أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي















المزيد.....

مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية التطرف هو الجهل بالتاريخ – (أرنولد توينبي)

وصلتني هذه الرسالة القصيرة ووجدت أنه يلزم الرد عليها بكل تفصيل. حيث أنها تعكس إحدى صور الجهل بتاريخنا الثقافي مع الانحراف الفكري، الذي تفشى في مجتمعنا القبطي، حتى بين الكثير من الشباب المثقف، مما يساعد الظلاميون على فرض نفوذهم السلطوي على المجتمع القبطي. وإليكم الرسالة والرد عليها.

****************************
Comments about your article

ســــــؤال : هل الانبا شنودة الثالث بمعنى كلامك هذا أنة جاء الى هذا المنصب بدون ارادة الله؟ او بارداة البشر؟ واين هى ارادة اللة واليد الالهية؟ الرجاء الرد المقنع.

الإجـــابـــــة
يقول القديس بولس الرسول "لأن هذه هي إرادة الله قداستكم ....." (1تس 3:4) . فالله يريد أن يكون الكل قديسين، فهل معنى ذلك أن الكل قد صاروا قديسين؟ وأيضا يقول، "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي 4:2) فهل إرادة الله للجميع أن يخلصوا قد حققت الخلاص ومعرفة الحق للجميع؟!!! الواقع يقول لنا أن إرادة الله لم تتحقق بعد في العالم ولذلك عندما نصلي نطلب ونقول ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك. ومعنى هذا أن ملكوت الله لم يكتمل تحقيقه بعد وأن العالم غير مخضع تماما لمشيئة الله

الله خلق الإنسان حرا في كل ما يعمل وقد ألزم الله نفسه بأن يحترم حرية الإنسان.
إن إرادة الله لا تمنع حرية الناس من طاعة الله أو عدم طاعته. وفي كل زمان ومكان وموقع هناك إنسان يشهد لحق الله بطاعته وآخر يخالف الحق بكل جسارة. الله لا يحد من حرية أحد ولا يمنع أحد حتى من مخالفته وهو لا يزال يشرق شمسه على الأشرار والأبرار دون أي فرق.

والأعجب من كل ذلك أن حرية الناس هي التي تحد وتمنع إرادة الله فقيل عن السيد المسيح أنه "لم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة ..." (مر 5:6). ويوضح القديس متى أن ذلك بسبب عدم إيمانهم. فبينما الله يريد فهو لم يقدر!!! والمثل الأكثر وضوحا من ذلك هو موقفه من أورشليم "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين أليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 37:23) فالله أراد وهم لم يريدوا، ولم يقدر أن يفرض عليهم إرادته بالخير، حتى غادر الله بيتهم فصار خرابا.

وهناك صور واضحة لذلك في العهد القديم والجديد عن محاولات الله المتعددة مع بني البشر لقيادتهم للخير لكنهم برفضهم لطاعة الله وإرادته يخسرون كثيرا. أقام الله عهدا أبديا مع بني إسرائيل، وأراد أن يكون الله لهم ملكا بنفسه لكنهم رفضوه، وأرادوا أن يكون لهم ملكا من البشر مثل باقي الشعوب. "فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لأنهم لم يرفضوك أنت بل إياي رفضوا حتى لا املك عليهم" (1صم 7:8).

ورغم ذلك ساعد الرب بني إسرائيل لكي يقيموا لهم ملكا بدلا من الله. واختار لهم شاول وعضده وقواه وساعده وآزره ومسحه بالزيت، "فاخذ صموئيل قنينة الدهن وصب على رأسه (شاول) وقبله وقال أليس لان الرب قد مسحك على ميراثه رئيسا." ورغم كل ذلك فلم يحفظ شاول وصية الله وصنع كل شر، "فقال صموئيل لشاول قد انحمقت لم تحفظ وصية الرب إلهك التي أمرك بها لأنه الآن كان الرب قد ثبت مملكتك على إسرائيل إلى الأبد." (1صم 13:13).

فبالرغم من أن الله هو الذي اختار شاول، وتعهد أن يثبت مملكته إلى الأبد، فعندما عصاه رفضه الله، "فقال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل املأ قرنك دهنا وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي لأني قد رأيت لي في بنيه ملكا". (1صم 1:16).

ثم اختار الله داود الملك، "وأقام لهم داود ملكا الذي شهد له أيضا إذ قال وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبي الذي سيصنع كل مشيئتي" (اع 22:13) ورغم شهادة الله لداود فقد أخطأ لله، زني، وقتل. لم يجامل الله داود الذي قطع معه العهد الأبدي لكنه أرسل له ناثان النبي وقال له، "لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه قد قتلت أوريا الحثي بالسيف وأخذت امرأته لك امرأة وإياه قتلت بسيف بني عمون. والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة. هكذا قال الرب هانذا أقيم عليك الشر من بيتك وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك في عين هذه الشمس. لأنك أنت فعلت بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس." (2صم 12: 10-12). الله لا يحابي بالوجوه فمن يعمل الشر هو شرير، كائن من كان، حتى لو كان داود الملك صاحب العهد الأبدي الذي يملك على كرسيه ابنه المسيح إلى الأبد. فضيلة داود أنه اعترف بخطيئته ولم يكابر أو ينكر خطيئته، بل قدم عنها توبة بدموع. "تعبت في تنهدي أعوم في كل ليلة سريري بدموعي أذوب فراشي" (مز 6:6)

أما في العهد الجديد فهناك أمثلة كثيرة أخطرها وأهمها اختيار المسيح ليهوذا ليكون أحد رسله الاثنى عشر، وأعطاه مع كل تلاميذه سلطان وقوة "ودعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم قوة وسلطانا على جميع الشياطين وشفاء أمراض" (لو 1:9). وأيضا أعطاه العهد بأن يجلس معه ليدين أسباط إسرائيل، "قال له يسوع الحق أقول لكم إنكم انتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على اثني عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" (مت 28:19) وصنع يهوذا معجزات بقوة المسيح ورجع فرحا مع باقي التلاميذ بما عمل أثناء كرازته، "وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم." (مر13:6). ورغم كل ذلك أعمت يهوذا شهواته فبدأ يسرق الصندوق الذي استؤمن عليه فلم يكون أمينا. فسقط من طقسه وتمادى في غيه حتى باع المسيح نفسه. إن إرادة الله للجميع هي للخلاص ولكن المسيح لا يحد من حرية أحد لكي يختار حتى هلاك نفسه. يقول قائل لقد اختار الله يهوذا هكذا ليكمل خلاص الإنسان. لو كان هذا صحيح لما كانت ليهوذا خطية، هل كان الله محتاج لخيانة وخطية يهوذا ليصنع الخلاص؟ أقول الله عنده ما لا يحصى من الوسائل بدون يهوذا وخيانته ولكنه استخدم واقع الخيانة الحادث ليصنع به خلاصا. وحتى اليوم الله قد يستخدم خائن وشرير ليكون سببا في خلاص القديسين وهذا لا يعفي الأشرار من أنهم اختاروا شرهم بكل حرية بالرغم عن إرادة الله القدوس.
واضح من كل ما سبق أن الإنسان في وضعه إن كان رئيس أو ملك أو أسقف أو بطريرك يختار بكل حرية طريق الخير أو طريق الشر. وإرادة الله الخيرة لا تعني أن الله يلغي حرية الإنسان في اختيار الشر.

الراعي الصالح في الكتاب المقدس:

هل كل راعي هو راعي صالح؟ فبحسب سؤالكم، فإن إرادة الله ويده الإلهية القوية هي التي تختار الراعي وتفرضه علينا. وبحسب هذا المنطق فكل راعي في الكنيسة مفروض أنه راعي صالح لأته يصدر عن إرادة الله!!! فهل هذا هو الواقع؟ أو هل يتفق مع تعليم الكتاب المقدس أو تعليم السيد المسيح؟!!!

يقول لنا السيد المسيح "الحق الحق أقول لكم إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص. وأما الذي يدخل من الباب فهو راعي الخراف." (يو 10: 1-2)

وأيضا يقول "السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم افضل. أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. وأما الذي هو أجير وليس راعيا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويبددها. والأجير يهرب لأنه أجير ولا يبالي بالخراف." (يو 10: 10-13).

المسيح هنا يميز يبن ثلاثة أنواع من الرعاة. فهناك راعي صالح وهو الذي يبذل نفسه عن الخراف. وهناك سارق ولص وهو الذي لا يدخل من الباب لحظيرة الخراف بل يدخل بطرق ملتوية غير مشروعة. وهو يدخل كأنه راعي الخراف ليذبح ويهلك. أما النوع الثالث فهو الراعي الأجير الذي لا يبالي بالخراف فيهرب عندما يرى الذئب مقبلا. ولعل التاريخ عبر ألفين عاما أثبت صدق قول المسيح مرات كثيرة. وبهذه الحقيقة الإنجيلية التي يشرحها المسيح نفسه فإن نظرية إرادة الله ويده القوية في اختيار الراعي تتلاشى تماما. فالكنيسة ممكن أن يعتلي قيادتها راعي صالح مثل الأنبا كيرلس. أو سارق ولص يفرض نفسه على الكنيسة دون أحقيته للمنصب بوسائل غير مشروعة مع الاستعانة بالحاكم مثلا. وهناك نوع ثالث وهو الراعي الأجير أو كما نقول بالبلدي (بياكل عيش) وما أكثر هذا النوع في أيامنا الظلماء. فهو لا يهمه التعليم الصحيح ولا يهمه مصلحة الخدمة. وبذلك نرى أن عبارة إرادة الله ويده في اختيار الراعي هي مجرد خدعة فكرية تهدف إلى تبرير أخطاء القيادات الكنسية وإعطاءها شرعية مزيفة لفرضها بشكل حتمي على شعب جاهل.

وأعطانا السيد المسيح أيضا علامات واضحة لنميز الراعي الصالح من غير الصالح، فيقول، "من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنبا أو من الحسك تينا. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارا جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارا ردية. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارا ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارا جيدة. ( مت 7: 16-18). فبعد كل ذلك التوضيح إن كنا نرفض التمييز، فنصبح مسئولين أمام الله عن الفساد الذي يصيب الكنيسة بهذا التجاهل للحق، فيقول لنا كما قال لليهود، "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا".

ويؤكد القديس بولس الرسول نفس الكلام فيقول، "احترزوا إذا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. لأني أعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم افتر عن أن أنذر بدموع كل واحد." (أع 20: 28-31). القديس بولس يحذرنا من أن هناك رعاة ستدخل إلى الكنيسة وهم ذئاب خاطفة، ويتبين من ذلك أن نظرية إرادة الله ويد الله التي تختار الراعي ليست لها أي أساس أو وجود إلا في مخيلة من لم يدرس الكتاب المقدس ولا التاريخ.

ويحذرنا القديس بطرس الرسول من نفس الخطر قائلا " "ولكن كان أيضا في الشعب انبياء كذبة كما سيكون فيكم أيضا معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا سريعا... و هم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس." (2بط 2: 1-3).

أما القديس يوحنا في رسالته الأولى فيعطينا علامات واضحة لنميز بين أولاد الله وأولاد إبليس ويقول لنا لا يضلكم أحد كأمر كتابي، "أيها الأولاد لا يضلكم أحد من يفعل البر فهو بار كما أن ذاك بار. من يفعل الخطية فهو من إبليس لان إبليس من البدء يخطئ لأجل هذا أظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس" (1يو 7:3).

أما سفر الرؤيا فيقدم رسائل مباشرة للكنائس في غاية الأهمية. كل رسالة تختم بعبارة هامة تقول "من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس..." فالحديث هو حديث الروح القدس. الرسائل موجهة أساسا لسبعة كنائس أسيا الصغرى التي كانت تتبع القديس يوحنا الرسول، ولكنها تمثل صور من الكنائس في كل زمان ومكان. كل رسالة مقدمة لملاك الكنيسة أي لأسقفها. الرسائل السبع تحوي إدانة لستة أساقفة من السبع تشير إلى تقصير في أعمالهم. تتفاوت صيغة التوبيخ من اسقف لآخر حتى تبلغ ذروتها في الرسالة الموجهة لأسقفي ساردس ولاودكية. هذه الرسائل اليوم توبخنا على كم النفاق والأكاذيب التي نقدمه لأساقفة اليوم (بما في ذلك البطريرك)!!! وهي تظهر أهمية إظهار الحق حتى تنصلح الكنائس بإدراك الخلل الذي فيها.

ماذا يقول الروح للكنائس؟
"وأكتب إلى ملاك الكنيسة التي في ساردس هذا يقوله الذي له سبعة أرواح الله والسبعة الكواكب أنا عارف أعمالك أن لك اسما انك حي وأنت ميت." هل هذا الأسقف اختارته إرادة الله لمنصبه أم لا؟!!!
"كما يقول لملاك كنيسة اللاودكيين "أنا عارف أعمالك أنك لست باردا ولا حارا ليتك كنت باردا أو حارا. هكذا لأنك فاتر ولست باردا ولا حارا أنا مزمع أن اتقيأك من فمي".
هل نتوقع من أسقف كنيسة ساردس أو لاودكية أن يعترض أحدهم على ما يقوله الروح للكنائس؟ مدعيا أنه معين "بإرادة الله ويده الإلهية، وبالتالي لا يمكن له أن يخطئ (هرطقة العصمة من الخطأ)!!!

لو وضعنا التساؤل المقدم في هذه الرسالة، ونحن في القرن الواحد وعشرين، "واين هى ارادة اللة واليد الإلهية" أمام توبيخ الروح القدس لأسقفي كنيستي ساردس ولاودكية لأدركنا تماما أن فهمنا للمسيحية اليوم قد تباعد جدا عن مسيحية القرن الأول. ففي القرن الأول كان الأسقف يخطئ ويراجع بل يوبخ من الروح القدس كإنسان معرَّض للخطأ. أما ما بلغه أسقف الإسكندرية اليوم فهو أمر لم يعرفه المفهوم المسيحي في التاريخ. فالخطأ الذي يوجه للبابا نعتبره خطأ موجه لله نفسه ولإرادته لأننا لا يمكن أن نقبل خطأ البابا !!!!!

أي انهيار فكري نعيشه اليوم وأي انفصال عن حق الإنجيل وحق المسيح حتى بلغنا لهذا الدرك السفلي. إن عثرة الفكر هي أخطر الانحرافات وهي الأصل في كل انحراف وفساد في الكنيسة. إن صورة هذا الانهيار الفكري والمعرفي الذي استشرى اليوم في الكنيسة القبطية ظاهرة خطيرة إن لم نتداركها بسرعة فستقودنا لمستقبل كنسي لا يعلم مدى خطورته إلا الله، وانجراف نحو هاوية سحيقة غير معلومة القرار.

ماذا يقول لنا التاريخ الكنسي.

إن كل الهراطقة في تاريخ المسيحية كانوا من رجال الدين المبرزين وكان أكثرهم من البطاركة الضالعين في الفلسفة والدراسات اللاهوتية. كان نسطور بطريرك القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية أحد هؤلاء الهراطقة فأين هي إرادة الله وذراعه؟ وكيف بلغ إلى هذا المنصب؟ وهل بلوغه لمنصب البطريرك دليل على برائته من تهمة الهرطقة ؟!! لم يمنع مركزه أو علمه أو موقعه السياسي الخطير من أن يقف العالم المسيحي ضده وقفة حازمة، ولولا ذلك لضاع الإيمان بالمسيح منذ زمن بعيد. ولقد دبر الله الشاب أثناسيوس ليقف أمام آريوس الشيخ الذي كان يحمل درجة الأسقفية وكان يطمع في كرسي الإسكندرية وكان من تلاميذه أساقفة كثيرون في كل أنحاء العالم. لقد وقف القديس كيرلس ومعه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين -الذي لم يكن له أي رتبة كهنوتية ولا شماس- أمام نسطور البطريرك الهرطوقي. إن الله الذي حافظ على الإيمان المستقيم تحت وطأة كل قوات الظلمة لن يسمح اليوم أن يضيع كل شيء في غفلة من الزمان، في الكنيسة القبطية التي حافظت علي إيمانها بدم شهدائها. هل لو قلنا أن نسطور بطريرك مدينة القسطنطينية العظمى قد هرطق فإننا نرتكب خطية؟!!! العكس هو الصحيح فلو وافقنا نسطور على هرطقته فإننا نصبح هراطقة مثله. وهل ممكن أن نقول " واين هى ارادة اللة واليد الإلهية" في تعيين نسطور بطريركا على مدينة القسططينية العظمى.

