فضائح -خير القرون- السلفية (5)

حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 11:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مقدمات ذات صلة
"إنّ الدولة التي تضع مصيرها في يد شخص او طبقة، إنما تضعه أصلا في يد الصدفة العمياء "
صادق النيهوم رحمه الله


القرن الأول
يزيد بن معاوية 60 هــ 64 هــــ

" جعله أبوه وليّ عهده، و أكره الناس على ذلك" ( السيوطي تاريخ الخلفاء ص 172)
" لما توفي معاوية، بعث يزيد الي مروان بن الحكم، واستشاره في أمرمن أبى مبايعته، فقال: أرى ان تدعوهم قبل ان يعلموا بموت معاوية الى البيعة، فإن أبوا ضربت اعناقهم " ( بن كثير الـبداية و النهاية ج 8 ص 542 ) .

" قال بن الصلاح: والناس في يزيد ثلاث فرق. فرقة تحبه و تتولاه، و فرقة تسبه و تلعنه، و فرقة متوسطة في ذلك لا تتولاه و لا تلعنه، وهذه الفرقة هي المصيبة و..لا اظن الفرقة الأولى توجد اليوم، فما نقل عن قتلة الحسين و المتحاملين عليه يدلّ على الزندقة و انحلال الإيمان و تهاونه بمنصب النبوة ... و قال الحافظ بن عساكر نسب الى يزيد قصيدة :

ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بـــــلا مــــلك جاء و لا وحـــي نـزل

فان صحت عنه فهو كافر بلا ريب، و قال الذهبي فيه : كان[ يزيد] ناصبيّا فظا غليظا يتناول المسكر و يفعل المنكر. وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز: أمير المؤمنين يزيد فضربه عمر عشرين سوطا( 123 شذرات الذهب). و أشار أبو حامد الغزالي الى التوقف في شأنه و التنزه عن لعنه مع تقبيح فعله" ( ابن العماد الحنبلي. شذرات الذهب ج 1 ص 124) .

تبرير سلفيّ سخيف:

" وجوّز بن الجوزي لعنه و منع من ذلك آخرون، و صنفوا فيه أيضا لئلا يجعل لعنه وسيلة الى أبيه [ معاوية صاحب اليدين المتوضئتين بالدماء !!] أو أحد من الصحابة! و حملوا ما صدر عنه من سوء التصرفات على انه تأول أو أخطأ و قالوا انه كان مع ذلك اماما فاسقا، و الإمام اذا فسق لا يعزل لمجرد فسقه، بل و لا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة ووقوع الهرح"(البداية و النهاية بن كثيرج8 622 ص) .

انظروا الى الدواجن السلفية كيف تجعل نفسها( بتحرّجها عن مجرد ذكر يزيد بسوء ) أرقى مقاما وأكثر فهما لدين الله من الصحابة الميامين الذين قاتلوا يزيد بعد أن أبوا ملكيته الفاسدة!

سنة 61 ه هــ جريمة مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما :

لما أرسل الحسين رضي الله عنه وعن أبيه مسلم بن عقيل ليمهد له الأمر في العراق ثم دخل الكوفة و اميرها النعمان بن بشير, انتشر خبره و جعل النعمان " يـضرب عن ذلك صفحا و لا يعبأ به "[ سيخرج النعمان بن بشير فيما بعد عن الأمويين و يوالي بن الزبير] ارسلت مخابرات يزيد اليه من من يعلمه بذلك التهاون: فبعث يزيد فعزل النعمان عن الكوفة و ضمها الى عبيد الله بــــن زياد مع البصرة و ذلك بإشـــارة من سـرجون مولى يزيد بن معاوية و كان يزيد يستشيره، فقال سرجون: اكنت قابلا من معاوية ما اشار به لو كان حيا؟ قال: نعم قال فاقبل مني فانه ليس للكوفة الاعبيد الله بن زياد فوله اياها، فولاه البصرة والكوفة معا لما يريده الله به و بغيره"(البداية والنهاية ج 8 ص 548). وقد سبق لمعاوية أن اختبر عبيد الله ذاك، فـوجـده من طينته، أي عنصرا صالحا لمملكته" روى بــن عساكر ان معاوية كتب الى[ أخيه] زياد أن أوفد إليّ ابنك، فلما قــدم عليه لم يسأله معاوية عن شيء الا نــفد منه حتى سأله عن الشعر فلم يعرف منه شيئا، فقال له ما منعك من تعلّم الشعر؟ فقال يا أمير المؤمنين كرهت أن أجمع في صدري من كلام الرحمن كلام الشيطان، فقال معاوية: اغرب، فوالله ما منعني من الفرار يوم صفين إلا قول ابن الأطنابة: مكانك تحمدي او تستريحي [ يا ليتك هــربت مــن صـفين ولم تسفك دماء خيار المسلمين] ثم كتب الى ابيه ان روّه الشعر، فروّاه حــتى كــان لا يسقط عنه منه شيء و من شعره ...( البداية و النهاية ج8 ص 658)

منذ عهد معاوية، بدأت الأمة تدخل مرحلة فصل الدين عن الأخلاق، و اتخاذ حفظ القرآن الكريم وسيلة لتحقيق أهداف دنيوية بحتة" أكل العيش", فابن زياد الذي شغله حفظ القرآن عن حفظ الشعر سوف لن يشغله مراجعة ما حفظه من كتاب الله عن قتل حفيد من نزل عليه الكتاب!( سيتم بأمره المباشر قتل سبط الرسول!) أما عدم حفظ زياد الشعر، فلسبب بسيط و هو أن أمه كانت أعجمية " بنت بعض ملوك الأعاجم يزدجرد او غيره [لأجل ذلك] كان في كلام " المحروس" عبيد الله، شيء من كلام العجم، قال يوما لبعض الخوارج : أهروري أنت يعني أحروري انت؟ و قال يوما: من كاتـلنا كاتـلناه أي من قاتلنا قاتلناه "إهــ ( البداية و النهاية ج8 ص686) و لم يكن ابن زياد" يا حبة عيني " أفكه"(افقه) من رعيته الا بالكدر( القدر) الذي يمكّنه من معرفة أن الزواج بأم الزوجة المدخول بها لا يجوز" جاء رجل الى ابن زياد فقال اصلح الله الأمـير ان امرأتي ماتت و اني أريد أن أتزوج أمّها فقال له كم عطاءك في الديوان؟ فقال سبعمائة فقال ياغلام حطّ من عطائه اربعامئة" ( 686 نفس المصدر) .

ثارات جاهلية تسدّد في وقعة الحرّة:

سنة"63هــ كانت وقعة الحرة، و ذلك ان اهل المدينة خرجوا على يزيد لقلة دينه فجهز لهم مسلم بن عقبة فخرجوا له بظاهر المدينة بحرة واقم، فقتل من اولاد المهاجرين و الأنصار ثلاثمئة و ستة أنفس "( شذرات الذهب 127/1) و ذلك لثلاث بقين من ذي الحجة و هجر المسجد النبوي فلم يصلّ فيه جماعة أياما, قال شاعر الأنصار:

فان يقتلونا يوم حرة واقم فنحن على الإسلام اول من قتل
و نحن تركناكم ببدر أذلة و أبنا بأسياف لنا منكم نــفل
( شذرات الذهب 129ج1 )

إغتصابات بالجملة :

بعد مضي تسعة أشهر عن موقعة الحرة" ولدت ألف امرأة من أهل المدينة ـ بعد وقعة الحرة ـ من غير زوج ![ أي وحوش مجردة من أي وزاع خلقي، تلك التي سوّلت لها نفوسها انتهاك حرمة مدينة الرسول؟!] وقد اختفى جماعة من سادات الصحابة منهم جابر بن عبد الله، و خرج ابو سعيد الخدري فلجأ الى غار في جبل، و قال المدائني عن شيخ من اهل المدينة سألت الزهري: كم كان القتلى يوم الحرة قال سبعمئة من وجوه الناس من المهاجرين و الأنصار، ووجوه الموالي و ممن لا اعرف من حر وعــبد وغيرهم عشرة آلاف [ لم يبلغني ان اليهود قد قتلوا من الفلسطينيين، و في وجبة واحدة، ذلك العدد] و انتهبوا المدينة ثلاثة ايام ( البداية و النهاية ج8 ص 619 )) " و قد أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة ايام و قد وقع في هذه الثلاثة ايام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد و لا يوصف مما لا يعلمة الا الله عز وجل" ( البداية و النهاية ج8 ص 621).

خير الزاد قبيل الرحيل!:

"عن جويرية ابن اسماء قال سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون ان معاوية لما حضرته الوفاة دعا ابنه يزيد فقال له: إن لك مع اهل المدينة يوما، فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة[ ارهابي يعدّ نظير الحجاج] فانه رجل قد عرفت نصيحته لنا "( البداية و النهاية ج8 ص 620 ) .

قصف بيت الله الحرام بالمنجنيق :

" فلما كان يوم السبت ثالث ربيع الأول سنة 64 نصبوا المجانيق[ الهاون] على الكعبة و رموها حتى بالنار فاحترق جدار البيت في السبت، هذا قول الواقدي. و جعل عمر بن حوطة السدوسي[ احد الرماة] يقول:
كيف ترى صنيع ام فروة تاخذهم بين الصفا و المروة
[ و أم فروة كنية المنجنيق ] ( البداية و النهاية ج8 ص 624 ) .

" و لما كان من امر الحسين ما كان، بقي بن الزبير بمكة عائذا بالبيت فجهز لحربه يزيد الحصين بن نمير السكوني فرمى الحصين الكعبة بالمنجنيق حتى تضعضع بـناؤها ووهى، و قتل بحجر المنجنيق المسور بن مخرمة النوفلي له صحبة و رواية "( شذرات الذهب 130ج1)

فسق يزيد :

و قد روي ان يزيد كان قد اشتهر بالمعازف و شرب الخمر والغناء واتخاذ الغلمان والقيان و الكلاب و النطاح بين الكباش و الدباب و القرود . ومـــا من يــوم الا يصبح فيه مخمورا. و كان يشدّ القرد على فرس مسرجة بحبال و يسوق به و يلبس القرد قلانس الذهب و كذلك الغلمان و كان يسابق بين الخيل. و كان اذا مات القرد حزن عليه! و قيل ان سبب موته انه حمل قردة و جعل ينقزها فعضته و ذكروا غير ذلك ( البداية و النهاية ج8 ص 635 )... القرود لا تحب الهزل دائما، و ربما كان منع يزيد اياها من وردها اليومي من التسبيح (1)هو ما دفعها الي قتل المفقود يزيد ابي القرود.
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان أحد الصالحين يقول لإخوانه : الايستحي أحدكم ان يكون حماره أشد ذكرا لله منه؟!

يتبع

#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات