أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»















المزيد.....

شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 19:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ينعقد المؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر في الفترة من 31 أكتوبر وحتى 2 نوفمبر تحت شعار "من أجلك أنت".

حاولت أن أفهم المغزى العميق المقصود بذلك الشعار، فرجعت لما تعلمناه زمان في اللغة العربية، حيث علمونا في الإعراب أن "أنت"، ضمير للمخاطب المفرد المُذكَّر مبني على الفتحة في محل رفع، فزادت حيرتي جدا. فترى من ذا الذي يخاطبه ذلك الشعار؟ فكلمة "أنت" الموجهة للمخاطب المفرد المُذكَّر تعود على من؟!!!

الشعار تركنا نخمن دون أن يزيد حرفا واحدا... فترى من يكون ذلك المخاطب المفرد المُذكَّر السعيد الذي يبشرنا المؤتمر السنوي للحزب الوطني أن كل شيء كان وسيكون لأجله وحده؟!!!!!

أكيد لست أنا!!! وأكيد ليس جاري القريب.. ولا جاري البعيد.. ولا أحد الفلاحين أو أحد العمال... بالتأكيد الشعار لا يقصد أحد الموظفين المطحونين والمنسيين تماما من الدولة... ولا أحد من سكان سيناء أو النوبة... ولا أي واحد من أي محافظة بمصر... أكيد ليس هو المواطن المصري بكل أطيافه، فكلنا في الهم نعاني أشد صور القهر منذ عام 1982. وقد يعود ذلك لما بعد نصر أكتوبر 1973 مباشرة حيث بدأ الرئيس المؤمن النكسة الثقافية الاجتماعية الاقتصادية الصناعية الزراعية دون تلكأ. ومن ذلك الوقت تتزايد معاناة الشعب في كل يوم أكثر وأكثر بفضل فساد حكومي متنامي، بلغ إلى حد تخريب كل الوسائل الحيوية التي تمثل الحد الأدنى لإمكانية الحياة في مصر، فحتى مشاعرنا وعقولنا وأخلاقنا يحاولون تخريبها. وما ظهر من فساد خلال العام الماضي يضاعف كل ما ارتكبه الحزب من الخطايا في حق الشعب في تاريخه الطويل.

المفروض إن الهدف من المؤتمر السنوي للحزب الحاكم هو أن يعرض ما حققه من منجزات خلال العام المنصرم، ذلك إن كان هناك منجزات!!!! أو على الأقل يعرض خطته القومية ومشروعه المستقبلي لإنقاذ مصر من الوحل والطين الذي درمغنا فيه بالفساد!!! لكن المؤتمر يفاجئنا في شعاره الذكي الذي حدد فيه بكل صراحة ووضوح أن كل شيء هو من أجل ذلك الفرد الواحد الوحيد المفرد المُخاطب المُذكَّر الذي يسميه "أنت". ومن المؤكد أنه ليس الشعب، حيث أن بعض مما تحقق للشعب في ذلك العام كان كالآتي:

أفسدوا حتى الهواء:
لقد أصبح مجرد التنفس في مصر صعب. فبعد أن ذبحوا الخنازير لتدمير رأس مال أكثر من مليون مصري، مما ترتب عليه الفشل الكامل في التخلص من القمامة على مستوى المدن الكبرى في مصر ونتج عن ذلك تراكم جبال وأهرامات القمامة المتعفنة مما نشر الروائح الكريهة في سماء مصر. فحتى استنشاق الهواء أصبح متعذرا في مصر.

وأفسدوا الماء
لقد تحقق الاتحاد الكامل ما بين مياه الشرب ومياه المجاري في مصر حتى يتحقق استفادة الشعب بكل ما في المجاري من بروتينات حية وميتة ومتعفنة. وحتى يتم تفعيل فساد المياه بشكل قاطع تم تلويث مياه النيل نفسه حتى تقطع خط الرجعة لكل من يحاول أن يفلت من الخطة الشاملة. إن مشروع إفساد مياه النيل بإلقاء مخلفات المصانع المسرطنة والقاذورات يعتبر من أفضل مشاريع الدولة الطموحة، حيث حقق عدة أهداف في نفس الوقت. فبقدر ما يوفر أموال طائلة للمستثمر الذي يمثل الوارث الشرعي وصاحب الحق الوحيد في ابتزاز مصر، فتعفيه مما تتطلبه تعليمات الأمن الصناعي من تكاليف باهظة للتخلص من مخلفات المصانع. في نفس الوقت فهي فعالة في سرطنة المياه مما يحقق التحجيم من التزايد السرطاني للسكان، دون المساس بحق الدولة في نشر الخزعبلات الدينية التي تغيب العقول لحساب الأهداف السلطوية لأصحاب البلد. فبينما سرطنة المياه تعالج الانفجار السرطاني للسكان يقوم العمل الديني بلا عائق في سرطنة العقول والأمخاخ ليشل التفكير العلمي والمنطقي الذي قد يعوق ممارسة النشاط الاحتكاري للاقتصاد ورأس المال في مصر.

وأفسدوا الغذاء
واستكمالا للفائدة تم التأكد من أن كل الخضراوات التي يتناولها الشعب يتم ريها بمياه المجاري وذلك تحقيقا للخطة الحكومية الطموحة في تحديد النسل، فبعد أن بلغ تعداد الشعب المصري 80 مليون نسمة. وبدلا من العمل بأسلوب علمي لتحديد النسل مما يكلف الدولة الكثير، كما أن ذلك يتعارض مع الدين الذي يخدر به جمهرة الشعب فيسهل إذلاله والسيطرة عليه. لكل ذلك وجدت الدولة أن أنجع وأسهل الطرق هي استخدام مياه المجاري التي تنشر الأنواع الفاخرة من الأمراض الميكروبية والسرطانية. أما في مجال اللحوم فبعد ذبح الخنازير بشكل مفزع اختفى النوع من اللحوم الذي كان في متناول الشعب وارتفعت أسعار اللحوم للدرجة أنه حتى الطبقات المتوسطة أصبحت لا تملك شراءها. ولتكميل الحصار الغذائي الكامل على الشعب فقد تم تربية الأسماك على مياه المجاري والتي تبين أنها تنتج أسماك تتراوح في خطورتها الغذائية من نشر الكثير من الأمراض إلى أن تبلغ لتسمم من يتعاطاها. أما عن استيراد المواد لغذائية فحدث بلا حرج، فاستيراد القمح الغير مخصص للاستخدام الآدمي المخلوط بالحشرات تحت إشراف حكومي يحقق فائدة مزدوجة لأصحاب البلد من المستوردين، حيث يحققون ثروات طائلة في نفس الوقت يقوم بدوره في تحجيم الانفجار السكاني للعبيد من البشر بالقدر الذي يحقق الرخاء والثراء لهيئة المنتفعين بمصر.

وأفسدوا الدواء
كانت مصر أيام عزها جاذبة للمرضى من كل الدول المحيطة بها لسمعة أطبائها الفائقة، ولعظمة مستشفياتها، ولرخص العلاج والخدمات الصحية المتميزة. كل ذلك فسد!!! الخدمات الصحية والعلاج والاستشفاء والمستشفيات في مصر بلغت حالتها من الانهيار والفساد ما لم يحدث في تاريخ مصر، وتراجعت إلى الحد الذي تدنى عن الكثير من الدول المتخلفة. كل ذلك في الوقت الذي تتفشى فيه الأمراض في مصر بشكل غير مسبوق بسبب فساد الهواء والماء والغذاء كما سبق وأوضحنا، فانتشر التيفود وتفشى مرض أنفلونزا الطيور والخنازيرن، وفيروس س. الذي يقدر عدد ضحاياه بثمانية ملايين، ثم الفشل الكلوي الذي هو النتيجة المباشرة لفساد المياه والمنتشر بشكل مروع، ناهيك عن الأنواع الفاخرة من السرطانات التي كان يندر تواجدها في مصر بسبب الغذاء الصحي الذي تميزت به مصر في أيامها الجميلة لما كانت اسمها مصر!!! ومع هذا التفشي المروع للأمراض كنتيجة حتمية للفساد ومع كل هذا التراجع في الخدمات الصحية ارتفعت أسعار الخدمات الصحية للدرجة التي يستحيل على الفقراء الحصول على الحد الأدنى منها، فلو توفر التشخيص بصعوبة فغير ممكن متابعة العلاج لارتفاع أسعار الدواء بالنسبة للدخول المنخفضة جدا. الأمر لا يخص فقط الفقراء، بل حتى الطبقات المتوسطة تجد صعوبة بالغة في الاستشفاء، فأكثر من 90% من الشعب يجد صعوبة بالغة للحصول على الحد الأدنى من العلاج. لأول مرة في تاريخ مصر عندما تذهب إلى المستشفى ولو في عربة إسعاف فيلزم أولا أن يقدر تكلفة العلاج ولا يسمح بدخول المستشفى قبل دفع المبلغ المطلوب كاش وبشكل فوري. لقد بدأت تلك الظاهرة الاإنسانية في مصر لأول مرة بالتدريج في عصر السادات ثم تفشت وأصبحت بلا استثناء في كل مستشفيات مصر. مطلوب من الفقراء ألا يمرضوا، فعليهم فقط أن يموتوا. ففي الوقت الذي يعيشون محاطين بمياه الصرف الصحي التي تتسرب إلى كل موضع داخل المنازل حتى غرف النوم، مع عدم توافر المياه الصالحة للشرب في الكثير من القرى المصرية اليوم، بل وحتى في العشوائيات المحيطة بالقاهرة التي يسكنها 13 مليون مصري!!!!!!!
وتفاجئنا الأخبار بما هو أكثر إزعاجا!!!! فهناك 265 بليون دولار قدمها الكفرة من الدول الأوربية لدعم الخدمات الصحية في مصر. وتم بها بناء مستشفيات، استحضر لها الأجهزة الطبية اللازمة. ثم تركت المستشفيات للخراب دون أن تستكمل ودون إدارة حتى فسدت الأجهزة وصدئت. وأضاع المسئولين على الشعب حق العلاج وحق استخدام تلك الهدية من الكفرة. لماذا لم نسمع عن الخبر مرة أخرى؟!!!!!!

لم أعرض سوى عينات كارثية قليلة مما تحقق ضد الإنسان المصري على يد الحزب الحاكم، فلم أتطرق بعد لفساد أجهزة الأمن والإرهاب الذي يروع الشعب الآمن!!! والتخلف الثقافي والتعليمي والصناعي والزراعي وفساد أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وجميع النقابات والجامعات. لم أتعرض لأولاد الشوارع وسكان العشوائيات والمقابر!!! لم أتعرض للشركات الأجنبية التي تبتز مصر وتستغل وتستعبد المصريين. لم أتعرض لغسيل الأموال وشركات توظيف الأموال التي تبتز مساكين الشعب ليهربوا الأموال خارج مصر، مع مساندة الدولة والقضاء الفعالة لهم. ولم أتكلم عن المد الوهابي المؤيد من الحكومة الذي يفسد الثقافة، ويغيب العقول، ويحارب الفكر القومي، المصري ويفرز مناخا غريبا عن الطبيعة المصرية السمحة. لم أتعرض لما يلاقيه الأقباط من تعصب بلغ لتدمير الكنائس وحرقها والاعتداء على مساكنهم ومتاجرهم وحقولهم وزراعاتهم وفتياتهم القصر، مع تزايد حالات القتل. كل ذلك وأجهزة الأمن تتواطأ، وأجهزة القضاء تبرئ المجرم ليزداد إجراما. وكل مصري يعاني الأهوال، أقباط ومسلمون.

ولنعود للسؤال المعروض في بدء المقال عن شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم
«من أجلك "أنت"»

فترى من هو ذلك المخاطب المفرد المذكَّر السعيد الذي يعمل حزب مصر الحاكم وتحت أقدامه كل الشعب مسحوق يتعرض لتلك الحالة الكارثية من المهانة من أجل من؟!!!!

من أجل فرد واحد يقف فوق قمة هرم الآلام والمعاناة يدكه بقدميه!!!!

«انتخبوا جمال مبارك»



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصب الديني والخراب القومي والفساد الكنسي في مصر
- صراع أساقفة الأقباط حول الكرسي البابوي
- البطريرك الصحفي وأزمة دير أبو مقار
- مصر للمصريين .... وأزمة القمامة
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية: (4) هدفها تشويه التاريخ الحضاري ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (3) وتشوه أدبي يفتقر للحد الأد ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (2) تُسقِط الطبيعة الدموية الع ...
- رواية عزازيل بلطجة وهَّابية.. (1) أهم أهدافها بث روح الكراهي ...
- أوباما والأقباط بين حق السيادة والمواثيق الدولية لحقوق الإنس ...
- الدكتوراه الخامسة في النفاق... وبطريرك
- حرب إبادة الخنازير جريمة قومية
- غيبة العقل القبطي وعودة الأقباط إلى الساحة
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة
- أربعون عاما على استشهاد البطل عبد المنعم رياض
- «أقباط المهجر»... 2- والوطنية المصرية
- «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!
- خسرت إسرائيل هذه المعركة
- حسنين هيكل يؤيد حماس في قناة الجزيرة
- معبر رفح ومخلب القط
- قطنة بزيت


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - سامي المصري - شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»