إن كنا نتكلم عن " ارادة اللة واليد الالهية"، فيلزمني أن أسألك لماذا سمح الله أن يعيش آريوس لمحاربة أربعة من أعظم البطاركة القديسين المتعاقبين؟ وهم على التوالي القديس بطرس خاتم الشهداء والبابا أرشيلاوس والقديس ألكسندروس والقديس أثناسيوس الرسولي الذي قضى معظم أيام حبريته منفيا، فأبعد عن كرسيه خمس مرات بسبب الأريوسيين. ولماذا سمح الله بانتهاء المسيحية في شمال أفريقيا حيث كان هناك القديس كبريانوس والعلامة ترتليانوس والقديس أغسطينوس؟ وهم من قادة الفكر المسيحي في العالم في القرون الأولى وحتى اليوم. ولماذا سمح الله بأن يتولى أسقفية مدينة القسطنطينية العظمى (الذي يسمى البطريرك المسكوني أي بطريرك العالم كله)، ثلاثة بطاركة من الهراطقة؟ وهم مكدونيس ونسطور ثم فلبيانوس الذي حرمه الأنبا ديسقورس. وكلهم أسقطوا عن كراسيهم. ولماذا سمح الله أن تتحول مدينة القسطنطينية من عاصمة الدولة الرومانية الشرقية التي كانت تقود العالم المسيحي كله إلى مقر الخلافة العثمانية؟ هل الله هو الذي يسمح بذلك أم هو قصور فكر الناس وتدبيرهم الشرير بعيدا عن حق الله؟!!!

ما هو موقف الأنبا شنودة من إرادة الله وما يقوله الروح للكنائس:

الأنبا شنودة الذي كان أسقفا لم يختاره الشعب بل مُنِع الشعب من الانتخاب فاقتحم الكنيسة بمساندة الحكومة وكسر كل قانون كنسي يمنعه من ترشيح نفسه لمنصب البطريرك. الأنبا شنودة استخدم أسوء الأساليب والافتراءات والادعاءات ليسيء للمرشحين الذين احبهم الشعب ورشحهم للمنصب طبقا للقانون الكنسي. الأنبا شنودة وصل لموقعه كبطريرك للكنيسة القبطية ليس من باب الشرعية الكنسية وبذلك فهو لا يختلف كثيرا عما فعله البطريرك ماكس مشيل أو البطريرك هابيل. تستطيع أن تجد ردا على هذه التساؤلات لو تتبعت تاريخ هذه المرحلة القاتمة من مصادر أمينة ومضاهاة ما يحدث مع القانون الكنسي المكسور. يمكن الرجوع لمقالتنا في هذا الموضوع خاصة المقالات التالية:

http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=80855
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=68761
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=76466

سامي المصري



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -6
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -5
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –4
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –3
- مطالب الإصلاح ورد الفعل –2
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -1
- القوانين الكنسية لانتخاب بابا الإسكندرية... والأنبا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (2) البابا بندكتوس... والبابا شنودة
- ما بين التحضر والتحجر... (1) البابا بندكتوس... والتطرف الإسل ...
- لجنة تثبيت أم إفساد العقيدة .. والأب متي المسكين
- مقالات مرفوضة بالحوار المتمدن
- المجتمع القبطي ...كيف كنا وماذا أصبحنا وكيف؟
- لبنان ... وا لوعتاه
- جيل غيَّبَه التدين المريض
- من الرجال من لا يموتون ... -أبونا متَّى المسكين-
- الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة-2
- الأنبا شنودة وأحداث الإسكندرية الأخيرة
- نشاط الجماعة المحظورة في مصر علامة حكم يتهاوى
- لا تدينوا لكي لا تدانوا
- (1) -التعصب الديني في مصر


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي