شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3084 - 2010 / 8 / 4 - 16:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قوة التشبث بالرأي نابع من ضعف الأساس الذي قام عليه / جون كريبس / .
سَأل الأستاذ رعد الحافظ : لماذا نخاف من التطور ؟
وأنا أسال لماذا نخاف من كل شيء جديد ؟
بعبارة أخرى لماذا نستخدم كافة الوسائل العصرية الحديثة بدون تردد ونقف متحجرين امام ما ينفعنا من أفكار ومفاهيم عصرية ملائمة للإنسان في هذا العصر ؟
لماذا تعتبر الرؤية المختلفة عن الرؤية السائدة : رؤية شاذة في نظر الكثيرين ؟
هل النظرة غير المألوفة أفضل وفق متطلبات العصر بكل متغيراته أم التكرار والتعود هو الأصلح ؟ هي أسئلة جديرة بأن نسأل عنها وفق الرأي الذي نتبناه دون الإصرار على صحتها ولكن لا بد من ان نسأل عنها لعل القادم أفضل ؟
هل هي أفكار جرئية ؟ العَلمانية – الليبرالية – الإلحاد ؟ ومن اطلق عليها ذلك ؟
هل هي ضرورية ومُلحة لمجتمعات غالبيتها مُغيبة ولأسباب عديدة ؟ أم لا ؟
هل صحيح أن من يقوم بطرح مثل هذه الأفكار في مجتمعاتنا يكون قد وقع في المحظور ؟
ثم ما هو المحظور ؟
هل البقاء على مفاهيم عتيقة بالية توارثناها من الأزمنة الغابرة هي الأنجع أم العكس هو الصحيح ؟
هل لا بد أن نكون على قدر من المسئولية أم أن الصمت هو الحل ؟ ولمصلحة من نبقى صامتين ؟
سوف نتغاضى عن الاتهامات من قبل المغيبين أو الفاشلين أو العاجزين الذين لا يملكون أي دليل سوى نصوص عفى عليها الزمن لم تعد صالحة حتى لشراء باقة فجل ..
ولكن من الضروري أن نجد من يتحدث عن المفاهيم الجديدة والتي تؤثر في المجتمع ومن قبل الجميع وبدون استثناء .
الخلل في المجتمعات كبير جداً , نحنُ خارج منظومة العصر الحديث ؟, لا بد من ان تتظافر الجهود وتعلو الأصوات نساءاً ورجالاً لكي تُثير الكثير مما هو حقيقي ومطلوب من أجل التغيير .
عندما تحدثت الدكتورة – ابتهال الخطيب – عن المفاهيم الحديثة أتهموها بأنها تبحث عن الإثارة والشهرة ؟ ثم ماذا ؟ ولكن السؤال الذي يتهرب منه الغالبية هو ؟ هل ما قالته كان حقيقة أم لا ؟
لماذا لا نحاول محاورة الأفكار أفضل من اللجوء إلى الأساليب الرخيصة بالتشنيع على المخالف من اجل فرض فكرة معينة وهذا لا يصدر إلا من قبل من هو غارق في الظلام ومتعصب وفاقد لكل ما هو مفيد .
لماذا تُثار الخزعبلات المستمدة من الماضي السحيق في وجه كل من يحاول أن يقدم علاجاً جديداً لمجتمعات غالبيتها مريضة بامراض مزمنة ؟
هل تستطيع المفاهيم والأفكار الدينية أن تحتوي الجميع ؟ وكيف تتعامل معهم ؟
كيف تتعامل الدولة السنية مع مواطنيها من الطوائف الأخرى ؟ والعكس صحيح ؟
كيف تتعامل الدولة المسلمة مع مواطنيها من غير الدين الإسلامي ؟
من يستطيع أن يحتضن الجميع ؟
انظروا إلى الغرب المسيحي كيف يتعامل مع أهل الأديان ؟ عند ذلك سوف تعرفون ماذا نقصد ؟
هل انطلقوا من الدين ؟ أم من القوانين الحديثة العصرية التي تكفل جميع الحقوق وبدون استثناء .
الدولة التي تؤمن بالليبرالية فقط هي التي توفر كافة الحقوق لمواطنيها , لأن الليبرالية هي التي تحترم عقائد الآخرين وفي نفس الوقت تمنحهم الحق في إبداء آرائهم .
ولكن وكما تقول الدكتورة الخطيب : ان الليبرالية سيئة الصيت في مجتمعاتنا وكذلك العَلمانية ؟
بالإضافة إلى أن العَلمانية هي الفصل ولكنها مذهب سياسي على الدولة ان تطبقه وأن يؤمن به المجتمع , ومن يعتقد بأن العَلمانية تُريد ان تمحو الدين عليه أن يُعيد حساباته لسبب بسيط وهو أن الدين مغروس في النفوس , والعَلمانية لا علاقة لها بالدين سوى بفصله عن قوانين الدولة .
ليس كل علماني هو ليبرالي ولكن لا بد أن يكون الليبرالي علمانياً .
هناك دول علمانية ولكنها دكتاتورية قمعية لا تؤمن إلا بالرأي الواحد وهي تقمع الجميع وعملية القمع هذه عملية فضيعة لا تصدر إلا من ناقص او مختل او مريض والتاريخ يخبرنا باسماء كثيرة . من .................. إلى ؟
العَلمانية هي الوحيدة التي تكفل كافة الحقوق . ولكن أي علمانية ؟
تقول الدكتورة الخطيب : افضل العَلمانية هي التي تكون ليبرالية .
نجاة شعوبنا تكمن في أن تكون دولنا دولاً علمانية بغض النظر عن الأغلبية التي تصطبغ بها تلك المجتمعات من ناحية الإنتساب إلى الدين .
الدولة الدينية سوف تفرض آراءها على المجتمع والمجتمع فيه اديان وطوائف مختلفة , فكيف سوف يتم تطبيق القوانين ؟
الحل في الدولة المدنية التي تؤمن بان يكون الدين شأناً فردياً , وان تكون القوانين قوانين مستمدة من مفاهيم عصرية تلائم الجميع .
بعكس ذلك سوف لن نصل , مهما كتبنا إن لم تكن كتاباتنا تصب في خلق وعي لدى الأغلبية فسوف تكون كلاماً في الهواء او عبارة عن حديث في نادي بين مجموعة من المثقفين ( وفي صحة الجميع ) ..
الفرض العقائدي هو اكبر الكوارث , جعل الناس على دين واحد او مذهب واحد او رأي واحد مستحيل ومستحيل ان يتم تطبيقه على الجميع بالقمع أو الفرض ومستحيل ان يقوم دين معين بحكم اتباع دين أخر يخالفه في العقيدة .
الحل الذي يساوي بين المواطنين هو القانون المدني لا النصوص الدينية . لأن النصوص الدينية تخلق البغضاء والمشاحنات والكراهية ..
لا استقرار و لا امان و لا رفاهية و لا تقدم ولا اكتشافات و لا اختراعات و لا أي مفردة من مفردات الحياة بدون قوانين مدنية تحكم الجميع دون تفريق .
هذه هي المعالجة الحقيقية وحسب وجهة نظرنا الشخصية والمتواضعة .
الدولة العَلمانية تكفل جميع الأديان و لا تفرض ديناً معيناً .
فرض عقيدة معينة يتنافى مع مباديء حقوق الإنسان .
لماذا يفرض المسلمون وحتى وهم في الغرب آرائهم ويعتبرون دينهم هو الحل ؟ ألا يحق للاخرين أن ينطلقوا من نفس المبدأ ؟
الإلحاد معتقد أي عقيدة يشبه أية عقيدة أخرى لا فرق ومن حق المواطنين في الدولة العًلمانية أن يعتقدوا به و لا يحق لأي احد ان يعترض عليه ما دام خاضعاً للقوانين والأنظمة المعمول بها .
الدستور العَلماني هو الكفيل و لا دستور غيره مهما كان مصدره .
إن الدول الإسلامية التي يتضمن دستورها عبارة : الدين الإسلامي مصدر التشريع فيه مخالفة كبيرة لأنه ببساطة هذه العبارة تعلو من شأن ذلك الدين في مجتمع فيه عدة اديان وهذا مخالف لكل ما هو عصري ومتحضر وهو في نفس الوقت يمس مشاعر الاخرين المخالفين لذلك الدين .
ليس قانوناً أن تعلو من شان أي دين مهما كان ..
دخول الدولة في الدين يخلق أقليات وصراعات وعدم الأحساس بالأمان .
لا زلنا نقتفي أفكار بشر غائبين جسدياً حاضرين دينياً ..
في يوتيوب التمدن هناك 11 جزء للدكتورة ابتهال الخطيب , اتمنى من الجميع ان يطلع على تلك الأجزاء .. كذلك هناك حملة تضامن مع الدكتورة الخطيب يقودها الحوار المتمدن , مع خالص تقديري .
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