أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - عار العمرانية (1) «إذا لم تستحي فافعل ما شئت»















المزيد.....

عار العمرانية (1) «إذا لم تستحي فافعل ما شئت»


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3209 - 2010 / 12 / 8 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت غائبا عن الأحداث أولا بسبب آلام الجسد ووهن الشيخوخة كواقع لا مهرب منه. فبالرغم من كل مكابرة وتمرد على فعال الزمان في جسمي، فإن آلام الجسد تقهر شموخ المعاندين للواقع من أمثالي. وأيضا تداعيات الأحداث المستفزة المتلاحقة ساعد على غيبتي عن الكتابة بسبب الشعور بالغثيان الذي انتابني تحت وطأة ذلك الواقع البغيض الذي يجتاحنا اليوم، فجفَّف مداد قلمي، ونضبت قنينة روحي بداخلي، لِما انتابني من وجع قلب ضاعف وأضاف لآلام الجسد آلاما لا تحد. فصمّتت لأن الرب قد أصمتني... انتظرته وتلمست منه كلمة فلم يجيب... الحق يموت على الشفاه والكذب يدوي مجلجلا من ظلماء النفوس، فيبلغ غبره إلى عنان السماء ليخفي الشمس ويبلغ لحضرة القدير... سألت، لماذا صمَّت يا رب؟!!! أنا أيضا لذت بالصَّمت لصمتك!!! أقف فوق مرصدي ملتمسا خلاصك الذي به تخرج الصبح من ديجور الظلام دون جلبة... تكلم يا رب لتبطل البلبلة الحادثة التي غيَّبت كل حق... تكلم لتسد كل فم ينطق بأباطيل الفساد... تكلم فتعلمني أن أنطق بالحق أمام عتاة البشر دون وجل...

الفضائح التي نشرها موقع ويكليكس هزت أركان العالم لسبب واحد، هو أن العالم مازال يحتفظ بقدر كبير من القدرة على الخجل. السياسيون في العالم كله لا يستطيعون مواجهة شعوبهم عندما تفتضح مخازيهم، والشعوب لا ترضى بأي حال بالسياسي الذي يرتكب العار. ولعل ما حدث مع الرئيس الأمريكي كلينتون مثل واضح جدا، فبالرغم من كل ما حققه من نجاح اقتصادي وسياسي لبلده، ففضيحته مع مونيكا ضيَّعت كل إنجازاته تماما. أما في مصر فتظهر الفضيحة تلو الأخرى تدين بالعار شخصيات سياسية رفيعة في مصر، ثم يخرج علينا المسئولين عن الفضائح ليس مخفين وجوههم خلف الغربال أو المنخل بل يخرجون إلينا بوجوه مكشوفة بكل صفاقة يتباهون بمنجزاتهم العظيمة التي حققت الخراب لمصر. لجنة السياسات بالحزب الوطني خرج منها مجموعة من الفضائح تكفي أي واحدة منها فقط لتضيِّع أقوى السياسيين مكانة في العالم، مما يستوجب إقالة الحكومة كلها. لكن في مِصرنا الحديثة الجميلة الموضوع مختلف تماما، فلقد فقد الساسة الحس دون الحد الأدنى من القدرة على الخجل. لو كان ميكيافلي أتيحت له فرصة التعرف على عبقرية نظريات الساسة المصريون المعاصرين التي فاقت كل مكتشفاته، بتطبيقاتها العملية على الشعب المصري البائس لكان أشهر إسلامه حتى يستطيع أن يخفي كل عوار السياسة مستخدما شعارات الدين والشريعة السمحة، بدلا من المجاهرة بنظرياته ذات السمعة السيئة. (أنا لا أهاجم أي دين كمبدأ في كل كتاباتي لكني أهاجم الاستخدام السياسي الإرهابي للدين). الكارثة الاجتماعية تبلغ ذروتها عندما يفقد البشر نعمة القدرة على الخجل... هذا هو الواقع المخيف الذي بلغه المجتمع المصري على يد قادته بصورة لم يعرفها البشر من قبل.

كل ذلك تجلى بشكل واضح فاضح في أحداث العمرانية التي تعتبر مرحلة جديدة فارقة من مخطط الإرهاب الحكومي ضد الأقباط. فبينما تدعي الحكومة أن الأقباط سداة النسيج الوطني في لحمة مصر فِإنها تغتال الوجود القبطي بالإرهاب المنظم المدروس. المرحلة الجديدة من الإرهاب الحكومي تتميز بهجوم علني ومباشر تقوم به أجهزة الأمن ضد الأقباط وهم داخل الكنيسة. لم يعد الإرهاب الحكومي يختفي وراء التحريض الشعبي المخطط والإدعاءات المختلَقة الملفقة مثل اغتصاب فتاة أو معاكسة سيدة أو شجار بين العائلات أو نشر فيديو. ولم يعد الأمر يحتاج لتكليف مجرم خطر بقتل الأبرياء الخارجين من الكنيسة ليلة عيد الميلاد أو مختل عقليا يقوم بمهاجمة كنائس الإسكندرية. لكن أجهزة الأمن نفسها هي التي تقوم بقتل المسيحيين بالرصاص في وضح النهار بعد محاصرة الكنيسة. والسبب المعلن هو الاتهام الخطير الموجه للأقباط لقيامهم بارتكاب جريمة شنعاء هي بناء كنيسة بالمخالفة للقانون!!! وأي قانون؟!!! وهل بعد كل ذلك يحتاج تنظيم القاعدة إلى أن يقوم بعمل إرهابي ضد الكنيسة القبطية في مصر؟!!! السيد حبيب العادلي يقوم بالعمل كله بكل كفاءة بشكل دوري منظم، فلم يترك للقاعدة فرصة لتضيف مزيدا من جرائم.

التطور الآخر للموضوع الذي نتج عن التطور الحكومي الخطير، هو أن قام الشباب القبطي لأول مرة بالرد على الحكومة أولا بالتظاهر ثم تطور الأمر بإغلاق الطريق الدائري ثم بالهجوم على مبنى المحافظة وقذفه بالحجارة... وكان ذلك رد فعل طبيعي رغم كل تبعاته المخيفة. لقد تأخر الأقباط جدا في القيام بالرد بشكل إيجابي على الإرهاب الحكومي المتكرر منذ سبعينات القرن العشرين. ولكن كان الرد متوقعا فلا بد من أن يحدث يوما ما، فكل فعل له رد فعل لا يمكن تجنبه. وكلما تعوق رد الفعل زاد الضغط فيكون الانفجار مخيفا ومروعا. أقول للمسئولين إن الإرهاب الشعبي يتولد حتما نتيجة للقمع والإرهاب الحكومي. أتذكر في حداثتي عندما حضر اللاجئين الفلسطينيين لمصر في أربعينيات القرن العشرين، كانوا يتميزون باللطف الشديد والطيبة والتفوق العلمي، فكانوا مسالمين لأبعد الحدود وكانوا محبوبين جدا من كل طلبة المدرسة. ماذا كانت نتيجة الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني؟ لقد تحول الشباب الفلسطيني لإرهابيين رغم عنهم بسبب اليأس فقاموا يدافعون عن بلدهم ووجودهم وكيانهم وذلك أمر طبيعي جدا. لقد هاجر منهم من هاجر وترك معظم المسيحيين الفلسطينيين الأرض نتيجة لتعرضهم لإرهاب مزدوج من الحكومة العنصرية والمنظمات الإسلامية. التحرك القبطي الجديد أمر يخيفني جدا ولا بد أنه يخيف كل عاقل مهتم بمصر ومستقبلها. فالحكومة اليوم بتصرفها الأخرق خطت خطوة جديدة خطيرة جدا في طريق اللاعودة نحو علاقات غير سوية تعمق الهوة بين أبناء الوطن الواحد. التعصب لا بد أن يقابله تعصب مضاد وهذا أصبح واضحا في الشارع المصري بشكل مخيف منذ أن أعلن الرئيس المؤمن محمد أنور السادات أنه رئيس مسلم لدولة مسلمة. ومنذ أن ظهر الحجاب والنقاب لتمييز غير المسلمين في الشارع. الإرهاب لا ينتج عنه إلا الإرهاب المضاد والذي بدأت بوادره في أحداث العمرانية، ومن المتوقع له المزيد طالما الإرهاب الحكومي ضد الأقباط في تطور وازدياد... يا عقلاء مصر إن الوطن يحترق... يحرقه ويدمره الإرهاب الحكومي الغاشم... يقوده حفنة من الجهلة والمنتفعين بخيرات مصر الذين فقدوا الحس والحكمة وكل قدرة على الخجل... وهذا أخطر وأسوء ما يمكن أن يحدث لمصر الغالية ..

