أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2















المزيد.....

لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 15:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نستطيع أن نقول أن جميع ما يسمى – بالحركات الإصلاحية – انطلقت من دعوة البحث في أسباب تأخر وتخلف الأمة الإسلامية من منطلق – ديني –
هل الإصلاح لا بد أن يكون بإصلاح الدين ولماذا ؟
هل إصلاح الدين معناه إصلاح الأمة ؟
هل الأمم التي تقدمت وشقت طريقها في الحياة اعتمدت على الدين ؟ أم أن العكس هو الصحيح ؟
هل يستطيع الدين أن يحقق جميع رغبات ومتطلبات بني البشر ؟
من هي الدول التي حكم فيها الدين فتقدمت وترعرعت ووصلت إلى المجد ؟
لماذا يرافق الدين الاستبداد أو لماذا يكون الاستبداد حيث يكون الدين ؟
عبد الرحمن الكواكبي كانت دعوته إلى عقيدة خالصة من شوائب الجهل .
هل كانت - دولة الإسلام - ذات عقيدة خالصة في الرعيل الأول أم لا ؟
إذا كان الجواب نعم , فلماذا ومنذ سقيفة بني ساعده تقاتل المسلمين فيما بينهم وسألت الدماء وبلغ عدد الضحايا عشرات الآلاف ؟
إذن السؤال المطروح هو " لماذا دعاة الإصلاح لم يسلكوا منهجاً أخراً غير مسلك إصلاح الدين ؟ هل هو سؤال منطقي ويطرح نفسه بقوة أم لا ؟
مرة أخرى نقول " ما هو حجم تأثير ديننا علينا ؟ بحيث نبدأ منه ونعود إليه علماً بأنه لم يقدم لأمتنا ما ينفعها ؟
منذ اليوم والناس في حيص بيص ولحد الآن ؟
أثبتت التجارب الإصلاحية فشلها في إصلاح الأمة لأنها سلكت طريقاً خاطئاً , إذ ليس من المعقول أن نحاول إصلاح أمر ما بما كان موجوداً قبل أكثر من ألف عام , ونحاول بشتى الطرق فرضه على واقع يختلف عنه وبكل جزئية وفي كل شيء , فلم تعد المفاهيم هي المفاهيم ولم تعد الحياة كما كانت ووصل الإنسان إلى القمر وانطلقت الثورة المعلوماتية وتغير كل شيء نتيجة تراكم السنين وتطور البشرية التي لم يكن لأمتنا فيها أي دور والحمد لله على نعمته ؟
ليس من المعقول أن تتطابق الرؤى العصرية مع ما كان موجوداً ومنذ عدة قرون .
نحاول وبكل قوة فرض الآراء العتيقة على واقع عصري ونحاول إنزال تلك المفاهيم على القرن الواحد والعشرين وبحجج بليدة . واقع متغير ومتجدد بكل الظروف وبجميع الأفكار والمقاييس .
مقولة صلاح هذه الأمة بصلاح أولها مقولة سقيمة وأنا من وجهة نظر متواضعة أقول وبشكل معاكس " لا يمكن إصلاح الأمة حالياً بأفكار يعتقد غالبيتنا أنها كانت صالحة لذلك الزمان فكل شيء متغير والحوادث غير متناهية بينما النصوص متناهية تقف عند حد معين لا تستطيع أن تتجاوزه فهي على وقتها وبالرغم من أنها كانت على وقتها إلا أنها لم تكن الأفضل لذلك العصر.
بالرغم من الدعاوى التي نقرأها ونسمع بها هنا وهناك .
هناك عدة قراءات للدعوة المحمدية ومنها قراءات ماركسية تتلخص في أن دعوة النبي محمد كانت من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية – وهو شيء تسعى إليه جميع الحركات التي تؤمن بهذه المقولات – سوف نوافق على هذه النظرة ولكن نقول " طفل يتيم حسب السيرة نشأ في بيئة فقيرة ولم يكن من البيت الأقوى في قريش , نظر بعد أن شب فوجد عن يمينه أبو سفيان وعن شماله عمرو بن هشام – أبا الحكم – الذي أطلق عليه النبي محمد – أبا جهل – لأنه لم يتبع دعوته ووجد ذلك النبي أمامه الوليد بن المغيرة ومن وراءه عتبة وشيبة وهؤلاء سادة قريش وأغنياءها ؟
فماذا كانت النتيجة ؟
النتيجة هي ظهور أتباع النبي محمد كبدلاء عن هؤلاء السادة , فظهر عثمان بن عفان وظهر الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وأخريين . والجميع من المبشرين بالجنة التي لا يدخلها الأغنياء على حد قول السيد المسيح ويدخلوها حبواً على قول النبي محمد .
إذاً دعوة أن النبي محمد قد جاء من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية تم وأدها في مكانها .
كذلك هذه النظرة تعتبر من وجهة نظر من يؤمن بها – حركة إصلاحية – إذا جاز لنا أن نقول ذلك .
هناك نظرة التجديد والاستنباط وتحديث النصوص سوف ينطبق عليها المثل العربي " حديث خرافة يا أم عمرو أو زيد "
التجديد والاستنباط والتحديث معناه أننا نبقى نلف وندور حول الدين ومنه نبدأ ومنه ننطلق وإليه نعود والنتيجة كما ترون لا تغير ولا تبدل . لا جديد يُذكر بل قديم يعاد ..
أعتقد أن السبب الرئيسي لعدم قطف ثمار أو جَني أي نتيجة من تلك الحركات سببه أننا انطلقنا من الدين والتفسيرات المختلفة والرؤى حوله .
تغلغل الدين في نفوس الغالبية والانطلاق منه لم يكن صحيحاً لأجراء عملية الإصلاح .
لذلك فشلت جميع تلك الحركات . ولم تقدم ما ينفع لمجتمعاتها لأنها سارت بطريق خاطئ .
أكبر دليل على صحة ما نقوله – ومن وجهة نظر شخصية – هو ما حدث في أوربا حيث أن الإصلاح لم ينطلق من منظور ديني أو غيبي بل العكس هو الذي حدث .
كان هناك صراع ضد الكنيسة وللدين الذي ترك أثراً سلبياً على كافة مناحي الحياة عندما كان سائداً . فلما انبرى الإصلاحيين والمفكرين ووقفوا بوجه الكنيسة كانت النتائج مثمرة .
لم يطالب المفكرين أو الإصلاحيين بتجديد الدين أو بإصلاحه بل عزلوا الكنيسة عن تسيير أمور الحياة ووضعوها جانباً وطالبوها بعدم التدخل ولكن بعد تقديم تضحيات كبيرة سألت من جراءها الدماء .
وكانت هذه هي أروع خطوة من قبل الإصلاحيين ومن قبل الكنيسة بعد أن أمنت بذلك فأصبح الدين شاناً فردياً فالمتدينين يمارسون فروضهم الدينية ويؤدون كل ما يتعلق بجوانب الإيمان والاعتقاد دون ضغوط ودون إكراه ودون تدخل .
ومنذ ذلك الحين والغرب يسير من حسن إلى أحسن بالرغم من جميع الاتهامات التي يطلقها المخالفين .
الإصلاح عن طريق الدين جهود ضائعة و لا أدري لعل الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الغير قابل للعلاج وعدم التخلي من قبل معتقديه عن ذلك كان و لا يزال حجرة عثرة أضاعت الكثير من الفرص من أجل مستقبل أفضل . وبالرغم من المعاناة الكبيرة لتلك الشعوب إلا أنها لا زالت غارقة في بحر من الظلام . تمسكنا بهذه الطريقة جعلنا جثة هامدة لا حراك فيها ولم نساهم أو نقدم أي نفع أو خير للبشرية ومنذ أن بدأ العالم بتغيير طريقة عيشه في الحياة وفق معطيات ومتطلبات الحياة العصرية .
سوف نقتبس لكم بعض المقتطفات الني وردت عند الكواكبي في كتابه " طبائع الاستبداد " لكي يتبين لكم كيف أن هذه الجهود كانت ضائعة وأنها لم تكن تسير في الطريق الصحيح خصوصاً وأن السيد الكواكبي أراد من دعوته مقارنة الدين الإسلامي وربط القرآن بالعلوم بعد الثورة الهائلة في أوربا والتي كانت المفتاح لخير البشرية جمعاء والتقدم الذي أحرزته جعلت علماءنا ومفكرينا ومصلحينا ينطلقون من أن القرآن كان كتاباً لكل شيء وهذه كارثة عظيمة ابتليت بها أمتنا و لا زال قسم من هؤلاء السادة ينطلقون من نفس المنظور مع العلم أنهم لم يلتفتوا إلى الفشل الذريع الذي أصاب تلك الحركات .
يقول الكواكبي "
( لو أطلق العلماء عنان التدقيق وحرية الرأي والتأليف كما أطلق لأهل التأويل والخرافات لرأوا في آيات القرآن آيات من الإعجاز ورأوا فيه كل يوم آية تتجدد مع الزمان والحدثان تبرهن إعجازه بصدق قوله – و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين – ) .
وبصراحة لا أدري ماذا يقصد السيد الكواكبي وما هي علاقة الآية بتطور الزمن ؟
( برهان عيان لا مجرد تسليم وإيمان , ومثال ذلك أن العلم كشف في هذه القرون الأخيرة حقائق وطبائع كثيرة تعزى لكاشفيها ومخترعيها من علماء أوربا وأمريكا , والمدقق في القرآن يجد أكثرها ورد التصريح أو التلميح به في القرآن منذ ثلاثة عشر قرنا – على زمانه – وما بقيت مستورة تحت غشاء من الخفاء إلا لتكون عند ظهورها معجزة للقرآن , شاهدة بأنه كلام رب لا يعلم الغيب سواه ) .
لا أعتقد أن السيد الدكتور – زغلول النجار – قد أنطلق من فراغ ؟
ما فائدة هذه الدعاوى ؟ أليس من العار علينا أن نكون نحنُ أصحاب القرآن وندع الغرب الكافر يكتشف جميع اختراعاته منه ثم نقف مكتوفي الأيدي نتفرج عليه ؟
هل هناك عار أكبر من هذا العار ؟ أليست هذه هزيمة أكبر من هزيمة حزيران ؟
( وذلك أنهم قد اكتشفوا أن مادة الكون هي الأثير , وقد وصف القرآن بدء التكوين فقال – ثم استوى إلى السماء وهي دخان - ) .
سوف نترك التعليق للقراء المشاركين ؟
( وكشفوا أن الكائنات في حركة دائمة , والقرآن يقول – وآية لهم الأرض الميتة أحييناها .. إلى أن يقول – وكل في فلك يسبحون - ) .
( وحققوا أن الأرض منفتقة في النظام الشمسي , والقرآن يقول – أن السموات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما ) .
( وحققوا أن القمر منشق من الأرض والقرآن يقول – أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها , ويقول 0 اقتربت الساعة وأنشق القمر - ) .
( وحققوا أن طبقات الأرض سبع والقرآن يقول – خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن - ) .
سوف اكتفي بهذا القدر ... من الآيات المعجزات التي وردت في القرآن ونقول :
هل العلم ثابت أم متغير ؟ مقابل أن النصوص جامدة على حالها ؟
لنفترض جدلاً أن قسم من الآيات تطابقت مع الاكتشافات العلمية ثم بعد ذلك اكتشف العلم حقيقة أخرى غير التي توصل إليها في المرة الأولى فماذا يكون مصير الآيات ؟ هل هناك جواب ؟
التباهي والتبجح الذي نردده ليل نهار نتيجته العجز والفشل لأمة لم تعرف لحد الآن أن تبدأ في طريق صلاحها .
من العار علينا أن نبقى نردد أن الغرب أخذ منا كل شيء ثم وصل إلى ما وصل إليه بفضلنا ؟
ثم من العار أن نصدق أن القرآن جاء بكل العلوم والاكتشافات بل من العار علينا أن نفتح أفواهنا بمثل هذه السخافات .
سوف لن يكون هناك أمل أو إصلاح إلا بسلوك الطريق الذي سلكته الأمم الراقية المتحضرة مهما وردت من دعاوى تقول عكس ذلك ..
يقول الدكتور حسن حنفي "
رفع التيار العقلي إلى أقصى حدوده حتى يقضي العقل على ما تبقى وما استجد من مظاهر الخرافة .. وكما يمكن التأكيد على "
حرية الفكر – النظم الديمقراطية – احترام حقوق الإنسان " ( انتهى ) .
والعاقل من اتعظ بغيره .
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما الحل .. الإسلام أم العَلمانية ؟
- معرفة العرب ؟
- المهدي المنتظر عند المسلمين والشيوعيين ؟
- للأسف الشديد ... هذه هي ثقافتنا ؟
- نظرية الاستبداد ..
- الدين والحزبية - سبب البلاء في الشرق -
- الأقباط والمسيحيين في الإسلام ؟
- الإسلام والاستبداد ..
- ما هي قيمة الدساتير العربية ؟
- رجل وامرأة ؟
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 1
- أمتنا العجيبة ؟
- أسئلة بسيطة حول الانتخابات العراقية ؟
- بين غصن بن مريم وسيف بن أمنة ؟
- فأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون ؟
- الفلاسفة وأهل الأديان في مواجهة الشر الميتافيزيقي .
- قرؤوا فوصلوا .. لنقرأ حتى نصل ؟
- سيدتي ... هديتي إليكِ ؟
- إمام العاشقين أم سلطان الهالكين ؟
- هل المخالفين للغرب على حق ؟


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - لماذا فشلت - الحركات الإصلاحية - في عالمنا ؟ 1 - 2