أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شامل عبد العزيز - شامل عبد العزيز !!















المزيد.....

شامل عبد العزيز !!


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 23:02
المحور: سيرة ذاتية
    


عقول الناس مُدونة في أطراف أقلامهم وظاهرة في حسن أختيارهم / أفلاطون / .
الناس يكتبون أحسن ما يسمعون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويتحدثون بأحسن ما يحفظون / يحيى بن خالد .
في مدينة نينوى ومركزها الموصل كانت ولادتي .
سكانها العرب – الكرد – التركمان – الكلدو أشور , يرجع تاريخها العريق إلى الألف الخامس من قبل الميلاد – قرية زراعية سكنها الإنسان القديم ثم سكن الآشوريون أجزاء كبيرة منها وأصبحت عاصمة لهم من القرن الحادي عشر وإلى 611 قبل الميلاد , مأهولة بالشعب الآشوري الذي خلّف للإنسانية حضارة لا زالت الأكتشافات الأثرية تشهد لها , نينوى بلد الرهبان والمدارس اللاهوتية وهي التي كانت تستقطب العديد من الدارسين والباحثين وهي التي أنجبت القديسين أمثال – مار إسحق ومار ميخائيل وغيرهم .
سقطت تحت حكم الساساني الذي أفقرها وجردها من هويتها الآشورية , بعد سقوط نينوى الآشورية أنتقل التجمع السكاني إلى الطرف الثاني من نهر دجلة وهو مكاناً اكثر تحصيناً لوقوعه في منطقة مرتفعة محاطة بالنهر عُرفت ب / عبوريا / ثم الموصل بعد الفتح / الغزو / الإسلامي .
فتحها العرب المسلمون القادمون من شبه الجزيرة العربية في زمن عمر بن الخطاب بقيادة / ربعي بن الافكل / وكانت تحت الساسانيين .
لقبوها بالموصل لأنها كانت توصل بين الشام وخورستان ( بلاد الشمس باللغة الكوردية ) , ثم سموها الحدباء لأن فيها منارة المسجد الكبير وهي منارة مُنحنية وكذلك لتحدب نهر دجلة وكذلك هي أم الربيعين والخريف هو ربيعها الثاني .
في هذه المدينة العريقة نشأتُ وتربيتُ . بكلّ هذا التنوع والاختلاف , السنّة والشيعة والعرب والكورد والتركمان والكلدو أشور – المسلم والمسيحي ...
لماذا لم تكن هذه المسميات حاضرة في الأذهان قبل أكثر من ثلاثين عاماً على سبيل الافتراض ؟
أو أربعين أو خمسين سنة ؟
لمدينة الموصل لهجة تختلف اختلافاً جذرياً عن باقي محافظات العراق فأهل مدينة الموصل يستخدمون حرف – القاف – ثم يقلبون حرف الراء – غين – المدينة وحسب نظرتي الشخصية هي الأقرب للمدن السورية وفي كلّ شيء .. المأكل – الملبس – الشكل – اللهجة وخصوصاً دير الزور وحلب . ثم أنّ المدينة أقرب للمناطق التركية وتشترك معها في الكثير وخصوصاً ديار بكر وماردين وجزيرة أبن عمر . ولكن لعن الله السياسة فبعد الحرب العالمية الأولى أضافوا المدينة للعراق وأصبحت المحافظة الثانية بعد العاصمة بغداد من حيث عدد السكان .
نشأتُ في عائلة غير متدّينة , لم يكن هناك أيّ شعائر دينية لا من والدي ولا من والدتي ولا من أشقائي الأكبر مني سناً , فقط الصوم .. شهر في السنة وبدون صلاة .. لا ادري لماذا ؟ وعندما تجاوزنا سن الرشد لم أجد من يصوم في بيتنا بإستثناء والدتي .
نينوى حالياً فيها جانبين ( الأيمن والأيسر ) بالنسبة للسكان , يفصل بينهما نهر دجلة , انا من الجانب الأيمن الحصين الذي تحوّل إليه السكان الأصليين من الجانب الأيسر .
في منطقة أستطيع أن أقول عنها مسيحية – مسلمة .. قلب المدينة .. المسجد والجامع بالقرب من الكنيسة .. لا بل اكبر كنيسة في حينه .. بالقرب من الكنيسة كان / بيت الراهبات / وكان هناك بيت كبير القساوسة الذي كان يتميز في ملابسه / اللون الأسود والأحمر / يحمل عصى بيده ويضع على رأسه عمامة سوداء ذات لون براق وكان ملتحياً .
لديه سيارة خاصة يستقلها , يجلس في المقعد الخلفي .. لا زلتُ اتذكر سائقه .
من ضمن مهام بيت الراهبات تقديم المساعدات البسيطة لأهل الحي بإصلاح الثياب .. ممنوع الدخول إلى هذا البيت ولكن أنا من الذين دخلته ولمسافة محدودة داخل سياجه العالي والسبب أنني كنتُ صغيراً وكان يبدو للآخرين أنني طفل محبوب .
لازلتُ أتذكر بعض تلك الوجوه والزي الخاص الذي ترتديه الراهبة .. كان هناك راهبات صغيرات في السن وكان من بينهن أيضاً راهبات بلغن مرحلة الشيخوخة .
هناك مدرسة أبتدائية أسمها / شمعون الصفا / خاصة بالطلبة المسيحيين .. يقابلها مدرسة خاصة بالمسلمين أسمها / الغسانية / .. ولكن هذا لا يمنع ان يكون في نفس المدرستين طلاب مسيحيين أو مسلمين .
من الطبيعي أن يكون أصدقائي مسيحيين ومسلمين .. الأزقة ضيقة والبيوت متلاصقة بشكل رهيب .. لا يفصل بين البيوت المتقابلة عدة امتار .
مدرستي الأبتدائية والتي قضيتُ فيها ستة سنوات كانت مختلطة لا يوجد مدرسين بل مدرسات .. حتى في الجلوس على مقاعد الدراسة بجانب كل فتى تجلس فتاة .. كانت زميلتي ابنة معلمة اللغة العربية وكانت مسيحية ولكنها من منطقة آخرى .. اسمها الهام ولديها شقيقة آخرى أسمها انعام .
لا أتذكر أشياء منغصة في طفولتي .. حياة عادية . التعايش بين الأديان والطوائف لا يُثير اهتمامنا فلم يسأل احدنا الآخر من أي دين أنت .
البيت الكبير الذي نشأت فيه كان يحيط به عدة بيوتات من اعمامي وأقاربي .
الزقاق يفصلنا عن الشارع الرئيسي بحدود مائة متر .
انهيت المرحلة الأبتدائية إلى المتوسطة / في العراق مراحل الدراسة على الشكل التالي / :
الابتدائية ستة سنوات – المتوسطة ثلاث سنوات – الأعدادية ثلاث سنوات أيضاً .
في الدول العربية الباقية تختلف تسميات مراحل الدراسة فالمرحلة الأخيرة يسمونها البكالوريا والمتوسطة يسمونها الأعدادية .. المهم .
انتقلت إلى المتوسطة وهذه هي الإنعطافة الأولى في طفولتي فالمتوسطة للأولاد فقط وليس هناك مدرسات بل مدرسين .
المدرس الأول الذي لا انسى عصاه كان مسيحياً أسمه يوسف , كان مدرساً للغة العربية وشقيقه أسمه ميسر كان مدرساً للرياضيات , انهيت دراستي المتوسطة وبلغتُ الخامسة عشرة من عمري .
أول فتاة شعرتُ بقلبي يخفق لها كانت مسيحية . كنتُ في الخامسة عشر من عمري , شقراء وجميلة جداً .. ولغبائي أو لشدة خجلي قامت هي بالدور نيابة عني .. كانت تسكن على جانبي الشارع الرئيسي .. اعطتني ورقة صغيرة مكتوب فيها / أريد أن أراك / . يا الله .. لم اكن أحلم أن التقيها , فهي محظ انظار الكثيرين من الشباب الأكبر مني سناً , ولكن يبدو انني كنتُ محظوظاً .
سألت نفسي أين سألتقيها فأنا لا أعرف شيئاً في أمور الحب واللقاء ولستُ صاحب تجربة في ذلك الوقت .
تبددت أحلامي ولم استطع ان التقيها واستمرت علاقتي بها /من بعيد لبعيد كما يقولون / , ألم اقل لكم بأنني كنتُ غبياً .
في إحدى الأيام قالت ليَ والدة صديقي سوف تذهب معنا للكنيسة .. كانت تبعد عدة امتار عن البيت الذي أسكنه .. لا اتذكر ما هي المناسبة ولكن الشيء الأكيد هو انني جلستُ بين الجموع ولا انسى تلك الترانيم والشموع والموعظة .. وفي مرة آخرى شاركت بتشيع رجل مسيحي وذهبتُ للمقبرة .. أول مرة أشاهد فيها عملية الدفن .. كنتُ صغيراً , كانت تختلف عن عملية الدفن لدى المسلمين .. ولكن قبل عدة سنوات شاركتُ أيضاً بتشيع والد صديقي من منطقة / القوش / ووجدتُ انها لا تختلف عن عملية الدفن عند المسلمين , لا ادري ما هو السبب ؟
انهيت المرحلة المتوسطة إلى الأعدادية .. وكان اختياري للفرع الأدبي ..
كنتُ أزور المكتبة المركزية في المدينة وانا في ذلك السن .. كان امين المكتبة يسألني لماذا لا تذهب مع أصدقاءك للنزهة فقلتُ له أنني أحب المكتبة أكثر من النزهة .. كان معي اميناً فعلاً , سألني ماذا تُريد أن تقرأ ؟ قلتُ له : مدرس اللغة العربية طلب أن نقرأ كتاب تاريخ الأدب العربي لبروكلمان .
بعد ذلك بدأ يُسهل عليّ المهمة في إيجاد الكتب ..
في الأعدادية / البكالوريا / تعلقتُ بفتاة آخرى .. كانت من منطقة بعيدة عن منطقة سكناي .. ولكن شقيقتها كانت تسكن بالقرب من بيتنا .. كانت تزور شقيقتها .. التجربة هذه المرة كانت أفضل بالرغم من انني لازلتُ خجولاً ولكن افضل من المرة السابقة .
استطعت أن التقيها وأن نتحدث .. ونتبادل الرسائل ..
تجاوزت البكالوريا / الفرع الأدبي بنجاح / وكان عليّ أن اختار بين ثلاث كليات ..
رغبتي كانت في العلوم السياسية أو الآداب – قسم اللغة الأنكليزية – ولكن لم تتحقق رغباتي .
فكان نصيبي – كلية الأدارة والاقتصاد – ولكن في الجامعة المستنصرية – بغداد – وهذه هي الإنعطافة الثانية .
تركتُ مدينتي وذهبت للعاصمة .. كنتُ قد زرتها سابقاً مع والدي بمناسبة إجراء عملية له .
في تلك الفترة / والتي زرتُ فيها بغداد مع والدي / تعرفتُ على احد أبناء عمومتي والذي كان قد هرب من العراق عام 1959 لصدور حكم الإعدام بحقه لكونه شيوعي .
عاد إلى العراق بعفو صدر بحق الشيوعيين عام 1975 إذا لم تخوني ذاكرتي العجيبة , بقيت في بغداد طيلة العطلة الصيفية ولمدة ثلاثة أشهر .
كان هناك ما يسمى الجبهة الوطنية – سمحوا للشيوعيين بالعمل السياسي وصدرت جريدة طريق الشعب .. في إحدى الأيام طلب مني ان أشتري له الجريدة من الكشك القريب من منزلهم ولكني كنتُ خائفاً جداً , يقولون هناك مراقبة لكل الشيوعيين بالرغم من المصالحة .. اشتريتها على عجل ووضعتها تحت ملابسي من شدة خوفي .
أول مرة أرى فيها صورة كارل ماركس و كتاب رأس المال , سألته عدة أسئلة ..
ولكني لم أفهم منه أيّ شيء , بجانب كتاب كارل ماركس كان هناك كتاب اسمه – من هنا نبدأ – خالد محمد خالد .. سألته كيف خالد محمد خالد بجانب كارل ماركس ؟ فهذا يتحدث عن الإسلام وحسب معلوماتي أن الشيوعيين ملحدين ؟ بعد عدة سنوات عرفتُ لماذا خالد محمد خالد يقرأ له الشيوعيين .
أبن عمي لا يزال حياً ويعيش في بلد شيوعي وهو من مواليد 1926 وقد بلّغ من العمر عتياً .
في مسرحية مفبركة حسب تصوري غادر الشيوعيين العراق عام 1977 وأذكر منهم عامر عبد الله ومكرم الطالباني واعتقد انه كان وزيراً للري . وكذلك غادر أبن عمي البلاد ولم يعد لحد الآن .
أول مرة اسمع فيها كلمة برجوازي منه .. كان يقول أنتم برجوازيين .. مفهوم البرجوازية لشاب صغير مثلي كان يعني الأغنياء .
انتهت العطلة وعدتُ لمدينتي ..
سافرتُ مرة آخرى ولكن هذه المرة من اجل الدراسة , الجامعة المستنصرية تلك الجامعة الجميلة .. والكبيرة والعصرية .. كانت من أرقى الجامعات .. تبدأ من منطقة الوزيرية وتنتهي بشارع فلسطين .
اهم مرحلة في حياتي تبدأ ومنذ دخولي الجامعة . سألوني بأعتباري من أهل المحافظات هل ترغب بالتسجيل في الأقسام الداخلية للطلبة ؟ فكان جوابي لا .. لأننا نملك بيتاً في بغداد , وكنت اقصد بيت أبن عمي الشيوعي حيث أخيه يسكن في مدينة المنصور الجميلة .
أهم شخص تعرفتُ عليه في بغداد هو شخص يكبرني بأكثر من 30 سنة وكان من اهل الموصل ومن العوائل المعروفة وكان بين عائلتي وعائلته تقارب شديد فهو صديق لشقيقي الأكبر بالرغم أيضاً من فارق السن بينهما , ولمحاسن الصدف كان أسمه عبد العزيز .
أعزب – غني جداً – يسكن بالقرب من مستشفى القديس رأفائيل / مستشفى الراهبات / منطقة الكرادة الشرقية , ملحد حتى العظم , كان يحب القراءة لدرجة الجنون , يحفظ ديوان عمر الخيام , كان يحب الخمر لا بل يعشقها , وكان مولعاً بسباق الخيل وهو السبب الذي جعله يترك مدينته ويعيش في بغداد .
ومن خلاله تعلمتُ شرب الخمر – سباق الخيل – القراءة – الغناء – عمر الخيام .
أيام السباق في بغداد كانت الأحد – الأربعاء – الجمعة .. ومن الحادية عشر والنصف صباحاً وحتى الخامسة مساءاً .
كان يقول : إياك والأحزاب والسياسة .. لا تنتمي لأحد عليك ان تكون حراً .
يصف نفسه فيقول أنا عشتُ مع طبقات المجتمع كافة وغالبية أصدقائي من الحزبيين ولكن إياك ان تكون حزبياً . فدمار البلاد كانت الأحزاب في بلادنا على حد تعبيره .
لقائي معه يكون عندما اجد فراغاً في جدول الحصص وفي سباق الخيل . اللقاء المقدس يكون الخميس من كلّ اسبوع باعتبار ان الجمعة عطلة بالنسبة للجامعة .
الآراء التي كان يُصرح بها في حينه لم تكن مستساغة على شاب في عمري , ولكن بمرور الوقت ترسخت هذه الاراء .. كان أميناً جداً وكان يعيش بنظام رهيب فكل شيء لديه بتوقيت .. من النوم إلى اللقاءات إلى التمارين الصباحية بالنسبة للخيل التي يمتلكها , إلى القراءة إلى السهر إلى الاستماع .
كان كثير الحديث عن المراة بالرغم من انه لم يتزوج , ولكن قبل وفاته قال ليّ :
لم اندم في حياتي على شيء مثل ندمي على عدم الزواج , ترك رحيله في نفسي أثراً كبيراً , لم احزن في حياتي على شخص مثل حزني على فقدانه . شعرتُ انني أصبحتُ وحيداً بدون رفيق وبدون معلم . ترك ليَ مكتبته وكانت من ضمن وصيته , فارقني منذ 9 سنوات ولكنه لا زال يعيش معي .
في الجامعة وكما يقولون كان الحب الأول , كانت تجلس بجانبي , متحررة – سافرة – لا ترتدي الحجاب , فيلية كردية شيعية . كانت أقرب إلى الإلحاد منها إلى الإيمان .
كان للقائد الضرورة صدام حسين دوراً كبيراً في التاثير على مجريات حياتي وعلى الملايين من العراقيين من امثالي , القرار الأول ترحيل جميع الذين ينتمون لأصول إيرانية وحبيبتي كانت إيرانية , هذه هي الصدمة الأولى ولكن هذه الصدمة كانت صغيرة مقارنة بالصدمات التي توالت ومنها الحرب مع إيران , بقيتُ وحيداً بدون حبيبة , كنت أشعر بعيون العطف من قبل الطلاب تجاهي , انهيت الجامعة وبدون رفيقة بالرغم من وجود عدة محاولات من قبل بعض الطالبات , ولكن القلب وما يهوى , وعند ذلك عرفتُ معنى قول أم كلثوم :
طول ما أنت غائب ما ليش حبايب في الدنيا ديا , وحفظتُ أغاني أم كلثوم ومعها أغاني عبد الحليم .
في إحدى الأيام قلتُ لها : أنّ لون شعركِ يشبه لون الشمس عند المغيب , في اليوم الثاني أعطتني علبة وقالت إياك أن تفتحها إلاّ عندما تكون وحدك في البيت , أول شيء فعلته عند وصولي للبيت دخلتُ غرفتي وفتحتُ العلبة لكي أرّ خصلة من شعرها بعطر فواح ولا زلتُ احتفظ به مع عشرات الرسائل ومئات الصور في خزنة خاصة . آه , على تلك الأيام .
جاء دور جبهات القتال , كانت أحلامي إكمال الدراسة والحصول على شهادة / جارتل / محاسب قانوني وبدلاً من مطار هيثرو كانت الشلامجة إحدى جبهات القتال , لا اعتقد بأن هناك فرق بين الموت يومياً وبين العيش في أنكلترا حسب أحلامي البسيطة ؟ لم أتمنى الموت لأحد في حياتي سوى لصدام حسين , ولكن المفارقة العجيبة هي أنني بكيت لإعدامه ,, يالسخرية القدر .. الشخص الذي ملأ قلبي كراهية تجاهه أبكي عليه ؟ أين الخلل ؟ في القائد الضرورة أم في الشاب الذي كان يحلم أن يحقق أحلامه ؟ لا ادري .
قبل نهاية الحرب كان لابدّ من الزواج وتحقيقاً لرغبات الوالدين , كنتُ مصراً على عدم الزواج كان مثلي الأعلى معلمي الأول لأنه كان اعزب وهنا تاتي مفارقة آخرى ألاّ وهي نصيحته بأن أتزوج وقال ليّ لا تقتدي بيّ في هذه المسألة .
هي أبنة عمي وخريجة كلية الأدارة , عندي ثلاثة أولاد , صبي في الثامنة عشر وصبية في الرابعة عشر وآخرى في العاشرة .
تزوجتُ وأنا لا زلتُ جندياً في جبهات القتال , بعد انتهاء الحرب مع إيران تنفسنا الصعداء ولكن جاءت الكويت في عام 1990 والتحقنا مرة آخرى بجبهات القتال وبدون الخوض في التفاصيل فالجميع يعلم ماذا جرى للجيش العراقي . وبدأ الحصار الذي عانى منه العراقيين الآمرين , استمر الحصار على العراق وكان كارثة لها تأثير كبير على كافة مجريات الحياة ,
ثم جاء الغزو أو التحرير أو الاحتلال عليكم أن تختاروا الكلمة المناسبة وحسب هوى كل واحد منكم فالعراق حالياً بألف خير وهو يسير نحو الديمقراطية والحرية والمساواة وكما يقول عادل امام : زي العسل عالبادنجان الأسود .
أمّا عن تواجدي في الحوار المتمدن فقد بدأت بكتابة أول مقالة بتاريخ 24 / 10 / 2008 وفي 24 / 10 / 2009 كتبتُ مقالة بعنوان / عام في الحوار / بالرابط أدناه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=189216
تم إنشاء الموقع الفرعي بتاريخ 18 / 12 / 2008 واليوم هو 18 / 12 / 2010 أيّ أنني قد اكملتُ العام الثاني في الحوار المتمدن من تاريخ فتح الموقع الفرعي وانا اعتبرها مناسبة لكي أكتب نبذة مختصرة وبدون الدخول في التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان .
عن تواجدي في الحوار والذي من خلاله تعلمتُ الكثير وتعرفتُ على الكثيرين أقول انا سعيد بتواجدي معكم .. مع الموقع .. مع الكتّاب .. ومع القراء الأعزاء .. وسوف أسكت عن الكلام المُباح كما فعلت شهرزاد .
آسف للإطالة .
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا مسلمي العالم احذروا !!
- حقيقة الروايات التاريخية 1 - 3 ؟
- البيدوفيليا .
- يا مسلمي العالم اتعظوا !!
- سيرك العراق الديمقراطي ؟
- الفيلسوفة هيباتيا .
- التطرف والأعتدال ؟
- الوضع العراقي في دفاتر قديمة .
- فضيحة التعليقات المؤدلجة .
- سلسلة المقالات 8 / الأخيرة / .
- الأستاذ فؤاد النمري والديمقراطية .
- معايير التقدّم !!
- الحسد والسحر !!
- قصة الطوفان 1 - 5 ..
- من ملائكة سيمون إلى زهور مرثا !!
- الأخلاق بين الإيمان والإلحاد !!
- هل مصر وهابية أم فرعونية ؟
- فرسان القديس يوحنا ؟
- بيروقراطية ستالين !!
- سولجنستين وثورة أكتوبر ؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شامل عبد العزيز - شامل عبد العزيز !!