مشكلة العمرانية بدأت بأن عرض السيد رئيس الحي التغاضي عن مخالفة بناء الكنيسة نظير أن تدفع الكنيسة مائتي ألف جنيه، فالموضوع ليس دين ولا إسلام ولا قانون مباني ولا مبدأ بل رشوة وجزية. الأمر لم يتغير منذ الفتح العربي فالمهم هو الجزية عن يد وهم صاغرون!!! فما دام المعلوم وصل للجيوب فكل شيء تمام ولا هم يحزنون. لكن ما حدث إن الفلوس لم تصل لأسباب كثيرة. فأولا عيب إن كنيسة تدفع رشوة للمسئولين حيث لا يمكن أن تعطى على إنها صدقة لفقير بهذا الحجم، وأن تعطى لمن لا يستحق الإحسان. وثانيا لأن الكنيسة لا تملك هذا المبلغ، وثالثا كيف يمكن تبرير صرف هذا المبلغ الضخم من دم الشعب. لذلك كان لا بد من الصدام. وحدث الصدام بكل عنف فواجه الشباب القبطي الابتزاز الحكومي بالقوة حيث لم يكن الأمن مستعدا لها. ولأول مرة يفرض الشباب القبطي على المحافظ أن يغير قراره فاشترطوا عليه أن يعدل الترخيص ليصير مبنى كنيسة بالإضافة لمبنى الخدمات. وتحت الضغط الشديد اضطر المحافظ للاستجابة لكل مطالب الشباب القبطي بتعديل التراخيص لبناء كنيسة وأعلن ذلك رسميا وإعلاميا. لكن بعد بضعة أيام شعر المحافظ ورجال أمنه بمهانة التراجع أمام الأقباط خصوصا أن الأقباط لم يدفعوا المعلوم، فأخذتهم الحمية وغضبوا غضبة مضرية حركت قوافل عربات الأمن بكل جبن ونذالة، وقاموا بالهجوم على الكنيسة ودار الحضانة التابعة لها في الصباح الباكر، وقاموا بالاعتداء على كل الموجودين بالكنيسة بكل وحشية والقبض العشوائي على كل من تواجد بها دون سبب واحد. واستمر الهجوم الوحشي الإرهابي لأجهزة الأمن ما يزيد عن أربعة ساعات يعتدون فيها علي الشعب الأعزل ويخربون كل ما يصل لأيدهم في الكنيسة، الأمر الذي حرك شباب الحي فتجمعوا بأعداد غفيرة حول المحافظة. والملاحظ أن الكثير من المسلمين ساندوا ثورة أقباط العمرانية فتجمعوا معا وبدأت معركة بالحجارة على نمط الصراع الفلسطيني الصهيوني. فرد الأمن باستخدام الرصاص والذخيرة الحية. وبعد المعركة قام المحافظ المنتصر بقوى الأمن الغاشمة بالرجوع في كلامه فسحب كل تصريحاته لبناء الكنيسة وذلك بعد أن أعلن بنفسه وبشكل رسمي للإعلام أن المبني هو كنيسة مما أحدث بلبلة إعلامية مخجلة، لكنه رجع في كلامه بكل استهتار وبدون أي خجل، فإذا لم تستحي فافعل ما شئت. ففي زمننا الرديء فقدت القيادات المسئولة في مصر القدرة على الخجل وهذا هو أسوء ما يمكن أن يتصف به سياسي.

الدين المسيحي الذي يدعو لمحبة الأعداء لا يمكنه أن يمنع الشعور الوطني وحق الدفاع عن النفس والهوية والمال والعرض والحقوق بأي حال. كم مرة سجل التاريخ أن أقباط الإسكندرية قاموا بقتل الحاكم المعين من قبل الاستعمار البيزنطي على مصر، رغم أن الاستعمار البيزنطي كان يدين بالمسيحية والأرثوذكسية. البشموريين ثاروا وقاتلوا الحكام العرب المستعمرين للأرض، فقتلوهم ثم ماتوا وهم يحملون السلاح بكل شرف. وليس في ذلك أي تعارض مع أي دين، فحق الشعوب في الحياة والوجود والحرية والدفاع عن النفس أمر مشروع ولا علاقة له بالدين لكنه أمر مدني بحت مشروع ولا يمكن أن تعيقه أو تعطله المبادئ المسيحية النبيلة كما تصور حكامنا، "فما لقيصر لقيصر وما لله لله". الشعب المسيحي هو أولا شعب له كل الحقوق المدنية باِلإضافة لأنه مسيحي، ومسيحيته لا نتقص من حقه المدني كمواطن مصري من حقه المطالبة بكل حقوقه والتظاهر من أجل حقوقه المشروعة. هناك الكثير من القديسين المسيحيين كانوا من القادة العسكريين والأبطال مثل مار جرجس وأبو سيفيين والقديس موريس، ومسيحيتهم لم تمنعهم من الدفاع عن أوطانهم أو الوقوف بكل القوة لمواجهة الحاكم الغاشم بلا تردد في قول الحق حتى الموت. لم يعرف الأقباط الخنوع إلا في هذه الأيام المظلمة فقد كان الأقباط هم شعلة ثورة 1919 ولولا الأقباط وتحالفهم مع الثورة لما نجح سعد زغلول في كفاحه الحر ضد الإنجليز. كم من الأقباط قتل برصاص الإنجليز دفاعا عن مصر الوطن المحبوب، فهل يُغتال اليوم الأقباط داخل كنائسهم من الإرهاب الحكومي في عصر مبارك؟!!! من المخيف جدا أن يستمر ذلك الوضع في مصر حتى يضطر الأقباط للدفاع عن النفس إزاء الهجمات البربرية الحكومية مع تزايد الانهيار المجتمعي.

أي قانون هذا يا سادة الذي يمنع بناء الكنائس في القرن الواحد والعشرين؟ ولماذا؟ إن هناك آلاف الجوامع والمراكز الإسلامية تقام في أمريكا وأوروبا دون أي مانع. مع أن تلك الشعوب لا تدين بالإسلام. ومن مفارقات القدر أن يقوم المتطرفون الإسلاميون ببناء جامع في موقع برجي التجارة العالمي بنيويورك الذي نسفوه، الأمر الذي يمثل تحدي سافر لشعور عائلات آلاف القتلى الذين راحوا نتيجة للإرهاب المتأسلم. بينما إقامة جامع في هذا الموقع بالذات يمثل قمة التحدي لمشاعر القتلى الذين ضاعت أرواحهم نتيجة للإرهاب. أي مفارقة خطيرة هذه أن يتم بناء جامع في ذلك الموقع بينما يتعرض بناء الكنائس في مصر لكل ذلك الإرهاب باسم القانون.

وأين القانون في مصر الذي يتشدق به دعاة الإرهاب من الإعلاميين ورجال الدولة؟ في مصر اليوم القانون غائب تماما فكم من الأحكام القضائية التي يرفض الحاكم نفسه تنفيذها!!! فالسلطة التنفيذية ترفض أحكام القضاء بكل تحدي حتى أصبحت السلطة القضائية مُعَطَّلة أمام السلطة التنفيذية بشكل فاضح. أما السلطة التشريعية فتتعرض لمحنة بالغة في مصر أمام نواب مزيفين يصلون بالتزوير، كل همهم جمع ما صرفوه من أموال على الانتخابات الشكلية. التشريع غائب ما بين النواب ولجنة السياسات التي تفرض على التشريعات كل ما هو مخالف للمنطق والعقل والعدالة وأمن مصر لحساب شلة من المتسلطين المفسدين لكل خير في مصر.

لم نسمع قبلا في مصر ولا في خارجها أن يقوم محافظ بحملة بالبلدوزر لهدم المباني والناس بداخلها إلا في زمن انعدم فيه الخجل مما هو عيب وعار. في نفس الوقت يقوم النظام بالدفاع عن الفساد الفاحش. فساد مشاريع مدينتي وتوشكا وعار اتفاقية الجات وبيع الغاز لإسرائيل كل ذلك تدافع عنه الحكومة بلا خجل بينما بناء كنيسة تتحرك له أجهزة الأمن وتحاصر المبنى لهدمه بالبلدوزر وعندما يعترض الشباب على هذا الموقف البشع يتعامل البوليس معهم بالرصاص الحي فيقتل منهم من يقتل، ويجرح من يجرح، بدم بارد، بلا أدنى شعور بالخجل لما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب. ثم يقومون بالقبض على نحو 170 من الشباب القبطي حيث يتعرضون للتعذيب والصعق بالكهرباء. وذلك ليس جديدا ففي كل مرة بعد كل هجوم إرهابي على الكنيسة القبطية تقوم أجهزة حبيب العادلي بالقبض على الشباب وتعذيبهم حتى يضطر الأقباط للتنازل عن حقوقهم إنقاذا لأولادهم من يد المجرمين. بعد مذبحة نجع حمادي الشهيرة قامت أجهزة الأمن بالقبض على شبابا المنطقة وتعذيبهم لتفرض الحكومة الإرهابية شروطها بتنازل الأقباط عن أقل حقوقهم. يا للعار!!!

ذكرني ذلك بسؤال صديق لي حيث قال لي "ألا تري في وجود صلاح نصر سبب كاف يدين عصر عبد الناصر". فقلت إن ما حدث مع صلاح نصر يدين بالأكثر كل العصور التي سبقت ولحقت عبد الناصر. فعندما كشفت أعمال صلاح نصر لم يحميه عبد الناصر بل حوكم جهرا وحكم عليه طبقا للقانون دون أي مجاملة ودخل السجن كأي مجرم حيث كانت سيادة القانون واقع عشناه ولمسناه. إن ما تعرفه عن صلاح نصر هو بسبب أنه حوكم بشكل علني، أما مجرمي اليوم الذين يرتكبون ما هو أبشع كثيرا مما ارتكبه صلاح نصر لم ولن تسمع عنهم حيث يحميهم النظام الأكثر فسادا. رغم أن صلاح نصر لم يرتكب من الجرم ما يرتكبه اليوم عتاولة الإرهاب ضد الأبرياء. صلاح نصر قام بحماية عبد الناصر بكل قوة ضد مؤامرات الاستعمار المستمرة التي لم تنقطع ولا يوم حتى قتل عبد الناصر بعد دخول صلاح نصر السجن. في زمن عبد الناصر وصلاح نصر كان الأمن في مصر مستتب فلم تحدث جريمة واحدة ضد الأقباط ولم تحرق كنيسة واحدة لأن صلاح نصر حاصر الإرهاب وركز كل جهده لكي يحمي المصريين الآمنين من جرائمهم. وبعد أن أطلق السادات الإرهابيين من المعتقلات لم تعد مصر آمنة. من المؤكد أنه كانت هناك تجاوزات أيام صلاح نصر لكن أيهما أفضل أن تطلق الإرهاب للعبث بمقدرات الشعب أو تحمي الشعب من الإرهابيين بوضعهم في السجون؟!!! أما الأخطر من كل ذلك هو أن تطلق الإرهاب وتضع الأبرياء في السجون وتعرضهم للعذاب الذي يفوق كل ما عمله صلاح نصر مع المجرمين والقتلة.

كنت أتوقع من الأقباط أن يكونوا هم أول من يلتف حول برنامج الدكتور البرادعي، فمطالب التغيير السبعة التي أرساها هي الأساس لتحقيق العدالة الاجتماعية وحق الحياة الحرة والمساواة بين المصريين جميعا، كما تحقق الخلاص من ربقة المظالم والابتزاز والاستغلال الذي يتعرض له المجتمع تحت سيطرة إدارة حكومية تبيع مصر لكل مشتري. رغم أن تلك المبادئ السبع تتعارض تماما مع مبادئ الإخوان المسلمين فقد التف الإخوان حول الدكتور البرادعي بذكاء شديد لا إيمانا منهم بالمبادئ بل لتطفيش الأحرار من المسلمين والأقباط من حول الدكتور البرادعي. ولم يكن الدكتور البرادعي في وضع يسمح له برفض أي فصيل من قطاعات الشعب مهما كانت درجة الاختلاف معه طالما يوافق على المبادئ السبعة التي عرضها. من المؤكد أن جموع الإخوان الذين التفوا حوله قد وافقوا على مبادئه ليس عن إيمان بها بل تقية لغرض في نفس يعقوب وبذلك حقق الإخوان المسلمين أهدافهم ببراعة فائقة خاصة مع الأقباط فشتتوا الكثيرين من الباحثين عن الحرية من حول الدكتور البرادعي. من المخيف جدا ألا يحدث تبادل للسلطة بشكل سلمي دستوري مشروع فيستمر الحال كما هو عليه حتى يحدث الانفجار الشعبي المدوي. من المؤكد أن ذلك الانفجار سيأتي على الأخضر واليابس في مصر ولن نفيق منه قبل مئات السنين.

يا عقلاء المصريين من أقباط ومسلمين الأمر خطير ... تحركوا لإنقاذ مصر قبل فوات الأوان.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر
- رسالة الأخت فاديا سعيد والتعقيب عليها
- لكل مجال مقال
- الأنبا شنودة عطَّل الكتاب المقدس بثلاث عبارات
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -3 دور حبيب باشا المصري
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -2 رد على رسالة
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -1 تاريخ ظهور اللائحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة ... 4- الدولة المدنية والزواج الم ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (3)
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (2)
- الحاجة الإنسانية المُلحَّة للدين
- إبراهيم هلال وحوار مخجل بالمصري اليوم
- رسالة عز للأقباط «بزيارته للغول في قريته بقنا»
- «لا يا شيخ!!!»
- جريمة في مرسى مطروح... 1- «الأقباط تحت السبي»
- مرسى مطروح بعد نجع حمادي... وآليات الإرهاب
- نجع حمادي 3- « ديروط ...وجريمة القضاء المصري»
- النكسة 2- رد على مقال «من الخمسينات حتى نجع حمادي» للأستاذ ش ...
- نجع حمادي 2- «الوضع الكنسي وسقوط أقنعة السلطة الفاسدة»


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - عار العمرانية (1) «إذا لم تستحي فافعل ما شئت»