أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...















المزيد.....

من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3151 - 2010 / 10 / 11 - 01:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



شقيقي في الوطن والدين والمصير’ وسؤ الفهم والأحقاد وشهية الأفتراس والخوف المضاد ’ تجاوزتنا الأزمنة وتركتنا نجتر السخافات في كهوف الأنحطاط والتخلف’ وحتى ذلك الوطن الجميل ’جعلناه ورشة لتصنيع الفتن ورذائل التطرف .
نتذكر حيث تجلس امهاتنا الى بعضهن ’ فالمودة والألفة فاكهـة العشرة ’ لا يسألن ان كانت فلانـة ’ عربية كوردية او تركمانية ’ مسلمـة مسيحيـة صابئيـة مندانية او ايزيديـة ’ شيعيـة او سنيـة ’ ومن تلك اللقاءات اصبحت انت عـم لبنات واولاد اختي وانا خال لهم او العكس ’ وعندما كنا في ارحامهن ’ ما كنت انت من النواصب ولا انا من الروافض وما كان طبعنا مثلما نحن عليه الآن .
اصارحك ’ لا اريد ان ابقى كما كنت عليه محارباً تسحقني مغامراتك لتحصد موتي اوسمـة ومداليت ومكرمات هزائمك المنتصرة علي فقط ’ او مرؤوساً في كل الأشياء وانت الرئيس فيها ’ انظف ملابس اطفالك وزوجتك وامسح حذائك واكنس دارك واطفالي يلتحفون الأوساخ ’ وانا الشرطي والجندي والحارس والعامل والفلاح والشاعر والأديب والفنان والمطرب والعالم والمبدع وصانع جمالية الحياة ’ وحضرتك اللـواء الركن والقائد الضرورة ’ تطالبني ان الوي عنق مواهبي لأمسخها مديحاً لا تستحقه واوصافاً والقاباً ليس فيك ’ امنحك كل ما هو روحي جميل ’ وانت تقدم لي حصرم من بيانات الموت واناشيد الرعب ’ ثـم اغني حزني لتطرب انت فاجدك مستهتراً بجماليات الفن معطوب الذائقـة ’ تريد ان تكون محافظ مدينتي وقائد الجيش فيها ومدير شرطتها ومخابراتها واستخباراتها ’ وتترك لي كتابة التقارير على اهلي وانتزاع اعترافاتهم .
سأمت عشرتي ونفذ صبري معك ’ ولم تعد رفقتك امنـة ’ لقد وصلت معك نهاية الطريق ’ ولم يبق من الأمر الا لعبـة سمجـة ’ ترفع رايـة الضاري ’ فأحتمي تحت عمامة عمار ’ بأسمك يذبحني ( ابو طبـر ) فتشرعن ( لأبو درع ) قتلك بأسمي ’ تستظيف القاعدة وتهشها علي بمفخخيها ومفجريها وانتحارييها ’ فأكون مضطراً ان اسلم لحيتي لمليشيات جيش المهدي وفيلق بدر’ تفتح علي ابواب جهنم العروبـة ’ فأتلفت صوب الجارة ايران ’ ’ وان لم تكن خنجراً عروبياً في خاصرتي ’ فلم اكن سهماً ايرانياً في صدرك ’ ولو لم يكن علاوي والهاشمي والمطلك قادمين على ظهرك ’ لما استطاعوا عمار ومقتدى وعبد المهدي ان يضعوا السرج على ظهري ’ فجعلتني افكر بما لا ارغبـه ’ لأني اخافك بعثياً عروبياً طائفياً متطرفاً ’ ولأني كرهت موتي اليومي المتسلل من مناطق نفوذك ’ تقيأت ذلـي وعبوديتي وخوفي وسوف لن احتملك سيداً مرة اخرى ايها الشقيق !!! .
كنت ظيفي في العمارة وعلى طاولة الثقة والأمان ’ جمعنا الود والخبز والملح ’ مع اني لم ارى تكريت في حياتي رغم رغبتي ’ اخبرتني المفارز التي تفصلني عنك ’ ان اتوقف على بعد ( 30 ) كيلومتر قبل حدود مدينتك ’ او يصبح الأمر مغامرة على مسؤوليتي ’ فهناك من يسلخ جلدي قبل موتي او يفصل بين رأسي وجسدي ثم يفخخ جنازتي ’ انـه امر مرعب تجنبته طيلـة حياتي ايها الشقيق !!! .
المحبـة والألفـة والأخوة ’ خيط بين طرفين ’ مسكت بـه منذ تأسيس دولتنا العراقية ’ وتركته انت يتدلى في يدي منذ ذلك التاريخ ’ ولا جدوى الآن من الأمساك بـه ’ اننا نختلف من حيث الأحلام والأمال والأماني واهداف ووسائل صنع المستقبل الأمن ’ اما النفاق الجميل فما هو الا كذب على الحقيقـة وتمويهاً للنوايا الشريرة .
