أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .















المزيد.....

ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 01:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان لا بد للأحداث أن تتطور وتتصاعد المخاطر التي بات يشكلها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على الأمن الإقليمي والدولي ، حتى تستشعر القوى الغربية حجم هذه المخاطر وتدرك تقصيرها الفظيع إزاء تنامي وتوسع الأنشطة الإجرامية في منطقة الساحل والصحراء ، والتي ظل المغرب يوجه تحذيراته منها طيلة السنوات الأخيرة . ومما زاد من خطورة الأوضاع في المنطقة التقاء المصالح بين الشبكات الدولية لتهريب السلاح والمخدرات وتنظيم القاعدة الذي ينشط ويسيطر على النقط الإستراتيجية في المنطقة . وما لم تدركه بعدُ هذه الدول هو تنامي ميول التطرف لدى فئات من شباب البوليساريو ؛ الأمر الذي يسهل على تنظيم القاعدة استغلالهم إما في التجنيد أو التعاون لتنفيذ مخططات إرهابية تتعلق بالمراقبة وتقديم معلومات دقيقة عن الأهداف المراد تدميرها أو تدبير عمليات اختطاف الرهائن كما حدث في 29 نوفمبر 2009 حين شارك أربعة عناصر ينتمون لعصابة البوليساريو في اختطاف ثلاثة إسبانيين على الطريق الرئيسي الرابط بين نواكشوط ونواذيبو كانوا ضمن قافلة إنسانية. لم يعد الأمر إذن ، محصورا في عمليات الاختطاف التي تستهدف الرعايا الأجانب في موريتانيا أو مالي أو النيجر ، بل اتخذا أبعادا خطيرة حين ثبت التعاون بين الشبكات الدولية للاتجار في المخدرات وبين تنظيم القاعدة الذي يسعى لإقامة إمارة على الشريط الساحلي الصحراوي . ولا شك أن المعطيات التي قدمها وزير الداخلية المغربي عقب الإعلان عن تفكيك الشبكة الدولية للاتجار في المخدرات ، تكشف المدى الخطير الذي بات يأخذه العمل الإجرامي متعدد الرؤوس . إذ في ظرف أقل من خمسة أشهر تمكنت عصابات التهريب من تسريب كميات كبيرة تفوق 600 كلغ من الكوكايين إلى التراب الوطني عبر الحدود الجزائرية الموريتانية . وقد حولت العصابات الإجرامية وتنظيم القاعدة بمنطقة الساحل والصحراء مناطق آمنة لاستقبال وتخزين المخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية ، ثم ترويجها داخل البلدان المغاربية والأوربية . ومن بين المعطيات الذي ذكرها وزير الداخلية "أن عناصر القاعدة خفرت، في نونبر 2009، شاحنة محملة بالوقود إلى مكان رسو طائرة بوينغ، كانت استعملت في جلب العديد من الأطنان من مخدر الكوكايين من فنزويلا إلى شمال مالي، حيث تفرض القاعدة سيطرتها، وبعدما فشلت الطائرة في الإقلاع، قامت الجماعة الإرهابية بإحراقها". وهذا دليل قاطع على تحكم تنظيم القاعدة وسيطرته على منطقة الساحل التي تمتد على مساحة 8 ملايين كيلومتر مربع . ومما يزيد التنظيم قوة وفعالية غياب التنسيق الأمني بين دول المنطقة وإصرار الجزائر على فرض إستراتيجيتها على الأطراف المعنية بمكافحة الإرهاب . ذلك أن الجزائر تريد أن تحقق أهدافا لا علاقة لها بالأهداف المعلنة داخل المنتديات الدولية . ومن أبرز ما تهدف إليه الجزائر :
1 ـ إعطاء الوقت اللازم لتنظيم القاعدة لبسط سيطرته على منطقة الساحل وتنويع أنشطته حتى لا تبقى مقتصرة على العمليات المسلحة . وتهدف الجزائر بهذا المسعى إلى التقليص من العمليات الإرهابية التي ينفذها تنظيم القاعدة داخل التراب الجزائري . إذ بالقدر الذي سيركز هذا التنظيم على العمليات التي تدر عليه أموالا كثيرة ، خاصة عمليات خطف الرهائن وتأمين تنقل تجار المخدرات ، تعتقد الجزائر أنه سيقلص من عملياته المسلحة داخل ترابها لما قد تحدثه من خسائر بشرية في صفوف أعضائه . لهذا تسعى القيادة الجزائرية إلى تمكين القاعدة من توسيع نشاطها بمنطقة الساحل عبر تعطيل عمليات التنسيق الأمني والعسكري بين دول المنطقة . لهذه الغاية ، ظلت الجزائر تحرص على استضافة اللقاءات الاستخباراتية والعسكرية على أراضيها بنية إفراغ القرارات التي يتخذها مسئولو دول الساحل من محتواها . وهذا ما أثبتته الوقائع على الأرض ضدا على نتائج لقاء الجزائر العاصمة الذي أسفر عن إنشاء مركز مشترك للاستخبارات أو لقاء تمنراست الذي ضم رؤساء هيئات الأركان الموريتانية والجزائرية والنيجرية والمالية والذي اتخذ من هذه المدينة مقرا للقيادة المشتركة لجيوش هذه الدول الأربعة . لكن لا شيء تحقق على أرض الواقع ، بل تُركت موريتانيا وحيدة تواجه تنظيم القاعدة في رمال مالي تحت انتقادات الجزائر وهجمات إعلامها .
2 ـ لعب دور الزعامة الإقليمية . فالجزائر ، ومنذ عقود ، تطمع في أن تكون قوة إقليمية والمخاطب الوحيد باسم دول شمال إفريقيا . لهذا تتصدى الجزائر لكل الجهود التي تروم خلق تنسيق عملي بين دول المنطقة ، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاركة المغرب . إذ رفضت الجزائر حضور المغرب في اللقاءات التي تمت على أراضيها ، لكن انكشفت حقيقتها لما قررت الدول الثمانية الكبار عقد لقاء باماكو بعدما تبين لها أن الجزائر غير جادة في مكافحة الإرهاب . وبررت الجزائر عدم مشاركتها في اجتماع باماكو بمبررات واهية تغطي بها حنقها وبغضها للمغرب ، ومنها ( أن توسيع المشاركة في مثل هذه الاجتماعات لن يؤدي سوى إلى تعقيد المعادلة الأمنية في المنطقة، بحيث أن الجزائر غير مقتنعة بجدوى « تمييع»ملف مكافحة الإرهاب في الساحل من خلال فتح الباب لأطراف لا علاقة لها جغرافيا بهذه المنطقة )( جريدة صوت الأحرار 16 أكتوبر 2010) .
3 ـ الاتجار بالإرهاب عبر التهويل من مخاطره التي للجزائر دور في مداها ونوعيتها . فالجزائر يهمها أن يستفحل خطر الإرهاب وينتشر حتى تظل تتاجر به كأصل تجاري يدر عليها المساعدات العسكرية ويجعها قبلة للدول الغربية . بل مكنتها متاجرتها هذه بمضاعفة حصتها من المساعدات الأمريكية في إطار مكافحة الإرهاب بنسبة 600 في المائة ( من1 مليون دولار سنة 2007 إلى 600 مليون سنة 2008 ) .
4 ـ محاربة المغرب عبر بوابة محاربة الإرهاب ، إذ لا تكف الجزائر عن التحريض ضد المغرب لعزله عن محيطه الإقليمي والدولي . وازداد سعارها مع التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي . فالجزائر تعلن عن حيثيات رفضها مشاركة المغرب في اللقاءات التي تعقدها دول الساحل في إطار مكافحة الإرهاب بكون المغرب يسعى لتحقيق الأهداف التالية (الأول يتعلق بمحاولة فرض احتلاله للصحراء الغربية كأمر واقع، والثاني يتعلق بتأكيد الأطروحة التي رددها العاهل المغربي محمد السادس في أكثر من مرة وروجت لها الدعاية المغربية والمتعلقة بالعلاقة المزعومة بين القاعدة وجبهة البوليساريو، وأما الهدف الثالث والأخير فيخص السعي إلى إضعاف الجزائر لأن رعايتها لمسألة مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الصحراوي يعني التمكين لخياراتها الرافضة للتدخل الأجنبي) . وبالتالي فكل مشاركة للجزائر بجانب المغرب هو إقرار منها واعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية . لهذا ستظل الجزائر ترفض أي مشاركة أو تنسيق مع المغرب بشكل ثنائي أو في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بمنطقة الساحل والصحراء .
لكن ، ومهما تضافرت جهود الدول المعنية بمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء ، فإن الخطر سيبقى يتهدد الأمن الإقليمي والدولي طالما ظلت الجزائر ترفض المشاركة في التنسيق الأمني والعسكري إلى جانب المغرب . لهذا يبقى المدخل الأساس لفك عقدة الجزائر هو إنهاء الصراع المفتعل ضد الوحدة الترابية للمغرب .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضعية المرأة تعكس مدى نضج المجتمع ووعي نُخَبِه .
- حزب العدالة والتنمية ولعبة الاستفزاز التي لا تنتهي .
- منطقة الساحل والصحراء على خطى الصوملة والأفغنة .
- ولد سلمى القيادي الصحراوي الذي تمرد على عصابة الانفصال .
- من يزرع فقه التكفير يحصد قنابل التفجير .
- من يلعب بنار التطرف تحرقه .
- الحرب الشاملة ضد الإرهاب هي الخيار الوحيد لدحر خطره .
- هل ستتجاوب الأحزاب مع خطاب الملك ؟
- هل ستصير الفتوى سلاح اليساريين ؟
- هل من علاج للعجز الحكومي المزمن ؟
- التمايز بين الحركة والحزب شعار تعوزه الجرأة والمصداقية .
- هل جماعة العدل والإحسان تعارض سياسة النظام أم تناهض وجوده ؟
- هل فقد الفيزازي الحماسة والمشيخة ؟(3)
- جماعة العدل والإحسان تدين الاختطاف والتعذيب وتمارسهما ببشاعة ...
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب (الأحداث المغربية ) الجزء ...
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(2)
- حوار حول الظاهرة الدينية في المغرب
- هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - ساحلستان : إمارة الإرهاب والتهريب .