أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السّلفيّة (11)















المزيد.....

فضائح -خير القرون- السّلفيّة (11)


حمادي بلخشين

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 11:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقدمة ذات صلة

" الحاضر غرس الماضي و المستقبل جني الحاضر"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القرن السلفيّ الثاني

الملك الأموي الثامن : يزيد بن عبد الملك 101/105


ملك شاذّ! :

" قال حرملة: عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم قال , لما ولي يزيد بن عبد الملك قال سيروا بسيرة عمر[ بن عبد العزيز] فمكث كذلك أربعين ليلة فأتي باربعين شيخا فشهدوا له انه ما على الخلفاء من حساب و لا عذاب ! " "البداية و النهاية ج 9 ص 272/273 فجعل شعاره منذ ذلك الحين " حيّ على النكاح" بدل حي على الكفاح، فأخذ يخوض في الملذات كما خاض سلفه من الملوك حتى كان هلاكه أضحوكة للعالمين و فضيحة للسلفيين المنبهرين بملوك الجور الأمويين و العباسيين و العثمانيين. فقد جنّ الملك الأموي عشقا بجارية اسمها حبابة، وقد خلا بها يوما فلاعبها ثم " رماها بحبة عنب و هي تضحك، فشرقت بها فماتت فمكث أيّاما يقبّلها و يرشفها وهي ميّتة حتى أنتنت و جيّفت، فأمر بدفنها فلما دفنها أقام أياما عندها على قبرها هائما ثم رجع الى المنزل ثم عاد الى قبرها و أنشد شعرا، ثم رجع فما خرج من منزله حتى خرج بنعشه. و كان مرضه بالسلّ " ( 272/274 ) نتيجة احتكاكه بالجثمان المتفسّخ وقد تراوح عمره بين الثلاثين و الاربعين .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجبّار الأموي التاسع : هشام بن عبد الملك 105/125



انقسم المسلمون من جهة استنباطهم أحكام الشرع الى فريقين أهل حديث و اهل رأي . أما اهل الحديث المحسوبين على السلطة الغاشمة، فلأجل قصور عقولهم و ولائهم الأعمى للحكام، كانت قراءتهم للنصوص حرفية و كانوا يقبلون أي حديث اذا صح لديهم اسناده حتى لو كان متنه مخالفا لكتاب الله تعالى. و اما اهل الرأي و الإستقلال عن العائلات المالكية، فبما حباهم الله من عقل و استقلال فكري حرم منه الفريق الأول و بما في نفوسهم من ريبة في معظم ما يصححه الفريق الأول من مرويات لا تخدم سوى مصلحة الحكام، فقد كانوا يعتمدون على القرآن كمصدر اول ولا يقبلون حديثا الا بعد تمحيصه وعرضه على كتاب الله وعلى نور العقل، للتأكد من صحته،لأجل ذلك كانوا موضع عداوة و تضليل من قبل المحدّثين الذين رأوا أن ردّ ما " صحّت" نسبته الى الرسول، لا يعني غير الإستهانة بهدي النبي بل و تكذيبه! لأجل ذلك وقف الملوك في صف اهل الحديث الذين لم يعجزهم( كما رأينا منذ قليل) تجنيد أربعين من أغبيائهم كي يشهدوا ــ اعتمادا على حديث كاذب ــ أمام خليفة جديد، بأن لا حساب على الخلفاء فيما يفسقون و يقترفون من جرائم ضد رعاياهم. أما اهل الرأي و النظر فقد كانوا موضع نقمة لما يمثلونه من تهديد لمصالح الملوك، ومن تشكيك فيما تخدمهم به المنظومة السلفية من مرويات تقدّم على كونها مسلمات عقائدية لا تقبل الشك و التاويل. و قد شهد العهد الأموي إعدام اشهرضحايا أهل الرأي. فقتل معبد الجهني على يدي الحجاج بن يوسف بعد تعرضه الى تعذيب طويل بسبب جمعه حدة اللسان و السنان" حيث اتصل بثورة عبد الرحمن بن الأشعث, [و] قاتل الحجاج في المواطن كلها و بعد فشل الحركة عذبه الحجاج بأصناف العذاب ثم قتله صبرا سنة 80 ."(1). كما اشرف هشام بن عبد الملك (موضوع ترجمتـنا )على اعدام المفكر الكبير غيلان الدمشقي، لا لشيء إلا لتنزيهه الله سبحانه و تعالى عن اكراه الناس على ما يقترفون من معاصي و جرائم ثم اخذهم بجريرة ذلك، فاعلن ان الناس مختارون فيما ياتون و يذرون، لأن من مقتضى العدالة الإلهية تتطلب حرية الفعل أو الترك، مما اصاب المؤسسة الأموية في الصميم ن لكونها اعتادت منذ معاوية بن ابي سفيان على تعليق موبقاتها على شماعة القضاء و القدر. و قد زاد من نقمة هشام على غيلان رحمه الله أن الأخير " دعّم عمر بن عبد العزيز ضد عشيرته بني امية حتى كلف بالإشراف على تصفية ممتلكاتهم التي استولوا عليها من علاقتهم بالحكم و كان يسميهم بالظلمة " (2) . كما ذبح الجعد بن درهم ــ ثالث اكبر شهداء الحرية ــ, صبيحة يوم عيد الأضحى لنفس السبب.. و اذا علمنا ان الجعد بد درهم قد عيّر الحجاج بجبنه عن مبارزة غزالة زوجة شبيب الخارجي الحجاج ببيتيه الشهيرين:

أسد علي و في الحروب نعامة فتخاء تهرب من صفير الصافر
هلا برزت في الوغى لــــغزالة بـــل كان قلبك في جناحي طائر

أدركنا سبب قتله.

ملك أمويّ جبان:

وكان من طباع هشام انه و كما ذكر بن كثير" لا يكتب إليه بكتاب فيه ذكر الموت " ( البداية و النهاية ج9ص 408) أي أن جلالته كان يخشى هادم اللذات( الموت) خشية مرضية، لأنه كان مسؤولا عن سدّ ثغور" مائة جارية من حسان النساء" ثغور كان يخشى ان تؤتي من قبله! أو تعريضها للضياع بعد رحيله. لأجل ذلك كان يستشير المنجمين للإطمئنان على بقائه البغيض. و قد قتل في عهده زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه وولده يحيى الذي بايعه خلق كثير. وقد ساعد ابوحنيفة المتمردين بثلاثين الف درهم كي يستعينوا بها على ثورتهم، غير ان المخابرات الأموية لم تمهلهم سوى ثلاثة أيام " حتى قتل [ زيد] و استخرج بعد دفنه و صلب بالكناسة تربة بالكوفة اربع سنين و نسجت العنكبوت على عورته ثم انزل و احرق و ذر رماده رضي الله عنه " ( شذرات الذهب لأبن العماد الحنبلي 287ج1) ( ملاحظة: لا صله لزيد بن علي بطائفة الشيعة و معتقداتها المخرجة من الملة ناهيك " أنه لما خرج يدعو الى طاعته جاءته طائفة وقالوا: تبرّأ من ابي بكر و عمر حتى نبايعك فقال بل اتبرأ ممن تبرأ منهما، فقالوا: اذ نرفضك فسمّوا رافضة من يومئذ، و سميت شيعته زيدية " (شذرات الذهب 277ج1) . لأجل ذلك، لا يمكن تحميل الرجل ضلال من انتسب اليه من شيعة زيدية، وقد روّج بعض المغفلين المعاصرين أن الزيدية " شيعة معتدلة و قريبة من أهل السنة و الجماعة " و الحال أن الأبيض في الكلاب نجس، اذ لا يوجد في ايامنا شيعي معتدل يدبّ على سطح المعمورة، فكل طوائف الشيعة تتعبد اليوم بتكفير الصحابة رضي الله عنهم و لعنهم و اتهام امهات المؤمنين بعظائم الأمور و الإعتقاد بتحريف القرآن.(3).

وعلى الرغم من اجرام الملك الأموي لم يجد المؤرخون أي غضاضة في وصفه تارة بأنه " من أكره الناس لسفك الدماء "(4) ( انظرالبداية و النهاية 407/9 )(2), و تارة أخرى بكونه " كان مشهورا بالحلم و العفة" ( انظر الشيخ الخضري الدولة الأموية 198)( ربما كان ذكر عفته مقارنة بغيره، من قبيل "عند ذكر العمى يستحسن العور"!)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) و (2) رشيد الخيّون . معتزلة البصرة و بغداد ص51.
(3) و تلك أهون معتقدات الشيعة ( راجع كتابي الشيعة و التشيع قراءة اسلامية مبرّأة من المؤثرات الطائفية) .
(4) الأمر نسبيّ بطبيعة الحال، فصدام حسين يعدّ "أرحم" من ستالين.

يتبع



#حمادي_بلخشين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائح- خير القرون-السّلفية (10)
- فضائح- خير القرون-السّلفية (9)
- فضائح -خير القرون- السلفية (8)
- فضائح -خير القرون- السّلفية (7)
- فضائح- خير القرون- السّلفية (6)
- فضائح -خير القرون- السلفية (5)
- فضائح- خير- القرون السلفية (4)
- فضائح -خير القرون- السلفية (3)
- فضائح -خير القرون- السلفية ( 2 )
- فضائح-خير القرون- السّلفيّة (1)
- عن اهون موجود و اعز مفقود
- شعوبنا العربية، هل تفكر بالتغيير؟( قصة هزلية بالمناسبة)
- حول سقوط الكهنوت السني و الشيعي ( قصة بالمناسبة)
- استجواب/ قصة قصيرة
- مشقة الإيمان بالقدر( قصة)
- ناقصات ( عن تحقير المرأة)
- حول تفشي الخيانة الزوجية
- أرب /قصة قصيرة/حمادي بلخشين
- الزهري الذي قتل أمما اسلامية ولا يزال
- عن غلظة آل سعود ( قصة)


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حمادي بلخشين - فضائح -خير القرون- السّلفيّة (11)