فضائح -خير القرون- السلفية(13)

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3206 - 2010 / 12 / 5 - 11:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

اضاءة

" الويل لكم يا علماء الشريعة، فانكم خطفتم مفتاح المعرفة، فلا انتم دخلتم، ولا تركتم الداخلين يدخلون " انجيل لوقا الإصحاح 11
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باكورة الحقبة العباسية: سفاح من" الأسرة النبوية!

السفّاح 132/ 136

على الرغم من كونهم قد بنوا شرعيّتهم على قرابتهم الدموية من صاحب الرسالة، فقد أبدى العباسيون من من صنوف الوحشية و ضروب الهمجية في معاملة الأسرة الأموية المخلوعة، الى حدّ يدفع المرّء الى التسائل: أوحوش هؤلاء أم آدميون. لأجل ك كانت غلظة العباسيين و سوء سيرتهم في الناس، من أهمّ دواعي الخروج عليهم ولمّا تنقض سنتان على حكمهم. وقد برّر شريك بن شيخ المهري (خرج ببخاري سنة 134) خروجه على حلفائه السابقين بقوله " ما بايعنا آل محمد على سفك الدماء و قتل الأنفس. و قد تبعه على ذلك نحو من ثلاثين الفا فبعث اليهم ابو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقاتله فقتله "(البداية ج9 ص 472) كما خرج عليهم في نفس العام زياد بن صالح من وراء نهر بلخ... خرج على ابي مسلم فقضى أبو مسلم الخراساني على تلك الثورة أو" أظفره الله بهم"[!!] حسب تعبير بن كثير!، وكأنّ العناية الإلهية قد كانت في صف الإرهابي ابي مسلم الخراساني. الرجل الرهيب الذي" قـتل في حروبه وما كان يتعاطاه لأجل دولة بني العباس ستمائة ألف صبرا[ إعدام] ( البداية و النهاية ج 9 ص 489) هذا بالإضافة الى ضحايا حملاته العسكرية .

دمويّة السفاح كانت محلّ إجماع :

قال عنه السيوطي :" كان السفاح سريعا الى سفك الدماء فأتبعه عماله بالمشرق و المغرب " (تاريخ الخلفاء ص 228 ) .

وعود عباسية كاذبة:

في اول خطبة له، برّر السفاح الإنقلاب العباسي بقوله" أيها الناس، إنا و الله ما خرجنا لهذا الأمر لنكنز لجينا[فضة] او عقيانا[جواهر] و لا لنحفر نهرا و لا لنبني قصرا، وإنما أخرجتنا الأنفة من إنتزاع حقّـنا [ يقصد حقهم الوراثيّ في الملك!] والغضب لبني عمّنا [ للعلويين الذين اضطهدوا من قبل الأمويين ] ولسوء سيرة بني أميّة فيكم، و استذلالها لكم و إستئثارهم بفيئكم و صدقاتكم. فلكم علينا ذمّة الله و ذمّة رسـوله و ذمّة العباس، أن نحكم فيكم بما أنزل الله، و نسـير في العامة و الخاصّة بسيرة رسول الله[ سيكون قوله كبوله] تبّا تبّا لبني أميّة و بني مروان، آثروا العاجلة على الآجلة[ ها هو "جرذ يخطب عن النظافة!"] والدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام و ظلموا الأنام، و ارتكبوا المحارم و غشوا الجرائم[ سفاح يندد بالجرائم! ...(( كلما دخلت امة لعنت اختها)) ]... و أعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منا حتى نسلمه الى عيسى بن مريم " (البداية و النهاية ج10 ص 456 ) يقصد أن الحكم سيستمرّ بيد العباسيين حتى قيام الساعة! و لكن الحكم الفعليّ لم يستمر بأيدي العباسيين سوى قرن أو يزيد "حيث افترقت كلمة ألإسلام، و سقط اسم العرب من الديوان و دخل الأتراك الديوان واستولت الديلم ثم الأتراك وصارت لهم دولة عظيمة و انقسمت ممالك الأرض عدة اقسام و صار بكل قطر قائم يأخذ الناس بالعسف و يملكهم بالقهر "( السيوطي تاريخ الخلفاء ص 228) و لم يبق لخلفاء بني العباس من الملك الا إسمه، فسلبت منهم كل صلاحية حتى صاروا لا يملكون حلا ّ ولا عقدا، تحكم الدنيا باسمهم، و يدعى لهم من اعلى المنابر و ليس لهم من السلطة شروى نقي،

و ما منع الأتراك و الديلم و الفرس من تولى "الخلافة" بشكل كليّ و التسمي بالخليفة( اكتفوا بالتسمي بالسلاطين) الا افتقارهم للشرعية القرشية التي كانت المفتاح السّحري لتولى الإمامة الكبرى. وقد ظل الخلفاء العباسيون محتفظين بخلافتهم الصورية على مدى قرون ثلاث، وهو يكابدون الذل و يتجرعون الهوان حتى اجتاح المغول مملكتهم فدمروها تدميرا. وكان ذلك سنة 1258 للميلاد .

هلاك السفاح :

و قد هلك السفاح في مطلع الثلاثينات من عمره... قيل بالجدري. و الله اعلم بالصواب.



طاغية جديد اسمه المنصور
136/158هــ


مؤهلات عباسية لقيادة الأمة الإسلامية :

قال بن الأهدل : كان[المنصور ] لا يبالي أن يحرس ملكه بهلاك من كان"!( بن العماد الحنبلي شذرات الذهب ص 397ج1 ) أي انه ــ لا رحمه الله و لا رحم من احبه من السلفيين ــ كان يدين بمذهب الإعرابيّ الذي سئل : أتحبّ أن تهلك في سبيل مصلحة الأمة ؟ فقال: بل أريد ان تهلك الأمة في سبيل مصلحتي !

سخافة سلفيّة منقطعة النظير :

" أخرج الضحاك عن ابن عباس عن النبيّ قال[ مفاخرا]: " منّا السفاح و منّا المنصور و منّا المهدي" قال الذهبي[ حديث] منكر منقطع !!!.. بالله عليكم هل هناك اهانة للرسول و استخفافا بما بشّـر به من قيم العدل و الرحمة و الحرية، اكثر من هذا الكلام السخيف ؟! ( سوف يستغلّ اسم عبد الله ابن عباس ــ جدّ العباسيين ــ و بشكل فاحش، لتمرير أحاديث نبوية ما انزل الله بها من سلطان).

المنصور يتعقّب خطى الأمويين في تعطيل الحدود و تجريم النقد البناء:

عن العسكريّ " في كتاب الأوائل" قال " كان[ الشاعر] بن هرمة شديد الرغبة في الخمر، فدخل على المنصور فأنشده فاعجب به المنصور و قال ما حاجتك؟ قال تكتب الى عاملك بالمدينة أن لا يحدّني اذا وجدني سكرانا. فقال لا أعطل حدّا من حدود الله قال[الشاعر السكير]: تحتال لي. فكتب [ المنصور]الى عامله: من أتاك بابن هرمة سكران فاجلده مائة، و أجلد بن هرمة ثمانين[!]. فكان العون اذا مرّ به و هو سكران يقول من يشتري مئة بثمانين؟ّ"( السيوطي. تاريخ الخلفاء ).

أحاديث" تأسيسية" من روايات المنصور! :

روى المنصور " أن النبي كان يتختّم في يمينه :"!

فضائل خمرية :

و أسند الصولي عن اسحاق الموصلي[قال] : لم يكن المنصور يظهر لندمائه بشرب و لا غناء، بل يجلس و بينه و بين الندماء سترة[ كان رحمه الله يسكر منفردا شأنه شأن تلك الراقصة الملتزمة: من البيت للملهي و من الملهي للبيت].و أول من ظهر للندماء المهدي[ والد هارون الرشيد]. و قال محمد بن علي الخراساني : المنصور أوّل خليفة قرّب المنجّمين و عمل بأحكام النجوم ".

الإعدام لمن نهى عن منكر ملكي :

" خطب المنصور يوما، فأعترضه رجل وهو يثني على الله عز وجلّ [الواضح أن الرجل قد ذبح
ذبحا من كثرة إستعمال العباسيين لفظ الجلالة(1) لا لشيء إلا للتمويه والدعاية السياسية الرخيصة، لأجل ذلك انفجر الرجل قائلا :] اذكر من أنت ذاكره، واتق الله فيما تأتيه وتذره[ أي بدل ذكرك الله باللسان، اذكره وانت تعمل بخلاف ما أمرك به من اجتناب المحارم] فسكت المنصور حتى انتهى كلام الرجل فقال: أعوذ بالله أن أكون ممّن قال الله عز وجل فيه(( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم )) أو أن أكون جبارا عصيّا، أيها الناس إن المـوعظة علينا نزلت و من عندنا نبتت[ الجبار العباسي يتكلم هنا بإعتباره من العائلة النبوية، جاهلا أن رابطته الدموية بالنبي الخاتم لا تساوي شيئا وهو على تلك الحال من الإجرام ] ثم قال للرجل: ما أظنك في مقالتك هذه تريد وجه الله، وإنما اردت أن يقال عنك: وعظ أمير المؤمنين[ صدق الشاعر :اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه]. يا أيها الناس لا يغرنكم هذا فتفعلوا كفعله [ دعوة صريحة إلى مخالفة شريعة الإسلام في وجوب الأمـر بالمعروف و النهي عن المنكر] ثم امر به فأحتفظ به[ أعتقل الرجل على مراي من الجميع، وهذا إلإجراء الفرعوني كفيل بردع كل من تسول له نفسه تقليد ذلك الناصح في مستقبل الإيام. ولكن خسة المنصور أبت عليه إلاّ أن يبلغ بإنتقامه المدى الأبعد] وعاد الى خطبته فأكملها. ثم قال لمن هو عنده [ جواسيسه] اعرض عليه الدنيا فـإن قبلها فأعلمني، و إن ردّها فأعلمني. فما زال به الرجل حتى أخذ المال ومال الى الدنيا [ فتنه عن دينه بعد محاولات عديدة ] فولاّه الحسبة و المظالم، وادخله على الخليفة في بزة حسنة وثياب وشارة وهيئة دنيوية. فقال له الخليفة: ويحك لو كنت محقّا مريدا وجه الله بما قلت على رؤوس الناس، لما قبلت شيئا مما أرى، ولكن أردت ان يقال عنك إنك وعظت امير المؤمنين و خرجت عليه. ثم أمر به فضربت عنقه ![ اذا كانت الدنيا قد غرتكم يا بني العباس فصرتم لها عبيدا و قايضتموها بالآخرة رغم انكم تزعمون انكم من اسرة النبي فكيف يصنع رجل من عوام المسلمين؟!... الخلاصة: قتل الرجل ظلما وعدوانا... المثير في قصة الحال، ان بن كثير لم يعلق بكلمة واحدة على هذه الفاجعة، بل كتب في نفس السطر: وقد قال المنصور لإبنه المهدي[ وهو يعظه]: إن الخليفة لا يصلحه الا التقوى، والسلطان لا يصلحه الا الطاعــة، والرعية لا يصلحها الا العدل[ !!] يابني استدم النصر بالتواضع والرحمة للناس[!]"(البداية و النهاية ج10 ص 544 )( اية رحمة يعنيها السفاح؟ وقد قتل مع قيادته العباسية( وفي مذبحة واحدة) خمسين الفا من سكان دمشق ساعة استردّها من الأمويّين. حدّث أحد شهود العيان قال :" كنت مع عبد الله بن عليّ[ عمّ المنصور] أول ما دخل دمشق دخلها بالسيف وأباح القتل فيها ثلاث ساعات و جعل جامعها سبعين يوما إسطبلا لدوابه و جماله[!!] ثم نبش قبور بني أمية[!] فلم يجد في قبر معاوية إلإ خيطا أسودا مثل الهباء، و نبش قبر عبد الملك بن مروان فوجد جمجمة، وكان يجد في القبر العضو بعد العضو إلا هشام بن عبد الملك فإنه وجده صحيحا. فضربه بالسياط وهو ميت و صلبه اياما ثم احرقه و دقّ رماده ثم ذره في الريح [؟! ]. وذلك أن هشاما قد ضرب اخاه محمد بن عليّ [...] ثم تتبع عبد الله بن علي بني امية من أولاد الخلفاء و غيرهم فقتل منهم في يوم واحد اثنين و تسعين ألفا عند نهر بالرملة [عدد القتلى فاق قتلى المسلمين من قبل الجيوش الصليبية عند احتلالها بيت المقدس!] و بسط عليهم الأنطاع[ جلود الحيوانات] و مدّ عليهم سماطا فأكل و هم يختلجون تحته [أي وهم في نزعهم الأخير!.. والأمر يجلّ عن التعليق!] و أرسل امرأة هشام بن عبد الملك مع نفر من الخراسانية الى البرية ماشية حافية حاسرة عن وجهها و جسدها عن ثيابها ثم قتلوها[...] و قد إستدعى الأوزاعي[ أحد أهم من نكبت بهم أمة محمد] فأوقف بين يديه[ أي أوقف يدي عبد الله بن علي وهو عم المنصور(2)، فقال له: يا ابا عمرو ما تقول في هذا الذي صنعناه ؟! [ مجرم حرب يبحث عن شرعية مذبحة يدينها هولاكو نفسه] قال[ الأوزاعي ] لا أدرى[!] غير أنه حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري عن .. عن ..قال رسول الله إنما الأعمال بالنيات [! خيبك الله] قال الأوزاعي: وانتظرت رأسي أن يسقط بين رجليّ ثم أخرجت و بعث اليّ بمئة دينار[ ليتني كنت ادري مالذي أخاف الأوزاعي وقد برّر كل الجرائم العباسية ؟! وحسبك علما أنه قد قيل في الأوزاعي :" العلماء أربعة الثورى و أبو حنيفة و مالك و الأوزاعي. لتـعلم أن الشهرة الزائفة التي نالها ذلك الأوزاعي و أمثاله من الثدييات السلفية و ليس سببها قول الحق و فهم رسالة الإسلام، و الوقوف في صف المظلومين، بل لمجرد حمله أسفار العلم الكثيرة دون انتفاع بما فيها...( في ترجمة الأوزاعي (الذي هلك عام 157 هـ) لم ير ابن كثير بأسا في ذكـر رواية تزكي صاحبها و ترفعه إلى درجة الجوزاء، بل و تهبه ما أبى الله أن يعطيه موسى عليه السلام حيث ورد في تاريخ بن كثير ص 537ج10 ما هذا نصه :" و قال الأوزاعي رأيت رب العزة في المنام[!!! تعالى الله عما يصف] فقال:أنت الذي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ فقلت بفضلك يا رب ثم قلت : يارب أمتني على الإسلام فقال[ الله]: وعلى السنة !![ فليساعد الله الصحابة و الرسول ا لأفتقارهم الي تلك السنة الملكية التي قبل الأوزاعي بموجبها]... بالمناسبة الأوزاعي هو المرتزق الذي حاكم غيلان الدمشقي،المفكر الحرّ الذي ارعب السلطات الأموية حين عارضهم في نسبة جرائمهم للقضاء و القدر. نافيا عن الله تعالى أن يكون هو الذي يحركهم و يسيرهم قهرا فيما يقترفون من موبقات و يرتكبون من جرائم].

ولأجل أن المنصور العباسي قد تورط في مذابح و إنتهاكات عديدة لحقوق المسلمين فقد " دفن عند باب المعلاة بمكة. و لا يعرف قبره لأنه أعمي قبره[ طمست آثاره]. فإن الربيع الحاجب حفر مائة قبر و دفنه في غيرها لئلا يعرف "[!] (بن كثير البداية و النهاية ج10ص550) و لكن الله يعرف قبره، و سيجزيه الجزاء الأوفى.

لا شك أن الإحتياط الأمني الشديد الذي توخّي لحفظ جيفة المنصور، السفاح العباسي الثاني، يذكّرنا بستالين الذي كان يسكن قصرا به 300 غرفة كان يختار كل يوم واحدة ينام فيها حفظا لأمنه الشخصي. غير أن ستالين لم يتورط في قتل سوى بضعة أفراد من عائلة رومانوف!( و إن كان ازهق فيما بعد ارواح خمسين مليونا من أبناء روسيا منهم خمسة عشرة مليونا من المسلمين) ...ألا لعنة الله على الظالمين شيوعيين و امويين و عباسيين.

و لكم كان ابن كثير سخيفا و باردا، حين اثني عن حلم المنصور و عفوه!، مستشهدا على ذلك بالحادثة الموالية :" قال المنصور لرجل من أهل الشام: أحمد الله يا اعرابي الذي دفع عنكم الطاعون بولايتـنا فقال: ان الله لا يجمع علينا حشفا و سوء كيلة [ شيئان كريهان في نفس الوقت] ولايتكم و الطاعون"( البداية و النهاية ص 545 ج10)... ما فعله المنصور كان مجرد تكتيك سياسي مستوحى من قاعدة معاوية الشهيرة: أنا لا أحول بين الناس و السـنتهم ما لم يحولوا بيني و بين السلطان!، فما دام الناقد لا يشكل أي خطر على أمن الدولة فقد يتجاوز عنه، و قد يذهب الخليفة الى اكثر من ذلك فيذرف دموع التماسيح بيبن يدي الناصح المذكر بعذاب الله... أقول" قد يتجاوز عنه" لأن مزاج أولئك الطغاة لا يكون معتدلا في كل الأوقات،( والدليل على ذلك تصرف المنصور بتلك الفظاظة تجاه من امره بتقوي الله)... وحسب المنصور اجراما، قتله تاج علماء المسلمين، و اشدهم مفكريهم استنارة عبر كل العصور: أبي حنيفة رضي الله عنه ..بعد رفض الإمام الأعظم تقلد المناصب التي عرضها عليه الطاغية العباسي. ثم تحريض الخارجين عليه بالمال و الفتوى، ليلقى الله شهيدا في سجنه( روي ان المنصور سقاه السم فمات شهيدا رحمه الله سمّمه لقيامه مع إبراهيم، قاله الذهبي في العبر ( شذرات الذهب ج1ص 373) و في رواية مات تحت التعذيب. لأجل ذلك كان ابو حنيفة مكروها من قبل السلفيين، ناهيك أن البخاري لم يرو عنه حديثا واحدا. كما كفره بعض السفيين. و كان الإمام مالك من جملة" من افتى بجواز الخروج على المنصور و لما " قيل له ان في اعناقنا بيعة للمنصور قال انما بايعتم مكرهين و ليس على المكره يمين "( السيوطي تاريخ الخلفاء ص231 ) كما خذّل الأمام مالك الناس عن الألتفاف حول الطاغية العباسي و حين سئل: أيقاتل الخارجون على السلطان ؟ فقال: نعم إذا خرجوا على مثل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ! ( ملاحظة: يمثل بن حنبل و الشافعي الركيزتين الأساسيتين للسلفية العمياء الصمّاء، كما يمثل تراثهما ما يقارب تسعة اعشار الثوابت العقائدية لطائفة السنة و الجماعة... الطائفة المتكلمة باسم الحزب الحاكم ـ وراثة أو انقلابا ـ) كما " كان المنصور أول من اوقع الفتنة بين العباسيين و العلويين و كانوا قبل شيئا واحدا و آذى المنصور خلقا من العلماء ممن خرج معهما[ أي مع الأخوين محمد و ابراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي] " (السيوطي المصدر السابق ص 231) و قد حصل ذلك الخروج حين استأثر العباسيون بالملك و ظلموا العباد و سلكوا مسلك بني امية في الجور و العسف، مبرهنين على انهم لم يخرجوا قط انتصارا لحق و دفعا لباطل أو" غضبا لبني اعمامهم " كما صرّح بذلك سفّاحهم، بل خرجوا طلبا للملك و رغبة في العلوّ في الأرض، و تحقيقا لأمجاد عائلية ومآرب وضيعة, ناكثين للعهد الذي قطعوه على انفسهم حين وعدوا "الشعوب الإسلامية بالمساواة وانه ليس هناك فرق بين عربي واعجمي حيث " كانت الخلافة الأموية تفضل الجنس العربي على غيره من اجناس الدولة المختلفة " : ( انظرعبد الفتاح مقلد الغنيمي موسوعة المغرب ج1ص 13) فنهجوا[ العباسيون] بذلك نهجا ميكافيليا نفعيا ، لا يجاريهم فيهم ابالسة السياسة و دهاقين الحكم " حيث استعانوا بالفرس على العرب في تأسيس دولتهم. ثم استعانوا بالأتراك على الفرس منذ عهد المعتصم. و راسلوا بني بويه ليخلصوهم من استبداد الأتراك. و كتبوا الى طغرل بك السلجوقي ليخلصهم من البساسيري [ بني بويه :الشيعة] و انصاره حينما ارادوا تحويل الدعوة الى الفاطميين بمصر ( انظر تاريخ الإسلام د حسن ابراهيم حسن 31ج4 ) ثم إستنجدوا كآخر حركة خيانية بالتتار على الخوارزميين، قبيل ان تطأهم سنابك المغول و تعصف بدولتهم الكريهة و تدخلها مزبلة التاريخ.

وما من يد الا يد الله فوقها

وما ظالم الا سيبلى باظلم

ــــــــــــــــــــــــ

(1) كما نذبح كل يوم و نحن نسمع الراقصات وهن يعلن ان نجاحهن قد تحقق بفضل العناية الإلهية و التوفيق الربّاني!
(2) سيقتل في سجنه، عملا بصلة الأرحام العنكبوتية التي درجت العائلة العباسية على توخيها..


يتبع

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل