أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح الأقباط















المزيد.....

الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح الأقباط


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أعجب الأمور في هذا العصر هو صعوبة فهم ما يدور وراء الأحداث أو التنبؤ بالنتائج التي يستحيل توقعها. فأي مغامر يستطيع أن يعمل أي شيء في مصر بدون رادع مادامت له المقدرة، ومهما كانت مخالفاته للقانون هدامة ومخربة وبعيده عن التصور وعن أي منطق أو حتى المبادئ الأولية لمعنى الشرف وكرامة الأمة.

الأنبا شنودة يعلن أنه فوق القانون وفوق الدستور وفوق القضاء بشكل مستفز وبكل تحدي لسيادة الدولة باسم المسيح والدين، مع أن المسيح نفسه كقدوة كان يخضع لسلطان الدولة بكل وداعة ووقار، وهو صاحب مبدأ "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله". الأنبا شنودة لا يكف عن تكرار ذلك التحدي كل يوم بكل استعلاء، فلا يكف عن التصريح والإعلان أنه لن ينفذ حكم المحكمة الإدارية العليا، الذي بمنح تصريح الزواج الثاني.

الموقف المتعجرف والخطير غير المسبوق للبابا، برفضه تنفيذ حكم صادر من أعلى مستوي قضائي بالدولة، يعتبر امتهانا لكرامة الدولة إلى أبعد درجة وإهانة غير مسبوقة للحكم في مصر، وسابقة خطيرة لا يمكن لدولة أخرى على الأرض أن تقبلها مهما كانت الظروف. لكل ذلك حبست أنفاسي متوقعا قرارات خطيرة قد تكون أسوء من الإجراءات التي اتخذها السادات في عام 1981، وبقدر خطورة ذلك التحدي لسيادة الدولة، تصورت أن خطر هذه الفتنة المريع لن يتهدد البطريرك وحده بل سيمتد ليشمل الشعب القبطي بل ومصر كلها.

ولكن العجب العجاب، فبعد إعلان البابا رفضه لتنفيذ حكم أعلى مستوي قضائي بالدولة بهذا الشكل الاستفزازي المتكرر، وبدلا من اعتراض الحكومة، نرى مساندة الدولة الكاملة والمطلقة للأنبا شنودة في قراره المتحدي للدستور. إن خطورة قراره لا يتمثل فقط في تحديه للدولة بل وأيضا في تعديه الخطير على أخص حقوق الشعب القبطي الذي كفله له القانون الكنسي عبر عشرين قرنا خلت. الرئيس مبارك بنفسه يرسل ليُطمئن البابا أن قرار المحكمة لن ينفذ!!! والبابا بعلن ذلك على الملأ في الصحف!!! هل هناك رئيس دولة على الأرض يملك اليوم حق عدم تنفيذ قرار محكمة؟!!!! وهل بلغ الاستهتار بالقضاء والقانون والدستور في مصر إلى هذا الحد من الاستخفاف والهزء!!!! إن اهتمام الرئيس بالموضوع بصفة شخصية دفعه لإرسال رسالتين للبابا مع كبار مستشاريه هما الدكتور زكريا عزمي والدكتور مفيد شهاب، ليشجعا البابا على تحديه لقرار أكبر سلطة قضائية بالدولة!!! هل كان ممكنا لإنسان عاش في مصر منذ خمسين عاما أن يتصور أن حجم الفساد ودرجة التراجع السياسي والحضاري في مصر سيبلغ لهذه الدرجة من التدني بعد خمسين عاما فقط؟!!!!

الأعجب من ذلك هو ما حدث في الاجتماع الأول للبابا مع وزير العدل لإقرار قانون جديد للأحوال الشخصية مع عدم إخطار الطوائف الأخرى بموعد الاجتماع!!! وبعد أن أخطرت الطوائف بموعد الاجتماع التالي حدثت أمور عجيبة لمنع حضور مندوب الطائفة الإنجيلية وذلك بسبب موقفهم الواضح من رفض القانون المخالف تماما للتقليد المسيحي الأصيل ولحقوق الإنسان والذي يريد البابا أن يفرضه حتى يضع مقادير الشعب القبطي في يد من لا يرحم ولم يعرف معنى الرحمة. وواضح جدا محاباة الحكومة الشديدة للبابا!!!!!

والسؤال لماذ؟ !!!!! وكيف تحابيه الحكومة بعد أن وجه كل هذه الإهانات للدولة في سلطتها القضائية بكل هذا الاستهتار في حقها في السيادة وحقها في فرض الدستور وتنفيذ القانون؟!!!

إن الموقف المتعجرف غير المسبوق للبابا برفضه تنفيذ الحكم، يعتبر إهانة لكرامة الدولة واستهانة بسلطانها إلى أبعد درجة. فكيف بعد ذلك الموقف الشنيع يمكن للحكومة بل والرئيس نفسه أن يتعاون مع البابا رغم ذلك الموقف المسيء جدا لكرامة الدولة كلها وقضاءها؟!!!! هل إلى ذلك الحد قد بلغت كراهية الدولة للأقباط حتى أنها تتحمل كل هذه الإهانة البالغة في سبيل إفناء الشعب القبطي بقرار بابوي!!!!! أين حق السيادة الذي تتشدق به الحكومة أمام مطالب حقوق الإنسان على المستوى الدولي؟!!!! وعندما يتعدى البابا على حق السيادة بكل هذا الازدراء لكرامة الدولة... تستجيب وترضخ الدولة لكل مطالبه.. ليس ضعفا لكنها تعاونه في سبيل تحقيق أكبر وسيلة لتخريب المجتمع القبطي في مصر، ضد كل قوانين حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا.
لقد تعاون الأنبا شنودة مع الحكومة مرات كثيرة في كل قضايا ذبح الأقباط، اعتمادا على مقدرته الفريدة في تخدير وخداع وقيادة الدهماء والجهلة والمغيبين، لإسكات كل صوت حر للمثقف القبطي، الذي يري ويدرك حقيقة الأمور، فلا يجد فرصة أو مجالا ليفتح شفتيه بالحق أمام الطغيان البطريركي. النظام يعتمد على أجهزة دعاية البابا من فضائيات مصروف عليها ملايين من دم الشعب القبطي مع مجلة الكرازة التي يرأس تحريرها البابا بنفسه واجتماعي الأربعاء والأحد حيث يمتص ويكتم كل صرخات الأقباط. وبينما النظام يرتكب الجريمة تلو الجريمة، فكل أجهزة الإعلام البابوي مع كل الفضائيات مع مجلته يتجاهلون ويعتمون تماما على كل الأحداث الجسام، انتظارا لمحاضرته حيث يلهو فيها بالشعب، مرة بالنكتة، وأخرى بقفشة أو على الأكثر بدموع التماسيح، وثالثة يطير فيها الحمام وسط تصفيق يقوده مأجورين مندسين بين شعب مخدر. البابا المؤيد والمدافع عن للشريعة الإسلامية، هو الذي صدق على جريمة الدولة لذبح الخنازير. لولا الأنبا شنودة وصفقاته مع الحكومة وخيانته لشعبه لما أمكن بأي شكل أن تقوم الحكومة بآلاف الجرائم التي ارتكبتها ضد الأقباط في الأربعين عاما الماضية.

التعاون الحكومي مع البابا على ذبح الأقباط ليس جديدا. لكن الموقف اليوم مختلف فالذي يدمر ويخرب الكيان المجتمعي القبطي من جذوره هو البابا نفسه، الأمر الذي لا تستطيعه الحكومة، فرغم أن ذلك يأخذ شكلا ينتقص من كرامة الدولة بل يعتبر مهانة واحتقارا لحق الدولة في تنفيذ القانون، إلا أن الحكومة المتعطشة لأذى الأقباط لا تملك إلا أن تسانده لتحقيق مآربهما المشتركة في تدمير وتفكيك المجتمع القبطي!!!!

ليس بمستغربا أن يكون المؤيد والمشجع لقرارات البابا بشكل معلن هم الإخوان المسلمين. وليس عجيبا أن تقوم قناة الجزيرة، التي تكره مصر والأقباط بشكل خاص، بعمل ريبورتاج فاخر عن الأنبا شنودة. وليس بالصدفة أن تقوم بعمل ذلك الريبورتاج عندما بدأت تتراجع ثقة الأقباط بالأنبا شنودة بعد أحداث نجع حمادي حيث بدأ الشعب المجروح التشكك في نواياه الواضحة. الأنبا شنودة هو أكثر من يخدم الإسلام السياسي وأكثر من ساعد الهجمة الوهابية الشرسة لتحقيق ضرباتها لمصر. الأنبا شنودة يستخدم النص الإسلامي في العلن ليؤكد على ذمية الأقباط، وبالتالي يستشهد المتعصبين من المتأسلمين على أقواله في إثبات حقهم في إذلال الأقباط في وطنهم!!! الأنبا شنودة هو أكثر من يخدم فكر الدولة الدينية الذي لن يكون إلا دولة تحكمها الشريعة الإسلامية بشكل أخطر من إيران والسعودية!!! الأنبا شنودة لم يكتفي بدوره في تخدير الأقباط إعدادا للذبح في كل ما ارتكبته الحكومة من جرائم، لكنه يتجاوز كل ذلك بالقيام بنفسه بدور المخرب للمجتمع القبطي. فالقانون الجديد هو طارد للشعب القبطي يدفعه بكل قوة بيد الأنبا شنودة للإسلام. لذلك تقوم الحكومة بمساندته في تحقيق مآربة السلطوية ولو على حساب كرامتها حتى يتحقق إفناء الشعب القبطي.

إن هذا الموقف السياسي النادر عمل على تشجيع صوت الإسلام السياسي في مصر، منتهزا فرصة التواطؤ البابوي مع الحكومة، ليقوم بمهاجمة الأقباط والمسيحية بكل عنف متهما إياهم بالتواطؤ الحكومي. فالأقباط المطحونين بين جرائم الحكومة والبابا يجدون أنفسهم وقد انقضت عليهم الضربات بكل عنف من طرف ثالث هو الإسلام السياسي وهيئة علماء الأزهر الذين يسددون ضرباتهم بكل قوة للقبطي المكبل بصفقات البابا مع الحكومة.

أيها الشعب القبطي المسكين ليتك تفيق يوما من مخدر الإعلام البابوي اللذيذ، وشلة المنتفعين بأموال الشعب المطحون، من أساقفة وكهنة وعلمانيين. ليتك تستخدم عقلك يوما بعيدا عما تبثه أجهزة الإعلام البطريركية من سموم مغلفة بالشعارات الدينية، فتستخدم كلمات المسيح الرائعة بعيدا عن المضمون كرُبط تكبلك بالذل والعار والمهانة.

ماذا يمكن أيها الشعب أن تتوقع من إنسان اغتصب الكرسي البطريركي من مستحقيه، ووصل للمنصب بالخداع مستندا على الحكومة، ضاربا بكل القوانين الكنسية الخاصة باختيار البطريرك عرض الحائط. الذي يصل للمنصب معتمدا على الحكومة لابد أن يخدم الحكومة وتخدمه الحكومة.


يقول السيد المسيح، "الحق الحق أقول لكم إن الذي لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف بل يطلع من موضع آخر فذاك سارق ولص." (يو 1:10)



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة ... 4- الدولة المدنية والزواج الم ...
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (3)
- الأنبا شنودة وحافة الكارثة (2)
- الحاجة الإنسانية المُلحَّة للدين
- إبراهيم هلال وحوار مخجل بالمصري اليوم
- رسالة عز للأقباط «بزيارته للغول في قريته بقنا»
- «لا يا شيخ!!!»
- جريمة في مرسى مطروح... 1- «الأقباط تحت السبي»
- مرسى مطروح بعد نجع حمادي... وآليات الإرهاب
- نجع حمادي 3- « ديروط ...وجريمة القضاء المصري»
- النكسة 2- رد على مقال «من الخمسينات حتى نجع حمادي» للأستاذ ش ...
- نجع حمادي 2- «الوضع الكنسي وسقوط أقنعة السلطة الفاسدة»
- نجع حمادي 1- «الوضع السياسي وفشل النظام المصري»
- كل سنة والحوار المتمدن بخير
- ما بين عزبة الهجانة ومذبحة الخنازير
- الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة 2- «القرعة الهيكل ...
- أهل القمة ... و«القمامة» و «الرفاهية»
- الأنبا شنودة يتعدى ويتحدى القوانين الكنيسة -1
- حوار غبي في برنامج مزعج عن مشاكل الأقباط
- شعار المؤتمر السادس للحزب الوطني في مصر... «من أجلك أنت»


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - الأنبا شنودة وحافة الكارثة 5- التعاون الحكومي مع البابا لذبح الأقباط