أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شامل عبد العزيز - الوضع العراقي في دفاتر قديمة .















المزيد.....

الوضع العراقي في دفاتر قديمة .


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 12:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما بدأت بكتابة مقالتي / فضيحة التعليقات المؤدلجة / راجعتُ عدة دفاتر قديمة من اجل اختيار بعض التعريفات التي وردت في المقالة .. هي دفاتر قديمة كنتُ ادون فيها كل شيء اقرأه – حكمة – بيت شعر – مقولة - أي شيء يستهويني أقوم بتدوينه , في بعض الأحيان أدون القائل وفي بعض الأحيان اتجاوز ذلك وهذه إحدى عيوبي وما اكثرعيوبي .
وجدتُ في إحدى الصفحات وفي اعلى الصفحة تحديداً عنوان / الجمعة – 18 / 7 / 2003 .
قرأت ما مكتوب فوجدتُ أنّ العنوان عبارة عن توقعات وتكهنات للوضع العراقي بعد دخول القوات الأمريكية للعراق .
التوقعات كانت بعد اكثر من ثلاثة أشهر وحسب التاريخ المثُبت اعلاه .
لا أدري لعليّ أكون متشائماً أكثر من اللازم / هكذا كانت بداية الصفحة / التشاؤم صفة ملازمة ليّ بخصوص المسلمين عموماً والعرب خصوصاً . هكذا هو إيماني , من المستحيل وفق المعطيات الموجودة على أرض الواقع أن يكون هناك تغيير لأوضاعنا .
هي قراءة لواقع نعيشه فمن منظوري المتواضع لِما يجري في العراق ومنذ 9 – 4 – 2003 , ولحد الآن أرى أن كافة الأمور تسير نحو الأسوا وبكل المقاييس , لا يوجد هناك بصيص أمل في أنّ الأوضاع سوف تتحسن / طبعاً ذلك كان بعد أكثر من ثلاثة أشهر / فكيف هي الآن ؟ المهم .
التراكمات القديمة – الظروف الصعبة – اختلاف أمزجة الناس – الفوضى العارمة التي صاحبت دخول القوات الأمريكية – ظهور المنتفعين واللصوص والرعاع والغوغاء وكلّ من لديه مآرب في نفسه سواء أكان بسيطاً او عظيماً .. كتبتُ في ذلك الوقت : البلد يسير نحو الهاوية . هل كان توقعاتي صحيحة ؟ برزت أمور على الساحة العراقية لم تكن موجودة سابقاً أو كانت موجودة ولكنها تحت الرماد , أحتاجت إلى من يقوم بإعلانها وإظهارها مرة آخرى .
الشيعة والسّنة – العرب والكورد – المسلمين والمسيحيين .
في ذلك الوقت كانت رؤيتي أنّ امريكا تُريد القتال بين الطائفتين الرئيسيتين . هكذا كانت رؤيتي , هذا القتال سوف يُخفف عن امريكا وسوف تكون بعيدة وسوف تبقى تتفرج / هل هذا ما حدث أم لا / لا ادري قد اكون على خطأ ؟ إذا لم يكن هناك عقلاء فكيف سوف يكون مصير البلد ؟ مجرد سؤال في حينه .. البد منفلت بشكل لا يطاق وتحولت أيام العراقيين إلى جحيم نتيجة سيطرة الرعاع والغوغاء على مقاليد الأمور – فوضى عارمة – لا قانون – لا امن – كلّ شيء مفقود .
سوف لن يصدق أحداً ماذا سوف يجري في العراق . هل صدقتم ما حدث بعد ذلك ؟
سوف تكون هناك أشياء حتى في الخيال مستحيل حصولها / وهذا ما حصل فعلاً / تم تمزيق النسيج العراقي ومن المستحيل ان يعود ذلك النسيج , مجرد راي .
هل كان الشعب العراقي بعموم دياناته ومذاهبه وطوائفة مؤهلاً للتغيير وبدرجة 180 ؟ هل من الممكن تقبل الثقافة الأمريكية في الشارع العراقي ؟ مجتمع عشائري - قبلي - طائفي - يقفز إلى الديقراطية , كيف ؟ هل ما حصل بعد ذلك كان من ضمن مفاهيم الديمقراطية أم من ضمن التحاصص الطائفي أم أنّ الديمقراطية معناها التحاصص ؟ هل سوف نشهد لبنان جديد وسوف تبقى الديمقراطية على هذا النهج – شيعي – سنّي – كوردي ؟ هل تقسيم العراق إلى 3 دويلات افضل أم بقاءه موحداً هو السبيل ؟
كيف سوف يتم إنقاذ البلد ؟ ما هي المعايير ؟ ما هي الخطوات التي على الساسة العراقيين مراعاتها من أجل المواطن العراقي ؟ مَنْ يستطيع أنّ يقدم الحل وسط هذا الظلام الدامس والذي يصاحبه التخلف والفقر والجهل . دول المنطقة لها حساباتها وأمريكا لها حساباتها . ولكن كلّ ذلك على حساب قهر المواطن بصورة أكبر .
من الصعب جداً وفي هذه الظروف المعقدة وخصوصاً أنّ العراق يبدو ممزقاً أكثر مما هو موحد أن تتراءى صورة معينة لمِا سوف تكون عليه الأيام القادمة .
بعد عدة ورقات وجدتُ ملاحظات آخرى .. ديمقراطية العرب عامة والعراقيين خاصة , فيها عدة أسئلة ؟
كيف تتحقق الديمقراطية في البلاد العربية عموماً والعراق بصورة خاصة / بعد التحرير / ؟
الساسسة الأمريكيين أعلنوا أنّ الديمقراطية التي سوف يتم تحقيقها في العراق سوف تكون نموذجاً يحتذى به من قبل الدول العربية ؟ كيف ؟
كلام جميل ولكن الأجمل منه أن نرى هذا الكلام على أرض الواقع . قبل الدخول في التفاصيل هناك أسئلة مهمة ؟
هل البلاد العربية بمجموعها تستطيع أنّ تمارس لعبة الديمقراطية التي ننشدها كشعوب والتي هي مطلب حقيقي للخروج من أزمة الحكم وكذلك ما تنشده الولايات المتحدة الأمريكية ؟
إن الناظر في واقع البلاد العربية إجمالاً وخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية ولحد الآن مروراً بحركات الاستقلال يرى أن البلاد العربية غير مهيأة إطلاقاٌ على الديمقراطية وذلك لجملة أسباب
الفقر – الأمية – العشائرية – القبلية – الخ .
من أجل أن تكون الديقراطية هي الحاكم لابد أن تمر البلاد العربية بمراحل عدة تتهيأ من خلالها لقبول واقع الديمقراطية .
عدد الأميين في البلاد العربية أكثر من 120 مليون / عام 2003 / الآن لا ادري ؟
هذا الرقم مخيف جداً ومرعب ومجرد النظر إلى هكذا رقم يشل حركة من يريد أن يبدأ بالخطوة الأولى نحو الديمقراطية .
أنا متشائم فقط لأنني اؤمن بتحقيق خطوات قبل الدخول في اللعبة وفي نفس الوقت أمنيتي أن تكون جميع الدول العربية ديمقراطية من أعلى طراز . ولكن الأماني شيء والواقع شيء آخر .
عدد من هم تحت خط مستوى الفقر يبلغ 65 % / عام 2003 / الآن لا أدري .
هذا شيء فظيع في دول تملك أكبر ثروة على وجه الأرض , يرافق كل ذلك حاكم عربي ينتمي إلى قبيلة أو عشيرة وله مواريث متخلفة وهو متخلف ذهنياً وثقافياً واجتماعياً وجاثم على الصدور منذ ما يقارب من أربعة عقود هذا إذا لم يكن منتمياً لحزب طائفي بغيض .
كيف يكون حال مجتمع بهكذا مواصفات مع إغفالنا حقيقة : هل تريد أمريكا فعلاً تحقيق الديمقراطية في الوطن العربي وخصوصاً مع القول الشائع بإن أمريكا هي من نصبت الحكام الدكتاتورين في بلادنا .
النظام الدكتاتوري هو نظام غربي قديم استوردناه نحن , وفعلاً نحن لا نستورد إلا الأدنى ؟
البلاد العربية تعيش خارج العصر للأغلبية الساحقة – أين طب العرب – زراعة العرب – صناعة العرب - ثقافة العرب – الخ .
في سبيل الوصول إلى مجتمع ديمقراطي ذو مؤسسات وقانون وقضاء مستقل نحتاج إلى الكثير من الجهود والوقت وخصوصاً في المجتمع العراقي الذي قضى سنين عديدة وهو يعيش في ظل نظام أو انظمة خلفت وراءه كل شيء أسود في أسود .
العراق حالياً من أسوء دول العالم في الفساد حسب الإحصائيات الأخيرة بعد الصومال ودولة آخرى , الأمر سوف لن يكون سهلاً , على الساسة العراقيين بذل مزيد من الجهود وأن يتخلوا عن الحزبية البغيضة والمقيتة والطائفية والعشائرية والشعارات المتخلفة .
صحيح سوف لن يتحقق كل ما نطلبه بين ليلة وضحاها ولكن وحسب تقديري الشخصي لا توجد بوادر على أن يكون الوضع في العراق أفضل من الوضع الحالي وعلى أقل تقدير في الأعوام القادمة .
يوم أمس جرى أنتخاب رئيس البرلمان ونائبيه .
أسامة النجيفي من القائمة العراقية وهو سنّي – قصي عبد الوهاب سهيل من التيار الصدري شيعي – عارف طيفور من التحالف الكوردستاني كوردي , علماً أنهم متفقين على ذلك قبل إجراء الاقتراع السري الذي حصل تحت قبة البرلمان .
رئيس الجمهورية – مام جلال – متفق عليه كذلك , وهو الذي كلّف السيد نوري المالكي بتشكيل الحكومة حسب الدستور ومتفق عليه .
القائمة العراقية التي انسحبت من البرلمان بسبب الاختلاف على مسائل اتفقوا عليها قبل اجتماع البرلمان . لماذا ؟
اجتثاث البعث – المساءلة والعدالة – المجلس الوطني الستراتيجي هذه النقاط اتفق عليها المالكي وعلاوي والبارزاني بوثيقة موقعة من قبلهم وتم ابرازها وقراءتها خلال جلسة البرلمان .
ماذا أرادت العراقية ؟ التصويت عليها خلال الاجتماع ثم المضي في انتخاب رئيس الجمهورية بعد انتخاب رئيس البرلمان وحسب الدستور .
العراقية امهلت الكتل السياسية شهراً من اجل النقاط الثلاثة وطلبوا فقط التصويت عليها .
هناك رأي يقول أن هذا مخالف للدستور و لا يجوز إضافة أي نقطة وإدراجها ضمن جدول الأعمال وهناك رأي يقول يجوز . حسب تفسير كل نائب لوجهة النظر التي يتبناها .
هناك نقطة جدا مخيفة وهي أن تكون الوزارات شبه مستقلة / بهذا المعنى / , بمعنى آخر لو أن التيار الصدري استلم وزارة ما فهو المسؤول عنها من كافة النواحي – وهكذا بالنسبة لباقي الكتل السياسية , الوزير أو الحزب أو الكتلة هي المعنية لا يحق لأحد أن يتدخل بما يقوم به وزير تلك الوزارة .
المنصب الذي سوف يتسنمه السيد علاوي – لديه صلاحيات رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ومهما كان هذا المنصب فهو مخالف للدستور ولقد خالفت جميع الكتل السياسية الدستور باستحداث هذا المنصب . هناك وزير الشؤون الأمنية وهو ما مقرر بالدستور ولكن المجلس الاستراتيجي لا وجود له من الناحية القانونية .
لقد ارتكبت امريكا أخطاء في العراق دون أدنى شك ومن ضمنها الاستعجال بكتابة الدستور والذي كان للعراقيين جزء هامشي في صياغته , ومن الأخطاء الآخرى الانتخابات في ضل الفوضى العارمة وعدم فهم الأغلبية لمعنى الانتخابات .
العراق في السنين القادمة سوف يبقى على نفس التشكيلة ألاّ وهي المحاصصة .. لبنان جديد أو أيّ أسم آخر ..
أتمنى من كل قلبي أن يسير العراق نحو الديمقراطية الحقيقية . بعيداً عن المسميات الآخرى وأن يعي الساسة في العراق ما يعانيه وما يكابده المواطن العراقي الذي ضاق ذرعاً , وأن تتحول الشعارات إلى وقائع على الأرض .
فهل سوف يتحقق ما نتمناه , وكيف ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة التعليقات المؤدلجة .
- سلسلة المقالات 8 / الأخيرة / .
- الأستاذ فؤاد النمري والديمقراطية .
- معايير التقدّم !!
- الحسد والسحر !!
- قصة الطوفان 1 - 5 ..
- من ملائكة سيمون إلى زهور مرثا !!
- الأخلاق بين الإيمان والإلحاد !!
- هل مصر وهابية أم فرعونية ؟
- فرسان القديس يوحنا ؟
- بيروقراطية ستالين !!
- سولجنستين وثورة أكتوبر ؟
- الثوار والثورات !!
- إلى السيد فؤاد النمري ورفاقه !!
- ما هي أسباب قوة الفكر الديني ؟
- الجمود العقائدي عند الماركسيين . الأخيرة !!
- الجمود العقائدي عند الماركسيين 1
- الجمود العقائدي عند الماركسيين !!
- الأوهام الثلاثة ؟
- سلسلة المقالات 7


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شامل عبد العزيز - الوضع العراقي في دفاتر قديمة .