أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر















المزيد.....

التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 08:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أربعون عاما مضت على انتقال جمال عبد الناصر، حين غاب عن مصر دفئ شمس التحضر ممثلا في القيِّم الرفيعة التي كان يحملها فكر ذلك الرجل العظيم، والتي كانت تدفعنا كلنا كمصريين للشعور بالانتماء والحب، حتى استعداد بذل النفس رخيصة من أجل مصر الغالية، ناسيين أنفسنا وهويتنا الدينية. تلك الصورة التي كانت مشرقة ببهاء حل محلها كل صور التخلف والجشع والنهم والجهل والخطف وغسيل الأموال وسرقة مصر وبيعها لكل من يريد بلا ثمن. كل شيء تغير عندما أطل علينا وجه التعصب القبيح ليعلن، «أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة».

لم يمضي سوى بضعة شهور بعد غياب عبد الناصر حين غاب عن مصر قطب آخر من أقطاب التحضر في مصر، هو البابا العظيم الأنبا كيرلس السادس، فسقط المجتمع المصري كله بمسلميه ومسيحييه بين براثن وأنياب التعصب والجهل والتخلف بصوره البشعة التي لا ترحم، على الجانب السياسي وعلى الجانب الديني الإسلامي والمسيحي.

منذ ذلك الوقت، ومصر تعيش عدم الاستقرار، يؤرقها فكر التخلف الديني المنتشر بطول وعمق الساحة المصرية، يبثه أصحاب المصالح من المنتفعين بخيرات مصر، العابثين بمقدرات ومصائر كل المصريين مسلمين ومسيحيين بلا استثناء. الوهابية نفذت لقلب الشارع المصري لأول مرة على يد الرئيس المؤمن، مستخدمة البترودولار ناشرة شكلها الذي قَبَّح وجه مصر وأفسده يهدف إلغاء هويتها، بأزياء غريبة منها الحجاب والنقاب، بل أرخت على العقول نقاب التخلف والغيبة وأستار الجهل والتعصب ورفض استخدام العقل. ولم تكن الوهابية إلا خادما متواطئا مع السياسة الأمريكية التي نفذت لقلب مصر تحت إشراف السادات لتحرك كل خيوط اللعبة السياسية القذرة. هنري كسنجر شجع السادات على بعث الإخوان المسلمين من جديد وقيام الجماعات الإسلامية بأشكالها المتعددة لذبح مصر تحت شعار محاربة الشيوعية.

يقول الأستاذ إبراهيم عيسى – الكاتب المحترم الذي أُجله كل الإجلال-
«الذي يقرأ كتاب لعبة الشيطان -دور الولايات المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي- للمؤلف روبرت دريفوس، والذي صدر مؤخراً عن مركز دراسات الإسلام والغرب يكتشف أن لاعبي العرائس الجالسين في البيت الأبيض يمسكون بحبال عرائسهم حتى وهم نائمون علي فراشهم، ففي يناير 1980 زار مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي مصر لتعبئة الدعم العربي للجهاد، وخلال أسابيع من زيارته وافق السادات علي مشاركة مصر الكاملة في الجهاد وأعطي موافقة للقوات الجوية الأمريكية علي استغلال مصر كقاعدة وتوفير كميات من الأسلحة للمشاركين في العمليات وتجنيد وتدريب وتسليح نشطاء الجماعة الإسلامية في مصر لخوض المعركة... وبحلول نهاية عام 1980 تم إرسال مدربين من الجيش الأمريكي إلي مصر لنقل خبرات القوات الأمريكية الخاصة إلي هؤلاء المصريين الذين سيدربون المتطوعين المصريين الذين سوف يذهبون للجهاد في أفغانستان.»

وهكذا ظهر تنظيم القاعدة بالتعاون الكامل بين السياسة الأمريكية والوهابية والرئيس المؤمن محمد أنور السادات، لحرق العالم بالتعصب الديني. وبالرغم مما يتميز به الإنسان المصري من وعي حضاري فطري، الذي به واجه الاستعمار على مدى ألفين وخمسمائة عام، إلا أن نصيب مصر من بث التعفن الديني كان ضخما جدا حتى بلغنا بعد أربعين عاما لهذا المستوى الخطر الذي يهدد الكيان الحضاري لمصر وشعبها.

أي شخص عاقل في المجتمع القبطي لا يملك أن يمنع شعوره بالغثيان عندما يفتح الأنبا بيشوي فمه بالكلام. الأنبا بيشوي يعمل جلادا برتبة أسقف لحساب الأنبا شنود، وهو يقوم بذلك العمل ليس مرغما بل هذا العمل هو الذي يلائم أمراضه النفسية، ويتفق تماما مع شعوره الطبيعي بالكراهية لكل الناس. الأنبا شنودة يعرف كيف يختار أسقفا لكل وظيفة فعنده الأسقف المطبعجي والإعلامي وناشر الفيروسات لأجهزة الكمبيوتر لكل من تسول له نفسه معارضة البابا المعلم. كم مرة وصلتني تلك الفيروسات لكن شكرا لاختراع الـ Firewall الذي أعطاني الحماية مؤخرا.

من أوائل الأساقفة الذين رسمهم الأنبا شنودة كان الأسقف الجلاد، فهو عنصرا رئيسيا في جهازه السلطوي الأمني. أول جلاد برتبة أسقف رسمه كان الأنبا أغاثون، وهو يختلف كثيرا عن الأنبا بيشوي. الأنبا أغاثون كان رجلا صادقا في تدينه مع طيبة ومسحة من الروحانية، بعيد كليا عن السياسة، لكنه كان يتميز بضيق الأفق وعدم التفكير، عندما يدفعه الأنبا شنودة في أي اتجاه يندفع مثل طوبة تبطح من يلقاها. فكان ينفذ تعليمات الأنبا شنودة بكل دقة دون أي محاولة للتفكير، وذلك عَرَّضه لمخاطر جسيمة لم تردعه عن سلوكه المندفع المتهور حتى آخر لحظة في حياته. الأنبا بيشوي (الجلاد الثاني) يختلف عن ذلك تماما، فهو يمارس عمله بحنكة وخبث ليشبع شهوته الأثيمة نحو أذى الآخرين. وهو يستفيد من عمله لحساب نفسه بعكس الأنبا أغاثون الذي كان يبذل نفسه بغباء لأجل الأنبا شنودة. الأنبا بيشوي لا يتورع عن أن يؤذي البابا شنودة نفسه ويُعرِّضه للإحراج في سيبل مصالحه وأهدافه. بل وفي الآونة الأخيرة أشيع أنه يمسك للبابا بعض الزلات ليفرض عليه مطامعه وسلوكه فيضطر البابا للرضوخ والإذعان له. الرجل مكروه من الجميع بشكل لم يحدث لأسقف من قبل، سواء من الكهنة أو من الأساقفة أو من الشعب أو من جميع الطوائف المسيحية، فهو موضع هجوم واحتقار الجميع، بسبب ما يحمله من كم الكراهية والفساد المحيط به، وتعصبه القميء.

الإعلام المصري العنصري الذي يتابع ما يحدث في المجتمع الكنسي بكل التفاصيل حاول أن يستفيد من الوضع للعبث بمقدرات الكنيسة. الإعلام الذي يُضخِّم من الأنبا بيشوي يلقبه بالرجل القوي!!! بينما أي شخص قابله ولو لمرة واحدة يستطيع أن يميز شخصيته المهتزة المتهرئة التي تحمل الكثير من الأمراض النفسية. لكن الإعلام (خصوصا جريدة المصري اليوم التي كنا نقدرها) ضخَّمت من الرجل لتسيء للمجتمع القبطي العريق. فحاول بعض الإعلاميون أن يصوروه على أنه البطريرك القادم للكنيسة وذلك لفرض تلك الشخصية الهزيلة على ذلك المنصب الرفيع والخطير جدا، والذي تبوءه شخصيات كان لها أثرا عميقا في التاريخ. ولعل السبب في محاولة فرض هذا الإنسان على المجتمع القبطي هو تاريخه العائلي المتهرئ، خصوصا أن شقيقته الوحيدة الطبيبة أسلمت وتزوجت من زميلها الطبيب المسلم ولها أبناء مسلمين بلغوا لسن الرجولة وهم على علاقة قوية بخالهم الأسقف الفاسد. لقد تصور المتعصبون أن فرض مثل تلك الشخصية المهلهلة ليتسيد على الكنيسة وسيلة خبيثة لتدمير المجتمع القبطي. لكن الرجل الذي شجعه الإعلام المغرض فاجأ الجميع بتصريحات غير مسئولة خالية من الذوق والأدب، هاجم فيها المجتمع الإسلامي وتعرض لدين الإسلامي بالتجريح. إن نفس هذا الإعلام المتعصب المتأسلم بعد أن شجع الرجل حتى خرج علينا بتلك التصريحات غير المسئولة، استغل الفرصة حتى يهيج ويموج ليس فقط ضد الرجل بل ضد المجتمع القبطي كله في تصريحات خطرة غاية في الاستفزاز والتعصب والنزق.

لاشك أن تصريحات الأنبا بيشوي الأخيرة سيئة ومرفوضة تماما من أي شخص يقدر المسئولية. وهي بالأكثر تمثل خيبة أمل كبيرة للحصافة البطريركية التي كانت تحرص دائما على النفاق وتملق السلطة والإسلام بشكل مكشوف ومقيئ، لدرجة أن الخطاب الديني المسيحي قد صبغ بالطابع الإسلامي. البابا في عظات الأعياد (عيدي الميلاد والقيامة) خلال العشرة سنوات الماضية لم يذكر اسم السيد المسيح ولا مرة، ولم يشير بأي شكل لمعنى الميلاد أو القيامة تملقا للإسلام، ونفاقا للسلطة السياسية.

مرة أخرى تصريحات الأنبا بيشوي الأخيرة مرفوضة ولكن ردود الفعل المروّعة تشكل عملا إرهابيا في غاية من التخلف والخطورة تهدد أمن مصر وسلامها بشكل مخيف، مما يُحتِّم على أجهزة الأمن وكل الجهاز الحكومي القيام بعمل حاسم لتأمين مصر من قوى الظلام المتربصة بمصر. الجهاز الإعلامي والصحافة لهم دور في غاية من الأهمية بل في غاية من الخطورة ومع الأسف الكثير جدا من الإعلاميين ليسوا على مستوى المسئولية.

المثقف المصري أقباط ومسلمون عليهم القيام بعمل مشترك من أجل عودة الأمان والسلام والكشف عن روح مصر الأصيلة وقيَّمها الحضارية التي أنارت الأرض كلها.

تلك القيم المصرية الرفيعة التي تتجلى في العمل العملاق الذي ينبعث في هدوء من مركز الدكتور مجدي يعقوب لجراحات القلب، والتي تخدم الإنسانية والسلام والحب والوحدة الوطنيةـ أكثر بما لا يقاس من أعمال كل رجال الدين مجتمعين، مسيحيين ومسلمين.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الأخت فاديا سعيد والتعقيب عليها
- لكل مجال مقال
- الأنبا شنودة عطَّل الكتاب المقدس بثلاث عبارات
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -3 دور حبيب باشا المصري
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -2 رد على رسالة
- لائحة 1938 والأنبا شنودة -1 تاريخ ظهور اللائحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة ... 4- الدولة المدنية والزواج الم ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (3)
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (2)
- الحاجة الإنسانية المُلحَّة للدين
- إبراهيم هلال وحوار مخجل بالمصري اليوم
- رسالة عز للأقباط «بزيارته للغول في قريته بقنا»
- «لا يا شيخ!!!»
- جريمة في مرسى مطروح... 1- «الأقباط تحت السبي»
- مرسى مطروح بعد نجع حمادي... وآليات الإرهاب
- نجع حمادي 3- « ديروط ...وجريمة القضاء المصري»
- النكسة 2- رد على مقال «من الخمسينات حتى نجع حمادي» للأستاذ ش ...
- نجع حمادي 2- «الوضع الكنسي وسقوط أقنعة السلطة الفاسدة»
- نجع حمادي 1- «الوضع السياسي وفشل النظام المصري»


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - التطرف الديني الإسلامي المسيحي يذبح مصر