اعتقد سمعت اصوات عندنا ’ تدعوا الى فدرالية للبصرة او الجنوب او للمحافظات التسعـة ابتداءً من شمال بغداد حتى الفاو ’ وقـد لا اتفق معها ’ لكن ليس بأستطاعتي انكار اسبابها ومبرراتها ’ فسكين الأنفصال الروحي والنفسي قـد ضرب العظـم ’ واذا ما وصل صبر الناس نهايتـه ’ فقد تتحول تلك الأصوات الى صراخ لتسعـة محافظات ’ بعدها اجدك وقد فقدت الخيط والعصفور معاً ’ وهذا ما لااتمناه لك ايها الشقيق !!! .
لدي رغبة ان اتحايل على الواقع ’ واعيد تضميد الذاكرة ’ لكن الحرائق اليومية وشي اجساد الأطفال والشباب والشيوخ والنساء والرجال والحاظر والمستقبل ’ تفتح جراحاً اظافية في جرح الذاكرة الذي لم يتوقف نزيفه يوماً .
انك الآن ظحية اوهام استهلكتك وسادية الأنتماء العروبي قد مزقت بصيرتك واتلفت رشدك ’ انتفخت ذاتك بوهم البيان الحاسم لجمهوريتك الثالثـة ’ بينما الواقع العراقي مشغول بأعادة اصلاح وبناء ما افسده بعثك ’ متجاوزاً كل تلك السخافات ’ وعليك ان تستيقظ فتخلع اسمال الماضي الخطأ قبل ان تبتلعك الحقائق التاريخية وارادة الناس .
ايها الشقيق : لم اكن طائفياً اذا ما رفظتك سيداً وخلعت ازمنتك متسلطاً ’ فهويتي ابتداءت سومرية بابلية وانتمائي للأرض وطناً قبل ان اكون كما انا عليه الآن وقبل ان القاك وتلقاني فالرافدين ’ جغرافية وبيئـة وماء وملح وخبز ونخيل واهوار وحلم الناس بالحياة الكريمـة ’ هو الأقدم من القوميـة والدين والمذهب والعشيرة والحزب ورقصـة الموت على شهوة التسلط ’ فكيف لي ان اكون طائفياً ضـد نفسي وانا العراق تاريخاً وهويـة بكل جماليتهما .
لا تصدقهم ’ فأنا لم اعد اصدقهم ’ فالذي بيني وبينك لم يكن مصالحـة او مشاركـة وطنيـة ’ لأنهم يفتقرون اليها اصلاً ’ انها اساليب وخداعات تفرضها علينا مافيات الأتجار في الكراهية ’ فأنت لا تريد ان اشاركك في الوطن او اتصالح واشكل حكومـة معك ’ انها عقدة التسلط التي ارفض الآن ان ادفع من اجلها ضريبة دماء اظافيـة .
انصحك مخلصاً ’ ان تستمع الى بعض الأصوات العاقلة في بيتك ’ وتأخذ برأيها ’ لا ان تهمشها وتجعلها ظاهرة غريبـة عن طبعك الذي ارتداك ’ ثم ترميها خارج سربك ’ فهنا عندنا ’ ابتداءنا نرمي اصحاب الأصوات غير العاقلـة خارج سربنا وننتظرك صادقين ’ ان تستعيد رشدك وتبداء معنا من نقطـة ارحام امهاتنا ’ لأنتخبك وطنياً في العمارة ’ وتمنحني صوتك في تكريت ’ ونصبح من النبل والنقاء الأنساني لنمنـح ثقتنا واصواتنا الى عراقي وطني من غير قوميتنا وديننا ومذهبنا ’ لنستطيع ان نفرح ونقول : نعم لقد رفظنا القدر الذي فصل لنـا خطأ ’ وعدنا كما ينبغي ان نكون عليـه ’ بعكسـه فتستطيع ايها الشقيق ان تواصل اجترار اوهامك وتتخيل ما تستطيع مـن مفاجئآت ومغامرات واجتياحات واجتثاثات وبيانات واناشيد ’ لتستيقظ اخيراً بحظن كابوسك في تكريت ’ وقد غادرك العراق ايها الشقيق !!! .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى تشكيل الحكومة ...
- بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..
- المجلس الأعلى : الى اين ... ؟
- دمع السوالف ...
- سبعة ايام لأنتخاب الرئاسات الثلاثة ...
- عادل عبد المهدي ... في الطريق الى العراقية !!!
- الأنتهازيون : لا انتماء لهم ...
- رفقة البعث ... ليس طريقاً للعراق الجيد ...
- منظمات المجتمع المدني : بين التبعية والأستقلالية ...
- الذات التالفة : تنتج الرذائل ...
- الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...
- ماهية الأستقطابات في الواقع العراقي...
- تقليد ساده ..
- سمفونية الردة ...
- المخاوف وبلورة القناعات ...
- الدكتور عبد الخالق حسين : على الطريق الموحشة ...
- دولة القانون ... بين المر والأمر ..
- يا جنوب ...
- حكومة الشراكة ( الشركة ) الوطنية ...
- انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - من عمارتلي الى تكريتي : رسالة مفتوحة ...