أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - سامي المصري - الحوار المتمدن اسم على مسمى















المزيد.....

الحوار المتمدن اسم على مسمى


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2165 - 2008 / 1 / 19 - 11:29
المحور: ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007
    


تقدير وشكر وتحية لموقع الحوار المتمدن بمناسبة الذكرى السادسة

عندما كنت أعد للسفر خارج مصر لأول مرة في حياتي سألتني طفلتي الصغيرة، هل السماء في أوربا لونها بمبة؟

ضحكت كثيرا على هذا التصوُّر البريء، إلا أنه تبين لي أنني كنت أفكر بنفس هذه السذاجة. فقد كان يعتلي رأسي في ذلك الوقت كثير من التساؤلات المشابهة. كنت أسأل نفسي عن لون الخلفية الثقافية للمجتمع الغربي ومدى اختلافها عن ثقافتي. كيف يمكن التعامل مع الثقافات المغايرة للثقافة التي نشأت فيها وهل سيسهل لي التعبير عن نفسي؟ هل ممكن أن يفهمني الإنسان الغربي بسهولة أنا الإنسان المصري القبطي الشرقي؟ وما هي إمكانية التواصل ومداه وحدوده مع الثقافات المغايرة؟ وما هي إمكانياتي أنا في التغير؟ وما هي الحدود والخطوط الحمراء التي ينبغي ألا أتجاوزها؟

بعد أن خضت التجربة لأول مرة بدأت أكتشف أن السماء في أوربا وأمريكا والكونغو والهند وأستراليا لونها واحد قد يتغير بتغير الفصول أو الوقت من النهار والليل وتتغير موقع النجوم في الليل بتغير موقعنا منها. اكتشفت وحدة الإنسانية، فكلنا كائنات ميكرسكوبية متشابهة تدب على كوكب الأرض المتناهي في الضآلة. الناس كلهم متشابهون في الفكر، فنفس المنطق الذي أتكلم أنا به ليس غريبا عن الآخر الذي يعيش في نصف الكرة البعيد. فبنفس المنطق يفهمني كل الناس على الأرض وإلا لما أمكن التواصل. إننا نختلف في الرأي، لكن الرأي والرأي المخالف لا يخضعان لثقافة ما، فقد تجد نفس الآراء في ثقافات مختلفة من العالم.

اكتشفت أن هناك لغة عالمية للحوار منها لغة الإشارة فكل الناس تحرك أيديها ورأسها عند الحوار بنفس الأسلوب لتعبر عن نفس المعنى. الناس في كل العالم تضحك لنفس الأسباب وبنفس الأسلوب، وهناك أنماط متعددة من الضحك تتكرر في كل المجتمعات من مصري وهندي وأبيض وأسود فهناك من يقهقه وهناك من يضحك في سره بنفس الطريقة سواء كان روسي أم تركي أم هندي أم بربري. الشعور بالعار والخجل والشعور بالشرف والزهو هو هو نفسه في كل الدنيا ولنفس الأسباب، فكما في أوربا هو نفسه في أفريقيا وأسيا وأمريكا وأستراليا. تبين لي أن ما نختلف عليه بسبب اختلاف الجنسية أقل جدا بما لا يقاس مما نتفق عليه. فالقواميس تستطيع أن تترجم للغات متعددة عشرات الألوف من الكلمات بنفس المعني المقصود بكل دقة، بينما الكلمات التي تختص بها لغة واحدة وليس لها ترجمة هي كلمات قليلة عاقر يمكن الاستغناء عنها، كما يمكن نقل معناها للغات أخرى في جملة بدلا من كلمة. وجدت أني قادر على الحوار والتفاعل مع كل المجتمعات والثقافات بكل عمق وبنفس القدر وذلك لا يتوقف على الخلفية الإثنية التي نشأت فيها بل على فدر ثقافتي وقدراتي الشخصية.

وبسبب سهولة ويسر التواصل بين الناس، فالحوار الحر هو أسهل وسيلة للوصول للحقيقة. فالحوار يكشف كل خداع المخادعين ويصل بالمخدوعين للحقيقة. فالفكر الأصيل الصحيح يثبت أمام كل فكر مخادع مهما بلغت قوته. وهو قوة هائلة لتحرير العقول من عبودية الظلاميين. الحوار الحر ليس فقط يكشف تسلط المتسلطين ويعري أساليبهم لكنه بالأكثر يحرر العبيد من ثقافتهم الذليلة. فثقافة العبيد هي التي تصنع المتسلطين. والشعب الحر لا يمكن استعباده. الحوار الحر هو مدرسة لتحضر الأمم، وهو أحد فعال الإنسان المميزة له عن باقي أنماط الخليقة المعروفة. وكلما ارتقى الإنسان كلما ارتقت قدراته على الحوار المحترم بأسلوب علمي موضوعي، مما يؤهله لتحقيق أهدافه وحل أزماته، في تفاعله اليومي مع أحداث الحياة على كافة المستويات.

وظهرت شبكة الاتصالات الإنترنيت، وبدأ الناس في التحاور فاتضح للجميع أن العالم قرية صغيرة ليس فقط بسبب سرعة الاتصال بل بالأكثر بسبب قدرة الناس على التواصل والحوار بأي لغة، فما يفهمه الأمريكي يستطيع أن يدركه ويستشعره الإفريقي والهندي والعراقي والمصري بنفس الدقة والعمق في المشاعر. تبين أن الخير هو خير والشر هو شر ولا يمكن الخلط بينهما إلا للمغالطة بسبب الفساد والتعصب والشراهة والرغبة في ابتزاز الآخر واستعباده. أهم وسيلة لتحقيق الأهداف الشريرة هو بث التعصب، سواء كان تعصبا دينيا أو إثنيا أو سياسيا أو مهنيا أو جنسيا. هذه الصور من التعصب تحدث صدعا ومرارة في جسم البشرية. التعصب مع الشره هما مصدر الخصومة والدافع الرئيسي لجميع الحروب والظلم المجتمعي ومصدرا للويلات والنكبات التي يعانيها الإنسان. وتنتج عنه البلبلة في التفكير، وغلق العقول من خلال الوسائل الإعلامية والدعائية المضللة والأكاذيب التي ينشرها المحترفون، وينفقون عليها بسخاء حتى يجمعوا أضعاف ما أنفقوه. فصارت وسائل التنوير هي نفسها أكبر مصادر للتعتيم والبلبلة ونشر الأكاذيب والخداع. الحوار المستنير يكشف كل ذلك العفن ويفضحه ويهتك أستار ظلمته في يسر دون جلبة. لكن المشكلة كل المشكلة فيمن يسمح لشعاع النور أن ينطلق من خلف الأستار دون عائق؟!!!

ظهر الكثير من المواقع وكلها منحازة بشكل ما تعبر عن فكر أحادي هو فكر القائمين عليها. وبذلك لا يمكن نشر الفكر المخالف. كيف يمكن أن نصل إلى الحقيقة إلا إذا سُمِح للفكر المعارض أن يعرض نفسه للحوار بكل حرية. وهنا الفكر الغير سليم يحرق نفسه بنفسه ولا يحتاج إلى المنع، فعرضه لا يضر بينما منع الفكر السليم يضر. وجود فكر أحادي على الساحة يُعتِّم الرؤية بينما تعدد الأفكار يبلغ بنا معا إلى الحق والخير ويصل بنا إلى أفضل الآراء. الحوار الحر هو الوسيلة للتحضر واجتياز العالم لكل أزماته. قبول الرأي الآخر والاستماع له مهما كان من الخطأ أمر ضروري حتى نتعلم معا الحرية والقدرة على التمييز لبلوغ الرأي والقرار الناضج والصحيح.

الرأي الواحد الذي يفرضه السيف والعقوبة والقطع والحرم هو رأي الجبناء، الذين يعتمدون على السلطان المزيف والقوة الغاشمة في تسلطهم على البشر. الحوار الذي تعلو فيه الأصوات أو الذي يعتمد المحاور فيه على الشتم يدل على عجز المحاور وعدم قدرته على تبليغ رأيه، إما لجهله أو لأن رأيه يخالف الحق.

اعتدت أن أقرأ موقع الحوار المتمدن منذ سنوات طويلة كموقع يساري. وكنت معجب به وبمناخ الحرية الرحب السائد فيه. لكني لم أتجاسر على الدخول لساحته لسبب بسيط أني كنت أعرف مقدما أني منشغل في مجال خاص قد لا يهم الأغلبية من قراء هذا الموقع. وفي يوم كنت منفعلا جدا بقضايا الأقباط التي لا تجد من يرعاها أو يدرك خطرها فدفعني الضيق لنشر كتاباتي في موقع الحوار المتمدن ولشدة دهشتي أن الموقع نشر مقالاتي التي كان لها ردود فعل قوية في المجال القبطي. بل وتبين لي أن لون السماء واحد في كل بقاع الأرض وأن معاناتنا متشابهة والحلول لجميع المشاكل هو في معرفة الحقيقة والمطالبة بها. فالحقيقة لا يمكن أن تكون حقيقة إلا إذا قيلت وأعلنت على الملأ. والحقيقة من طبيعتها أن تقاوم وتحارب وتشوه وتهان حتى تعلن على الملأ. والحقيقة لا بد أن يكون لها شهداء، ولا بد من أن "يراق على جوانبها الدم"، حتى نجني ثمرها الحضاري.

الحوار المتمدن حقق الحوار الحر للجميع بصورة عملية تكاد تكون فريدة، فمن حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه بكل حرية وأيضا من حق المجتمع أن يقبل الرأي أو لا يقبله. ومن أفضل الأمور أن الحوار المتمدن لم يسمح بالتعليق على المقال بشكل مباشر وفي ذلك حماية للكاتب لكي ما يبدي رأيه دون التشويش عليه. في نفس الوقت أعطي الفرصة لكل من يريد إبداء الرأي بالتواصل مع كاتب المقال مباشرة. كما أعطى الفرصة أيضا لتقييم الكاتب بدون تعريضه للتجريح. وذلك هام في مجتمع يسوده الرأي الرجعي الملتحف بالتدين المريض. رأيت التعليقات على الكتاب في الكثير من المواقع تدل على عدم فهم ما يكتب وأن هناك كثرة من المتخلفين والرجعيين في مجتمعنا الشرقي بينما هو في حاجة إلى الفكر التنويري الوارد في كثير من المقالات المطروحة. ومن الواضح أن التعليقات غير المستنير وما أكثرها تشوش وتضعف من فاعلية الكلمة علي رأي المجتمع وتسبب إحباطا للكاتب.

موقع الحوار المتمدن اسم على مسمي فهو متمدن بكل مفهوم الكلمة وباعث على تحضر شعوب وأمم المنطقة العربية كلها بما ينشره من عمل تنويري رائع. أشكركم على جهدكم العظيم وأتمنى للمنطقة العربية التحرر مما يقيد انطلاقتها نحو الحرية والتقدم والازدهار بمساعيكم الحسنة.



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قضية ماكس مشيل والأوضاع القبطية المتردية
- رأي حول لائحة انتخاب بطريرك الإسكندرية المقترحة
- محنة الأقباط
- لبنان وتقرير فينوغراد
- مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -6
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -5
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –4
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –3
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –2
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -1
- القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية... والأنبا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (2) البابا بندكتوس... والبابا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (1) البابا بندكتوس... والتطرف الإسل ...
- لجنة تثبيت أم إفساد العقيدة .. والأب متي المسكين
- مقالات مرفوضة بالحوار المتمدن
- المجتمع القبطي ...كيف كنا وماذا أصبحنا وكيف؟
- لبنان ... وا لوعتاه
- جيل غيَّبَه التدين المريض
- من الرجال من لا يموتون ... -أبونا متَّى المسكين-


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح : نحو مشاركة واسعة في تقييم وتقويم النشاط الفكري والإعلامي للحوار المتمدن في الذكرى السادسة لتأسيسه 9-12-2007 - سامي المصري - الحوار المتمدن اسم على مسمى