أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - افتح يا ويكيليكس














المزيد.....

افتح يا ويكيليكس


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صفات الدهشة والغضب والذهول والغيرة ( الغيرة فقط على المرأة التي تحمل شرف العائلة ) والثورة والرفض وغيرها من الصفات التي تزرع القلق والمواجهة ، تُحول الانسان الى حالة من حالات التأمل المجبول بالعزيمة والتصميم على التغير وقلب حياته .
اذ أن المواطن العربي في الدول العربية فقد هذه الصفات بعد ان وضعها في بنك التخاذل والخوف والاستسلام ، والهدوء النفسي والأمني الذي يتمتع فيه ، ليس ذلك الهدوء المرتبط بالرضى والقناعة ، بل هدوء الأقفال التي رميت مفاتيحها في البحر ، هدوء المياه الراكدة التي من شدة ركودها تعفنت ، هدوء الزنازين التي لطخت جدرانها بالدماء وعبارات التوسل بالكف عن الشبح والضرب .
الأنظمة السياسية العربية عبر قمعها وزنازينها المفتوحة وكبتها للحريات ربطت المواطن باللقمة ورغيف الخبز، حوّلته الى مجرد فم فارغ وقلعت اسنانه حتى لا ينهش ويعض حكامه وملوكه .
هذه الافكار وغيرها من التساؤلات الحزينة البائسة خرجت من جحورها وجلست امامنا بكامل اسوداد ذعرها التاريخي.
فقد سمعنا ورأينا عبر وسائل الاعلام والفضائيات الكثيرة وثائق و(يكيليكس )التي خرجت من بطن الديناصور الامريكي ، وزارة الخارجية، تكشف وتعري مواقف الساسة والسياسيين وتفضح بعض الزعماء والقادة العرب الذين دخلوا القن الامريكي المزين بالقوة ، قرروا ان يبيضوا هناك ذهبا ًيوزع من اجل نيل العشق الامريكي ، لكن البيض استعمل في صنع كعكة حرية التعبير الامريكية ،التي ترمي الكلمات والعبارات في ملاعب الصراحة والكشف .
ليست ثرثرة نساء "قال وقيل" وليست صرخات رجال في المقاهي واوراق مبعثرة عابرة ، ليست مواد إعلامية نمر عليها مر الكرام ، انها عناوين تكشف حقيقة تفكير الزعماء العرب وانجرارهم الذي يصل الى حد الحقد والغباء السياسي . وتكشف الى أي مدى يصل الانجرار والفساد والتحريض الدموي ضد دول مجاورة وصديقة – كما حرض الملك عبدالله ملك السعودية ضد ايران "الافعى" والتي طلب من الرئيس الامريكي "ان يقطع رأس الافعى " مع ان الحروب التي شنتها امريكا- بعد موافقة القادة العرب - ضد العراق وافغانستان اغرقت شعوب هاتين الدولتين بالدم والدمار والفوضى والفقر واللجوء والهروب والطائفية ..الخ
هؤلاء القادة لم يلتفتوا لمصلحة شعوبهم وباقي الشعوب العربية المثقلة بالآسى والهزائم ،لقد كانوا وما زالوا مجرد اختام مطاطية لتمرير المخططات الجهنمية الامريكية ، وها هي امريكا تنزع عنهم اوراق التوت ، تجعل عريهم موضة دبلوماسية هزيلة .
انهم زعماء يعانون من انفصام في شخصياتهم ، امام وسائل الاعلام وخلال المؤتمرات العربية ولقاءات المطارات والمباحثات يكونون بوجوه مصنوعة من طين الصداقة والود ومصلحة الاوطان ، وامام- كنغ كونغ –الآمريكي وجوه حاقدة تتقن نصب الفخاخ ودفن الديناميت في تربة الاوطان العربية .
مواقف مهزوزة ومحرضة ، لا نسمع اصواتهم الغائبة عن قضايا الامة ، لكن امام التحريض يتحولون الى حناجر ودسائس ، هذه هي صورة الزعماء والقادة العرب الذين يقودون الامة العربية .
إذ ان امريكا بالنسبة لهم هي الحضن الدافىء للأسرار ولكن هذا الحضن يفضحهم الآن ، اعتقد ان هذا الموقع (المرعب ) والذي تتسرب منه الوثائق كالشلالات الجهنمية يعرف طريقه جيداً ، الفضائح تنشر عمداً ومع سبق الاصرار والترصد ، ولا أظن ان الاميركان لا يعرفون ولا يستطيعون السيطرة على التسريب ، فهذه نكتة سخيفة لأن في مقدورهم وقفه ، وهم خبراء في صناعة القتل والسيطرة ومحو الوثائق وتدبير الخدع ونسج الأكاذيب .
عندهم الآف من شخصيات "جيمس بوند" و"شوازنجر" و"الرجل الآلي" و"بات مان" و" سوبر مان " و"توم كروز" صاحب المهمة المستحيلة و"بروس ويلز " الذي يخترق الفضاء ويسيطر على المخلوقات الأخرى ، شخصيات أوجدها الأمريكان وخلقوها لتكون على حال النمط الامركي القوي القادر على قهر الآخرين .
ان ملفات وزارة الخارجية ليست بهذه السهولة كي تنزل وتتنزه في موقع ويكيلكيس ، من وزعها ودفعها الى الخروج من ابواب السرية الامريكية ؟؟
نعترف ان الكشف تحوّل الى فضائح سياسية ، منها المضحك ومنها المذهل ومنها المجنون .
وما يهمنا الجانب العربي ، ولا نعرف هل نشر هذه الوثائق جاء لتحريك الشعوب العربية التي اصبح حكامها عبئا من العواجيز والديكتاتورية والتوريث وقد اصبحوا يحرجون القيادة الامريكية ؟ ويريد الامريكان تغيرهم؟ وهذه التسريبات برقيات للشعوب العربية لكي تقوم بالتغيير؟؟
نطمئن الإدارة والشعب الامريكي ان شعوبنا العربية محصنة ضد الغضب والذهول والفضائح التي تتعلق بالقادة وسلوكياتهم وسياساتهم ، نعم تنتفض الشعوب اذا اخطأت ابنة او اذا خانت زوجة زوجها او اذا قادت المراة سيارة و يبقى الغضب في دائرة المرأة التي تتمرد على المرسوم لها .
لقد مرت هذه الوثائق مرور الكرام لم يحاول أي مواطن ان يعرف او يحاسب على هذا الفساد والتصريحات ، القادة في واد بروجهم والشعوب العربية في اودية مسحوقة مهزومة محبطة .
(افتح ياسمسم) كانت الشيفرة التي يفتح بها علي بابا المغارة لكي يأخذ الكنوز ، لكن افتح يا ويكيلكس "نقولها " ونحن نضحك لأن نشر الفضائح لن يحرك ساكناً ، ضاعت العراق وضاعت قبلها فلسطين ، دول عربية كسوريا ولبنان تحيا بين فكي القرش الامريكي والاسرائيلي ، وفي ذات الوقت التآمرالعربي مازال مستمراً ويحيك المؤامرات .فالنظام العربي الذي يقتل نظاماً عربياً آخر خيراً يره ،والنظام العربي الذي لا يطيع امريكا شراً يره .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في مطار القاهرة وليس في مطار بن غوريون
- العنوسة والطلاق والنساء المسترجلات
- عندما يبكي الرجال في غزة
- ما اتعس الوطن حين نصبح اشجارا للقطع
- وانا مالي يا بوي وانا مالي
- اليوم الكئيب الذي يفلت من السنوات الاربعين
- بكم تباع كيلو الأنوثة ؟؟
- بعد الموائد العامرة مشاعر متضاربة
- ارزة وزيتونة في حبة قطايف
- قانون الجرافات فوق المواطن
- الثعلب على موائد رمضان
- -بيل غيتس- امام موائد الرحمن
- باب الحارة يؤدي الى الكازينو
- الموت في اسرائيل
- في زمن الشعير نلجأ الى الحمير
- باب توبة العملاء من البلاستيك
- شعوب رهينة لمزاج الحكام
- احسد شاليط
- ابشر أيها الفلسطيني ، وصلت القصيدة
- واكا.. واكا في الحديقة الخلفية للثورة الفلسطينية


المزيد.....




- الكونغو : بين أثار صدمة الحرب وأمل العلاج النفسي
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخري ...
- مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا ...
- الأراضي الفلسطينية .. شروط قيام الدول؟
- روسيا تحث على -توخي الحذر الشديد- بشأن التهديدات النووية إثر ...
- المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يزور روسيا هذا الأسبوع
- لبنان: عون يتعهد بتحقيق العدالة بعد خمس سنوات من انفجار مرفأ ...
- بعد نشر حماس المقطع المصور للرهينتين.. ما مدى تأثير التحركات ...
- سودانيون يتضامنون مع أهالي غزة المجوّعين
- مؤسسات حقوقية تنتقد تنكر ويتكوف للمجاعة بغزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - افتح يا ويكيليكس