أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي المصري - أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»














المزيد.....

أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 09:39
المحور: المجتمع المدني
    


البرنامج الحواري الرائع «صباح دريم» عندما كان يناقش أقوال صحف اليوم تطرق للتعليق على تصريحات المهندس أحمد عز المستفزة، حول مشكلة القمامة المتفاقمة، حيث اعتبر سيادته أن تراكم القمامة بهذه الصورة الفجائية دليلا على التغير في أنماط الاستهلاك وارتفاع القدرة الشرائية لسكان الريف، وزيادة أعداد السيارات في الشوارع، كنتيجة لزيادة معدلات التنمية في المجتمع!!! سيادته اتصل بالبرنامج تليفونيا محتجا ثائرا غاضبا على جريدة المصري اليوم بسبب العنوان الذي وضعته لتصريحاته حيث لخصت مقولاته المستفزة بعبارة "دليل على رفاهية المواطنين"، فاعتبر ذلك عدم دقة بل تحويرا وتشويها لمقولاته القدسية!!!

هل ارتفاع القدرة الشرائية للمواطنين وزيادة أعداد العربيات لا تعتبر دليل رفاهية؟!!!

ماذا تتوقع من إنسان بلغت به القدرة على المغالطة حتى أنه يعتبر الفشل الحكومي الذريع في جمع القمامة هو نتيجة لزيادة معدلات التنمية!!! اتصاله المسرحي الغاضب بالبرنامج مجرد امتداد لمغالطاته التي تحتقر ذكاء الشعب وقدرته على التفكير، كما تظهر إلى أي مدى قد بلغت مقدرته الفائقة على التخلص من الشعور بالخجل، كنموذج لأهل القمة من أصحاب البلد الذين يجلسون على تل خربها.

مشكلة القمامة المتفاقمة هي نتيجة فساد حكومي ليس بخافي على أي أحد في الشارع المصري. بدأت المشكلة بمحاربة المصريين (وأغلبيتهم من الأقباط) في أرزاقهم بإحضار شركات أجنبية لتقتنص وتبتز ما تبقي من أي خير في مصر. وتم إبرام عقود مع تلك الشركات طويلة المدى تحصل كل شركة بمقتضاها على 275 مليون جنيه سنوياً. ويترتب على فسخ العقد شروط جزائية مجحفة تدفعها الحكومة لتلك الشركات مما يشكل عبئا ماليا لا تستطيع الحكومة أن تتحمله.

الشركات الأجنبية لم تحقق آمال الحكومة بتجويع المصريين القائمين على جمع الزبالة في مصر بل اعتمدت عليهم كليتا. فمن الطبيعي أن الشركات الأجنبية ليست لديها الخبرة ولا الإمكانيات للقيام بهذا العمل دون الاعتماد الكلي على الذين عندهم كل الإمكانيات والمكان والخبرة الطويلة التي توارثوها عن الأجداد، فاعتمدت عليهم الشركات الأجنبية كليتا. فلم يحدث أي أثر لوجود تلك الشركات سوى ما فرضته الحكومة على المواطنين من مبالغ شهرية تتقاسمها مع الشركات التي لا تقوم بأي عمل، وليس لوجودها ِأي ضرورة. فالعمل يقوم به المصريون يشكل روتيني دون أي تغيير مما يحقق نظافة العاصمة والمدن الكبرى، والشركات الأجنبية تتلقى الأموال الطائلة من دم الشعب بالمشاركة مع السماسرة الحكوميين.

ورغم أن الكل مستفيد إلا أن أصحاب البلد لا يريحهم أن يكون هناك أي مستفيد في مصر غيرهم فتفتق ذهنهم المخرب عن فكرة إجرامية لتدمير أعمال ورأس مال ما يقرب من مليون مصري معظمهم من الأقباط، تعتمد معيشتهم بشكل مباشر أو غير مباشر على هذا المجال. فصدر قرار ذبح الخنازير بروح التشفي والانتقام دون أي دراسة لما يترتب على تلك الجريمة من عواقب وخيمة. وتم تنفيذ الجريمة بشكل فوري مما ترتب عنه نتائج فورية بعدم القدرة على التخلص من القمامة التي كانت تأكلها الخنازير. وتكدست القمامة في العاصمة والمدن الكبرى وصارت تلالا وأهرامات. وانتشر عبق رائحة النفايات ليفسد سماء مصر. وصارت مشكلة خطيرة ليس لها حل سريع. فبقدر ما التخريب والهدم سهل فالإصلاح وإعادة البناء يحتاج لجهود مضَّعفة.
أهل القمة أصحاب قرار تخريب الثروة القومية لمصر، بكل استغباء أو في محاولة لاستغباء الشعب، فيصدر مسئول منهم تصريحا غير مسئول، يدعي فيه أن ظهور جبال القمامة الفجائي هو نتيجة لزيادة معدلات التنمية في المجتمع مما ترتب عليه التغير في أنماط الاستهلاك وارتفاع القدرة الشرائية!!!

والشعب المرفه جدا تتزايد مخلفاته فجأة فتصبح القمامة في يوم وليلة جبالا وأهرامات عفنة يستحيل إزالتها!!!

هل ممكن أن يحدث ذلك في يوم وليلة يا باشمهندس؟!!!

وعندما محاولة مناقشة حديثة المستفز بدلا من أن يخجل من كلامه يتدخل في الحديث معترضا غاضبا ثائرا هادرا بنبرة متوعدة تحمل سمات إرهابية ديكتاتورية غير مكتفي حتى بالاعتذار.

الشعب لا يطالب بالاعتذار بل بمحاكمة المسئولين عن ارتكاب تلك الجرائم في حق مصر وتاريخها الحضاري وشعبها العريق.

تحية للبرنامج العظيم صباح دريم، تحية للإعلامية الرائعة دينا عبد الرحمن، وكل العاملين بأفضل برنامج محترم ومتحضر بالقنوات الفضائية المصرية.





#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1
- حوار غبي في برنامج مزعج عن مشاكل الأقباط
- شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»
- التعصب الديني والخراب القومي والفساد الكنسي في مصر
- صراع أساقفة الأقباط حول الكرسي البابوي
- البطريرك الصحفي وأزمة دير أبو مقار
- مصر للمصريين .... وأزمة القمامة
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية: (4) هدفها تشويه التاريخ الحضاري ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (3) وتشوه أدبي يفتقر للحد الأد ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية الع ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهي ...
- أوباما والأقباط بين حق السيادة والمواثيق الدولية لحقوق الإنس ...
- الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك
- حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
- غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة
- أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
- «أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
- «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!
- خسرت إسرائيل هذه المعركة


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي المصري - أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»