أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المجلس الأعلى : الى اين ... ؟














المزيد.....

المجلس الأعلى : الى اين ... ؟


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجلس الأعلى الأسلامي يتصابا اكثر مما ينبغي خلف الشاب الوريث عمار الحكيم ’ وليس عيباً اذا قلنا ان فلان لازال صبي فالأمر يتعلق في العمر والتجربة ومحدودية الوعي ’ واذا ما اتسمت تصرفاته بالدلال والنزق والسطحيـة ’ فتجد الناس لـه عذراً ( الولد بعده صبي .. ) هذا اذا كان الأمر يتعلق في الحياة العامـة ’ اما على صعيد السياسـة ’ فيكون الأمر غايـة في الخطورة ’ ارباك ومنزلقات وانهيارات خاصـة في اوضاع العراق التي تتسم بالفوضى والحراك والتناقضات والأختراقات المرعبة .
في اغلب الدول ’ ومنها الأنظمة الملكية بشكل خاص’ اذا ما كان الملك لازال صبياً ’ يعين له ولي عهـد يسير الأمور الى ان يبلغ سن الرشد السياسي تفادياً لنزواته وشطحاته وجهله في الأمور ’ حتى لاتسبب تصرفاته انتكاسات قد يصعب تداركها .
قبل رحيل السيد عبد العزيز الحكيم’ كان المجلس الأسلامي الأعلى يحضى بأحترام جماهير الجنوب العراقي ووسطه ’ وقد حصل في انتخابات 2005 على حصة الأسد داخل الأئتلاف العراقي ونال السيد عبد العزيز الحكيم بحق رئآسة الأئتلاف الذي شكل الحكومـة انذاك’ وقد ادار الأمور بحكمة ووحد خلفـه صفوف الأئتلاف والمجلس الأعلى ’ بعد رحيله ( وقد يكون اوصى بخلافة ابنه السيد عمار الحكيم ) ’ لكن خطورة الأوضاع في العراق وتشابك صراع الأرادات وحساسية المجتمع العراقي ’ جعلت الجميع يسير على حافـة الهاوية ’ فالأمور تتطلب الحذر والدقـة والوعي وقدرة التحكم ومراقبة ابسط المظاهر والتصرفات ’ في هذه الحالة كان يتحتم على العقلاء داخل المجلس الأعلى ان ينتخبوا لجنـة من بينهم تتولى التحكم بتصرفات ولي العهد ليجنبوا المجلس الأنتكاسات المتوقعة ’ مع الأسف لم يحدث هكذا امر ’ وتركوا مصير المجلس تحت تصرف الشاب الوريث .
اتسمت تصرفات السيد عمار بالسطحية والأرتجالية والصبيانية والأنفلات ’ فأوقع المجلس الأعلى بمآزق كثيرة سببت لـه انتكاسة قاتله في انتخابات مجالس المحافظات ’ فكانت اول الغيث .
كان مفروضاً ’ ان تتحرك الكوادر التاريخية المؤسسـة لتتدارك الأمر وايقاف نزوات الشاب عمار ’ لكن بعكسـه ’ ان بعض الكوادر تصابأت انتهازياً خلف صبيانية السيد عمار ’ فكانت هزيمة انتخابات 2010 ’ انتكاسة حقيقية ’ ليس من السهل على المجلس تجنب تداعيتها على المدى القريب ’ انها في الواقع ’ البدايـة الحقيقيـة لأنتهاء دور المجلس الأعلى على صعيد العملية السياسيـة مستقبلاً .
بعد انتخابات 2010 وحصول المجلس على (15 ) مقعداً داخل مجلس نواب بعدد ( 325 ) تشكل ثلث المقاعد التي حصل عليها التيار الصدري واقل من سدس مقاعد دولة القانون ’ فالأمر يعد هنا بداية النهايـة وليس هزيمـة عادية .
عمار ومجلسه ’ استمروا يداوون الهزيمة بالهزيمة والأنتكاسة بأسبابها وبصبيانية وانتهازية وضع مصير المجلس الأعلى رهينـة بين الأرادتين لأيرانيـة والسعوديـة وكلا الجانبين لا يحترمون وزنه الأنتخابي ’ وطرق ابواب عواصم اخرى ممثلاً للأئتلاف الوطني والجميع يدرك حجمه الفعلي داخلـه ’ وقد ابتلعه التيار الصدري بمقاعده الأربعين’ وبأنفلات مفرط وردود افعال غير واعية حاول التنكيل بمرشح ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي من دون ان يدرك ’ ماذا يستطيعه بمقاعده الخمسة عشر’ تجاه كتلة متماسكة تمتلك تسعين مقعداً ومشروعاً مدعوماً بالأنجازات وطاقم يدير اللعبة بثقلـه الأنتخابي وحكمـة لاعبيه .
بارتجالية وردود افعال غير واعيـة لما سيؤول اليـه مستقبل المجلس الأعلى ’ ذهب السيد عمار الحكيم حالماً وتحت عباءتـه قياديي المجلس بأتجاه العراقية التي يشكل البعث اكثر مـن 70 % من مقاعدها داخل البرلمان ’ فكانت العراقيـة تلعب عليهم اكثر مما تلعب معهم لأنها تدرك عمق التناقضات داخل الوطني ’ اضافـة الى انها ( العراقيـة ) محكومـة بشروط تركيبتها .
اما المأزق ( الأنتحار ) الأخير’ فهو ترشيح السيد عادل عبد المهدي لرئآسة الحكومة ’ وهو الذي لم يحصل من مجموع ( 18 ) مليون ناخب على اكثر من ( 34 ) الفاً ’ اي ربع المقعد منافساً لمرشح دولة القانون الذي يمثل 90 مقعداً’ فكان الأمر مضحكاً مثيراً للسخريـة’ جعل حديث السيد عمار وقيادات مجلسه وعبد المهدي بشكل خاص’ عن الديموقراطية والمصلحة العامة والشراكـة الوطنيـة والدائرة المستديرة ’ ليس اكثر مـن استهزاء انشائي مهين لعقول الناس ’ واستهتار غير مسبوق بمشاعر الرأي العام العراقي’ وكانت بالنسبة للشارع العراقي ’ اقرب الى عمليـة سطو على الحق الأنتخابي للآخرين ’ كان يجب على الدكتور عادل عبد المهدي تجنبها ’ وهو المثقل بالسلبيات ’ انها كما يقول المثل " جمل الغرﮔان غطـه .. " .
يبدو ان السيد عمار الحكيم مسكوناً بالهفوات والشطحات والأخطاء ( وعدو عدوي .. صديقي ... ) ’ فالى متى ستبقى القيادات التاريخية المؤسسة للمجلس الأعلى تهرول على طريق انتكاستها تحت عباءة الوريث الشاب ... ؟
ستتشكل الحكومـة بالتأكيد ’ وسوف لن نرى العراق مقلوباً حيث رئيس حكومتـه عادل عبد المهدي ’ وسنرى الكتل والأئتلافات كل يعرض ويطالب بأستحقاقـه الأنتخابي ’ وسوف لن تتجاوز حصـة المجلس الأعلى اكثر مـن وزارة خدميـة ’ تلك هي كل ثمرة شطحات السيد عمار الحكيم ’ فهنيئاً للمجلس الأعلى .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمع السوالف ...
- سبعة ايام لأنتخاب الرئاسات الثلاثة ...
- عادل عبد المهدي ... في الطريق الى العراقية !!!
- الأنتهازيون : لا انتماء لهم ...
- رفقة البعث ... ليس طريقاً للعراق الجيد ...
- منظمات المجتمع المدني : بين التبعية والأستقلالية ...
- الذات التالفة : تنتج الرذائل ...
- الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...
- ماهية الأستقطابات في الواقع العراقي...
- تقليد ساده ..
- سمفونية الردة ...
- المخاوف وبلورة القناعات ...
- الدكتور عبد الخالق حسين : على الطريق الموحشة ...
- دولة القانون ... بين المر والأمر ..
- يا جنوب ...
- حكومة الشراكة ( الشركة ) الوطنية ...
- انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...
- الثورة والزعيم : بياض في غرة التاريخ العراقي ...
- اين وصل سباق تشكيل الحكومة ... ؟
- ستتشكل الحكومة ولكن ... ؟


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المجلس الأعلى : الى اين ... ؟