنور اجمل ...