أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح- خير القرون-السّلفية (10)















المزيد.....

فضائح- خير القرون-السّلفية (10)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3203 - 2010 / 12 / 2 - 12:20
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



مقدمة ذات صلة :
" إذا غاب الماضي عن الرؤية و الفهم، لا يعود الحاضر الا لحظة عالقة في الفراغ"
أدونيس

نهاية القرن السلفي الأول و بداية القرن السلفي الثاني:

إمارة عمر بن عبد العزيز 99/101

تولى عمر بن عبد العزيز السلطة في صفر 99هجرية إثر وفاة الملك السابق سليمان بن عبد الملك لإسباب ذات صلة وثيقة بجهازه الهضمي المنهك الذي عجز عن مسايرة الرغبات الملكية التي تميزت بالشراهية الشديدة و النهم المفرط .( كان الهالك ياكل أكل مودّع أو لنقل اكل من يموت غدا. لأجل ذلك، رحل قبل أن يتجاوز الخامسة والأربعين من حضوره البيولوجي الكريه).

ولست منبهرا بعمر بن عبد العزيز بالقدر الذي يدفعني بكل ببغائية الي اقتفاء المنظومة السلفية الخاسرة في تسميته بمجدد القرن الأول، و ذلك لأسباب عديدة أهمها نفيي كون الحديث الذي يخبر بان" الله يبعث لهاته الإمة على رأس كل سنة من يجدد لها دينها"قد تفوه به عليه السلام في يوم من ايامه المباركة، و ذلك لسببين: اولها ان وقائع التاريخ تنفي ظهور ذلك المجدد المئوي الموهوم و لو لمرّة و احدة. فمنذ ارسل معاوية أمتنا إلى غرفة العناية المركزة، لم تستيقظ من غيبوبتها تلك الى يوم الناس هذا و بالتالي لم يجدّد دينها قطّ.أما ثاني الأسباب التي تجعلني استبعد صدرو الحديث من المشكاة النبوية فلمخالفته التعريف الإسلامي لمفهوم الدين، ثم لإتفاق صيغة الحديث مع التعريف السلفي للدين. فالدين بمفهومه الإسلامي الخالص عبارة عن نظام حياة يستمد ( دون وسائط سلفية مخنثة) من التعاليم الربانية الخالصة من مصدريها الوحيدين القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتواترة والمنسجمة مع القرآن. و لعل اول معالم ذلك النظام الرباني الفقيد، خضوع الحاكم الى إرادة الأمة، و فنائه في خدمتها وجعل مصلحتها فوق كل اعتبارات شخصية أو أسرية أو عرقية، في مقابل اختيار الأمة لذلك الحاكم (المتعفف عن طلب الرئاسة)، و مساءلته ثم عزله اذا اخلّ بواجباته.أمّا تجديد الدين بمعناه الشرعي( غير السلفي) فيتحقق بمواجهة كل من انحرف بالدين عن غايته التي هي العمل على توفير الأمن و العيش المحترم للمسلمين خاصة و البشرية عامة. أما تعريف الدين بالمفهوم السلفي الأعور، فمعناه أداء الشعائر التعبدية مع وجوب إطاعة اسرة حاكمة في معصية الله اعتمادا على نصوص مختلقة و تأويلات مضادة لـروح الإسلام ومقاصده الكبرى. أما اصلاح ذلك الدين، فيتم سلفيّا على يد شيخ أمني من المدرسة السلفية، و يكون سقف ذلك الإصلاح( التجديد)، إجراء بعض التغيير لمظاهر الفساد السطحية التي لا صلة لها بعلية القوم. فعلى أساس تعريف الإسلام للدين و تجديده، يحق لنا الجزم بأن ذلك التجديد المئوي الموهوم لم يحدث قط إلاّ في المخيّلة السلفية الكليلة التي هيأ لها جهلها المطبق بمقاصد الإسلام و غاياته العظمي، أن منتهى التجديد(1) للدين يتمثل في ظهور شــيخ سلفي ما، يتولى هدم شواهد قبور بنيت بطريقة غير شرعية، أو ملاحقة دراويش الصوفية، أو كسر آلة غناء أو خدمة حكام الجور بالهاء الأمة باثارة مسائل لم يثرها رسول الله ـ كخلق القرآن ـ كل ذلك مع سكوت" المجدد" السلفي التعيس عن جور السلاطين وغض الطرف عن مظالمهم, بل مع مصاحبتهم و تبرير موبقاتهم .

لقد كان التجديد الفعلي للدين يقتضي من عمربن عبد العزيز تولية أحد المسلمين من غير العائلة الأموية مكانه، ثم محاكمة المسؤولين الأمويين السابقين وتصفية أو نفي من ثبت اجرامه أو توقع شره، ثم احياء فريضة الشورى و تدريب المسلمين على ممارستها. ولما غاب عن عمر بن عبد العزيز ذلك سرعان ما وقع ضحية الأفاعي الأموية التي ما لبثت أن سمّمته بعد أن صفّت ولده قبله لتقضي تماما عن مخلفات الوردة العمرية الشــذية التي نبتت بغتة في حقل العوسج [ الشوك] الأموي.

ولقد أعاد عمر بن عبد العزيز السيرة العطرة للخلفاء الراشدين في عدلهم و شعورهم المرهف بالمسؤولية، و انشغالهم التام بمراعاة مصلحة الرعية عن حظوظهم الخاصة، ناهيك انه رحمه الله خيّر نساءه بين اللـّّحاق بأهلهن أو المكوث معه دون مباشرة جنسية, فلم يقرب امرأة في يقظة او منام، ناهيك انه لم يغتسل من احتلام أو جماع ( بشهادة زوجته فاطمة)، حتى لقي الله شهيدا سعيدا ليلحق بسجلّ الخالدين, مستحقا عن جدارة لقب خامس الخلفاء الراشدين. لتستأنف عجلات الأستبداد من بعده سحق عظام المسلمين، و ليشهد المسلمون من بعده و الي يوم الناس هذا ولاية كل عبد زبّه لا عبد ربه. أي كل حاكم شبق لا هدف له في الحياة غير اشباع بطنه و فرجه(1).

حكام ارهابيون و ثدييات سلفية بلهاء:

تأملوا معي عينة من معممي "خير القرون السلفية الثلاث" حتى لا يكون النقد متناولا ملوك الجور دون جهاز تبريره السلفي الغبيّ.. انظروا مثلا الي الأفق الإصلاحي الأعلى لمجدد قرن بائس

" كان الحافظ ابو القاسم اسماعيل الجوزي يملي يوما في الجامع باصفهان اذ دخل الشيخ أبو العلاء الهمذاني، فلما نظر الحافظ ابو القاسم اليه أمسك عن الإملاء و نظر إلى اصحابه و قال أيها القوم ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها، و هذا الرجل المقبل من جملتهم قوموا نسلّم عليه[...] و كان[ الشيخ المجدّد] محترما عند الخلفاء والسلاطين[هذا أول الوهن]... و كان هذا الشيخ شديد التمسّك بسنن رسول الله، فكان لا يسمع باطلا او يرى منكرا الا غضب لله و لم يصبر على ذلك و لم يداهن [..] و لمّا قصدالسلطان محمد بغداد و حاصرها و خالف الإمام المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين. كان الشيخ رحمه الله يقرأ صحيح البخاري فصرّح بالقول قائما على المنبر بان السلطان و من معه من جنوده خوارج[ هذا سلطان مجرم يخرج على آخر من فصيلته.. المهمّ لدى الشيخ السلفي هو تخطئة المجرم الأصغر. أما ادانتهما معا والسعي لمشروع تغيير يعصف بهما معا و يؤسس لحكم اسلامي، فأمر لا يخطر على بال الشيخ السلفي "المجدّد"... ثم لننظر معا أي قضية عظمى من قضايا الأمة وضعها مجدّد الغفلة على راس قائمة اهتماماته... يواصل الراوي ] ..و حدثني غير واحد، ان السلطان محمد لما دخل عليه داره
نصحه كثيرا ووعظه، و كان السلطان جالسا بين يديه مقبلا عليه بوجهه مصغيا الى كلامه، فلما قام ليخرج أمره بتقديم رجله اليمنى و اخذه الطريق من الجانب الأيمن( هذا هو التجديد السلفي!) !!!!(معجم الأدباء ياقوت الحموي ج2ص434/ 435

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) و ذلك منتهي ما تبلغه خسة حاكم كلّف شرعا بمطاردة جبابرة الأمم الأخرى، و رفع المظالم عن سكان القارات الخمس.. تأملوا الفرق الشاسع بين سعة افق و عظم هدف الصحابي ربعي بن عامر رضي الله حين قال للقائد رستم " جئنا لإخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد، و من جور الأديان الى عدل الإسلام ", و بين تصور خنفس ملكي ( تسمّيه المزلّقات السلفية بكل اجلال: خليفة المسلمين و امير المؤمنين ) لدوره في الحياة وهو يقول :
دعوا لي سلمى و الطلاء [الخمر] و قينة/ وكأسا ألا حسبي بذلك مالا / خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم/ فليس يساوي ما حييت عقالا. فكل غايـة الملك التافـــه امرأة و خمرة و جارية كي تمسح له قيءه و رجيعه . فمنصب امارة المؤمنين لا يساوي لديه عقالا ــ حبل قديم ــ , و كيف يساوي ملك المسلمين عقالا بعد ان رشح له تافه مثله.
( معلومة محزنة: كانت هواية الملك المصري فاروق ــ الذي تاسست دولة اليهود في عهده ــ بعد هواية الجمع بين الفروج المتعددة الجنسيات ــ جمع الطوابع البريدية؟! ).


يتبع



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح- خير القرون-السّلفية (9)
- فضائح -خير القرون- السلفية (8)
- فضائح -خير القرون- السّلفية (7)
- فضائح- خير القرون- السّلفية (6)
- فضائح -خير القرون- السلفية (5)
- فضائح- خير- القرون السلفية (4)
- فضائح -خير القرون- السلفية (3)
- فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )
- فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
- عن اهون موجود و اعز مفقود
- شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
- حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
- استجواب/ قصة قصيرة
- مشقة الإيمان بالقدر( قصة)
- ناقصات ( عن تحقير المرأة)
- حول تفشي الخيانة الزوجية
- أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
- الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
- عن غلظة آل سعود ( قصة)
- قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح- خير القرون-السّلفية (10)