أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - سلسلة المقالات 7















المزيد.....

سلسلة المقالات 7


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 15:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه المقالة هي الجزء الثالث من الاغتيال والخاصة بالتنوير .
هناك عدة أسئلة تم طرحها من قبل الدكتور مراد وهبة سوف نأخذها بالتفصيل لكي تكتمل وجهة النظر المتبناة .
ما معنى التنوير ؟
إذا كان التنوير يعني ألا سلطان على العقل إلا العقل نفسه " فمعنى ذلك أن وأد التنوير هو وأد العقل ..
سؤال ؟ ما معنى وأد العقل ؟
سوف نأخذ التعريف اللغوي أولاً : الوأد " هو الدفن حياً , والدفن حياً يعني الخنق , والخنق " عصر الحلق " حتى الموت , وإذا كان الحلق هو الذي تخرج منه حروف الهجاء عند النطق , فمعنى ذلك أن الخنق هو " خنق النطق " وإذا كان لفظ " منطق " مشتق من لفظ " نطق " فالخنق إذن إبطال المنطق . ومعنى ذلك أن ثمة تماثلاً بين " الخنق وإبطال المنطق ..
منذ وجودنا ولحد الآن والجميع يمارس عملية الخنق .. الحزبي – الشرطي – المدير – الوزير – الحاكم – رجل الدين – المعلم .. الجميع ..
سؤال ؟ ماذا نخنق لكي يتحقق إبطال العقل ؟
نخنق البرهان .. ولذلك ترى غالبيتنا يردد أقواله وأفكاره وبرمجته المسبقة كالببغاء .
نحنُ أكثر أمة تخاف البرهان .. نحنُ أكثر أمة تبتعد عن البرهان .. نحنُ أكثر أمة عدوها البرهان .. وبدون استثناء .. إلا من رحم ...... ؟
ماذا يعني خنق البرهان ؟ أي أننا نخنق " العملية الذهنية " التي نقوم بها للتدليل على صحة " فكرة " أو فسادها ..
لقد تم خنق البرهان أحبائي على يد " أبن الصلاح الشهر زوري " الذي كان يعتبر في القرن السابع الهجري من أكبر أئمة الحديث .
أفتى فقال " وأما المنطق فهو مدخل الفلسفة ومدخل الشر شر , وما يزعمه المنطقي للمنطق من أمر البرهان فقد أغنى الله عنه كل صحيح الذهن ,, ومَن زعم أنه يشتغل مع نفسه بالمنطق والفلسفة لفائدة يزعمها فقد خدعه الشيطان ومكر به "
مسكين هذا الشيطان . ليس هناك مشكلة إلا وكان له الحظ الأوفر فيها ثم معه الامبريالية والكورية واليابانية ؟ لولا الشيطان لكانت أمتنا في أحسن حال ؟ ولولا الامبريالية لكانت أمتنا في مقدمة الأمم ؟ ولولا الصهيونية لكانت أمتنا هي بطلة كاس العالم ؟
الغريب أحبائي أن هذه المسألة واضحة ( أقصد خنق البرهان ) ومعروفة للجميع وهي ليست اكتشاف ولكن لا ندري لماذا يتم تجاهلها والهروب عند مخاطبة أهل الشأن وتوضيح الأمر لهم .. ليس هذا فحسب بل يذهبون في أفكارهم أننا نحاول تشويه الدين ؟ علماً بأن الدين لا يحتاج إلى تشويه أو إلى من يشوهه .. فالنصوص ثابتة والتفاسير موجودة والسيرة بين أيدينا والوقائع خير دليل .
سؤال ؟ إذا كان الاشتغال بالبرهان زندقة فبماذا نشتغل ؟
لابد لنا من أن نبحث عن أمور أخرى نشتغل بها ؟ فليس من المعقول أن لا نحرك ساكناً ؟
فبماذا اشتغلنا ؟
يقول الدكتور مراد "
نشتغل بألفاظ تغنينا عن البرهان وهي على النحو التالي "
مؤامرة – خيانة – عمالة .. ومعنى هذه الألفاظ الثلاثة أنك إذا دخلت في حلبة الحوار من أجل إقناع محاورك وعجزت عن إقناعه فأنت إزاء أحد أمرين :
إما أن تعلن عجزك وتحاول بعد ذلك أن تكون على وعي بضرورة إصلاح هذا العجز ..
وإما أن تقنع بأنك من ملاك الحقيقة المطلقة وأن محاورك متآمر أو خائن أو عميل في حده الأدنى أو أنه زنديق وكافر وملحد في حده الأقصى .
( هذه النقطة حساسة جداً ومهمة ولقد تم ذكرها مئات المرات وتصدر من كتَاب محسوبين على الثقافة ومتواجدين في الحوار ولكن يبدو أن غالبيتهم يقرءون بالبصر لا بالبصيرة ) .
هل هذا صحيح أم لا ؟ أليس ما يقوله الدكتور معروف للقاصي والداني ؟
متى ما استطعنا أن نتخلص من هذه المسميات عند ذلك ستجدون أننا وضعنا أرجلنا على بداية الطريق الصحيح .. ولكن هل سيفعلون ؟
يقول الدكتور :
تأسيساً على ذلك تم وأد التنوير , ونمثل لما نقول من أحوال مصر الثقافية في القرنين 19 – 20 .. ففي القرن 19 أرسل محمد علي بعثة علمية إلى فرنسا بقيادة رفاعة الطهطاوي من أجل نقل الثقافة الغربية وذلك بترجمتها .
أثر انتهاء زمن البعثة نشر الطهطاوي كتاباً عنوانه ( تخليص الإبريز في تلخيص باريز ) 1834 جاء فيه : أن حكماء باريز لهم في العلوم الحكمية حشوات ضلالية مخالفة لسائر الكتب الدينية .. ومن ثم فمن يرد الخوض في لغة الفرنساوية المشتملة على شيء من الفلسفة أن يتمكن من الكتاب والسنة ..
ليس هذا أول الغيث أحبائي فقد سبق الشهر زوري في القرن السابع الهجري أن قال بمثل ما قاله الطهطاوي ..
يقول ذلك وقد ترجم مدة إقامته في فرنسا أثني عشر كتاباً أو شذرة .. وقرأ روح القوانين لمونتسكيو وعقد التآنس والاجتماع الإنساني لروسو ومعجم الفلسفة لفولتير ...
كل هذا يعني أن الطهطاوي وهو ينقل ثقافة التنوير في فرنسا في القرن 18 كان يدعو في الوقت نفسه إلى عدم تمثل هذه الثقافة ...
يقول وهبة :
ولهذا أخطا ألبرت حوراني في كتابه ( الفكر العربي في العصر الليبرالي ) حين قرر أن فكر التنوير الأوربي قد ترك أثراً في الطهطاوي وفي العقل المصري بفضله ..
الطهطاوي محسوب في عالمنا على التنوير ؟ بدون تعليق .
أضف إلى ذلك أن مخطوط كتابه كانت به فقرات حذفها هو بنفسه من هذه الفقرات فقرة تتحدث عن إثبات علماء الإفرنج لدوران الأرض حول الشمس .. وكان مكانها في المقالة السادسة في أخر التعريف بالجغرافيا الفلكية ..
سؤال ؟
ماذا يعني تحذير الطهطاوي من قراءة أفكار التنوير وحذفه لنظرية دوران الأرض ؟
هل هذه خيانة أم لا ؟ هل هذا تغييب للأمة أم لا ؟ سوف أترك لكم التعليق .
عند الدكتور وهبة تفسير لذلك :
من الأفضل إبطال إعمال العقل في الفلسفة وفي العلم ..
إلى هذا المعنى يشير الدكتور زكي نجيب محمود في كتابه ( تجديد الفكر العربي ) يقول :
( إن السماء قد أمرت وعلى الأرض أن تطيع وإن الخالق قد خطط وعلى المخلوق أن يقنع ,وأنه إذا ما تعارضت الآخرة والدنيا كانت الآخرة أحق بالاختيار , العلاقة بين الطرفين ليست بالأخذ والعطاء , بل هي علاقة الحاكم والمحكوم , والحاكم مطلق السلطان .. تلزم عن هذه حقيقة ثانية هي أن قوانين الأشياء والظواهر في الطبيعة قد تطرد أو لا تطرد بحسب ما يشاء لها الحاكم السماوي المطلق .. وإذا كانت هذه هي الصورة الكونية فلابد أن تكون كذلك هي الصورة لحياة الإنسان في مجتمعه ,,, فلصاحب السلطان أن يريد وعلى الناس أن يطيعوا ) ...
عند الدكتور وهبة زيادة على ما جاء عند الدكتور زكي نجيب محمود وهذه الزيادة هي على الشكل التالي :
أنا أزيد هذا المعنى إيضاحاً بالقول " إن حركة الأخوان المسلمين هي الداعية له بل هي المؤسسة له استنادا إلى فكر بن تيمية – ( 1263 - 1330 ) الذي يؤثر السمع على العقل ويكفر من يستعين بالعقل في فهم النص الديني ..
ختاماً :
هذا هو ما فعلناه بالتنوير .. يقول الدكتور والسخرية هنا أننا احتفلنا بمرور مائة عام على – التنوير – في مصر عام 1992 , وتصويب هذا الخطأ يكمن في قولنا إننا في ذلك العام قد احتفلنا بمرور مائة عام على ( وأد العقل ) .
المقالة القادمة سوف تكون الجزء الأخير من السلسلة ..
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي أفكار الدكتورة ابتهال الخطيب .
- سلسلة المقالات 6
- سلسلة المقالات 5
- سلسلة المقالات 4
- سلسلة المقالات 3
- هل يسير العراق نحو الديمقراطية أم نحو الهاوية ؟
- سلسلة المقالات 2
- سلسلة المقالات 1
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 3 ( الأسفار ) .
- تقديم كتاب داوكنز الأخير 1
- قراءة بسيطة لأفكار الدكتورة ابتهال الخطيب ..
- داوكنز وفيروس الإيمان !!
- ما هو الحل ؟
- بعد عودتي من السفر .. اخترتُ لكم .
- نظرية التقدم لدى المسلمين ؟
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 2
- من يصنع الطاغية ؟
- لا علم ولا علوم في القرآن !!
- الفضل للكفار في الترجمة ؟
- التلقين أم التفكير ؟


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - سلسلة المقالات 7