معبر رفح ومخلب القط

سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 02:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التحرك العاطفي في الأمور السياسية وخصوصا في العلاقات الإسرائيلية أمر خطر لا يُحمد عقباه. فنحن نواجه عدو خبيث له أهداف واضحة "من النيل إلى الفرات". وهو يعرف كيف يختلق المواقف لتخدم أهدافه التخريبية، البعيدة المدى للمنطقة كلها، مستندا على القوى العالمية التي أصبحت اليوم تحت إمرته وسيطرته تماما. لقد جرَّبت مصر التحرك السريع وأظن أننا وعينا الدرس، ونعرف من هو العدو ومن هو الخائن الذي يأخذ الشكل المتشدد والمتشنج حتى يجر مصر للخراب. ومتى سقطت مصر فإن هؤلاء الحماسيون المتشنجون يصبحون أول الشامتون المكبرون المهللون للهزيمة. الموقف يحتاج إلى تفهم لكل أبعاده دون سذاجة حتى لا تجرفنا العواطف للمصيدة المنصوبة لنا كما حدث في عام 1967. وقبل أن نتفحص موقفنا هناك عدة أسئلة في غاية الأهمية والخطورة:

كيف تحصل حماس على الصواريخ التي تضرب بها إسرائيل؟!!! هل ممكن أن تصل الصواريخ ليد حماس دون علم أو في خفية عن إسرائيل؟!!! إن صواريخ حماس تسلم لها بتدبير وتخطيط إسرائيل. فبدون صواريخ حماس لما وجدت إسرائيل الفرصة لذبح وإبادة الفلسطينيين. فهي التي تمكِّنها من تبرير كل جرائمها التي ترتكبها بكل برودة الدم .

ما هي آثار صواريخ حماس على إسرائيل؟!!! صواريخ حماس وحزب الله تسقط على الأحياء العربية والمناطق المسيحية التي ترغب إسرائيل في التخلص منها. أو تسقط في الرمل أو البحر كما حدث مع صواريخ صدام حسين أثناء حرب الخليج الأولي. ومع ذلك تقوم إسرائيل بالرد ليس على مواقع الصواريخ بل على المدنيين الأبرياء فتقوم بمذابحها الرهيبة وتدمير كل ما هو حيوي وضروري للحياة. وذلك هو ما حدث في لبنان، وما يحدث في فلسطين كل يوم. صواريخ حماس لها هدف واحد هو إيجاد مبرر كافي أمام الرأي العام العالمي حتى تقوم إسرائيل بضرب قطاع غزة بكل هذه الشراسة والوحشية.

هل حماس لم تفهم الدرس حتى الآن؟!!! فتبادر بالضرب بالصواريخ بالرغم من كل ما تتوقعه من نتائج وخيمة يحقق الموت والخراب المحيق بالفلسطينيين؟!!! أم أن الواقع يؤكد اتفاق حماس الكامل مع إسرائيل على الخراب والوبال المؤكد، فتعاود الكرة المرة تلو المرة، رغم الخراب الذي تحققه في كل مرة!!!
هل أصحاب الأقلام الذين يدفعون مصر وراء حماس هم قوم سذج أم أنهم يدفعون مصر للخراب كما دُفِعنا وراء الشرك السوري الذي نصب لنا في عام 1967. فدبرته إسرائيل ونفذته سوريا مدعمان بأمريكا وروسيا!!! وبعد السقوط كانت الشماتة التي ما بعدها شماتة، حتى أنه بعد أكثر من أربعين سنة ما زال الخونة يتغنوا بالهزيمة، ويلوكون عبارات العدو، وكأن مصر ليست بلدنا. متغاضين تماما عن الجرائم التي ارتكبتها حكومة سوريا في ذلك الوقت لحساب إسرائيل. وباعت سوريا الجولان لإسرائيل ولم تشترك سوريا في أي حرب حقيقية مع إسرائيل بل كانت تقوم بأعمال استعراضية تستهدف أولا دفع مصر للهلاك .

التاريخ يقول أن منظمة حماس أقامتها ومولتها إسرائيل وزرعتاها في قلب الفلسطينيين، والواقع يقول أن حماس هي أكثر من خدم إسرائيل وحقق أهدافها في تدمير حقوق الفلسطينيين وتشويه سمعتهم عالميا بالتطرف المخطط.

لم يعد خافيا أن من يدير تلفزيون الجزيرة بشكل مباشر هم مجموعة إسرائيلية. فأصحابها يهود إسرائيليون أسسوها في إنجلترا أولا، ثم نقلوها للمنطقة العربية. وعمل معهم إذاعيون من خونة العرب ليخدعوا الجهلة والبسطاء والمغيبين. إذاعة الجزيرة تستخدم التطرف كوسيلة لدفع العرب للخراب لحساب الصهيونية العالمية وليس ضدها كما تزعم. التطرف هو أخطر وسيلة لتدمير الشعوب.

حسن نصر الله، عن طريق التطرف استطاع أن يدمر لبنان. إسرائيل صنعت منه بطلا، بادعاء أنها هُزِمت أمام صواريخه التي قذفها على المواقع العربية والمسيحية داخل الحدود الإسرائيلية، مما يؤكد تواطؤه. وتحت هذه الفرية دمرت إسرائيل لبنان وتركت مواقع حسن نصر الله وحزب الله. حسن نصر الله ومعه السوريون بعد أن دمروا لبنان يحاولون اليوم أن يمتدوا بأعمالهم التخريبية لينالوا من مصر، رافعين شعارات زائفة لإقحام مصر في ويلات الحرب. كل من يساند هذه الزمرة التي تحركها إسرائيل لينال من مصر هو خائن شرير.
وعلى ضوء ذلك ليتنا نتفهم أعماق لعبة معبر رفح. إنه أحد ستة معابر لقطاع غزة، وهو المعبر الوحيد الذي يقع في الأراضي المصرية. يُنظِّم العمل بالمعابر الست اتفاق دولي لا يمكن تجاوزه. وبموجب هذا الاتفاق كان يشرف على الست معابر قوات أمن دولية، مدعومة من دول الوحدة الأوربية. وكانت تقوم بتأمين المعابر بما يحقق أمن الفلسطينيين. ولأن هذا الوضع لا يخدم الأهداف الصهيونية، قامت حماس بأعمال الشغب ضد قوات الأمن التي تحمى الفلسطينيين من الإرهاب الصهيوني، مما اضطرها لأن تترك المعابر وترحل!!! فعندما تركت القوات الدولية مواقعها، أعطت إسرائيل حق العربدة ما شاءت. ومن الذي يملك الحق أو القدرة على كبح جماحها؟!!! هل هناك أدنى شك في أن دور حماس لإخراج قوات الأمن الدولية، كان له أي هدف آخر سوى خدمة العدو الصهيوني؟!!! إن تشدد حماس المفتعل ما هو إلا خيانة للقضية الفلسطينية وعمالة لإسرائيل.

ولكن من فقد القدرة على الخجل ليس عليه حرج في كل ما يقول أو يعمل. فحماس تحاول أن تشوه الوطنية المصرية بعارها. والأخطر من ذلك أنها تحاول أن تقحم مصر في حربها المفتعلة وغير المبررة مع إسرائيل وتُصعَِّد الأمور لتجر مصر لحرب جديدة. إن ما تفعله حماس هو تدبير إسرائيلي يماثل العبث السوري في عام 1967. فهل تظن حماس وربيبتها إسرائيل أننا مازلنا سذج لتجر مصر مرة أخرى لويلات حرب غير متكافئة، مستخدمة وسائل الحماس الأجوف والدعاية العاطفية التافهة؟!!! ويؤازر حماس في لعبتها كل العملاء المستفيدون من خارج مصر ومن داخلها.

اليوم الخونة الحماسيون يدفعون مصر لكارثة، خدمة للعدو الصهيوني كما دفعتنا سوريا في معركة 1967.

***************************
أنا أشفق على الفلسطينيين من حماس خاصة، وباقي المنظمات الفلسطينية بشكل عام، والتي ترتكب الخيانة تلو الخيانة دون توقف!
أنا أشفق على لبنان من حزب الله أولا ثم من المليشيات اللبنانية التي تزرعها أمريكا للخراب والتنظيمات السورية الخائنة!
أنا أشفق على مصر أولا من الإخوان المسلمين وثانيا من لجنة السياسات وثالثا من الأحزاب المصرية الهزيلة
أنا أشفق على العراق من التنظيمات الإرهابية المتعددة التي زرعتها أمريكا لتحدث أكبر دمار ممكن، لتمنع العمل الوطني القومي ضد الاحتلال الغاشم!
أنا أشفق على العرب جميعا من الإعلام الصهيوني الموجه من قناة الجزيرة ومن الضربات المخططة في إيران والمنفذة في سوريا!
أنا لا أشفق على سورية التي هي مصدر جميع المصائب والمؤامرات التي تحاك ضد المنطقة، وهي تعيش في حال أشبه بسويسرا أثناء الحرب العالمية الثانية!
أنا أشفق على الشعب الأمريكي من أمثال بوش ومن ورائهم من المنظمات المالية الضخمة والبنوك التي تبتز كل جهد وتعب الشعب لحساب الشيطان واختلاق الحروب للتخريب!
أنا أشفق على الشعب اليهودي من المنظمات الصهيونية التي تجتذبهم مع العالم كله إلى هوة سحيقة، الله وحده يعلم إلى أين قرارها ومتى نهايتها!

وخلاصة القول حاميها حرميها!!!!

أتمنى للعالم عام يقل فيه الأنين عما سبقه من أعوام عندما يتنبه لمصادر آلامه ويتجنبها،
وكل عام وأنتم بخير؛

#سامي_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات