أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )















المزيد.....

فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3195 - 2010 / 11 / 24 - 10:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


" إنّ تجاهل التاريخ خطيئة عقابها ان يتجاهلك الواقع "
القرن الأول : معاوية في طريق مفتوح

أول الوهن :

حين أخبر عليّ أن معاوية قد جمع الناس لحربه" أمـــر مناديـــا فنادى الصلاة جامعة فاجتمعوا،
فــصعد المنبر فــقال: ان معاوية قد جمع الناس لحربكم فما الرأي؟ فقال كل فريق منهم مقالة، و
اختلط كلام بعضهم في بعض، فلم يدر عليّ مما قالوا شيئا، فنزل عن المنبر: وهو يقول انا لله و انا اليه راجعون ذهب و الله بها ابن آكلة الأكباد " ( ابن كثير البداية و النهاية ج8 ص 524)
إن الغربة الشعورية لسيدنا على كانت مؤلمة و رهيبة، فقد انتقل الجيل الذي رباه الرسول الى الرفيق العلى، ولم يبق حول الإمام علي ألا القليل، بل حتى لحقته بعض خيبة الأمل من اقرب الناس اليه، من ولده " بن الحنفية [الذي] تردّد في حمل راية أبيه يوم الجمل! و قال هذه: مصيبة عمياء !!! فقال له ابوه ثكلـتك أمك أتكون عمياء و ابوك قائدها"!! و روى نحو هذا في يوم صفين عنه "( انظرابن العماد الحنبلي شذرات الذهب ج1 ص 165 دار الكتب العلمية بيروت طبعة اولى 1419 هــ 1998م).

تعليق : لا شك أن ذلك التردد قد حصل من ابن الحنفية في غير إشتباك يوم الجمل ،لأن ذلك الإشتباك كان ارتجاليا و دون سابق تخطيط يــقتضي تســـليم رايات و تعيين قيادات، بل كان اشتباكا عفويا جاء نتيجة تدبير خبيث من اعوان ابن سبا الذين أوحوا لكلا المعسكرين أن الطرف الآخر يريد به شرا، بعد ان طابت نفوس الفريقين و استعدا للرحيل إثر التسوية السلمية التي حصلت بينهما، بعد علم الإمام بأن عائشة وطلحة و الزبير لم يخرجوا لقتال و انما خرجوا للإصلاح بين الفريقين. فالمؤكد ، أن هناك اشتباكا واحدا حدث يوم الجمل، أما عدد الضحايا التي رفعها البعض الى عشرة آلاف، فلسنا ملزمين باخذها بعين الإعتبار، لبعد العهد و تطاول الزمن.

سخافة سلفية :

جاء في شذرات الذهب ج 1 ص 79 " صحّ عن ابي وائل عن ابي ميسرة انه قال" رأيت[ في المنام] قبابا في رياض، فقيل هذه لعـمّار بن ياسر واصحابه، فقلت كيف و قد قتل بعضهم بعضا؟! فقال: انهم وجدوا الله واسع المغفرة ! " .

لوأخبر المحدّث السلفي انه رآي تلك القباب و قد اعدت لمعاوية والمرتزقة من جنده، لكان خبرا باردا و سمجا، فكيف و قد جعلت تلك القباب للصحابي الجليل عمار بن ياسر!؟ ؟... فالرواية السلفية تحمل رسالة صريحة مفادها أن غفران ذنبوب اصحاب علي، كان ادعى سلفيا للإستغراب، بعد تورطهم في " قتل بعضهم البعض"!

استيلاء معاوية على مصر :

لم يكتف معاوية بفصل الشام عن الجسم الإسلامي، حتى سعى الى الإستيلاء على مصـر بالقوة ففي" سنة 38 قتل محمد بن ابي بكرالصديق وكان عليّ رضي الله عنه ولاه علىمصر، و لما استقر في مصر جهز معاوية جيشا و امر عليهم معاوية بن حديج الكندي، والتقيا فانـهزم عسكر محمد واختفي في بيت امرأة، فدلت عليه فقتل واحرق" ( شذرات ج1ص80/81) . كما ورد في البداية و النهاية " أن معاوية وابن العاص كاتبا قيس بن سعد، ليكون معهما على على فامتنع" و بعد عزله من قبل على ارسل " محمد ابن ابي بكر[ خلفا له] فخـفّ امره على معاوية و عمرو[ أي ان ولد ابي بكر كان لينا بالقياس الي قيس بن سعد] فلم يزالا حتى اخذا منه الديار المصرية، و قتل محـمد بن ابي بكر و احرق في جيفة حمار" إهــ( بن كثير البداية و النهاية ج8 ص 496 ) .

يا سبحان الله، اين مراعاة حرمة موتى عوام المسلمــين؟ دع عنك مرعاة حرمة ولد الصدّيـــق
حتى يهان بتك الطريقة الدنيئة؟! هل يرضى عبدة البقر بان يعامل أهون موتاهم عليهم بتلك الطريقة المهينة، فاذا كان عابد البقرة يضمخ قبل احراقه بالعطور والبخور. فكيف يكفــّن بن ابي بكر الصديق ليس فقط في جثة حمار حديث الموت، بل في جيفة متعفنة؟!... الا لعنة الله على الظالمين،و عوان الظالمين، بئس ما امرهم به ايمانهم ان كانوا مؤمنين .

إستيلاء معاوية على مكة و المدينة :

كما " ارسل معاوية بعد تحكيم الحكمين، بسر ابن ارطأة في جيش حتى قدموا المدينة و عامل المدينة يومئذ لعلي بن ابي طالب أبو ايوب الأنصاري، ففر أبو ايوب و لحق بعلي ثم انطلق حتى اتي مكة و بها ابو موسى الأشعري، فخافه ابو موسى على نفسه فهرب ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب للقرطبي ص 90 دار الأعلام عمان الأردن طبعة اولى عام 1423هـ 2002 م) .

طلائع مبكرة لفقه التشليح وبواكير ظهور المصالح المشلّحة (1)!:

" و ذكر بن الكلبي في اخبار صفين، ان بسر بن ارطأة بارز عليا رضي الله عنه يوم صفين فطعنه علي فصرعه فانكشف له[ عرّى مؤخرته!] فكفّ عنه " (91 الإستيعاب ابن عبد البر للقرطبي ).
يمكن للقارئ أن يستشف بسهولة مدى وصولية(براجماتية) الطرف المقابل لعليّ، و مدى رقة دينهم و سقوط همتهم. فأن يكشف شخص ما عن مؤخرته حبّا في الحـياة وهربا من القتل، سابقة لم تعرف لها الجاهلية الجهلاء مثيلا، فقد كان الرجل يعيّر اذا مات على فراشه ميتة البعير.

إستيلاء معاوية على اليمن!:

" و ذكر بن الأنباري عن ابيه عن ابي مخنف قال لما توجه بسر بن ارطأة الي اليمن، اخبر عبيد الله بن العباس بذلك وهو عامل لعلي رضي الله عنه عليها فهرب. ودخل بسر بن ارطأة اليمن فأتي بابني عبيد الله بن العباس و هما صغيران.. فذبحهما بين يدي امهما.. فنال امهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك امر عظيم، ثم انشدت شعرا ثم وسوست[ جنّت] فكانت تقف في المواسم تنشد هذا الشعر، كما اغار بسر على همدان و قتل و سبى نساءهم فكنّ أول مسلمات سبين في الإسلام و اقمن في السوق ( بن عبد البر القرطبي . الإستيعاب ص 88 /89). أي دموية و أي وحشية تميز بها مرتزقة معاوية ؟ّ! وأي تجرّد من قيم الشرف و المروءة قد أبدوه؟ أقول هذا، مع الإشارة الى إسلامية مصادري التاريخية،( لم أنقل عن مستشرق أو شيعي أو علماني)، مع الإشارة بان ذلك الإرهابي المرتزق( بسر بن ارطأة )، قد ألحقه السلفيون الأغبياء بصحابة خاتم الأنبياء ! لمجرد أن " أهل الشام يقولون أنه سمع من النبي !" (وأهل الشام كما ذكرت، يمثلون معسكر معاوية ).على الرغم من ان ذلك السفاح لم ير رسول الله قط " لأن رسول الله قبض وهو صغير "( انظرالإستيعاب في معرفة الصحاب لأبن عبد البر القرطبي) ص 88) و معنى" صغير" سلفيا، انه كان دون سن الفطام، ولو ان ذلك الإرهابي سمع من رسول الله، و قد بلغ مثلا ثلاث سنوات، لعدّ من فضلاء الصحابة !

تصميم معاوية على تجديد مذابح صفين:

عقب اغتيال الإمام علي و مبايعة الحسن بالخلافة، توجه معاوية الي قتال الحسن بن علي الخليفة الشرعي الجديد، لأجل ذلك تـنازل الحسن " لمعاوية عن الخلافة من ورعه، صيانة لدماء المسلمين ( انظر البداية والنهايةج8 ص 426) بعد أن أتي بنو أمية " يبغون الوغى زمرا" ( كما ذكر السيوطي في ارجوزته التي حلّى بها تاريخ الخلفاء). فلم يكف معاوية مقتل مئة الف مسلم أو يـزيد، في سبيل اشـباع طموحاته الشخصية العاجلة، و امجاده الأسرية الفانية، حتى اعتزم تجديد الكرّة مع الحسن وجنده، أي إقامة مذابح جديدة لأهل التوحيد. و لعل تصميم معاوية على قتال الحسن وجنده خير ما يسفّه مزعم آلة التزوير السلفية، في زعمها الكاذب أن معاوية في حربه لعليّ كان مجتهدا اخطأ في الإجتهاد، لأن موت مائة الف مسلم و مرور سنوات عديدة (على مذابح صفين) تسمح لصاحبها بمراجعة ما تم على يديه، لم تحرك في ضمير معاوية ساكنا، ولم تثنه عن تكرار ما سلف من سفك للدماء بغير حق، فالحقيقة التي لا ريب فيها ان معاوية كان يتصرف بوحي ضمير مضاد للرصاص، بدم بارد وعزم منهجي لا يلين، في سبيل بلوغ مبتغاه، مهما كثرت جثث قتلاه. و لو علم الحسن بن عليّ،ان معاوية سيحدث في الإسلام صدعا لن يجبر، بتحويله الخلافة الى ملكية عاجزة، ما سلمّ له الأمر إلا على جثته وجثة آخر مقاتل في جيشه.

" لما دخل معاوية الكوفة، و بايعه الحسن بن علي قال الحسن في خطبته: و انا قد اعطينا بيعتـنا معاوية ورأينا ان حقن دماء المسلمين خير من اهراقها، والله ما أدري لعله فتنة لكم و متاع الى حين، و اشار الى معاوية، فغضب[ معاوية] من ذلك، و قال ما اردت من هذه؟ قال اردت منها ما اراد الله منها وقد رواه غير واحد (البداية ز النهاية ص 431 ).أمّا الحسين" فلما آلت الخلافة الي اخيه، واراد ان يصالح ـ معاوية ـ شق ذلك عليه، و لم يسدد رأي اخيه في ذلك بل حثه على قتال اهل الشام "( البداية و النهاية 546:8 ) و لو فعل الحسن ذلك لأخذت الأحداث وجهة مغايرة لن تكون بالتأكيد اسوأ مما صارت عليه.

بشرى بالعمى!:

عن شيخ من اهل المدينة قال، قال معاوية:" أنا أوّل الملوك "، وعن ابن شوذب قال: كان معاوية يقول:" انا اول الملوك و آخر خليفة "( البدالية و النهاية ج8 ص 530). مثلك يا معاوية لا يبشر الا بشرّ، " فيا له من عمل صالح يرفعه الله الي أسفل"!

ـــــ
(1) أعرّض بالمصالح المرسلة !



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
- عن اهون موجود و اعز مفقود
- شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
- حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
- استجواب/ قصة قصيرة
- مشقة الإيمان بالقدر( قصة)
- ناقصات ( عن تحقير المرأة)
- حول تفشي الخيانة الزوجية
- أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
- الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
- عن غلظة آل سعود ( قصة)
- قصتان قصيرتان ( صوت ، إقبال)
- تصفية ( قصة قصيرة)
- 7 نوفمبر! (قصة قصيرة)
- جغرافيا ! خنزير (قصتان قصيرتان)
- لؤم / قصة قصيرة
- رد على مقال :أسئلة إلى الله
- لأجل هذا ينتحر المثقفون (رد خاطف على مقال السيد قاسم حسين صا ...
- حول العداء الأمريكي الإيراني الطريف ( قصة بالمناسبة)
- إعدام


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )