أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - سمفونية الردة ...














المزيد.....

سمفونية الردة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سـمـفـونـيـة الـردة : حسن حاتم المذكور
ظاهرة عشتها واتذكرها في قريتي التي ولدت فيها في العمارة ’ عندما تتجمع كلابها ثم تعوي لساعات ’ يستنفر الفلاحون ويتخذون اجراءاتهم الفورية ’ فيسارعوا الى اصلاح ثغرات السدود واعادة شد حبال البيوت ووضع الأشياء الثقيلـة على اثاثهم وينتخون لبعضهم وهم في حالـة تأهب قصوى ’ الى ان تحل الكارثة فيضان او عواصف شديدة مصحوبـة بأمطار غزيرة واحياناً موجة جراد تأتي على محاصيلهم ’ ومثلما عشنا تلك الحالة نعيشها الآن في الحالـة السياسيـة العراقيـة ’ فعندما يتجمع ويستنفر الطبالين والزمارين والرداحين على اوجاع الناس ومصائبهم ’ ويبدأ الذين يستيقضون متأخرين فلا يروا مـن العراق الا ظهره وبعشوائية يذهبون الى متحف ثورياتهم الموسمية ليمسكوا الأمور من ذيلها تحليلاً وبحثاً ووجهات نظر’ ندرك ان في الأفق انتكاسة سياسية خطيرة ’ فيسارع المخلصون الى الأستنفار ايضاً ثم يتبلور خوفهم وحذرهم الى قناعات ومواقف حريصـة للتقليل من فداحـة الأخطار القادمـة .
في الحالة العراقية وخاصـة بعد دسيسـة ( مؤامرة ) صناديق الأقتراع لأنتخابات 07 / 03 / 2010 سيئـة الصيت والسمعـة ’ وكالعادة عزفت سمفونيـة الردة بكل طبولها ومزاميرها والمستحدث من الآتها’ وارتفعت اصوات المنشدين شتائم وبذاءات واساءات وخلط للأوراق حتى اصبح المتلقي والمتفرج كالجالس في مرافق شرقية سيئـة العناية ’ لا يتوقع ان يشم من داخلها عطراً ’ فيسارع الى الأبتعاد عن روائح ضوضاء تلك السمفونيـة الكريهـة وبقدر الأمكان تركها تعزف لنفسها وروادها مـن زنابيـر الردة’ والغريب في الأمر’ ان المشاركين في العزف والطبل والردح لا يشعرون بقرف ادوارهم وعندما يتنفسون روائحهم يصرخون بوجه الناس وبصلف ( عوافي علينـه ... ).
اشدد هنا على ( مـع الأسف ... ) ’ ان البعض ممن كانوا يوماً قد حسبوا نفسهم على اليسار العراقي ’ لا يثأرون وينحازون حتى لليسار الذي يدعون الأنتماء اليـه وقد سرقت منـه اكثر مـن خمسـة مقاعد برلمانيـة كما سرقت مـن غيرهم واضيفت الى مقاعـد قائمـة الردة فـي البرلمان العراقي’ ثم ذهبوا ابعد من ذلك فأخذوا على عاتقهم مهمة خلط الأوراق وقوفاً على التل تجنباً بذاءات سليطي القلم حتى لا تشخبط على نقاط ضعفهـم .
بالتأكيد ستستمر سمفونيـة الردة وسيتصاعد ضجيجها ربما لأكثر مـن اربعـة سنوات قادمـة وستخدش دون حياء ذوق الرأي العام’ حتى تتجاوز اسهالاتهم جدران المرافق التي يعزفون مـن داخلها وستتواصل وتيرة الأذى وجرح كرامـة وسمعـة الخيرين ’ وقد ذهبت الصلافة وقلـة الحياء ببعضهم الى شتم واهانـة شعب بكاملـه .
سألني صديق .
لماذا لا تردون على هؤلاء المسيئين للقاريء ولبعض الشخصيات الوطنيـة والأجتماعيـة دون وازع من اخلاق وعرف اجتماعي ... ؟
فأجبته ـــ على سبيل المزاح ـــ بكلمـة لا يستسيغها وطلبت منـه ان يحاورني .
قال : لكنها اقرب الى الشتيمـة ’ والشتيمة لا تستحق الحوار او الرد .
ـــ اذن كيف تطالبنا ان نرد على اسقاطات الشتامين ... ؟ هؤلاء الكتبة كالمصابين بالجذام يستأنسون اذا ما لامسنا جلدهم ’ وسنتركهم يستعملون اظافرهم لحكهـا .
ثم ضحكنا لشر الأمور .
ليس حلاً نقد تلك السمفونية البائسة’ وحتى الأقتراب منها يترك دبقاً في سمعة الأخرين’ وفي جميع الحالات تبقى مستنقعات الردة تنضح روائحها ’ فالأهم من كل ذلك ’ هو كيف يمكن مواجهـة مصادرها وبأي الوسائل والأمكانات تجفيف مستنقعها ’ وما هي الخطوات الملحـة لتجنب عدواها قبل ان تصبح مرة اخرى وباءً بعثياً عروبياً شاملاً ’ يعيد المجتمع العراقي الى مربع ازمنة الذل والعبودية والدمار وبشاعات الموت الجماعي ’ الأمر يتطلب جهداً نشيطاً على جبهات الدولة والمجتمع ’ تماماً كالمواجهات الشرسة التي خاضتها دول اوربا والعالم وعلى اكثر مـن سبعـة عقود لمكافحة الفاشية والنازية ’ ولكون البعث العروبي ’ هو اسوأ انواع الفاشية والنازية ’ فمواجهة بقاياه في العراق ستكون اكثر ضراوة والأمر سوف لن ينتهي بأسقاط نظامـه ’ بل ان مواصلـة اجتثاثـة على اصعدة الفكر والعقيدة والتنظيم والممارسـة واصلاح ما دمرتـه ايديولوجيته وسلوكياتـه داخل المجتمع العراقي ’ يتطلب صبراً وثباتاً وجهوداً استثنائيـة ’ وقوى واعيـة تبدأ وتنظم نفسها مـن داخل الشارع العراقي وليس مـن خارجـه ’ ’ وعلى درجـة عاليـة من الهمـة والتنسيق بين القوى الخيرة داخل الدولـة والمجتمع .
على جميـع المخلصين مـن رواد الفكـر والمعرفـة والثقافـة الوطنيـة مـن كتاب وفنانيين واعلاميين وباحثين وغيرهم ’ ان يتجنبوا تبذير الطاقات في ردود افعال غير مثمرة قد يجرهم اليها طبالي وزماري ورداحي سمفونيـة الردة .
قد لا يكون الأمر سهلاً بشكل عام ’ لكنـه ممكناً وواجباً تفرضـه قدسيـة الأنتماء والولاء للشعب والوطن .
10 / 08 / 2010



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخاوف وبلورة القناعات ...
- الدكتور عبد الخالق حسين : على الطريق الموحشة ...
- دولة القانون ... بين المر والأمر ..
- يا جنوب ...
- حكومة الشراكة ( الشركة ) الوطنية ...
- انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...
- الثورة والزعيم : بياض في غرة التاريخ العراقي ...
- اين وصل سباق تشكيل الحكومة ... ؟
- ستتشكل الحكومة ولكن ... ؟
- مظاهرات مشروعة واختراقات مشبوهة ...
- التحالف الوطني وغياب حسن النوايا ...
- من يعوض من ايها الأشقاء ... ؟
- ديموقراطية الففتي ... ففتي
- رئيس حكومة ... ام شرطي مرور ... ؟
- الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...
- متسرعون لتشكيل الحكومة ... لماذا ...؟
- البعثيون يرفعون ذيولهم ...
- يا عراق البيك بيه ...
- بين المالكي وعلاوي جدار من المقابر الجماعية ...
- على الجوار الأسراع في تشكيل حكومتنا !!!


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - سمفونية الردة ...