شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3216 - 2010 / 12 / 15 - 17:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقالتي / يا مسلمي العالم اتعظوا / والمنشورة على موقع الحوار بتاريخ 1 / 12 / 2010 بالرابط أدناه :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=2368
رأيت من المناسب وحسب الآراء الواردة في التعليقات أن أكتب مقالة ثانية حول نفس الغاية نتيجة لِمّا يحصل في الغرب من أعمال بعض المسلمين المهاجرين وإنعكاس تلك الأعمال الإرهابية على الغرب الذي أحتضنهم أولاً ثم على المسلمين المهاجرين ثانياً وهل يمكن أن نأخذ رعد الحافظ بجريرة العبدلي صاحب التفجير الأخير في السويد , وقياساً على ذلك , نُعيد السؤال ما هو ذنب الذين لا ينتمون لهؤلاء الظلاميين واستطاعوا الإندماح مع المجتمعات الجديدة بحيث وفروا لهم كلّ مقومات الحياة العصرية بالرغم من الاختلاف الديني والعرقي والقومي والمذهبي .
الانتحاري الذي نفذ تفجيري ستوكهولم عاصمة السويد هو تيمور عبد الوهاب العبدلي 29 سنة سويدي الجنسية عراقي المولد , من مواليد 1981 في بغداد وقد نشر موقع شموخ الإسلام صورة له .
مصادر الأمن السويدية تقول انه أرسل رسائل الكترونية تحمل تهديدات قبل فترة قصيرة من تنفيذه التفجيرين وتلقت وكالة تي تي للأنباء وجهاز الاستخبارات السويدية رسالة الكترونية باللغتين السويدية والعربية تحدثت عن تنفيذ عمليات تستهدف ما وصفته بأنه الحرب على الإسلام التي شنها السويد لا سيما في أفغانستان .
نفذ عمليته قبل ساعات من عيد ميلاده التاسع والعشرين , هاجر مع والديه إلى السويد عام 1992 , أي مضى على وجوده في الغرب 18 سنة ولكنه بالرغم من كل هذا لم يستطع أن يتأقلم , وصل السويد وعُمره 11 سنة , يحمل شهادة بكالوريوس في العلاج الطبيعي من جامعة بدفوردشير / بريطانيا / عام 2004 . كان يعيش في مدينة لوتن والتي قامت الشرطة البريطانية بتفتيش إحدى الشقق ولكنها لم تعثر على شيء من باب التعاون / مكافحة الإرهاب / .
ترك رسالة صوتية تستنكر وجود الجيش السويدي في افغانستان وأيضاً رسام الكاريكاتور السويدي / لارس فيلكس / الذي تلقى مراراً تهديدات بالقتل نتيجة لرسومه وإحداها / رأس معمم بلحية في جسد كلب / ولكن المفارقة أن المعارض السويدية لم توافق على عرض تلك الصور بالرغم من المحاولات المُستميتة من قبل لارس .
توعد العبدلي في الرسالة السويديين :
( سيموت الآن أبناؤكم وبناتكم واخواتكم كما يموت أخواننا وأخواتنا وأبناؤنا ) .
القانون في الغرب يُبيح ويُجيز من منطلق التعبير بالنسبة للفنان أن يعبر عن رأيه و لا يوجد قانون لمحاكمة من يقوم بذلك ومع هذا امتنعت المعارض السويدية عن عرض تلك الصور , وادانت الحكومة السويدية تلك الرسوم , كم يتساهل الغرب مع المسلمين ؟
ما هو الفرق بين ثقافتنا وثقافتهم ؟
في السويد يقول المسؤول عن المهاجرين بما معناه :
منذ ثلاثين عاماً ونحنُ نعمل من اجل اندماج المهاجرين في بلادنا وخصوصاً المسلمين وبالأخص الصوماليين وصرفنا الملايين من أجل ذلك ولكن ...
أغرب ما في الأمر أن السويد نفسها نشرت صوراً تُمثل السيد المسيح بأنه من المثليين الجنسيين وصورته الفنانة اليزابيث أولسون عارياً ومريضاً بالأيدز وتنقل المعرض في عدة مدن ومن ضمنها البرلمان السويدي , لا بل حتى الصور تم عرضها في الكنائس ؟
من صلب عقيدة المسلمين الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله حسب الآية الواردة في سورة البقرة والتي تقول :
آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن به وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحداً من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير .
أو ليس عيسى بن مريم نبياً ورسولاً ؟ وهناك سورة كاملة في القرآن باسم مريم , لماذا لم نشاهد المظاهرات المليونية عندما ظهرت الرسوم الكاريكتاريا بحق يسوع وبأبشع صورة ؟ و لا حتى تصريحاً أو تنديداً من قبل المسلمين ؟
ما هذه الازدواجية , هل يستطيعون أن يبرروا لنّا ذلك / أقصد المؤمنين بالإسلام / ؟
المسيح من ضمن الرسل الخمسة والذين يُسمونهم / أولو العزم / .
إذا كان من حق المسلمين ان ينتقموا من الغرب لأنه أساء لنبي الإسلام فمن الصواب والإيمان كذلك ان ينتقموا منهم من اجل تشويه صورة المسيح , فلماذا لم يفعلوا ؟
أين يكمن الفرق , أين الخلل ؟
هل سوف يسكت الغرب , ولماذا ؟
منْ هو الذي أساء للآخر , السويديين أساءوا للمسلمين وكيف ؟ أم انّ الإرهابي تيمور هو الذي اساء لنّا جميعاً .
في العراق حالياً هناك حملة من اجل إلغاء دروس الغناء والموسيقى والنحت وهناك محاولات لرفع التماثيل المتواجدة امام أكاديمية ومعهد الفنون الجميلة ؟
هذه هي ثقافتنا وهذه هي احلامنا وهذه هي أمانينا وهذه هي اعمالنا , ليس هذا فحسب بل في كل يوم يطل علينا من يشتمهم ويتمنى أن يغزوهم في عقر دارهم من اجل أن يفوز في الدنيا والآخرة ؟
في الدنيا بسبي الجميلات وفي الآخرة من اجل الحور العين والولدان المخلدين ؟
كيف ترسبت كلّ هذه الُعقد ؟ كيف يفكر شاب في مقتبل العمر بهذه الطريقة ؟
إنها الأوهام التي في العقول , إنها البيئة الصحراوية التي أفرزت هذه الأفكار .
أشارت مصادر بريطانية الى انه ما من ادلة على ان العبدلي كان على اتصال بأي زعيم في القاعدة مرجحة أن يكون خطط للهجوم بنفسه .
يقول فلوراين فليد الصحفي الألماني المتخصص في متابعة الجماعات الإسلامية ، وعبر موقعه الالكتروني المتخصص في هذا الشأن ، أن حالة العبدلي هي أحدث حالات الجهاد الفردي ، في الغرب كصاحب "الحذاء المفخخ" ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة في مطار هيثرو في لندن عام 2002 .
وكذلك الرائد الأميركي نضال مالك حسن الذي قتل 31 من زملائه الجنود في قاعدة فورت هود العسكرية عام 2009 , وأيضاً فيصل شاهزاد الذي حاول تفجير سيارة مفخخة في / تايمز سكوير / في نيويورك مطلع العام الجاري .
من ضمن تنظيمات وتعليمات تنظيم القاعدة أنّ الجهاد الفردي حق لكل مسلم من اجل الدفاع عن الإسلام فمن المحتمل ان يكون هناك العديد قد تلقوا تدريباتهم وأفكارهم ويعيشون بيننا وفي لحظة ما سوف يكونون مشروعاً جاهزاً للقتل والتفجير وفي أيّ لحظة وحالة العبدلي من ضمن هذ الحالات . ما هو الحلّ الأمثل للغرب أولاً وللمسلمين ثانياُ , هل هي حالات فردية لا يجب التركيز عليها أم انها سوف تُصبح السياق العام وخلال الأيام القادمة ؟
هل نلؤم السياسة الغربية بأعتبارنا ملائكة ؟ لماذا لم يستطع هؤلاء التأقلم علماً بأن بلادهم الأصلية لم تستطع ان توفر لهم جزء بسيط من مقومات الحياة العادية فلماذا نحاول قطع اليد التي أنتشلتنا مما نحنُ فيه ؟ هل يتوقع هؤلاء بأن الغرب سوف ينهار بهذه التفجيرات ؟ الغرب حريص على ابناءه لأن الإنسان اعلى قيمة بينما الإنسان في بلادنا لا قيمة له .
هناك رأي أورده الأستاذ منصور المنسي في تعليقه على مقالتنا السابقة بما معناه أن الأحزاب اليمينية في الغرب استغلت الفرصة من أجل أن تتعالى الأصوات لترحيل المهاجرين وبذلك سوف ينطبق على المسلمين المهاجرين المثل الذي يقول / وعلى نفسها جنت براقش / .
هل من حقنا أن نطلق صرخة أم اننا نبقى ننتظر القادم ؟ وما هي ملامحه وهل سوف يكون القادم من صالح المهاجرين المسلمين ؟ لا أحد يدري ولكن الشيء المؤكد بأن هذه الأعمال ليست من صالح طرف على حساب طرف آخر .
يا مسلمي العالم احذروا فالقادم مجهول .
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
