أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ومكر أعداء المغرب يبور .















المزيد.....

ومكر أعداء المغرب يبور .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3197 - 2010 / 11 / 26 - 02:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


كادت أنفاسنا أن تنقطع إثر تواتر الأنباء عن فتح جبهات متعددة للهجمة الشرسة التي أججت أوارها دخول بعض الدول المعادية لوحدة المغرب على الخط ــ خاصة إسبانيا ،المكسيك ، نيجيريا وجنوب إفريقيا ــ ومطالبتها بعقد اجتماع مجلس الأمن حول أحداث مخيم أكديم إزيك . كان الهدف الأساسي منها ، بالإضافة إلى إضعاف موقف المغرب في المفاوضات غير الرسمية مع ممثلي البوليساريو ، التشويش على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب انسجاما مع الرغبة المغربية في إيجاد مخرج مشرف لأطراف النزاع والمحافظة على ماء الوجه بعيدا عن منطق الغالب والمغلوب ، وتفاعلا إيجابيا مع سعي المنتظم الدولي إلى إيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه . فأعداء المغرب يكيدون له كيدا ، ومنه هذه الهجمة المسعورة التي فاجأت السلطات العمومية وأربكت المفاوض المغربي الذي وضعته في موقف المستجدي للحوار مع ممثلي البوليساريو الذين حاولوا استغلال الموقف بالتأخر عن حضور الجلسات في الوقت المحدد ، فيما كانت الآلة الإعلامية الإسبانية تخوض حربا خبيثة داست فيها على كل الأخلاقيات والقيم التي تتأسس عليها مهنة الصحافة . وبعد كل العربدة الإعلامية التي أبداها أعداء الوحدة الترابية ووكلاؤهم المأجورون ، خاب سعيهم وانكشفت فضائحهم أمام الرأي العام الدولي الذي كان مخدوعا في صحافة التدليس والكراهية والعنف . كنا نعتقد أن الصحافة الغربية تجسد ضمير الشعوب ومستواها الحضاري ، مما يجعلها تتسامى على أساليب الكذب والتدليس والارتزاق ؛ كما كنا نغتر بأن المناخ الديمقراطي لا يترك أي فرصة للانتعاش أمام ناهبي الأعراض ومزوري الوقائع . لكن الفضائح التي اكتشفناها واكتشفها معنا الرأي العام الدولي جعلتنا ندرك أن الارتزاق والارتشاء والتزوير آفة قد تفتك بالمجتمعات الديمقراطية أكثر مما قد تفعله بالتي تصنف "أقل ديمقراطية" . لكن ، وكما يقول المثل الشعبي الدارج " دين النبي يغلب" ، فإن حسن نية المغرب وجدية مقترح الحكم الذاتي أعمت بصيرة أعدائه وأفقدتهم العقل والمبدأ حتى ارتكبوا حماقات ما كانوا يرتكبونها لولا مشاعر الحقد والكراهية والعداء المقيت التي تحقن نفوسهم المريضة بهذيان العظمة الذي يزداد تعقيدا كلما أدركوا أن دولة جنوبية جارة تتشكل على أسس الحداثة والديمقراطية والتنمية المستدامة التي حولت المغرب إلى ورش تنموي مفتوح على الاستثمارات الكبرى ، بل سيكون قوة اقتصادية على المدى القريب لما يتوفر عليه من موارد طبيعية هامة ( الشمس ، الفوسفات ، البحر بخيراته ومجاله الحيوي ) . الأمر الذي سيزيد من اختناق الاقتصاد الإسباني الهش الذي تداعى بسرعة أمام الأزمة المالية العالمية رغم الدعم المالي والامتيازات التي يفورها انضمام أسبانيا للاتحاد الأوربي . فالمغرب ، بإمكانياته الذاتية استطاع أن ينهج إستراتيجية تنموية متكاملة تجعل منه منافسا قويا لاقتصاد أسبانيا ، خصوصا بعد أن منحه الاتحاد الأوربي وضعا متقدما ومتميزا . بالتأكيد أن الحرب الدفاعية التي يخوضها المغرب من أجل وحدته الترابية ، لا تنحصر في المجال العسكري الذي منه المباشر عبر المواجهة المسلحة التي كان للحزام الأمني دور فعال في إفشال مخططاتها ، ومنه غير المباشر عبر اضطرار المغرب إلى خوض سباق التسلح الذي تفرضه الجزائر بهدف استنزاف إمكاناته وشل قدراته التنموية حتى تفوت عليه فرص التقدم والانعتاق من عقال التخلف وتضعفه عن منافستها على الزعامة الإقليمية التي تسعى الجزائر للانفراد بها . لهذا تصر الجزائر على إطالة أمد الصراع ضد المغرب عبر الحيلولة دون تقدم المفاوضات أو السعي إلى إفشالها . إن هذه حرب تقليدية اعتاد عليها المغرب ومكنته من الصمود وبناء قوته الذاتية التي أهلته ليكون في وضعية سياسية واقتصادية أفضل بكثير مما هي عليه الجزائر التي ترصد أموال الشعب لتكديس السلاح وتمويل كل أنواع الحروب ضد المغرب ، فيما الشعب الجزائري يعاني الإرهاب الممنهج الذي تمارسه الطغمة الحاكمة مدعومة بجنرالات الفساد ، فضلا عن الإرهاب الحركي الذي يشنه تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى . وأحسنت جريدة "الجزائر نيوز" 15 /11/2010 وصفا لانقلاب السحر على الساحر الجزائري كالتالي ( في لحظات تحولت هذه الصورة من دليل إدانة للمغرب إلى دليل إدانة لنظامنا صاحب "المبادئ الكبرى "لكن في فن الكذب والخداع والنفاق طبعا ). لكن الحرب غير التقليدية التي تستوجب من المغرب تنويع وسائل الدفاع والمقاومة ، هي التي تخوضها أسبانيا عبر واجهات متعددة ، ليس الإعلام إلا إحداها .ومهما حاولت حكومة إسبانيا التظاهر بالحياد في الصراع حول الصحراء المغربية ودعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ، فإن الوقائع المتواترة تثبت انخراط الأسبان في الحرب ضد المغرب . ولعل الحرب الإعلامية والدبلوماسية التي تخوضها الدوائر الرسمية وغير الرسمية الإسبانية هي أشد خطورة من الحرب العسكرية المباشرة التي يكون فيها العدو مكشوفا . أما ما تفعله اسبانيا فهو المكر والخداع بعينهما لما توظف إعلامها لنشر الأكاذيب وترويج الدعايات المغرضة ضد المغرب للنيل من مصداقيته ، في الوقت الذي يتظاهر فيه بعض الوزراء بالحرص على صداقة المغرب ومتانة العلاقة معه . وقمة الخداع والمكر تجسدت في تصريح وزيرة الخارجية الإسبانية تْرِينِيدَادْ خِيمِينِثْ ، يوم الخميس 18 نونبر الجاري، أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الإسباني كالتالي : "إنّ الحكومة الإسبانية تنتظر من المغرب إضاءة حول أحداث شغب العيون وبشكل مُغيّر للواقع الحالي الذي تغيب عنه المعلومات والبيانات الدقيقة". علما أن المسئولين المغاربة ( وزير الاتصال ، وزير الداخلية ، وزير الخارجية والتعاون ) قد أوضحوا ما فيه الكفاية وبالصورة والصوت مجريات الأحداث . ولم تكلف الحكومة الأسبانية نفسها فتح تحقيق في إعلامها الرسمي لمعرفة حقيقة الانحراف والتضليل اللذين مارسهما بشكل فج ومفضوح . وكان حريا برئيس الوزراء الإسباني أن يجبر كل المسئولين عن الإعلام الرسمي على الاستقالة حفظا لماء الوجه وإنصافا للمغرب من باب التدليل على متانة الصداقة وحسن الجوار . بل كان حريا بكل الأسبان أن يدركوا أن أسبانيا "الإمبراطورية" ذهب عهدها بغير رجعة . إذن ، ليس في كل مرة تسلم الجرة . وعلى المغرب تدارك أخطائه الإعلامية والدبلوماسية وتقوية الجبهة الداخلية بإرساء دعائم دولة الحق والقانون والقطع مع كل أنماط الريع والنهب وسوء تدبير الشأن العام ؛حتى يؤسس لتجربة ديمقراطية سليمة تكون نموذجا يجسد العمق الحضاري والغنى الثقافي في إطار الوحدة الوطنية الرصينة والثابتة التي تستوعب الاختلاف والتعدد وتحولهما إلى لحمة تزيد من قوتها . كما عليه التعامل بالحزم والجدية بما يضمن احترام الحقوق والقانون ويصون السيادة المغربية ضد العناصر المأجورة مهما كانت صفتها ووضعها وجنسيتها .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن الحكم الذاتي خيارا وليس فقط حلا .
- السعودية وجدية الانخراط في محاربة الإرهاب .
- هل يفلح الحوار الموريتاني في القضاء على خطر الإرهاب ؟
- ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - ومكر أعداء المغرب يبور .