أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - ما هو الحل ؟















المزيد.....

ما هو الحل ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3078 - 2010 / 7 / 29 - 16:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ .
الآية 18 من سورة الأنبياء .
تفسير هذه الآية وبأختصار شديد هو :
ليس لكم مما قلتم فائدة، ولا يرجع عليكم بعائدة تؤملونها، وتعملون لأجلها، وتسعون في الوصول إليها، إلا عكس مقصودكم، وهو الخيبة والحرمان، ثم أخبر أنه له ملك السماوات والأرض وما بينهما، فالكل عبيده ومماليكه، فليس لأحد منهم ملك ولا قسط من الملك، ولا معاونة عليه، ولا يشفع إلا بإذن الله، فكيف يتخذ من هؤلاء آلهة وكيف يجعل لله منها ولد؟! فتعالى وتقدس، المالك العظيم،
( تفسير بن كثير ) .
المعنى واضح والقصد مفهوم .
كيف بمن تربى على هذا المفهوم أن يؤمن بغيره ( إلا من رحم عقله ) .
لا يوجد لها أي تفسير سوى أن الإسلام هو الحق – العقيدة الصحيحة – وبخلافه الباطل .
أكثر من مليار و300 مليون مسلم وبغض النظر عن إلتزامهم بتأدية الفروض الدينية من عدمها يؤمنون إيماناً تاماً لا شك فيه : ان الإسلام هو الدين الصحيح وجميع الأديان باطلة .
حسب وجهة نظري المتواضعة أرى بأن هناك محاولات لا أعرف سببها من أن بعض الكتابات سوف تعود بنا إلى زمن – الحركات الإصلاحية – والتي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها لسبب بسيط ألا وهو إنطلاقها من إصلاح الدين من أجل إصلاح الدنيا .
لا يمكن إصلاح دنيانا بإصلاح ديننا . لماذا ؟
سوف نطرح السؤال التالي : هل يؤمن السادة الإصلاحيين بإن الدين كان فاسداً أو أصبح ضمن هكذا مفهوم حتى تتم؟ عملية الإصلاح ؟
ما هو الشيء الذي تغير ؟ أليست النصوص هي نفس النصوص ومنذ أكثر من 1430 عاماً .
إذا كان الجواب بنعم بالنسبة لوجود نوع من التغيير فهذا معناه العودة إلى فهم السلف .
وأن مفاهيمنا للدين حالياً غير واضحة وأن عقولنا مشلولة لا تعي معنى النصوص ؟
منذ أن بدأت الأديان بالظهور ولحد الآن لم تستطع أن تقدم لمعتنقيها حياة أفضل .
الآية 59 من سورة آل عمران تقول :
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
هل تتنافى هذه الآية تنافياً تاماً عما يؤمن به الأخوة المسيحيين أم لا ؟
هي في صلب عقيدتهم وكذلك في صلب عقيدة المسلمين .
إذن هناك اختلاف في العقائد – حسب المفهوم سوف نكون امام خيارين هناك عقيدة صحيحة يمتلكها المسلمين حسب كتابهم . وهناك مفهوم معاكس عند الطرف الآخر .
عقيدة صحيحة وعقيدة باطلة . فإي من العقيدتين سوف نتبع ؟
وسوف تظهر بيننا ليلى وندعي وصلها وهي لا تلتفت إلينا .
الخلاف سوف يبقى قائماً وهذا معناه وجود صراع بين تلك العقائد . أي استمرار الصراع الفكري والمادي .. ( هذا الرأي من وجهة نظر إسلامية في سبيل إثبات ان الدين الإسلامي هو الحق وان غيره باطل ) .
فكيف السبيل ؟ هل يتخلى المسلمون عن دينهم أم يتخلى المسيحيون ؟
لاتوجد قوة على وجه الأرض تستطيع أن تنتزع الإديان . فما هو الحل ؟
الغرب ارتاح وأراح .. مشكلتنا هي الشرق ..
وبما أن الفارق كبير وعظيم ولا تجوز المقارنة بين حالنا الميئوس منه وبينهم ..
سوف نلجأ إلى أن نسايرهم .
بتقديري الشخصي لا نمتلك اي مفردة من مفردات المسايرة .. لقد تجاوزونا وبمسافات كبيرة وقطعوا أشواط سوف نحتاج لسنين لكي نبدأ بقطعها .
إذن الحل هو إصلاح ديننا حتى يتم إصلاح دنيانا ؟
وهذه كارثة ما بعدها كارثة ..
ما هو وجه الإصلاح في الآية التالية ( 101 من سورة الأنعام ) ؟
آنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة .
يُردد كثير من السادة أن التراث الإسلامي استطاع أن يتعامل مع المخالف بصورة شفافة وأن فضل الإسلام على المسيحيين كان عظيماً ؟ هذا رأي نقرأه على صفحات الحوار ناهيك عن الفضائيات والدروس الدينية والكاسيتات الخ .
هذا كلام نقرأ من وراءه أن المسلمين لا بد أن يكونوا هم الحكام على مر الزمان وأن يكون المخالف تحت الأمرة .. يتصدق عليه .. يمنحه بعض الأمتيازات أو أن يشفق عليه وليس لها أي مفهوم أخر .
وطبعاً من أجل مرضاة الله ورسوله ؟
الإصلاح من أجل أن نكون نحنُ السادة الآمرين المطاعين .. ولكن هل تتماشى هذه المفاهيم مع العصر ومع حقوق الإنسان ومع الحرية الشخصية والدينية والمجتمعات المدنية ؟
كيف نكون بلدان ديمقراطية إسلامية إصلاحية ؟ هل هناك رؤية لهذه المسميات ؟
من وجهة نظر شخصية ليس هناك إصلاح و لا ديمقراطية . هذه انتقائية .. تبريرات في عالم يختلف في كل مفاهيمه عما موجود في البلدان التي تؤمن بالديمقراطية .
أنا احترم وجهة نظر الآخرين في المناداة بالإصلاح أو تشكيل أحزاب على غرار الأحزاب الدينية المسيحية الديمقراطية في الغرب ولكن في نفس الوقت اختلف في رؤيتي ولسبب بسيط ألا وهو أن الأحزاب في الغرب أحزاب عَلمانية تعتبر الدين شأناً شخصياً بينما في عالمنا الدين هو الحياة هو الهوية هو الغاية هو الهدف هو المنقذ حتى من الذين يُعتبرون في صف العَلمانيين . ولكنهم يختلفون عن القوم بشيء واحد ألا وهو تجميل الدين بأعتباره يساير العصر ولكن من وجهة نظرهم الشخصية هذه نظرة غير مجدية و لا تاتي بنتائج إيجابية ..
عندما نهض الغرب بالرغم من اختلاف الإرهاصات عن الشرق لم ينهض بمناداة إصلاح الدين المسيحي بل جعل الدين في مكانه الحقيقي ألا وهو دور العبادة .
لم ترد في الإناجيل أية إشارة لنبي بعد عيسى .. فلماذا تجاوزوا هذا المفهوم بينما نحنُ نتشبث ليل نهار بما ورد في كتابنا ؟
الغرب المسيحي يتعامل مع المخالف بصورة ديمقراطية حقيقية ؟ بالرغم من الاتهامات التي نوجهها لهم في كل لحظة . ولا أعتقد بأن هناك من يشك في هذا الكلام وطريقة عيش المسلمين في الغرب خير دليل على ما نقول .
إذا لم تتولد القناعة بصورة كاملة بأن تسيير الحياة شيء ( وفق مفاهيم عصرية حديثة ملائمة ) والدين شيء أخر ( جاء على وقته ) سوف لن يحصل أي تغيير لا بالإصلاح ولا بالأحزاب الإسلامية الديمقراطية ..
تجربة الغرب شاخصة و لا ينكرها إلا اعمى .
نحنُ في ازمة ثقافية حقيقة تظافرت كثير من العوامل على خلقها .. لا توجد أية مقارنة مع الغير .
الطريق طويل وصعب ويحتاج إلى جهود مكثفة تفوق الكلام والتنظير وهذا من واجب الفلاسفة والكتَاب الكبار والتنويرين لزرع بذرة الأمل ..
لعل القادم يكون أفضل بعد أن نبدأ بالخطوة الأولى لتكملة مشوار الألف ميل ..



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عودتي من السفر .. اخترتُ لكم .
- نظرية التقدم لدى المسلمين ؟
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 2
- من يصنع الطاغية ؟
- لا علم ولا علوم في القرآن !!
- الفضل للكفار في الترجمة ؟
- التلقين أم التفكير ؟
- هل في عالمنا نيوتن أو هوكنغ ؟
- لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا 2 - 2 ؟
- لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2
- أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟
- معرفة العرب ؟
- المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين ؟
- للأسف الشديد ... هذه هي ثقافتنا ؟
- نظرية الاستبداد ..
- الدين والحزبية - سبب البلاء في الشرق -
- الأقباط والمسيحيين في الإسلام ؟
- الإسلام والاستبداد ..
- ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
- رجل وامرأة ؟


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - ما هو الحل ؟