رسالة عز للأقباط «بزيارته للغول في قريته بقنا»

سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2982 - 2010 / 4 / 21 - 13:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

طالعتنا الجرائد المصرية بخبر مثير جدا وعجيب، وهو قيام أحمد عز بزيارة النائب عبد الرحيم الغول. وجه الغرابة في الخبر أن الغول هو المدبر الحقيقي للإرهاب وجرائم الصعيد بشكل عام، خاصة أحداث نجع حمادي ليلة عيد الميلاد التي روِّعت العالم. المفروض أن يُقدَّم الغول للمحاكمة بصفته المتهم الأول المُدبِّر للجريمة. لكن أجهزة الأمن المتورطة أبعدته عن المسرح، والجهاز التشريعي الفاسد الذي ينتمي إليه وفر له الحماية بعد ارتكاب جرائمه لكي يحميه من المثول تحت طائلة العدالة والقانون، رغم صرخات الشعب المطالبة بتقديمه للمحاكمة (مسلمين ومسيحيين). في هذا الجو الملبد بالغضب لغيبة العدالة بالدولة، والمشحون بالمشاعر المأسوية بسبب الدم المهدر بينما المجرم تحميه الدولة لتضيع حق الدم، يقوم أحمد عز بزيارة النائب المتهم في بلدته بطريقة استعراضية بكل تحدي للمشاعر، وتقوم الصحافة بتغطية الحدث بشكل مسرحي بلغ إلى غاية العهر والإسفاف.

قبل الاسترسال في الحديث يلزم أن نتعرف أولا على من هما «أحمد عز، وعبد الرحيم الغول»

إنه أهم رموز الفساد في عصر مبارك، كان شابا صغيرا اسمه أحمد عز... من الناحية الرسمية يشغل منصب أمين لجنة التنظيم بالحزب الوطني... مؤهلاته تاجر حديد خردة بالوراثة... أما عن طبيعة عمله بالحزب فلا أحد يفهم حدودها وجدواها سوى إنه السند الأول لأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني، الذي يُعِد نفسه للاستيلاء على السلطة في مصر تحت اسم التوريث... من الناحية الفعلية عز هو الحاكم بأمر الله... الله هنا هو جمال مبارك ابن مصر المدلل الذي يمنح عز السلطة المطلقة للفساد كما يشاء، فهو فوق القانون وفوق مجلسي الشعب والشورى... له قوة تخريبية أكثر فاعلية من طائرات الفانتوم الإسرائيلية التي ضربت مصنع أبو زعبل فعطلته لبضع شهور، أما عز، فلقد أوقف العمل بالمصنع بالفساد إلى الأبد لحساب احتكاره لسوق الحديد في مصر، ضاربا بالمصلحة الوطنية عرض الحائط... إنه الرجل الذي صنع ثروة قوامها عشرات المليارات من العملات الصعبة والسهلة من دم الشعب، على حساب معاناته، وضياع شباب مصر... فبمشاركة جمال له تتبارك كل الشرور ويصير كل شيء مشروعا له حتى جريمة الاتجار في الآثار المصرية!!! هو شخصيا يُعتبر من أهم مسببات الارتفاع الجنوني للأسعار في مصر... يحتكر الحديد بعد أن أفسد صناعته في مصر... وبينما مرتبات عمال شركاته بالكاد تبلغ لمستوى المعيشة المتدنية في مصر، يبيع الحديد أغلى من أسعار السوق العالمية لدرجة أنه في وقت ما كان استيراد الحديد من الخارج أرخص من حديد عز!!! زار نجع حمادي بعد الأحداث الإجرامية التي قادتها أجهزة الدولة المصرية في الصعيد، وراح ضحيتها سبعة من الشباب قُتلوا أمام الكنيسة ليلة العيد، ليس لسبب سوى أنهم مسيحيون يحتفلون بعيد الميلاد. ذهب عز أول مرة لنجع حمادي ليطمئن على سير الأمور، حسب الخطة الحكومية الموضوعة.. أما اليوم فيذهب للمرة الثانية ليتقابل مع مدير الأعمال، المنفذ لجرائم الصعيد ضد الأقباط، ليتدبرا معا الخطط نحو مزيدا من الجرائم.

أما الغول فهذا اسمه وفعله... اسمه يدل عليه، فهو من القبائل العربية التي اجتاحت الصعيد مع الغزو العربي منذ 1400 عاما خلت فأحدثت تغيرا ديموغرافيا شاملا للمنطقة... نفس المنطقة التي أخرجت أريجانوس وأفلوطين وقادة الفكر والفلسفة والعلم الذين استنارت بهم الأرض فعلَّموا العالم وقادوه للتحضر... نفس المنطقة تحولت على يد العرب إلى أرض الجريمة والثأر والرهاب. المغارات التي أقامها المصريون وتشهد حتى اليوم بعبقرية المهندس المصري وعظمة الفن والفكر الرائد للعالم كله، تحولت إلى أوكار للخط وأمثاله من أبناء العرب الغزاة... الغول هو اختيار الحزب الوطني ليمثله عن المنطقة في مجلس الشعب لكفاءته في عالم الإجرام والبلطجة، وكمصدر مضلعا في إشاعة الإرهاب والقلق للمنطقة. ليس غريبا على النظام الذي يدعم وينشر الاستعمار الوهابي الجديد لمصر إن يختار عروبيا اشتهر بين شعب المنطقة بكل أنواع الفساد والموبقات ليمثله. إنه من أصل القبائل العربية التي غزت مصر، فليس مثيلا أفضل منه ليدعم الغزو البترودولاري الوهابي الجديد لمصر، فارتكب الجريمة تلو الأخرى ليروع الآمنين بفرشوط ونجع حمادي وبهجورة تحت تخطيط ودعم حكومي كامل. وتأتي تلك الزيارة ليس فقط لتبارك وتؤيد كل ما ارتكبه من جرم، بل لكي تدعم ما سيقوم به من أعمال إرهابية جديدة ضد الأقباط يخططها نظام حكم فاسد في مصر بكل أجهزته المتورطة في حمئة الشر!!!

زيارة عز للغول في قريته النائية بالصعيد علامة فارقة تشير لمرحلة جديدة من تصعيد العمليات الإجرامية ضد الأقباط في مصر. السيد عز يتجشم تلك الصعاب ليسافر بنفسه مسافات طويلة في طرق غير سوية لكي يدعم ويؤيد العمل الإجرامي الذي قام به النائب، ويؤكد لكل المسئولين وشعب دائرته على استمراره والتمسك به كممثل للحزب الوطني، بعد كل ما ارتكبه من أعمال فاضحة. إنه النائب الذي ثبت بما لا يدع مجال للشك (كما ورد بجميع الجرائد والفضائيات) من علاقاته المسجلة بالصوت والصورة مع الخطرين والخارجين على القانون، والذين يستخدمهم النائب لابتزاز وترويع الآمنين وفرض سلطانه الإجرامي على المنطقة. وقد ثبتت صلاته بالدليل القاطع مع محترفي الجريمة الذين قاموا بإطلاق النار على الأبرياء الخارجين من الكنيسة ليلة العيد بنجع حمادي.

هل هذا هو الشخص الذي يشرِّف الحزب الوطني أن يمثِّله؟!!!

وهل تبلغ أهميته للحزب بهذه الدرجة حتى يسافر الرجل الثاني لجمال مبارك (الوريث المنتظر) حتى يقدم له كل هذا الدعم أمام المسئولين والجمهور!!!

إن أهمية هذا الرجل القصوى هي فيما ارتكبه من جرائم ضد الأقباط. دعمه بهذه الصورة المبالغ فيها حتى يستمر في موقعه بالحزب لهو دليل واضح على استمرار بل تصعيد الدولة للجرائم ضد الأقباط.

الجرائد ذكرت موضوع واحد ناقشه الغول ليحصل على تأييد عز هو موضوع مدرسة داود تكلا الإعدادية وحكم المحكمة لصاحب الأرض المسيحي. طبعا الموضوع معروض بطريقة غامضة، لكن من الواضح أن السيد الغول يريد أن يتعدى على حكم محكمة بقرار من عز لصالح واحدة مسلمة!!! هكذا تدار مصر في القرن الواحد والعشرين فقرار المحكمة يلغيه السيد عز لحساب نائب فاسد.

أين القانون؟ أين الدستور؟ أين القضاء؟ ماذا يعني استقلال القضاء؟ إنها أمور قد انتهت تماما في عصر مبارك وولي عهده ورجاله الأشاوس؟

تحية للأنبا شنودة «وأساقفته» الذين يدعونا لانتخاب مبارك وجمال مبارك!!!

وتحية لكل الساجدين للأنبا شنودة الذين غيبوا الشعب وأدخلونا للعتمة حتى لا نرى الحقيقة!!!

#سامي_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات