أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك














المزيد.....

الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2662 - 2009 / 5 / 30 - 08:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالعتنا الأخبار بمنح أحد الشخصيات القبطية المعروفة بتملقها للدولة الحصول على الدكتوراه الخامسة وكلها في موضوع واحد هو تملق الإسلام. لست متعصبا كما قد يفهم البعض، فأنا اقدر وأحترم الكثير من العلماء والباحثين الذين لهم أبحاث جادة في الدراسات العربية والإسلامية أمثال الأب سمير خليل والمرحوم الأب جورج قنواتي، ومن قبلهما المرحوم الأب يوسف عيروط، وكلهم لهم دراسات عملاقة في الكتابات العربية والإسلامية. وكان للعالم الكبير المرحوم الدكتور عزيز سوريال عطية أبحاثا في ذلك المجال.

ولكن أن تتاجر بالدين لحساب وصوليتك... وعلى حساب الحقيقة... وعلى حساب شعب يئن من ثقل ما يتعرض له من ضيم وتعصب.. وتكون المكافئة هي عضوية في مجلس الشورى كممثل لشعب تخونه، وتتعاطف مع ذابحيه، فذلك أمر لا يطاق ويحتاج لوقفة. وبعد مناقشة رسالته تحت إشراف الدكتور محمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بنفسه، تم منحه الدكتوراه الخامسة، فاعتبر حدثا عالميا نادرا سجلته موسوعة جنيس للأرقام القياسية. لست أظن أن الدكتور احمد زويل نفسه، مكتشف الفنتوثانية، ومخترع الميكروسكوب الرباعي، والحاصل على جائزة نوبل، قد استطاع أن يحصل ما حصل عليه السيد بباوي بالنفاق دون تعب.

والسؤال الأول الذي يتبادر للذهن، إذا كنت يا هذا النبيل لوقا بباوي معجب بالشريعة الإسلامية لهذه الدرجة، أكثر جدا من كثيرين من المسلمين فلماذا لا تشهر إسلامك؟!!!

والإجابة على السؤال واضحة فلو أشهر إسلامه لن يجد من يعطيه الدكتوراه عن هذا الهراء، فهناك العديد من المسلمين الذين يكتبون أفضل منه بكثير، ولا يلتفت أحدا إليهم، فلا يحصلوا حتى على شهادة محو الأمية في ذلك المجال. لكن كونه قبطيا مسيحيا فيستوجب ذلك أن يناقش رسالته رئيس مجلس الشعب بنفسه!!!! وكيف لا وسيادته صاحب القرار الأخير.. في ذبح الخنازير... وذلك ليذبح عمل وتجارة وصناعة ما يقرب من مليون قبطي!!!!

وبعد أن صدر قرار المذبحة المخرب لاقتصاد مصر كلها. وعلي صدي نزيف دم الخنازير الشاعري.. واحتفلا بذلك الجرم على طريقة احتفال نيرون بحرق روما... قرر سيادته مناقشة رسالة السيد بباوي للدكتوراه بنفسه في مجلس الشعب... إمعانا في التحدي والتشفي من شعب قد تجاوزت آلامه كل احتمال!!! وذلك حتى يُكرَّم الخائن ليكون قدوة لكل من تسول له نفسه السير على دروب الوصولية الجبان.

الأمر ليس غريبا ولا جديدا، ففي كل مصر وعصر، وفي كل مكان وزمان تجد من البشر أمثال هذه النوعية. وفي ظل وضع اجتماعي وثقافي وأخلاقي منهار فإن سوق هؤلاء الفاسدون يزدهر جدا وتجارتهم تروج. أما الأمر الغير طبيعي في الموضوع فهو موقف البطريرك الذي حضر مناقشة الدكتوراه بنفسه، فظهر وعلى شفتيه ابتسامة عريضة، مباركا ومصفقا لهذا الحدث المبتذل من النفاق!!! وشارك البابا الأنبا يؤنس لعله يحوز رضاء الدولة عنه، فيكون له نصيبا في الترشيح المرتقب للخلافة البابوية!!! يا للعار!!!!

رحم الله البابا كيرلس، عندما كان هناك في الكنيسة القبطية بطريركا!!! كان الرجل وديعا طيبا ورعا، لكنه في الحق كان أسدا هسورا قويا لا يلين، فأحبه الكل مسلمين قبل المسيحيين ومن كل الطوائف. وكانت له العلاقة المتميزة بالرئيس جمال عبد الناصر. ولما ظهر في أيامه شخص مثيل للسيد نبيل لوقا وكان أيضا اسمه نظمي لوقاّّ، الذي كتب كتابا أسماه "محمد الرسالة والرسول"، حصل به على الدكتوراه. وقدم لكتابه كمال الدين حسين، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير التربية والتعليم في ذلك الحين. لم يتردد البابا العظيم في أن يقطع في الأمر فورا، بأن أصدر قرارا بوقف نظمي لوقا، قرارا ِأعلنه على الملأ وبسرعة، مما أخرس كل الألسنة، وأيكم كل منتفع بما في ذلك المسئولين الحكوميين وعلى رأسهم كمال الدين حسين، الذي كان من أسوء المتعصبين في زمن عبد الناصر. الاتجار والعبث بالأديان أمر غاية في الخطورة يلزم ردعه بالقوة وبسرعة، لا بالتماهي والميوعة.

القرار كان حاسما ورائعا، فلو كان السيد نظمي لوقا مقتنعا بحق بما كتبه فهو لم يخسر شيء، فكان عليه أن يعلن إسلامه. أما لو كان هدفه هو النفاق والعبث والتلاعب بالأديان لكسب شهادة دكتوراه مزيفة ومنصب رسمي، فقرار البابا قطع عليه خط الرجعة، مما جعله يثيب لرشده, وفعلا ذلك ما حدث، فعندما تبين لنظمي لوقا مدى الخسارة التي حققها بنفاقه عاد إلى عقله، وأعلن توبته عن هذا النزق، حيث تقرر قبوله مرة أخرى في الكنيسة علي يد الأنبا غريغوريوس، الذي كلفه البابا العظيم في ذلك الوقت بمتابعة الموضوع. لم تسدل الستار بعد على رواية نظمي لوقا حيث لها تكملة درامية. فعند وفاة المرحوم نظمي لوقا في زمن البابا شنودة، وبعد أن وصل الجثمان لكنيسة ماري مرقص بمصر الجديدة للصلاة عليه، وحضر المشيعون ومنهم شخصيات رسمية، أمر البابا بمنع الصلاة وقرر صرف الجمع دون صلاة، كتعبير عن أقصي درجة للمهانة. القرار لم يكن بسبب أن الكنيسة لم تقبله، ولا لأنه لم يقدم توبة، لكن لأن الذي قبله وناوله هو الأنبا غريغريوس غريم الأنبا شنودة!!!!!

ومن مفارقات القدر أن الأنبا شنودة الذي رفض الصلاة على جثمان نظمي لوقا بسبب شهادة الدكتوراه هو نفسه الذي صفق لنبيل لوقا عند مناقشة الدكتوراه في نفس الموضوع!!!

يا للعار يا بابا!!! هل عندنا في الكنيسة اليوم بطريرك؟!!!

أنظر إلينا يا ألله اليوم وأعننا، فقد صرنا كغنم لا راعي لها!!!





#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
- غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة
- أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
- «أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
- «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!
- خسرت إسرائيل هذه المعركة
- حسنين هيكل يؤيد حماس في قناة الجزيرة
- معبر رفح ومخلب القط
- قطنة بزيت
- الاستعمار - وأخلاق العبيد - والنقاء الوطني -1
- صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل - 2
- صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل
- الفوضى الخلاقة هل تجتاح مصر اليوم للخراب كما اجتاحت العراق؟
- النكسة 1- بكاء على النكسة بعد 41 عاما
- العلاوة الجديدة مخدر لمريض بالسرطان
- صرخة من أجل مصر
- جيل أكتوبر لم يعرف التفاح والياميش
- الحوار المتمدن اسم على مسمى
- حول قضية ماكس مشيل والأوضاع القبطية المتردية


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك